|
الحرب الأمريكية الصهيونية على لبنان ودروس المقاومة
عبد السلام أديب
الحوار المتمدن-العدد: 1705 - 2006 / 10 / 16 - 10:27
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
يوم الاحد 10شتنبر 2006 و بالمقر المركزي للنهج الديمقراطي بالدار البيضاء تم تنظيم ندوة حول الحرب الأمريكية - الصهيونية على لبنان ، أهدافها و تداعياتها و بينهما عوامل صمود المقاومة اللبنانية و حزب الله و دحر العدوان الأمريكي - الإسرائيلي و تكبيد الكيان الصهيوني خسائر بشرية ، اقتصادية ، سياسة و نفسية ..لم يألفها في تاريخ حروبه العدوانية على دول المنطقة بالشرق الأوسط .. الندوة عرفت مساهمة الرفيقة سميرة الكناني و الرفاق عبد الرؤوف الفلاح ، التيتي الحبيب، عبد السلام أديب، أحمد أيت بناصر وعبد الله الحريف. و يسعد جريدة النهج الديمقراطي أن تقدم لقرائها و قارئاتها مجمل مضامين المداخلات والمناقشات** .. التي شهدتها الندوة بكل محاورها مع التقديم الذي قدم به للندوة الرفيق التيتي مع الأمل في أن تكون هذه الندوة مجرد بداية لفتح نقاش / حوار عميق ومثمر حول هذا الموضوع الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستوفيه حقه ندوة أو حتى ندوات عدة .. نظرا لتشعباته وتعقيداته وارتباطه أساسا ليس بالجانب النظري والتحليلي فقط بل وأيضا وبشكل رئيسي بالفعل والممارسة و الربط بين النظرية و التطبيق و القدرة على استخلاص الدروس المفيدة لتقدم نضال الشعوب وحركاتها المناضلة والمقاومة. هذا ولا يفوت الجريدة التأكيد على أن أبواب صفحاتها مفتوحة لكل المساهمات الهادفة إلى خدمة قضايا الشعوب العادلة وتطوير كفاحية حركات التحرر الوطني ونضالها ضد الإمبريالية والاستعمار بمختلف أشكاله وتلاوينه . ** ترتيب الفقرات و تبويب عناصر المداخلات من وضع الجريدة بعد تفريغ الشريط إضافة إلى علامات الترقيم..
تقديم الندوة : شكلت الحرب التي أعلنها الكيان الصهيوني على لبنان أبرز الأحداث التي طبعت صيف سنة 2006 . و في إطار الحركة الداعمة لنضال الشعوب في العراق و فلسطين و لبنان ، هذه الحركة التي لعب فيها مناضلو و مناضلات النهج الديمقراطي دورا طلائعيا ، قررت جريدة النهج الديمقراطي تخصيص ملف العدد 108 لهذه الحرب و ضمنه عقد ندوة خاصة بالموضوع . إننا نهتم بهذا الموضوع لأنه : 1 - يدخل ضمن انشغالات شعبنا في إطار وحدة الانتماء لجبهة النضال ضد الرجعية و الإمبريالية والصهيونية . 2 - لأن ما وقع على المستوى السياسي و العسكري يدفعنا للتساؤل المشروع والموضوعي وبدون تضخيم : هل نحن نعيش فعلا إرهاصات مرحلة جديدة بالمنطقة ؟ هل نحن أمام قطيعة فعلية ؟ 3 - لأننا كتنظيم أممي لابد و أن نتفاعل مع الأحداث التي تجري في عالمنا ، بالدرس و المعرفة و باستخلاص العبرة قصد إغناء تجربتنا ثم فكرنا و برنامجنا وصولا لتدعيم مكتسبات شعبنا ، الأمر الذي لا محالة يؤهلنا للدعم الفعلي والحقيقي للنضال الأممي ضد الرجعية والإمبريالية والصهيونية في مختلف مناطق الكفاح . 4 - و لأن جريدتنا لسان حال تنظيم مناضل فإنها تسعى لتقديم آراء و قضايا للنقاش لجمهورها راجية أن يتفاعل القراء مع ما طرح و تؤكد استعدادها لمتابعة الموضوع عندما تتوفر المادة . وفي إطار التهييئ لهذا الملف قررت هيأة التحرير تنظيم هذه الندوة التي استدعيت لها الرفيقة و الرفاق الذين نشكرهم على تلبية الدعوة. و من أجل تركيز النقاش فإننا نقترح التداول في المحاور التالية : 1 - أهداف العدوان الصهيوني الأمريكي من الحرب على لبنان؛ 2 - عوامل صمود المقاومة اللبنانية؛ 3 - تداعيات صمود المقاومة إن على مستوى المنطقة أو على مستوى المغرب .
