أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حكيمة لعلا - نحن نتكلم خطاب اليسار














المزيد.....


نحن نتكلم خطاب اليسار


حكيمة لعلا
دكتورة باحثة في علم الاجتماع جامعة الحسن الثاني الدار البضاء المغرب

(Hakima Laala)


الحوار المتمدن-العدد: 7526 - 2023 / 2 / 18 - 18:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن ما يلفت النظر هو الاستعمال المكثف للخطاب اليساري في المطالبة اليومية لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية عند غالبية الفئات الشعبية. نحن نتحدث عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وتكافؤ الفرص وعن المساواة والإنصاف. قد لا ندرك أن مطالبنا اليومية تحمل كل معاني وأهداف الفكر السياسي اليساري، وقد نعتبر أن هاته المفاهيم لتحقيق دولة الحق والقانون حديثة العهد ولكنها في الحقيقة هي ليست وليدة اللحظة وليست حديثة الزمن الجديد بل هي وليدة الثورة الفرنسية التي تمخضت عنها بوادر التيار السياسي اليساري، ولربما وجب الوقوف على هذا الحدث التاريخي الذي غير وجه وواقع الإنسان والإنسانية بجعل أول أولوياته هو الإنسان والفرد.
في التوجهات السياسية المتعارف عليها عالميا تقسم الأحزاب حسب الاديولوجيات والتوجهات السياسة و المنظومة السياسية التي يتبناها كل حزب ويناضل من اجلها باليات سياسية تخولها له الدولة أو لا تخولها، وتصبح هنا موضوع نضال مكثف ولو كانت خارج القوانين الرسمية المؤطرة للدولة .
تقسم الأحزاب في مجملها إلى أحزاب اليمين واليمين المتطرف واليسار واليسار المتطرف، و معنى المتطرف هنا هو التشدد في التوجهات السياسية والتوجه الاديولوجي الذي يتبناه كل حزب إن كان من اليسار أو اليمين.
إن اليسار يعني سياسيا المعارضة للنظام الاجتماعي السائد، يعني أن اليسار نشأ من رحم الرفض أي رفض النظام السائد والذي يبني على المحافظة على المعايير والقيم والممارسات التي تكرس التراتبيات الاجتماعية بناء على الانتماء الطبقي والاجتماعي والعرقي والديني، هذا التوجه يمثل سياسيا أحزاب اليمين أو الأحزاب المحافظة.
إن مصطلح اليسار ظهر للوجود خلال الثورة الفرنسية وبالضبط يوم 28 اجتماع أغسطس سنة 1789 خلال اجتماع يناقش حق النقض الملكي في القرارات التي تأخذ خلال اجتماع الولايات العامة للمملكة les états généraux du Royaume ، بحيث اجتمع النواب المعارضون لهذا الإجراء إي استعمال حق النقض le droit de véto من طرف الملك لويس السادس عشر على يسار رئيس المكتب وخلاف ذلك اجتمع النواب المؤيدون لهذا الحق على اليمين. لم يكن مفهوم اليسار في بادئ الأمر مفكرا فيه بشكل نظري بل كان يغلب عليه مفهوم التعارض الفكري والسياسي مع الطبقة المسيطرة ، بل هو في بداية تاريخه كاسم أو كنعت كان فعلا " عملية تموقع جسدي" .
إن النظام السياسي كان يخول فقط لثلاث تكتلات اجتماعية تحمل اسم ولاية وكانت تحمل لقب الولايات العامة للمملكة les états généraux du Royaume وهي التي كانت تقرر في الشأن العام للدولة . كانت الاجتماعات السياسية تتكون في كل اجتماع من ثلاث انتماءات اجتماعية تخضع لتراتبية اجتماعية نجد في القمة الارستقراطية والنبلاء بعدد 285 فرد تليها فئة رجال الدين بعدد 308 فرد وفي الأخير نجد ما يسمى الولاية الثالثة le tiers étatبعدد 621 فرد وخصوصية هاته الولاية أنها تشمل كل الباقي من الشعب ولا تتمتع بنفس رتبة ولاية النبلاء ولا ولاية رجال الدين وليست لها أي سلطة اجتماعية أو دينية أو سياسية .ولكنها تحمل مشروع تغيير شامل لمفهوم الدولة والسلطة . كانت الفئة المعنية بالتواجد في اجتماع الولاية العامة للمملكة هم سكان المدن وبالأخص أولئك الدين يشتغلون ولهم مداخل مادية ، وهم الذين كانوا يلقبون بالبرجوازية والتي كانت تعني أنداك سكان المدن فقط، والتي ستتحدد أكثر في المفهوم الماركسي،.
إن الخلاف الأساسي الذي حدث في ذاك الاجتماع هو رفض نواب الولاية الثالثة أو ما كان يسمى بالبورجوازية، أي سكان المدن الذين كانت لهم أنشطة اقتصادية، وبين الولاية الأولى والثانية الذين لم يكونوا يمارسون أي نشاط اقتصادي هو إعفاء هاتين الولاتين أي النبلاء ورجال الدين من الضرائب على أساس أن مداخلهم ليست ربحية وان مصدرها أساسا هي جنائية أو شبه ضريبة تخدم المصلحة العامة. رفضت الولاية الثالثة هذا الإعفاء وكل الامتيازات النبلاء ورجال الدين في المجال القانوني والاقتصادي والاجتماعي وتموقعت بعد ذلك ضد حق النقد الملكي الذي يخدم مصالح النبلاء ورجال الدين.
بعد خلاف كبير بين ولاية النبلاء والارستقراطية و فشل محاولة ولاية رجال الدين التوفيق بينهما، رفضت ولاية النبلاء الاجتماع مع الولاية الثالثة فانشقت الولاية الثالثة بتاريخ 6 ماي من نفس السنة تحت اسم المجالس البلدية لتقديم مشروعها السياسي لتحقيق دولة العدالة الاجتماعية والمساواة.
إن المطالب التي كان يعبر عنها أنداك اليسار ولازال هي الديمقراطية ، وسيادة الشعب ، وحقوق الإنسان والمواطن، والمساواة ، الإخوة، الحرية، العقل، المواطنة ، الصالح العام، الاقتراع العام، الحقوق الاجتماعية. في حين ظل النبلاء ورجال الدين يدافعون عن التقاليد والنظام القائم، والسلطة التنفيذية القوية، وكاثوليكية الدولة ( إي النظام الديني تحت رعاية الكنيسة) والعنصرية، والتحيز ضد الثقافة، ورفض حقوق الإنسان والاقتراع العام.
إن العدالة الاجتماعية في الطرح السياسي اليساري الذي نتحدث عنه يوميا تعني إعادة توزيع أفضل ومتساوي للحقوق والواجبات إن كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية. نتحدث عن تكافؤ الفرص والذي يعني تمتع كل فرد بنفس فرص النجاح والحفاظ عليها طول حياته، نتحدث عن الإنصاف الذي يعني تصحيح الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للطبقات الشعبية والمعوزة ، نتحدث عن مبدأ المساواة والتي تعني رفض كل تمييز انطلاقا من الانتماء الاجتماعي أو العرقي أو الجنسي أو اللون..



