أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين الموسوي - سقطت الأقنعة؛ وبات العرب وكل دول جوار إيران في خطر















المزيد.....

سقطت الأقنعة؛ وبات العرب وكل دول جوار إيران في خطر


محمد حسين الموسوي
كاتب وشاعر

(Mohammed Hussein Al-mosswi)


الحوار المتمدن-العدد: 7520 - 2023 / 2 / 12 - 18:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قرابة القرن من المناورة الكاملة وخداع المنطقة واحتوائها تارة بالحقبة الشاهنشاهية الشوفينية، وتارة بحقبة الملالي الشوفينيين المدعين باسم الدين وكلا الحقبتين وجهان لعملة واحدة، والضحية شعب إيران ودول وشعوب المنطقة..
حدثان تاريخيان تزامنا مع بعضهما البعض كشفا المستور وأسقطا كل الأقنعة وتكشفت الوجوه أكثر من ذي قبل وبات اللعب على المكشوف والحدثان هما الإنتفاضة الوطنية الإيرانية والحرب الأوكرانية.
من شاخوا وتهاوت ممالكهم في شيخوختهم نهض أحفاد أبنائهم بممالكهم اليوم، وعتاة الأمس يعيشون اليوم في هِرَمٍ، وبين مهزلة العقل ونزعة التسلط تتهاوى عروش وتأوي أخرى إلى فراش الإندحار، وتطفو على السطح قيم صاغوها بالأمس مغلفة تزهو مؤطرة بالسحر تطفو اليوم خاوية بلا فحوى بلا جدوى أسقطتها الورثة، فمن صاغوها بالأمس قد خُدِعوا بالورثة .. أدباء وفلاسفة عصر النهضة تُسقطهم الورثة وتسقط في الأرجاءِ التركة .. كانت التركة خاوية لا تتعدى شعارٍ أجوف، وفكر عشقه منظروه لجمال مفرداته وجمال المعنى، ولكن هل يغدو نباتا أو يغدو شجرا .. لا وألف كلا فأكثر من نبات لن يغدو في بيئته، وخارجها لن يخطو عن كونه تعويذة سحر.. هكذا بدت شعارات النهضة في الغرب على يد متنفذي ساسته الذين ورثوا تركة لم يكتبوها ولم ينظروا لها لذلك لن يقدسوها بل ستكون وسائلهم وأدواتهم لبلوغ الغايات وتحقيق الأهداف بالداخل والخارج، ونسجوا لذلك نظاما عالميا متعدد الأطراف هم المحور فيه والبعض منهم والآخر يسبح تابعا في ركبهم، وكم اختلفوا وكم تشاجروا لكنهم لم يفتضحوا وحرصوا على أن لا يصل الخلاف إلى مستوى الفضيحة، لكن جنديا من هذا العالم كان خارج الركب وخارج المدرسة عمل كجندي مخلصا لمراجعه ووطنه .. وأثناء خدمته يطلع على المستور ويصبح جزءا من ذاكرته، ويذلون روسيا (يلتسين) مخلصتهم التاريخية بغطرسة في كبوتها ولكل جواد كبوة ومن يومها بدأت الصحوة ويتجه البعض نحو البناء والآخر نحو التآمر بذاته وبأدواته الخارجية وقد كان نظام شاه إيران الأب المؤسس والإبن الذي قبل بعزل أبيه وسلب السلطان منه، كانا أحد تلك الأدوات العابثة لصالح المتآمرين في المنطقة وكذلك هم ملالي الرذيلة الحاكمة في إيران وهكذا سيكون حفيد الشاه المؤسس وبدأت العدة وتتعاظم القدرات ويخرج من كبى بصمت من تحت الركام والأنقاض ليقض مضجع من أرادوا بالأمس تركيعهم وإذلالهم على أبوابهم .. ولقد كان رد يلتسين في حينها حاسما قويا بكبرياء وهو في حالة هزال شديد عندما قال لهم روسيا لا تنتظر على الأبواب، وأنا أقول الدنيا دوارة.
الإنتفاضة الإيرانية والحرب الأوكرانية يكشفان المستور
ويأتي يوم المواجهات الذي سيزيح الستار أكثر فأكثر عن حقائق قد يعرفها البعض أو لا تعرفها بعض الأجيال، ويتكشف المستور .. المستور الذي لم يفضحه خصم أو عدو بل فضحه صناعه ورعاته أنفسهم بتصريحاتهم وسلوكياتهم وتحركاتهم .. وكبش الفداء أوكرانيا والبشرية جمعاء.. لقد فضحت الإنتفاضات الإيرانية الممتدة لثورة 1979 والحرب الأوكرانية فضحتا معا زيف ما يدعيه الغرب من قيم ومبادئ وكيف يكيل بمكيالين، كما فضحتا حجم وعمق العلاقة بين الغرب ودكتاتوريتي الدولتين العميقتين في حقبتي الشاه والملالي فما أن أسقط الشعب الشاه جاءوه بالملالي وكلما أوشك الشعب على إسقاط الملالي تكتموا على نهضته وخنقوه وكبلوه وبطشوا به، وتتوالى إنتفاضات الشعب الإيراني ويتوالى القمع وسفك الدماء برعاية غربية، ويبطش الملالي بـ (جينا أميني/ مهسا أميني) فتاةٍ كردية بريئة غريبة في طهران لا تعرف ما يجري فيها من مهازل قادمةٍ من مدينة صغيرة هي كل عالمها الذي تدركه في عمرها العشريني الغض.. قتلوها لأن حجابها إنفرط عنها أو أنه أي الحجاب لم يكن بمعايير وضعتها الكهنة غير (المحجبون) والحجاب ستر والستر مفهوم واسع واجب كل البشر ولا يتسع المقال للحديث عنه، وكان لدم تلك البريئة أو لوالديها المسكينين المكلومين كرامة كبيرة عند الله فتتأجج المشاعر في القلوب والحناجر وتقود المرأة الإيرانية الإنتفاضة وتحميها وتتواصل بها ؛ وفي الوقت ذاته تتواصل شعارات الغرب الجوفاء المتعاطفة مع جينا أميني بشدة ومع الإنتفاضة الإيرانية على نحو خجول كي لا تغضب أدواتهم رعاة الجهل والجريمة في إيران والعراق ولبنان وسوريا واليمن،...