المداخلات / المناقشة... المحور الاول أهداف العدوان الصهيوني الأمريكي من الحرب على لبنان عبد السلام أديب : شكرا للجريدة على دعوتها للمشاركة في هذه الندوة القيمة. أعتقد أنه لابد في البداية من التذكير بسياق الحرب الأمريكية الصهيونية على لبنان . السياق العام يتميز بثلاثة مميزات : فشل تطبيق الرأسمالية الليبرالية التي جائت بخطاب يدعي توسيع الحقوق والحريات العامة وتحقيق الديمقراطية في كل مكان، وقد ترتفق هذا الفشل مع اتساع الركود العالمي و اتساع الفقر و ضرب المصالح والمكاسب الاجتماعية التقبسدية ، مما تسبب في فوضى عالمية عارمة وظهور تيارات متطرفة .. ففي ظل هذا الفشل أصبح تطبيق العولمة الاقتصادية (القناع الذي تختفي الامبريالية خلفه حاليا) والوصفة الليبرالية المتوحشة من طرف الإمبرياليات وفي مقدمتها الإمبريالية الأمريكية مرهونا باستخدام المزيد من العنف / الإرهاب السياسي والعسكري . الميزة الثانية هو ذلك التوافق بين البلدان الرأسمالية لاسعادة استعمار دول الجنوب بدأ بالمنطقة التي تزخر بمصادر الطاقة فقد خصل نوع من التوحد بين الإمبرياليات للهيمنة على دول الجنوب.. فلم تعد فرنسا ذلك البلد غير المنحاز للأطروحات العدوانية الامريكية، بل أصبحت تبدع في مساندة هذه الأخيرة. - هيمنة القوة الأمريكية عبر احتكارها للأسلحة النووية والإعلام ورؤوس الأموال ومصادر الطاقة وقنوات الإنتاج والتوزيع، ومحاولة ترسيخ هذه الهيمنة في العالم والشرق الأوسط على الخصوص كمركز للعالم مع ما يرافق ذلك من سيطرة على ثرواتها البترولية بالأساس وما يترتب عنه من تبعية لها من طرف دول كبرى كالصين وأوروبا مثلا .. ففي ظل هذا السياق جاءت الحرب الإسرائيلية على لبنان لتشكل حلقة من حلقات تقعيد الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة. سميرة الكناني : هذه الحرب العدوانية امتداد للحروب على المنطقة من أجل فرض وضع جديد مستسلم في المنطقة الممتدة من المغرب حتى آسيا ( باكستان ، افغانستان ..)المجال الجغرافي لما يسمى الشرق الأوسط الجديد و بتركيز شديد فإن معالم الهجوم الامبريالي يستهدف : - ضرب و إنهاء أية مقاومة معارضة لبسط هيمنة الامبريالية و على رأسها المقاومة المسلحة - ضرب أية إمكانية لوحدة عربية - خلق كيانات مصطنعة يسهل السيطرة عليها - الهيمنة على البترول و السيطرة على سوق واسعة لترويج منتوجاتها و هذا يؤدي إلى تطويق كامل للقوى المنافسة كالاتحاد الأروبي ، روسيا أو الصين .. - تعميق الإذعان و الاستسلام و تبعية الأنظمة باعتماد إصلاحات شكلية يسمونها ديمقراطية - كما تجدر الإشارة إلى أنه من بين الأسباب المباشرة لهذا العدوان مأزق تطبيق قرار1959 في جزئه المتعلق بتجريد المقاومة من سلاحها ، و الحرب جاءت في هذا الإطار من أجل فرض و بالقوة ما عجزت عنه الامبريالية بكافة الضغوطات التي مارستها ، وهذه الحرب هي امبريالية بالمعنى الدقيق للكلمة و تمت أيضا بالوكالة. أحمد أيت بناصر : شكرا لجريدة النهج الديمقراطي على هذه الدعوة الحرب المشنة على لبنان و ضد حزب الله و حلفائه في جنوب لبنان كانت حربا أمريكية بواسطة أداة اسرائيلية . الحرب الأخيرة أكدت المعطى الأساسي بأن أمريكا هي صاحبة التخطيط و الاستراتيجية و ما اسرائيل إلا أداة للتنفيذ مع استحضار طبعا لوجود تناقضات بينهما و فوارق و مصالح.. الحرب على لبنان و حزب الله و حلفائه كانت تستهدف تسعير نار الحرب على الإرهاب و في نفس الوقت تستهدف منها أمريكا إضعاف حركات التحرر بشكل عام و توفير الشروط لمفاوضات مع إيران من موقع قوي كما يجب استحضار هدفها المتمثل في السيطرة على النفط بالمنطقة و فيما يخص اسرائيل فقد كانت تهدف إلى نزع سلاح حزب الله و فرضت عليها أمريكا الدخول في حرب لم تكن مهيأة لها .. كما كانت