|
الدخان الأبيض لن ينبعث بعد لقاء باريس
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 7520 - 2023 / 2 / 12 - 15:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اللقاء الأخير الذي عُقِد في العاصمة الفرنسية باريس بعد جولات و لقاءات متعددة دعت لها وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا التي بدورها ناقشت المهمات بعد التكليف المباشر من ادارة الرئيس ايمانويل ماكرون كونه المراقب و المتابع في قلقٍ غير مسبوق على سياسة فرنسا الخارجية إتجاه بلاد الشرق الاوسط وخصوصاً لبنان الذي زارهُ مؤخراً بعد إنفجار مرفأ بيروت عام "" 2020 - في - 4 - آب "" حيث كان الحدث مؤرقاًً لدور فرنسا التاريخي المهم و الريادي المؤثر مع تركتها التاريخية في بلاد الشرق و مع دعمها المميز لدور المسيحيين في المنطقة ، على الاقل في سوريا و فلسطين والاردن ومصر ، وإعطاء لبنان نقطة إنطلاق مركزية للتعامل والتدخل المباشر لفرض سياسة مشرقية من خلال دور "" المارونية السياسية"" ، المهمة التي تعاملت منذ البدايات معها في ترتيب البيت اللبناني الاول ليكون وجهاً مشرقا بالدرجة الاولى. طبعاً كان الفراغ الحاصل في الرئاسة الاولى للجمهورية اللبنانية بعد مرور قرابة اربعة أشهر من عدم التوصل الى إنجاز إنتخابي في الإقتراحات المتنافسة على المنصب ما بين القوى السياسية والكتل الفاعلة داخل الندوة البرلمانية التي "" جددت لنفسها ولدورها بعد إنتخابات نيابية في شهر ايار الماضي في نهاية إنجازات رئاسة الرئيس ميشال عون "" ، اذن ، الموقف كان ومازال وسوف لن يتقدم قيد إنملة في تحقيق الانجاز الانتخابي كون التفرقة والنزاعات والصراعات لم تزل تراوح ُ في مكانها . الولايات المتحدة الامريكية ، والجمهورية الفرنسية، والمملكة العربية السعودية ، ودولة قطر ، وجمهورية مصر العربية ، قد تم دعوتهم جميعاً بعد استفاضة غير محببة لدى الخصم الاخر في لبنان وهنا يجب التنبه الى معطيات اخر الابداعات في التوصل الى املاء الفراغ والشغور وإعتبارهِ نصراً لفريق و خسارة لأخر !؟.. هكذا نرى الاجتماع في باريس الذي ترافق مع مطلع الاسبوع الفائت بعد حدوث "" الزلازال المروع في تركيا وسوريا "" ، مما ادى الى تلاشى نتائج اللقاء الباريسي حول دعم وإستعادة دور الرئاسة في لبنان . لكن البحث العقيم في التطورات المتتالية كانت خائبة بعد ازاحة دور الجهة الاخرى واللاعب الإيراني المهم في إستدعائه او تجاوزه عن عدم الحضور في محاضر باريس .كونهُ يُغطى المرشح سليمان فرنجية كحلاً آنياً و حصناً منيعاً ضد التطبيع في المرحلة القادمة مع العدو الصهيوني ، برغم بروز التنافس مع قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي يتمني إحتسابه على فريق ضد أخر برغم الإشاعات حول دوره الخارق في تحصين المؤسسة العسكرية ، الجيش اللبناني الآيل الى المحاصصة فور بروز تفاوت في عدم تحقيق تقدم في مؤتمر باريس اليتيم !؟.. لكن ما شاهدناه كان بمثابة شؤون تدخل طبيعي عبر السفارة الامريكية في بيروت بعد اللقاءات التي قامت بها دوروثي شيا لإحياء"" تنوير القصر الجمهوري بدعم امريكي مباشر "" وفي الجهة والتنسيق الفرنسي لم تكن السفيرة حاملة الملفات الساخنة بعد الزخم الماكروني حيث قدمت آن غريو عرضا مهما لإجراء مفاوضات سرية لتحقيق مرسوم رئاسي جديد يُعيدُ للموارنة دورهم الطليعي ، برغم برودة اللقاءات مع القيادات المهمة الاخرى الخارجة عن مكانتها الرسمية في الدولة ، كما شاهدنا التدخل اللافت للسفير السعودي وليد البوخارى ، بعد صولات وجولات في حلقات متتالية مع دار الإفتاء ومع الشريك الحديث للملكة فيّ لبنان القوات اللبنانية العدو الاول لسلاح حزب الله الغير شرعي حسب مقتضيات وقرارات سابقة منها "1559 " الذي تم ادراجه مسبقا لتجريد المقاومة المسلحة التابعة لحزب الله اللبناني بعد إنسحاب إسرائيل من لبنان ، حيث ليس مهما او ضروريا إبقاء الترسانة من السلاح الثقيل مع المقاومة في لبنان . من هنا أكد المبعوث العربي للجامعة العربية في القاهرة بعد توكيل رسمي لإجراء مباحثات وإتصالات مباشرة مع حزب الله على طريقة عمر موسى