كانوا يتقدون أن هذه الإنتفاضة كسابقاتها يومٌ ويومين وتنتهي والمفاجأة والصاعقة التي تزامنت مع حرب أوكرانيا أن انتفاضة قد تخطت شهرها الخامس على كافة الأراضي الإيرانية وفي كافة الأوساط الشعبية المكونة للدولة الإيرانية، ويدرك الغرب جيدا أن هذه الإنتفاضة ليست كسابقاتها نوعية استبسالية لا تريد خبزا ولا ماءا ولا وظيفة تريد حرية وكرامة ولا يبيع ملالي الغبراء هذا النوع من السلع لذا وجب قلعهم فهم كما قال إيليا أبو ماضي كانوا كتينة قالت حسدا لأحبسن على نفسي عوارفها فلا يبين في غيرها أثر ... وظلت التينة الحمقاء عارية ... ولم يطق صاحب البستان رؤيتها فاجتثها فهوت في النار تستعر، وهنا تأججت هذه الإنتفاضة لتقتلع شجرة الملالي الحمقاء وتقلب الطاولة على الرؤوس فلما حان حين قلبها رفض دعاة حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية ومناصرة المرأة وحقوق رفضوا علانية وضع حرس خميني ما يسمى بـ (الحرس الثوري) على قائمة الإرهاب ولم يكتفوا بذلك بل قاموا يسوقون لفرض ابن الشاه المخلوع بثورة شعبية كبديل لملالي الرذيلة، وهنا يحاولون وضع الشعب الإيراني بين خيارين كلاهما مُر وهو إما أن تقبلوا ببقاء الملالي أو تقبلوا بإبن مدرسة الدكتاتورية والشوفينية سلطانا جديدا عليكم، ومُحرمةٌ عليكم كل الخيارات وسنتهمكم بأشع التهم لو أسقطتم صنم الملالي بدون رغبتنا.
فضيحة أخرى من العيار الثقيل
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم .. والفضيحة هنا هي دعوة الغرب لإبن دكتاتور إيران السابق المخلوع لحضور مؤتمر ميونخ للأمن ولا نعرف تحت أي غطاء ممثلا لنظام الملالي أو ممثلا لعائلته التي سطت على القاجاريين أم ممثلا لبقايا المنتفعين العنصريين من حاشية أبيه وامتداداتهم أم ممثلا للمعارضة الإيرانية كما سمعنا والمعارضة الإيرانية نعرفها كلها ولا يوجد فيها من يريد سمع ذكرٍ يذكرها بمناقب أبيه الجميلة في السجون والمنافي ومقاصل الإعدام والنهج العنصري الذي لا يسلب من الناس حرياتهم فحسب بل يسلب حتى أسمائهم وألقابهم .. إذن من يمثل ابن الشاه الدكتاتور المخلوع لربما .. لربما ولست أجزم فأقول لربما .. لربما يمثل الوجه الثاني للملالي وهو ما يسمونهم بالإصلاحيين فيعود ذات يومٍ برعاية غربية وبطائرة ربما لن تكون هذه المرة فرنسية من يدري وينزل يتهادى على مسير الدكتاتورية مناصفا الملالي في التركة معيدا لمدرسة الدكتاتورية نواقصها وتستمر المعاناة وتستمر نشوة الغرب بعذاب الشعوب الأخرى، وهنا نتساءل ألا يعرف من دعاه من هو ..ألم يرى من دعاه حجم الإيرانيين الذين خرجوا إلى المنافي وللأبد بطلب أبيه ومن جراء نظام أبيه ثم دكتاتورية الملالي من بعده.. ألم يرى من دعاه وسمع بما يجري في إيران من رفض للدكتاتورية سواء دكتاتورية الشاه أو الملالي، وهل يقبل من دعاه دعوة أحدٍ من أبناء أو أحفاد الطاغية شاوشيسكو ممثلا عن الشعب الروماني، وهنا يأتي تطابق القول العربي عليهم (إن كنت لا تدري فتلك مصيبة لأنك أنت الغرب الجميل المثقف المتحضر فكيف لا تدري .. وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم لأنك بذلك تُجرمُ عن عمد وتعلن براءتك من كل إدعاءاتك)، ولا نعلم هل يخشى الغرب من قيام حكومة ديمقراطية في إيران تحترم مبادئ الجوار والسلم والأمن الدوليين، ولماذا؟هل لا زالوا بحاجة إلى أزمة ينفقوا فيها أسلحتهم ..وهل لا زالت لديهم أسلحة للبيع حتى يبتزون بها أموال العرب بعد أن أتت الحرب الأوكرانية على مخزونهم في حين أصبح للعرب مصادر متنوعة للتسلح والتبادل التجاري.. هل لا زال الغرب بتلك الذهنية الإستعمارية العتيقة المعتقة؟
قضي الأمر يا سادة فبدعة العولمة تأتي عكسيا على كل المخططات، وعولمة الصين اليوم وتوجه روسيا يقضيان على كل شيء وعندها لن يبقى للغرب قدم ولا أثر ولا قدر في الشرق الأوسط كله وليس في إيران وحدها.. وستنتصر ثورة الشعب الإيراني وستتحرر الشعوب من قبضة استبداد وإرهاب الملالي .. وإن غدا لناظره قريب.
د. محمد حسين الموسوي / كاتب عراقي