تهدف إلى إضعاف المقاومة الفلسطينية و توفير الشروط لإحكام سيطرتها على فلسطين و الدخول في مفاوضات مع الفلسطينيين من موقع قوي.. و مسألة أخرى ، الحرب اندلعت بدعم أمريكا مستغلة أسر جنديين إسرائيليين ( التذكير بتصريح حسن نصر الله بعدم تصوره الدخول إلى حرب لو توقع مثل هذه الحرب بالاستناد إلى المبرر الذي اعتمدت عليه ) و تم استغلال عملية الأسر للضغط على اسرائيل من أجل القيام بالحرب مع توقع أن تدوم عشرة أيام على أبعد تقدير إلا أنها استمرت على غير توقعاتهم فحصلت هزيمة نكراء لاسرائيل.. . ثم إن هذه الحرب لا تستبعد توفير شرط خروج أمريكا بوجه " مشرف" من العراق بعد أن غرقت في مستنقعه.. عبد الله الحريف : في إطار ما ورد في حديث أديب أشير إلى أن الامبريالية وصلت إلى مستوى التعفن المالي و المضارباتي فكانت الحاجة أكثر للجوء إلى الحروب ، وفي هذا الإطار فأي بؤرة للمقاومة هي خطر ، و الامبريالية لا تقبل بأي مقاومة و خصوصا المسلحة منها بالتواجد ، ولذلك فحزب الله و المقاومة اللبنانية يجب أن لا يستمرا.. ثم إن إرادة امريكا في إبقاء سيطرتها على البترول و الدولار كعملة تداول و الهروب إلى الأمام للتغطية على فشل خطتها في افغانستان و العراق يجعلها تلجأ إلى فرض النهب بالعنف و الإرهاب . و بالنسبة لإسرائيل كان عليها إثبات دورها لفائدة الإمبريالية و كقاعدة أمامية لها و تريد في نفس الوقت أن تصبح المناطق القريبة توابع لها و أن يكون نظام لبنان عميلا لها دون إغفال أيضا لأحد أهدافها المتمثل في السيطرة على الماء .. عبد الرؤوف الفلاح : إضافة في نفس السياق ، الانطلاق من حقائق عديدة ، محطات عديدة تبين أنه عدوان اسرائيلي أمريكي ، بل إن القرار ليس امريكيا اسرائيليا فقط بل لأطراف أخرى .. فليلة 12 - 13 يوليوز صدر قرار عدواني بأن اسرائيل تمارس الدفاع عن النفس - تغطية العدوان من طرف السعودية و مصر رئيس الحكومة اللبنانية يصرح بأن لا علم لنا و هذه القضية لا تهمنا ... و كان هذا تغطية للعدوان- إن ذكر هذه الأحداث للتنبيه إلى أن العدوان هدف إلى تطبيق قرار1559 بالحديد و النار و لنقل لبنان من منطق إلى منطق و من معسكر إلى معسكر علاوة على أن من الأهداف الاستراتيجية المسطرة للعدوان ضرب ما تبقى من مقاومة للشعب الفلسطيني و التضييق على فكر و منطق المقاومة ضرب أي جيوب للمقاومة في المنطقة و في مستوى آخر فإننا نعيش الآن رصاصة الرحمة على سايس بيكو و ما ترتب عليه خلال عقود و الانتقال إلى باكس أمريكان و فيه الصراع مع الصين و الاتحاد الأوروبي هذا الأخير الشبيه بالرجل المريض على شاكلة العثماني( نسبة إلى الإمبراطورية العثمانية..) الحبيب التيتي : توجد أهداف معلنة و غير معلنة في العدوان الصهيوني الأمريكي.. من الأهداف المعلنة الحرب على الإرهاب و اتخاذ مبرر اختطاف جنديين اسرائيليين للركوب على ذلك أما الأهداف غير المعلنة فتتمثل في الكيان الصهيوني نفسه على اعتبار اسرائيل مقدمة الحربة الأمريكية ، هذا الكيان الذي زرع في المنطقة ككيان عنصري ، ثم إن لبنان بين تاريخيا عن إمكانية وجود طوائف مختلفة في دولة واحدة مع إمكانية تطورها و انتقالها إلى دولة علمانية و ذلك نقيض الدويلة الصهيونية و هذا يشكل خطرا على اسرائيل الشيئ الذي يفسر الحروب المتتالية على لبنان حيث لا مجال لأن يكون لبنان دولة ديمقراطية وبالتالي فمن ضمن ما يستوجبه تركيز أسس الكيان الصهيوني إعدام أية إمكانية لنظام ديمقراطي / علماني في المنطقة .. عبد السلام أديب : من أهداف العدوان الإسرائيلي الأمريكي على لبنان فصل لبنان عن أزمة الشرق الأوسط عموما، من خلال تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة بهذا الموضوع 1559-1680 وتأمين حدود إسرائيل من خلال نزع سلاح المقاومة، وصولاً الى