كمال تاجا
الحوار المتمدن-العدد: 7524 - 2023 / 2 / 16 - 11:02
المحور:
الادب والفن
ثمة ورقة أخيرة
باقية
كعصا تسند
توكأ الدحر
على دربكة ريح
لعوب
مع أنواء خاطفة
لتجلجل
كصرخة أنين
في خنق
رقبة
زوابع متناثرة
-
وليتراخى
هجوع متراكل
لريح
على غصن حفيف
لا يبلى
من التلاطم
والانتقال من فصل
إلى فصل
-
أو أن ألوان
ألورقة الجافة
تشف
انكماش
جرعة الثمالة
من أكواب
سكرى
دون نبض
يقلب مذاق خمر
قابض على لثة
هجر
-
واليباس
المتمسك بشراسة
بعضد
عود عاجز
يجر غصن شجرة
ذابلة
إلى دق
أعواد صلبة
ببعضها
تعزف لتبدل الطقس
معارك طقطقة
على رقص أغصان
متمرسة
ذاهبة معه
إلى شتاء قارس
-
والهمود المتراخي
يوزع الكمائن
في كل مكان
غير منضبط
ينبش التراب
عن عفار
متناثر
-
والجمود
ينتفض
كريح صرصر
كوحش جسور
ليقلب البستان
رأساً على عقب
في هبوب رياح
تجوب القفار
كمنجل حصاد
تنزع الأوراق الصفراء
عن أغصان متعاضدة
تدير ظهرها
لهبوب ريح عاتية
-
والهمود المقعي
على جرف
مائل
يحرف مسار
سياق زمن
ليعدل مزاج
مضيّ وقت
كان يدرس
العشب اليابس
على بيدر
طاحن
بسنابك دوامة
-
والصحو المشارف
على هزال
سحابة عابرة
يوقن
أن رياح الخريف
الأشد قسوة
ستسقط
أوراق آخرى
عما قريب
لتكدس الاصفرار
على الدرب
ولتطلي سحنة
التراب
بأكفهرار
الانكماش على العسرة
-
والتفرس
بما سيأتي به الهبوب
يترك الترنح الآتي
لا ريب
مضغة
في شدق صدر
خريف
فاغر فمه
من لوعة
الفقد الجائر
لتثنّي
أشجار راقصة
في جوقة
نسائم العليل
-
والطبيعة
الواقفة كشاهدة
عيان
على العرض الرائع
للخلابة
تمزق أفرع
عافية جافة
في غضون
زوبعة جارفة
لهبوب ريح
لعوب
تلوكها ببراثن
العجالة
-
والتلاطم
يرخي حباله
ليمتد
كولادة متعثرة
لجائحة لعوب
وقعت كلقمة سائغة
بين أنياب
شتاء قارص
-
والقفار الشاردة
الكاتمة صوت
دويّ المفاجأة
تركب جنح
الصحو
مع دربكة
العجالة
وهدأة لوفادة
ما تلبث
أن تتلوى
من القر
لتقف الأنواء
أجيرة
على تلبد
طقس جارف
-
وكل حراك
يمضي
مع التلاطم
الفاغر زعزعة
القفار
وسع شدقيه
كحارس أنواء
على سدة
الهواء الطلق
#كمال_تاجا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