أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال الهنداوي - جائزة للإبداع.. وللمبدعين














المزيد.....

جائزة للإبداع.. وللمبدعين


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 7521 - 2023 / 2 / 13 - 16:47
المحور: الادب والفن
    


بكل ثقة، وبدون أدنى تحسب من أتهامنا بالغرور، يمكننا الأشارة الى أن التفوق العراقي الدائم في المحافل الثقافية العربية والدولية أصبح يشكل روتينا مبهجا عاكسا لعلو كعب وريادة النتاج الابداعي العراقي وتميزه عن اقرانه في المنطقة..
ونستطيع القول ان تصدر المثقف العراقي للجوائز الثقافية العربية اصبح يشكل ظاهرة صبغت السنوات الاخيرة خاصة بعد انعتاقه من ربقة اشتراطات الانظمة السياسية المتعاقبة ومتبنياتها مع ما تمثله من مكبلات كابحة لحرية الفكر والابداع..
وتجلى هذا التفوق حد ان بعض الجوائز العربية الهامة اصبحت تتكيء على اسم المبدع العراقي وسمعته كوسيلة للحصول على الشرعية الثقافية من خلال المكانة الأدبية لمن تَمنح الجائزةُ نفسها لهم، خاصة مع الاسماء العراقية الوازنة التي اضفت الهيبة على العديد من الجوائز وكرست وجودها على المشهد الثقافي العربي..
ونحن هنا مع صحية التنافس الايجابي بين المبدعين العرب الذي وفرته هذه الجوائز الثقافية والفائدة الاكيدة التي يتحصلها المثقف من خلال كونها مثابة جيدة لجلب الاهتمام الاعلامي والنقدي على حد سواء، فضلا عن القيمة المادية للجائزة التي قد تكون وسيلة جذب للعديد من الاسماء المهمة للتنافس على الفوز بها..
وهذه القيمة المادية بالذات ، قد تكون السبب وراء تفوق دول الخليج في إنشاء ورعاية الجوائز التي تعنى بجوانب الإبداع المختلفة، وكون هذه الدول تحتضن بعضًا من بين أقدم الجوائز الثقافية، وأكثرها حضورًا وتأثيرًا، وأكبرها حجمًا من حيث القيمة المادية..
غير أن بعض هذه الجوائز الخليجية، على أهميتها الاعلامية والمادية ، ومدى تأثيرها، لم تستطع - في الغالب الاعم من الحالات - ان تلتزم بالمباديء الذي الزمت نفسها بها من حيث ان قراراتها في اختيار أسماء الفائزين ، لن تتجاوز القواعد والمعايير الفنية والنقدية الحاكمة، واصطفافها الواضح مع المواقف والرؤى السياسية للدولة الراعية والممولة ، وهذا امر يعد تحت اخف المبررات، غير مقبول من الناحية المنهجية لعمل أي جائزة.. وهذا ما شكل حافزا، لبعض المثقفين - بوعي او بدونه - للتماهي مع الطروحات السياسية لهذه الدولة او تلك طمعا بالظفر بجائزة قد تكون منطلقا له ماديا واعلاميا دون النظر للقيمة الادبية لما يقدمه ، والاهم ، المصداقية والتكاتف الادبي مع قضايا الوطن وهمومه..وهذا تجلى بوصول اسماء معينة الى مراتب متقدمة في المنافسات الادبية العربية دون ان يكون لها نفس الحضور على الساحة الثقافية العراقية وانشغالاتها النقدية، وغياب اسماء تجاوزت الاطر المحلية والعربية نحو افاق العالمية واصبح نتاجها وابداعها جزء من التراث الانساني العالمي..