عقد "إتفاق سلام" مع لبنان.. كذلك السعي لإحداث إنقلاب كامل لصالح" قوى 14 أذار" في السلطة اللبنانية بعد العجز عن القيام بذلك، والسعي للحفاظ على الإنجاز الأميركي ذو الصلة بثورة الارز و"المثال الديمقراطي"... ثم أيضا عزل سوريا وإيران والضغط عليهما لتقديم تنازلات، أو تطويقهما من أجل خطوات لاحقه... ويمكن تلخيص هذه الأهداف في السعي إلى تحقيق خطوة متقدمة على طريق مشروع الشرق الأوسط الجديد. إن علاقة الولايات المتحدة بالمنطقة بدأت منذ عملها على إبعاد النفوذ الفرنسي البريطاني واصطدامها بدول القومية العربية، على عهد جمال عبد الناصر، من خلال استعمال الأداة العسكرية الإسرائيلية لتدجين هذه الدول التي تحولت تدريجيا إلى أنظمة ديكتاتورية محدثة بذلك فراغا ما لبث الاسلام السياسي المفبرك أن ملأه. وحاليا تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على تجميد القوى اليسارية والتقدمية والديموقراطية في المنطقة عبر تقوية الإسلام السياسي الرجعي، الذي يدخل في تناقض أتوماتيكي مع القوى التقدمية، وتلعب الأنظمة الدينية الرجعية في المنطقة (السعودية إيران تركيا دول الخليج ...) دورا أساسيا في إنجاح استراتيجية الإفراغ الديموقراطي، لأن الغرب ليس من مصلحته تواجد قوى ديموقراطية غنية وقوية في المنطقة. تبقى إشارة أخرى ، هي أن الحرب على لبنان لم تكن لتقف عند تلك الحدود التي وقفت عندها لولا أن بشاعة الجرائم المرتكبة فضحت الإمبريالية الأميريكية وكانت معرضة للمزيد من الانكشاف و الانفضاح أمام شعوبها و شعوب العالم .. كما أن الاستمرار في الحرب قد تقود إلى نتائج معاكسة تماما لما تتطلع إليه الامبريالية من المحافظة على الإفراغ الديموقراطي وهيمنة الإسلام السياسي الرجعي. المحور الثاني عوامل صمود المقاومة اللبنانية أحمد أيت بناصر : فيما يخص صمود المقاومة اللبنانية المتمثلة في الكفاح الذي يخوضه حزب الله و منظمة أمل و الحزب الشيوعي و غيرهم من القوى فقد كان صمودا رائعا و هائلا ، و عوامل صمودها متعددة أوجز الأساسي منها في أن المقاومة استطاعت أن تلف المناضلين المقاومين ، الشجعان و المؤمنين بالقضية اللبنانية و مواجهة العدو الشرس أمريكا و إسرائيل - الاعتماد على دعمها من طرف الكادحين و الجماهير المسحوقة و التي تشكل الغالبية العظمى في جنوب لبنان.. - قدرة المقاومة على تجاوز الاختراق الصهيوني - الأمريكي في صفوفها إلى حد كبير.. - أن اسرائيل دخلت الحرب و هي غير مستعدة و غير واثقة.. مع استحضارها لتجربة سابقة لها مع حزب الله سنة 2000 .. مما اضطرها إلى الانسحاب.. - نقطة أخرى تتعلق بانهزام الموقف العربي الرسمي المتمثل في السعودية ، مصر ، الأردن ... و دعمه المكشوف لتبرير الحرب ، و خوفا من تداعيات ذلك على مصالحها بدأت هي نفسها تعمل من أجل إيقاف الحرب مما عزز المقاومة.. - وحدة الجبهة اللبنانية إلى حد لا بأس به و سلوك المقاومة لتاكتيكات و تنازلات مهمة من أجل لف المقاومة و بالتالي لجم الأصوات ... و هذا عنصر مهم جدا - عامل مهم آخر يتمثل في حكمة و سلامة تاكتيكات المقاومة مما خلق تضامنا عالميا واسعا .. - نقل الحرب إلى اسرائيل نفسها .. ارتفاع سعر البترول مس بمصالح فئات معينة ( رغم أنه كان في صالح فئات أخرى ) و هذا العنصر ساعد على الدفع بعدم استمرار الحرب و ساهم في إبراز مخاطر الحرب و صمود المقاومة. سميرة الكناني : الأمر يكمن في طبيعة المقاومة نفسها ، فهي مقاومة وطنية و أهدافها وطنية واضحة على خلا ف عصابات الزرقاوي كمثال ..و هذه المقاومة ليست وليدة اليوم أو السنوات الأخيرة ، كما أنه ليست هذه أول مرة تنتصر فيها المقاومة و هنا يمكن التذكير وحتي لا نذهب بعيدا في التاريخ إلى سنة 1978 و تأسيس الجيش الشعبي في الجنوب و إلى انتصار 1982 و تأسيس جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية بمبادرة من الحزب الشيوعي اللبناني ، منظمة العمل الشيوعي و الحزب الناصري ...