أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد فاروق عباس - خواطر عن الحب ... فى عيد الحب .














المزيد.....


خواطر عن الحب ... فى عيد الحب .


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7522 - 2023 / 2 / 14 - 20:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لدى إيمان عميق بالمقولة الذائعة " من يفت ِفي غير فنه .. يأتى بالعجائب " إلا اننى اليوم انوي مخالفة هذه القاعدة ، والحديث فى غير فنى ، وكل ما أمله ألا ارتكب حماقات كبرى ، وأن تكون الكوارث التى أنوي فعلها من نوع يمكن التسامح معه ، على الأقل اعتباره كلام لا يودى ولا يجيب ..
وكلامى اليوم عن الحب ...
كلام عن الحب فى هذا العصر وفى هذه الأحوال !!
وفى ظروف مصر الإجتماعية والنفسية المعروفة !!
وهل فى ظل سيطرة أقوى الاتجاهات المحافظة على عقول الناس فى مصر هناك مجال لأحد أن يأتى اليوم ويتحدث عن الحب ؟!
مشكلتنا أننا نناقش قضايا مثل الحب إما بابتذال يذهب بها الى حد الإباحية ، أو بتزمت يسدل على واحد من أهم شئون الحياة ستاراً من الصمت والحذر غير المبرر ..
وليس قصدى هنا أن أقدم إجابات ولكن أن أطرح أسئلة ، فلست خبيرا في شئون الحب ، وما أعلمه عنه هو علم سواد الناس به ..
1 - هل معنى الحب وطبيعته يختلف من عصر إلى عصر ، وهل لتطورات المجتمع المادية علاقة بالنظرة إلى الحب ؟
بمعنى هل الحب فى العصر الصناعى وطبيعة العلاقات فيه يختلف عن الحب فى العصر الزراعى ورتابة حياته ، أو الحب فى البوادى وقسوة الحياة فيها ؟
وهل معنى ذلك انه ليس هناك معنى واحد للحب ، بل هو - ككل شئ فى الحياة - يتغير معناه وطبيعته بتغير العصور وأحوال الإنسان ..
كانت البادية ورحابتها واتساعها هى ما أطلق خيال ولسان الشعراء بأجمل قصائد الحب فى الزمن القديم ، وسمع الناس عن الحب العذرى .. حب قيس وليلى ، وجميل وبثينة ، وعنتر وعبلة ..
بينما كانت حياة الريف ببساطتها هى ما أنتجت قصص الحب الشهيرة - بغض النظر عن حقيقة الصدق فيها أو المبالغات - مثل حسن ونعيمة ، وعزيزة ويونس ، شفيقة ومتولى ..
بعكس الحياة فى العصر الصناعى ، التى طبعت كل شئون الحياة بطابعها السريع واللاهث ، ودخلت المادة بصورة أكثر فى كل شئون الحياة ومنها الحب ..
أى أن الحب يختلف مفهومه وطبيعته وممارسة الناس له من زمن إلى زمن آخر ، ومن عصر إلى عصر ..
ولكن بغض النظر عن العصور وتغيرها وتأثيرها في الحب ومعناه ، هناك قضية أخرى :
لماذا يبدأ الحب قويا جامحا ثم تفتر حدته ، ويتحول الشئ غير العادى في حياة الإنسان إلى شئ عادى ، قد يذبل أو يضعف .. أو حتى يموت ؟!
وهل يأتى الحب للإنسان مرة واحدة وفقط ، ام من الممكن أن يتكرر مرة ومرات ، وقد كان نهرو رئيس وزراء الهند صاحب قلب كبير ، فقد تكررت تجارب الحب معه مرات - وكان أشهرها قصة غرامه بزوجة اللورد مونتباتن الحاكم البريطانى للهند وقريب الأسرة المالكة الانجليزية - وفى كل مرة كان يعيش نفس العواطف ونفس الانفعالات !!
2 - الحب والحرية ..

هل الحب قيد على الحرية ؟!
أغلب المتزوجين قد يرونه كذلك ..
بينما يستمتع العزاب بحريتهم لبعض الوقت يملون منها سريعا ويبحثون عن قيود الزواج !!
لكن الحرية تأخذ معانى أعمق مع تقدم العمر ..
وفى رواية إحسان عبد القدوس الشهيرة " أنا حرة " يظهر التناقض بين الحب والحرية ..
فبطلة القصة " أمينة " تبحث طويلا عن الحرية ، وتتمرد على الحياة الهادئة التقليدية ، فترفض الزواج باعتباره قيداً على حريتها ، وترفض نداء الغريزة ، وتصر على تحدى المجتمع وظروفها فيه ، وتظن أن العمل والاستقلال عن الآخرين هو الحرية ، ثم تكتشف مع الوقت زيف ذلك ..
وعندما تتعب من البحث عن الحرية .. لا تجد أمامها إلا الحب !!
ثم تفهم مع مرور العمر والتجارب أن الحرية والحب هما طريق لشئ أكبر ، وليسوا غاية في حد ذاتها ..