ومع اقرارنا أن المثقف والمبدع العراقي شكل تاريخيا دعامة هامة في مسيرة الصيرورة الوطنية للوعي الجمعي العراقي، وكما ان له مسؤوليات في الالتزام المبدئي الراسخ مع الثوابت الوطنية، فان الدولة كذلك غير معفية من محاولة العمل الدؤوب على توفير المناخات التي تدعمه في تحقيق استقلالية رؤاه الابداعية وتجييرها لخدمة تطلعات واحلام الناس، وقد يكون في شعار وزارة الثقافة الاخير في تكريس جائزة الابداع العراقي وترقيتها لتكون جائزة دولة مدخلا ملائما للمبدع للتحرر من اشتراطات بعض الجوائز العربية وسياساتها وهذا ما يدعو الدولة الى الالتفات نحو دعم المسارات المؤدية لتحقيق هذا التوجه، خاصة بعد ان اوفت الجائزة بالكثير من وعودها، لما سيكون له من الاثر في تنمية الجائزة من حيث القيمة المادية والمعنوية واضافة العديد من الحقول.
وهنا نجد أنه من المفيد الألتفات الى أهمية تحقيق قدر أعلى من الشفافية في أختيار الفائز بجائزة الابداع، وفي مجال الرواية بصورة أدق، وذلك من خلال أعتماد أسلوب القائمة الطويلة والقصيرة في العرض التمهيدي للنصوص المنتقاة، وبيان المعايير الفنية والأدبية التي أعتمدتها لجنة التحكيم في أختيار النصوص، لما للأثر البالغ لهذا الأسلوب على ترصين الجائزة ورسوخ مصداقيتها مع ما تمثله هذه البادرة من الفرصة الحقيقية لأطلاق حراك نقدي مصاحب لترقب العناوين الفائزة وما بعد الأعلان الأولي، وهو مما لا يخفى فائدته على مستوى رفع التعريف بالرواية العراقية وانعكاسها الأكيد على المبدع فضلا عن توفيرها فرصة تسويقية وازنة للعديد من العناوين والروايات العراقية على طول وعرض المشهد الثقافي العراقي والعربي.. وهو ما ينعكس بصورة مباشرة على المبدع والإبداع العراقي الأصيل.
والاهم بث روح المؤسسة وتقاليدها في جائزة الإبداع ، بما يضمن لها الاستقلال والرسوخ والتطور والاستمرار، مع ما يشكله هذا المسار من مقدمة ضرورية لحماية المبدع العراقي من الخضوع لاملاءات السياسة واصطفافاتها وعصبياتها الضارة بأي عمل ثقافي. وقد يكون المستقبل حافلا بالعديد من المبشرات في هذا الصدد..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين 1- إسرائيل صفر
- السلطان أردوغان
- غزة..تذبح على الهواء
- الامارات.. واللعب بنار- ايفر غرين-
- اعلام حسب التساهيل
- ثقافة للنسيان
- حديث القنصلية
- راس العتيبي مقابل راس بن سلمان
- جدار لصورة الشهيد
- اعتذار البياتي..هل يكفي ؟؟
- الحرية لباسم خزعل خشان..
- شباط من فوق التل
- نعم للحوار..ولكن مع من ؟؟
- أناة العبادي..أم طيش ترامب
- الى نقابة الصحفيين العراقيين..وليس -الشرق الاوسط-
- صور تذكارية لقمم منسية
- حريم السلطان
- لماذا (انجرليك)..وليس (علي ابن ابي طالب)
- (الحاوي)..اردوغان
- عندما يتحدث كهرمان


المزيد.....




- تحوّل بفعل الناس.. طريق هيئة تحرير الشام إلى السلطة في سوريا ...
- -السِّت-.. ماذا تحمل الدورة الـ 9 من مهرجان -أسوان لسينما ال ...
- العراق.. مشاركة روسية في مهرجان -بابل- للثقافات والفنون العا ...
- بدايات القرن العشرين في المغرب بريشة الفنان الإسباني ماريانو ...
- اللقاء المسرحي العربي الخامس بهانوفر.. -ماغما- تعيد للفن الع ...
- يرغب بنشر رسالته في -الخلاص- حول العالم.. توصية بالعفو عن نج ...
- أهرمات مصر تشهد حفل زفاف أسطوري لهشام جمال وليلى أحمد زاهر ( ...
- الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد يحتفي بالفنان غالب جو ...
- “هتموت من الضحك ” سعرها 150 جنية في السينما .. فيلم سيكو عص ...
- جوائز الدورة الـ 11 من مهرجان -أفلام السعودية-.. القائمة الك ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال الهنداوي - جائزة للإبداع.. وللمبدعين