#حكيمة_لعلا (هاشتاغ)       Hakima__Laala#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق تكافؤ الفرص في الجامعات المغربية في ميزان ثقافة الولاء
- عبد الله عنتار :ذلك الباحث السوسيولوجي الذي تشرب حب الإنسان ...
- عبقرية محمد الأحمد صانع السقف الجديد للإبداع السينمائي
- يوميات الحجر (16) وجها لوجه
- يوميات الحجر (15) وجها لوجه- الجزء 4
- يوميات الحجر (15 ) وجها لوجه- الجزء 3
- يوميات الحجر (15) وجها لوجه - الجزء 2
- يوميات الحجر (15) وجها لوجه- الجزء 1
- يوميات الحجر (14) وجها لوجه - الجزء 4
- يوميات الحجر (14) وجها لوجه - الجزء 3
- يوميات الحجر (14 ) وجها لوجه- الجزء 1
- يوميات الحجر (14) وجها لوجه - الجزء 2
- يوميات الحجر (13) وجها لوجه
- يوميات الحجر (12) وجها لوجه- الجزء 3
- يوميات الحجر (12) وجها لوجه- الجزء 2
- يوميات الحجر (12) وجها لوجه- الجزء 1
- يوميات الحجر الصحي (11) وجها لوجه
- يوميات الحجر (10) وجها لوجه
- يوميات الحجر (9) وجها لوجه
- يوميات الحجر (8) وجها لوجه


المزيد.....




- كوبا تندد بإعادة واشنطن تفعيل -سجل القيود- وتصفه بـ-الاستفزا ...
- من القاهرة.. بيان عربي يرفض تهجير الفلسطينيين ويؤكد ضرورة إع ...
- إستونيا تحذر واشنطن و-الناتو- من خسارة أوكرانيا مكامن المعاد ...
- السودان.. عشرات القتلى والجرحى إثر قصف لبعض الأحياء وسوق صاب ...
- وفاة الرئيس الألماني الأسبق هورست كولر: أول رئيس ألماني دون ...
- تسليم الرهينتين بيباس وكالديرون للجيش الإسرائيلي
- الرهينة ياردين بيباس يعانق عائلته بعد 484 يوما في الأسر
- الجفاف يدق ناقوس الخطر في لبنان. بحيرة القرعون في مشهد مخيف ...
- الملف الفلسطيني والتهجير على طاولة -السداسية العربية- في الق ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونتسك


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حكيمة لعلا - نحن نتكلم خطاب اليسار