3 - الحب والغريزة ..

ما هو دور الرغبة والغريزة في الحب ؟!
هل يمكن القول أنهما شئ واحد أم هما شيئين مختلفين ؟
فى الغرب في العصور الوسطى ، كان العصر هو عصر الفروسية ، وسمى - فى الحب وفى الأدب - بالعصر الرومانسى ، وكان ينظر إلى الحب بصورة افلاطونية ، وهناك فصل واضح بين الحب والغريزة ، وعرف هذا العصر قصص روميو وجولييت وغيرها ..
ومع بداية العصر الحديث ، وتغير طبيعة الحياة قلت الفروق بين الحب والغريزة ، لدرجة أن اختلط الأمر ، وأصبح الحب ممارسة ، ويسمى ممارسة الحب !!
ومن ناحية اخرى .. هل يوجد حب بدون غريزة ؟!
وإذا كان لا يوجد ... فما هو الحب بالضبط ؟!
وهل الحب فى النهاية هو فورة شباب يختلط عنده الخيال مع دواعى الغريزة ومطالب الجسد ، وإذا ذهب ذلك الشباب هدأت الغرائز ، وتحول الحب مع الزمن إلى تعود أو شراكة حياة تنميها غريزة البقاء وتؤكدها المسئوليات المشتركة ..
كما قال جبران خليل جبران في قصيدته الخالدة " المواكب "

ليس فى الغابات خليعٌ ... يدعَّى نبل الغرام
فإذا الثيران خارت .... لم تقل هذا الهيام
إن حب الناس داء ٌ .... بين لحم ٍ وعظام
فإذا ولى شباب ٌ .... يختفى ذاك السقام

وقد كان لى قريب يقول دائماً : إن الحب هو الستار الذى تضعه الغرائز على وجهها ، حتى لا تظهر عارية سوى من الأجساد المتلاصقة ، والأنفاس المتقطعة ..
طبعاً لا أطمع في الوصول إلى إجابة على هذه الأسئلة العويصة ، التى حار فيها الفلاسفة والعلماء على مر العصور ..
ولكن هى مجرد خواطر عن الحب .. فى عيد الحب .



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف خطط الغرب من 25 سنة لما يحدث الآن فى اوكرانيا ؟!
- كيف خطط الغرب من 25 سنة لما يحدث الآن ؟!!
- كيف سيطرت مدرسة اقتصادية وسياسية واحدة على الحياة العامة فى ...
- جمال عبد الناصر .. والملحدين الجدد !!
- الرواية وعصرها ورسائلها
- الرئيس السيسي
- حور .. رواية جميلة لأديب واعد
- هل يمكن حل مشكلة اللحمة الآن كما تم حلها قديما ؟!
- هل يشبه ما يجرى اليوم في مصر بما جرى فى تركيا عام ٢ ...
- أردوغان .. هل اقتربت لحظة النهاية ؟
- عندما احترقت القاهرة مرتين !!
- يجب أن تتطهر 25 يناير أولاً من اصدقاءها .. قبل أن تغضب من أع ...
- أمسية مع الرواية ..
- حسنى مبارك و 25 يناير ... قبل لحظة النهاية !!
- زيارة إلى المتحف المصري ..
- بايدن .. والعثور على وثائق سرية في منزله !!
- كيف تقسَّم دولة متحدة ؟
- جمال عبد الناصر .. والسنة العجيبة !
- حاول تفتكرنى
- مرسال المراسيل


المزيد.....




- تطايرت القمامة على وجهه.. شاهد ما حدث لعامل خدمة نظافة بعد ت ...
- شاهد كيف سلّمت كتائب القسام رهائن اسرائليين للصليب الأحمر في ...
- ابتعد عن شراء ما يسوّقه لك المؤثرون، ربما ستدرك حينها أن ما ...
- لا إعفاءات حتى الآن..البيت الأبيض يعلن تطبيق رسوم ترامب الجم ...
- الجيش الإسرائيلي يؤكد وصول رهينتين إلى إسرائيل أفرجت عنهما ح ...
- رسائل -حماس- الصريحة لتل أبيب والعالم لكسر جانب من هيبة الجي ...
- -القسام- تسلّم الأسير الإسرائيلي الأمريكي الثالث للصليب الأح ...
- كيف تُسقط دولة دون إطلاق رصاصة؟
- أحدهما روائي.. أسيران مقدسيان في رابع دفعة من -طوفان الأحرار ...
- 13224 مهاجرا عربيا غير نظامي بأميركا يخشون الترحيل


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد فاروق عباس - خواطر عن الحب ... فى عيد الحب .