و التي حققت انتصارا بطرد الممثل الإسرئيلي من بيروت ، لتحرر بعد ذلك الجبل في 1985 و بعد ذلك انسحاب العدو في سنة2000والمقاومة الشرسة التي أبداها حزب الله الذي استفاد طيلة السنوات الأخيرة من دعم سوري و إيراني .. إن من عوامل صمود المقاومة أيضا : الحنكة السياسية في إدارة الصراع و المقاومة و تقديم تنازلات .. و هذا درس لجميع القوى المناضلة عليها أن تستفيد منه .. كما أن حزب الله عبر عن قدرته على الحفاظ على الوحدة الوطنية و ضرب مراهنة أمريكا على تفتيتها و التالي عزله كحزب و قد تجلى ذلك كمثال في قبوله بالنقاط السبع ، تحديده الأولويات في إيقاف الحرب ، قبول مهام الجيش اللبناني ... - تهييئ المقاومين للإيمان بقضيتهم ، و اعتماد تنظيم محكم و مهيأ للاستفادة من دروس سابقة .. و اعتماد حرب أنصار .. - توقيت عملية الاسر أربك خطة اسرائيل التي كانت تهيئ لهجوم شامل .. - انطلاق التضامن الدولي بعد تردد .. عبد الله الحريف : صمود المقاومة يرجع إلى عاملين أساسيين ذاتي و موضوعي مرتبط بالظروف العامة المحيطة بالمقاومة ، على أن المهم هو الجانب الذاتي.. و في هذا الجانب يجب دراسة هذه التجربة على مستوى عواملها الداخلية.. أعتقد أن الأداء كان جيدا على المستوى السياسي و الاستراتيجي ، فالحزب أعلن أن هدفه هو فقط تحرير لبنان و ضمان كرامة شعب لبنان، و شعار كهذا لا يمكن للجميع إلا أن يتفق عليه ما عدا طبعا الخونة و العملاء ..كما تجنب الدخول في صراعات طائفية ، و في المقابل تصريحه وتأكيده على أن لبنان للجميع .. - المقاومة اللبنانية عملت مع الجماهير الكادحة و خصوصا الشيعية منها و طورت نفسها عبر نضالها ضد الاحتلال إلى قيادة .. و بالتالي برزت كمدافع فعلي و جدي عن أرض و شعب لبنان و كرامته .. - قدرتها على بناء تحالفات داخلية مع قوى مسيحية و شيعية .. مما وفر لها الدعم و الالتفاف في مواجهة العدو .. - المزاوجة بين العمل المسلح و العمل في المؤسسات ..بما فيها مؤسسات الدولة .. بناء تحالفات قوية مع إيران و سوريا مما وفر لها الدعم الوجيستيكي المادي منه و العسكري ، إضافة إلى السياسي و الإعلامي .. - إدارتها للمعركة بحنكة سياسية عالية و اتخاذ القرارات اللازمة بسرعة( و هنا لا يمكن إلا أن نسجل كمثال و بإيجاب رجوع الناس إلى الجنوب بسرعة .. ) و اعتماد خطابات موزونة و واضحة و ذات مصداقية و التأكيد المستمر على الوحدة الوطنية و تحرير الأرض.. - عدم دخول المقاومة في ملاسنات سواء مع القوى اللبنانية المتذبذبة أو مع الأنظمة الرجعية كمصر و السعودية و الأردن .. و على المستوى التنظيمي فإن عوامل عدة لعبت دورا حاسما في صمود المقاومة اللبنانية و حزب الله منها : وجود انضباط قوي و جيد مما يحميها من الاختراقات بل إنه يجري الحديث في مقابل ذلك عن تمكن الحزب من اختراق العدو إلى حد ما.. و وجود من تعاطف معه من داخل اسرائيل نفسها . - تنظيم فعال قادر على تحويل القرارات و ترجمتها إلى واقع.. الإيمان القوي بالقضية و خاصة عندما تكون عادلة ( تحرير الأرض ، الكرامة .. ) و احتضان المقاتلين من طرف الشعب .. أما على المستوى العسكري فيظهر أنه تم اعتماد خطط جيدة و تدريب و تكوين جيدين بالإضافة إلى التسليح الجيد و المتطور و ضمنه القادر على ضرب عمق الكيان الصهيوني ( كالصواريخ... )مما يعطي لها القوة و إظهار أن العدو يتكبد la guerilla des pauvres هو نفسه الخسائر أيضا .. لتتجاوز بذلك ما قد يوصف ب - معرفة جيدة بالأساليب العسكرية للعدو و بناء خطط مضادة فعالة ..