علي احمد
الحوار المتمدن-العدد: 7520 - 2023 / 2 / 12 - 06:51
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
كثرة ترداد كلمة زلزال دفعني لأبحث عما كان في عقل قدماءنا من تسمية له، واستوقفتني التسمية الاكدية له. تعنيrâbu التي من صيغها ايضا ruābu : يهز ويرج ويرعش ويرجف. ولما كانت الافعال اثناء تطور اللسان في اغلبها مشتقة من المسميات التي اطلقها الانسان على مكونات العالم الموضوعي فبتقديري أن هذا الفعل بالاصل مشتق من rību وهي التسمية التي اطلقتها الاكدية على ظاهرة الزلزال الطبيعية. الكلمات القريبة رعب ورهب التي ورثناها لها صلة بالخوف والفزع ربما كنتيجة للزلزال.
واما روب - الرائب- فهو بالاصل قريب من فعل الزلزال -عملية المخض- ففي لسان العرب الرَّائِبُ الَّذِي يُمْخَضُ فَيُخْرَجُ زُبْدُهُ. لم اعثر في المعاجم القديمة تحت بند رأب وهي اقرب الصيغ للجذر الاكدي لفظيا بما يعني الزلزال، وكلها تدور حول الاصلاح (الرأب ) الذي يقوم به الإنسان كنتيجة للزلزال وكثيرا ما ترتبط بصيغة رأب الصدع. ولكن ما استوقفني هو ما ورد في معجم الغني حيث رَأْبٌ** -- [ر أ ب]. (مص.رَأَبَ). "أصَابَهُ رَأْبٌ" : تَصَدُّعٌ. وبتقديري ان الصدع هو على صلة بما في ذهن الإنسان البدائي حول الزلزال حيث كان يغلب على أبنيتهم الطينية البسيطة التشقق لا السقوط. وثمة كلمة ورثناها على صلة بتسمية الزلزال ولكنها بقيت بمعنى القياس من جهل ما يخبئه للبشر من كوارث بالاصل ذات صلة بالزلازل حيث الرَّيْبُ: صَرْفُ الدَّهْرِ. وَرَيْبُ الدَّهْرِ: صُرُوفُهُ وَحَوَادِثُهُ. وَأَمْرٌ رَيَّابٌ: مُفْزِعٌ.
#علي_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