عام ""2008 "" حينما تم انجاز مؤتمر الدوحة وتعويم انتخاب قائد الجيش حينها ميشال سليمان . كما رأينا دور السفارة القطرية المتجدد في حمل الملفات عبر التواصل مع السفارة الايرانية بإتجاه تنسيق عربي مشترك لعزم وشد همة القوى للمفاوضات مباشرة دون محاذير . وتقديم الدعم المادي لمؤسسة الجيش ، وللاجئين السورين والفلسطينيين على الاراضي اللبنانية. الدخان الأبيض على ما يبدو للجميع لن ينبعث في القريب العاجل للتوصل في توافق حول شخصية مقبولة من الجميع اية كانت المهمة حاملة دعم باريسي أم امريكي أم سعودي أم مصري أم قطري . بلا النظر الى ما تراه إيران في إملاءاتها حول متابعة القضية الرئاسية لن تمر مرور الكرام بلا موافقة مع الجميع ، وتخلي الطرف المعادي للمقاومة في تناسي تجريد حزب الله من سلاحه "" الشرعي الدائم "" الموضوع لن يكون سهلا بأيادي دول الأجتماع الاخير وليس سهلاً كذلك اعادة فرض رئيساً على غرار عام "" 2016 "" ، بعدما توافق الجميع على ميشال عون اليد اليمني للمقاومة في لبنان بعد خضات كبرى منها إزاحة ألرئيس الشيخ رفيق الحريري الذي كان سبباً اساسياً في تنظيف لبنان من الوصاية السورية الامنية القاتمة ، إنطلاقاً من تلك الاحداث والظروف فلن يحقق مؤتمر باريس اي بصيص في رؤية ومشاهدة الدخان الأبيض الذي يعلن عن فرصة جديدة للبنانيين في التخلص من الازمات الفظيعة في ثقلها الاقتصادي وتغييب دور الإنسانية عن ألشعب اللبناني الذي وجد نفسه يغوص في اوجاع وألام مُغرقة لا أمل للحياة إلا بالتخلص من كافة تلك الكتل الواقفة عائقاً حقيقيا. بوجه بعضها البعض نتيجة الإرتماء في أحضان الخارج مهما قالوا إننا على تواصل وتوافق مع الجميع . لعبة تداول ونقل معلومات عن هذا المرشح او ذاك في ردهات ومقرات خارج الندوة البرلمانية اللبنانية ما هي إلا تأكيد عن عدم نضوج اهل السياسة في لبنان وترك الحرية لهم في إختيار وإملاء مراكز الرئاسات سواءً كانت منتهية الصلاحية ام تتعوَّم في إعطاءها نفحات مذهبية طائفية مقيتة .
عصام محمد جميل مروة .. بيروت في / 12 - شباط - فيفرييه/ 2023 / ..
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الوجه المأساوي لزلزلة أرض سوريا وتركيا
-
إنتفاضة السادس من شباط قد تتكرر الأن
-
عن بعض العناوين الواردة في كتابي
-
علقم وحنظل والبقية أتية فأنتظروا
-
راسموس بالودان إرهابي أبيض
-
السم العربي في ربيع الثورات كان مُتربِصاً
-
يوم ميلادُكِ يُعيدُني الى زمن العشق
-
محنة رِئاسة أم رواج تخبط سياسي بغية مآرب تعويم إنتظار واهم
-
رحيل قامة لبنانية مُشرِعة للدستور في عصر الحرب
-
تمهيد الدخول اولى صفحات كتاب -- واقع الحال في فحوى و صدى الم
...
-
المصير الزائغ فوق ترهُل جاثم مُرتَقب
-
الإهتمام في قضية إنتخاب الرئاسة مؤجَلْ
-
لا تحصد المآسى و طينُها ألجاثم فوق همومنا
-
البحث الأوكراني عن متاعب ودعم في نفس الزمن
-
الذكرى التاسعة والعشرين .. ما بعد الرحيل المُبكِر ..
-
كلمتي في توقيع كتابي -- واقع الحال في فحوى وصدى المقال --
-
الروح الرياضية المغربية فوق الخسارة المدوية
-
قمة درب الحرير تتجه مجدداً من الصين
-
بيان عسكري رقم واحد من الرايخ الألماني
-
أين قيمة التطبيع عند الإعدامات العلنية
المزيد.....
-
الجيش الأمريكي يعلن استهداف -أحد كبار قيادات- تنظيم تابع لـ-
...
-
مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تعيين دوغ بورغوم وزيرا للداخلية
-
مباحثات إيرانية قطرية حول اتفاق وقف إطلاق النار بغزة ولبنان
...
-
ترامب يعلق على تقارير سحب القوات الأمريكية من سوريا
-
روبيو: ترامب مقتنع بضرورة حل الصراع في أوكرانيا بالوسائل الد
...
-
واشنطن: استمرار الصراع يدمر أوكرانيا ويفاقم خسائرها في الأرا
...
-
المغرب.. تفاصيل دقيقة حول الآليات والمواد والمساحيق التي تم
...
-
الولايات المتحدة تخطط لفرض رسوم جمركية على الصين بسبب -شحنات
...
-
روبيو: عرض ترامب شراء غرينلاند -ليس مزحة-
-
العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة المتحطمة في واشنطن وإر
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|