و التصدي بفعالية أيضا للدبابات و تدميرها .. كما لا تفوت الإشارة في هذا المحور إلى الاستعمال الجيد من طرف المقاومة و حزب الله لوسائل الإعلام شكلا و مضمونا ، و جعله ذي مصداقية، و استفادتها أيضا من جزء من الإعلام العربي ( قناة الجزيرة كنموذج ...)و في نفس الوقت من التضامن الدولي بعد انفضاح الأساليب الهمجية لاسرائيل .. عبد السلام أديب : في نفس إطار مداخلة الرفيق عبد الله أشير إلى بعض العناصر الإضافية التي ساهمت في صمود المقاومة اللبنانية.. ويمكن تقسيم هذه العناصر إلى عوامل ذاتية وأخرى موضوعية. فعلى المستوى الذاتي كانت الحرب الأهلية اللبنانية منذ 1974 إلى 2000 تجسد الصراع ضد الإمبريالية والصهيونية بين القوى المقاومة بما فيها اللاجئين الفلسطينيين والقوى الموالية للمشروع الإمبريالي الصهيوني، وقد استطاعت القوى المقاومة أن تفرض إرادتها وتجدر ثقافتها على الساحة اللبنانية؛ كما تطورت الروح القتالية العالية لدى اللبنانيين نتيجة الحقد والكراهية اتجاه العدو، وحيث لا يوجد بيت لبناني لم يتباكى على ضحاياه خلال المجازر الإسرائيلية، خصوصا بالنسبة لفقراء الضاحية الجنوبية لبيروت؛ ثم أنه نتيجة للتنافس كبير بين الفصائل اللبنانية حول زعامة المواطنين تحاول المقاومة اللبنانية البرهنة والتنافس على الصمود والمقاومة والتنظيم المحكم؛ تعلم الحرب والمقاومة اعتماد أساليب متطورة في توفير مصادر تمويل متنوعة وقد مكن حزب الله من التوفر على إعلام جيد (قناة المنار) وأسلحة متطورة وتكوين ميداني وتكنولوجي؛ كما استغل حزب الله الحس الديني الشيعي السائد في جنوب لبنان، واستطاع حسم الصراع حساب حركة أمل الشيعية؛ برهم حزب الله على قدرة كبيرة على العمل مع الطوائف الأخرى بدون حساسيات كبيرة، خصوصا العمل مع الحزب الشيوعي اللبناني الذي يعمل في السرية منذ 1924.
أما بالنسبة للعوامل الموضوعية للصمود فنجد على رأسها أن الحرب لم تنشأ بين جيشين نظاميين، وإنما بين جيش إسرائيلي منظم وبين مقاتلي حزب الله الذين نظمو أنفسهم على أساس خوض حرب عصابات طويلة الأمد، يستغلون فيها معرفتهم الجيدة بساحة المعركة، وقدرتهم على التسلل وتوجيه ضربات موجعة للجيش الإسرائيلي، وبطبيعة الحال فإن مثل هذه الحرب ليس من شأنها إلا أن تطول، ويعتبر طول مدة الحرب في غير صالح إسرائيل وراعيتها الولايات المتحدة؛ كان يبدوا منذ البداية أنه من بين الأهداف الأساسية للحرب خوض حرب محدودة لإجبار المقاومة اللبنانية وسوريا على الرضوخ للمطالب السياسية الأمريكية الصهيونية، وبالتالي عزل إيران سياسيا لزيادة حدة ضغطها عليها وبالتالي تحقيق مكتسبات ملموسة في المفاوضات الجارية. لكن استطالت مدة الحرب أصبح يلعب عكس هذه الاستراتيجية، خصوص وأن شعوب العالم بدأت تتحرك بشكل عارم وتوجه انتقادات لادعة للممارسات الجارية في هذه الحرب، كما بدأت تعطي نوعا من المصداقية لصمود ايران أمام الابتزاز الأمريكي؛ توصل الأطراف المتحاربة بعد 33 يوم من القتال إلى حل وسط من خلال القرار 1701 رغم أن هذا الأخير يخدم في العمق المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة. الحبيب التيتي : عوامل صمود المقاومة كثيرة و مهمة و يتمثل بعضها في خصائص المجتمع اللبناني والتشكيلة الاجتماعية مما وفر الإطار العام لاشتغال المقاومة . - و فيما يخص المقاومة نفسها و في طليعتها حزب الله و إطارات أخرى يجب إعطاؤها حقها نظرا لدورها و عملها المشترك مع حزب الله فقد كانت في إطار سياسي مناضل و برنامج واضح و أهدف دقيقة و شعارات ملموسة ..دون أن تجد من يشرق أو يغرب بتعبيرنا الدارجي.. - المقاومة لم تكن معزولة عن وسطها الطبيعي مم أعطاها قوة الصمود أطول و أكثر .. - الإعداد المبكر و التسليح الجيد.. - تعامل المقاومة و حزب الله مع التناقضات بشكل خلاق .. - وجود إرادة لبنانية مستقلة لخوض معاركها ولم تكن موجهة .. من العوامل الأخرى التحالفات الخارجية المبنية على أسس مبدئية و هذا من حقها المشروع ، فباي حق تكون لإسرائيل علاقات و أن تتلقى الدعم ؟ أليس هذا نوع من الكيل بمكيالين ..؟ - إعلام جيد و توفيره بشكل منظم و كان جاهزا ، و قد شكل جبهة إضافية و كان متميزا بصدقه و شفافيته و واقعيته و بعيدا عن ديماغوجية الإعلام العربي الرسمي الذي سبق أن أتحفنا عبر تاريخه بنتصارات سرعان ما يتم الكشف عن وهميتها و زيفها ولعل أشهر مثال على ذلك ما حدث في 1967 و ما بعدها ..مع الإشارة إلى أن إعلام المقاومة كسب المصاقية حتى في صفوف العدو نفسه .. من عوامل الصمود دائما طرح المقاومة لبرنامج واقعي بأهداف واقعية و قدرتها على تحويل المعيقات إلى إيجابيات و من ضمنها كمثال الحصار العربي الرسمي حيث أمام ضوئه الأخضر الذي أعطي للهجوم على المقاومة.. كان الجواب من المقاومة بأنها لا تنتظر من الأنظمة شيئا فقط أن تلزم الصمت و لا تصب بتصريحاتها العلنية في طاحونة العدوان .. - التعامل الذكي للمقاومة مع القوى المناوئة و المتذبذبة.. - رغم اختلال موازين القوى عسكريا لفائدة العدو فإنه عبر حرب أنصار دفاعية تم تحويلها إلى قوة للمقاومة.. عبد الرؤوف الفلاح : يظهر لأول وهلة أن الرفاق طرحوا جميع مقومات صمود المقاومة ، اريد فقط إضافة بعض التدقيقات .. هذا الموضوع مطروح لندوات و ندوات ، و هذه المهمة من مهام كل القوى الساعية للتغيير ،.. ، إنه منعطف تاريخي .. . فليس من السهل أن حزبا / حركة تتمكن من الصمود أمام قوى جبارة و تحالفات لا مبدئية .. إنه يمكن القول أن حزب الله هو المقاومة و المقاومة هي حزب الله ، هذا الحزب الذي استفاد سلبا أو إيجابا من التجارب السابقة .. تجربة المقاومة الفلسطينية ، تجربة أمل ... إن هناك خصوصية يجب الوقوف عندها ، يقول سوف تستو المفكر العسكري الصيني : " إذا كنت تعرف عدوك و تعرف نفسك ، فلا داعي لأن تخشى خوض مائة معركة . و إذا كنت تعرف نفسك و لا تعرف عدوك فسيكون مقابل كل نصر تحرزه هزيمة . أما إذا كنت لا تعرف عدوك و لا تعرف نفسك ، فلا تحاول الدخول في أية حرب لأنك ستهزم في كل المعارك . "و عليه فالخصوصية التي تمت الإشارة إليها تكمن هنا و في قوة المقاومة اللبنانية على التطبيق الخلاق لهذه المقولة ..وقد ساعده في ذلك بنية الحزب الحديدية حيث للالتحاق بالحزب يجب الخضوع لبحث قوي و تجربة طويلة ..ثم إن الحزب وجه البندقية للعدو و رفض الدخول في متاهات سياسية كما أن الحزب دخل إلى الحكومة من قبل أن تبدا الحرب .. - تدبير المقاومة للصراع و قيادته في جميع مراحله و التقليص ما أمكن من هوامش الأخطاء - بناء استراتيجيتها الكاملة على القوى الذاتية أساسا و ذلك من البداية إلى النهاية و دون إغفال طبعا للتحالفات .. إن الحاجة التي ألح عليها هي الخصوصيات و وجود جماهير محتضنة و ليس فقط السلاح رغم أهميته .. المحور الثالث تداعيات صمود المقاومة على مستوى المنطقة و على مستوى المغرب أحمد أيت بناصر : فيما يخص نتائج الحرب الإسرائيلية الأمريكية يمكن إيجازها بشكل رئيسي في النقط التالية: - انتصار باهر لحركة المقاومة في لبنان على الآلة الإسرائيلية الأمريكية بشكل لا غبار عليه ، و لأول مرة انتقلت الحرب على الأقل إلى شمال إسرائيل مع تداعياتها الاقتصادية و السياسية .. على إسرائيل - و على الصعيد العالمي هناك المزيد من انفضاح السياسة الأمريكية أمام الشعوب وضمنها الشعب الأمريكي - انهيار خارطة الشرق الأوسط التي كانت تلوح بها الإدارة الأمريكية لأن إرادة الشعوب أقوى من أسلحة الدمار الأمريكي .. - انفضاح اليبرالية المتوحشة و على رأسها بوش ، و فقدانها المصداقية حتى داخل الإدارة الأمريكية التي نلاحظ انقساماتها ، ثم مقابل ذلك تزعزع سمعة أمريكا و هذا سينعكس على