#محمد_حسين_الموسوي (هاشتاغ)       Mohammed_Hussein_Al-mosswi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشية ذكراها السنوية ؛ ثورة فبراير الإيرانية بين الحقيقة والإ ...
- ما بين كورونا وزلزال خوي في إيران؛ وكورونا وزلزال غازي عنتاب ...
- الحقيقة أوراد ثائرة (أوراد ملحمية) الجزء الخامس
- الحقيقة في فكر المُندثرِ، والمُحتضرِ والمُبتعثِ في إيران
- أمير إيران السابق بين الآمال والمحظور
- أوراد ملحمية (الجزء الرابع)
- أوراد ملحمية (الجزء الثالث)
- فلول الشاه وابنه حلفاءا للملالي ورثة أبيه في النهج والمنهج ف ...
- مؤتمر عربي في بروكسل لدعم المقاومة الإيرانية ؛ وانتفاضة الشع ...
- من الحجاب بالإكراه إلى الفكر بالإكراه.. ملالي طهران يصرون عل ...
- عجيب هذا الزمان .. ابن شاه إيران المخلوع يريد إنقاذ الشعب ال ...
- هل سيستقيم الغرب الإمبريالي؛ انقسام غربي تجاهالثورة الإيراني ...
- العقوبات الغربية العبثية على نظام الملالي؛ وحرب العملات على ...
- ميليشيا الحرس الثوري على قائم التنظيمات الإرهابية للإتحاد ال ...
- الغرب وحقيقة ما يجري في إيران والعراق
- إحياء نظام ولاية الفقيه الكارِه المحتضر؛ خطيئة لا تغتفر
- البيع والمتاجرة بصبيان أحداث في سجون سلطة ميليشيات الملالي ف ...
- ولاية الفقيه والغرب؛ فضائح مزدوجة وقادة نظام الملالي جواسيس ...
- بطولة كأس الخليج (25) في البصرة ؛ الدروس والعبر
- الإغتصاب .. والقتل والخطف والاستعباد صورا من هوية نظام الملا ...


المزيد.....




- أنور قرقاش بعد إطلاق النار في سلطنة عُمان: لا مكان للعنف في ...
- إدانة السيناتور بوب مينينديز في اتهامات بالفساد تشمل تلقى رش ...
- غوارديولا وكلوب على رأس المرشحين لقيادة إنجلترا خلفا لساوثغي ...
- -لا انسحاب من السباق ومن واجبي إنجاز هذه المهمة-.. رسالة باي ...
- الحرائق في ألبانيا دخلت أسبوعها الثالث.. تستعر وتتمدد
- بعد ترشيح ترامب له لمنصب نائب الرئيس.. مذكرات جي دي فانس تتص ...
- إسبانيا.. إصابات في حادث انقلاب حافلة ركاب في برشلونة
- -وجبة قاتلة- تكشف بعض أسرار عبادة التماسيح في مصر القديمة
- -حزب الله- يعلن قصف كريات شمونة بعشرات صواريخ -الكاتيوشا- (ف ...
- سيارتو: العالم يتابع باحترام مهمة أوربان بشأن السلام في أوكر ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين الموسوي - سقطت الأقنعة؛ وبات العرب وكل دول جوار إيران في خطر