مصالحها على الصعيد العالمي و ضمنها الشرق الأوسط . - الانتصار أعطى أيضا شحنة قوية للشعوب المقاومة التي تطرح مناهضة الاستغلال ومناهضة الإمبريالية كما كشف عن انهزام الأنظمة العربية و انفضاحها أمام شعوبها مما سيعطي شحنة للنضال و الانخراط في التنظيم .. -ثم تأكد إيمان الشعوب بالمقاومة و حصل تدعيم لهذا الإيمان و بالقدرة على النصر مما سيكون له انعكاسات عملية .. - طبعا من ضمن نتائج هذه الانتصارات تدمير خطير للبنية التحتية للبنان و لكن في نفس الوقت تم تجاوز مخلفاته بوحدة لبنان ، وهذا يجب الانتباه إليه و استخلاص الدروس من أجل بناء تنظيم اشتراكي تقدمي.. - الانتصار أعطى شحنة للمقاومة الإسلامية و التقدمية منها بالخصوص التي لها ارتباط بالجماهير و هذا ما يتطور في الصومال و السودان و مناطق أخرى .. - من النتائج أيضا إعطاء القوة لمقاومة الشعب الفلسطيني تبقى فقط الإشارة إلى مسألة جني الثمار ، ففي ظل الشروط الراهنة و اختلال موازين القوى يصعب التكهن بها .. أما على الصعيد الإسرائيلي فمن ضمن التداعيات التي يمكن ملاحظتها هي انهزام اسرائيل بشكل قوي بعد انهزام 2000 و انسحابها ، و الهزيمة أخذت أبعادا دولية .. فلأول مرة تنهزم اسرائيل أمام قوة عربية قليلة العدد و التسلح و في منطقة صغيرة، واستطاعت المقاومة أن تنقل جزءا من المعركة إلى داخل اسرائيل نفسها و هذا من الصعب التكهن بجميع أبعاده الاقتصادية و السياسية و النفسية .. باعتبار هذا الكيان مصنوع و مصطنع في المنطقة. إن انهيار الجبروت الصهيوني ستستثمر نتائجه من طرف جميع القوى الساعية للتغيير .. وهذا من جهة ، و من جهة أخرى فيمكن اعتبار هذا الانتصار بمثابة غرس مسمار كبير في نعش الكيان الصهيوني برمته ككيان تطور كقاعدة عسكرية لعصابات إرهابية تلف حولها مجموعة من الجماعات و العناصر بالوهم و الارتشاء و العصبية الدينية.. كما ستطرح علامات استفهام على وجوده من عدمه .. طبعا من نتائج هذه الانتصارات أيضا بالرغم من جبروت الجيش الاسرائيلي الأمريكي، ورغم أن الأمر يتعلق بحزب صغير.. و كمشة صغيرة من المقاومين.. تأكيد حقيقة أن وجود هذا الكيان الصهيوني غير مشروع ( هدفه شن الحروب شمالا وجنوبا ، من الخلف و الأمام ..) وبالتالي فالمقاومة بلورت عنصرا من عناصر تدمير الكيان الصهيوني، و في مقابل ذلك تأكدت ضرورة الدولة الفلسطينية الديمقراطية تتعايش فيها جميع الأديان و الاتجاهات و هذا غير بعيد عن لبنان التي تعيش نفس النمط تقريبا و انتصار المقاومة عزز الطرح الديمقراطي .. الحرب من نتائجها أيضا إبراز أهمية الإعلام و بزوغ إعلام لا بأس به ( المنار ، الجزيرة .. )، فلأول مرة في تاريخ الحروب لم تستطع الآلة العسكرية للعدو أن تغطي على الضربات الموجعة التي ألحقتها بها المقاومة . - كما تميز هذا الإعلام بالفعالية و الكفاءة المهنية و المغامرة بالتواجد في مناطق الحرب ، و كل هذا يؤشر لإمكانية بروز إعلام عربي متقدم ليعزز مقاومة الشعوب للكيان الصهيوني و في مواجهة السياسة الأمريكية و عملائها المحليين .. - إن ما أفرزته هذه الحرب أيضا من نتائج الوقوف عند مفهوم جيش الدولة .. فالدول كانت تصرف الملايير على جيوشها دون أن تتوجه بها إلى العدو بل على النقيض من ذلك تتوجه بها نحو جماهيرها مما يطرح علامات استفهام حول مفهوم الجيش / نوعيته / تكوينه / تنظيمه / نوع الأسلحة و طبيعة المصاريف... بصدد النتائج دائما ، انتصار المقاومة ساهم في التخفيف من الضغط على سوريا و على إيران و كان عامل إخلال بموازين القوى في المفاوضات مع أمريكا بصدد الملف النووي .. كذلك أعطت المقاومة بنصرها تمييزا بين العمليات المسلحة المثيرة / الإرهابية ( نموذج القاعدة ..) و العمليات المسلحة على الأرض ، و ميزت نفسها على مستوى الخطاب و في مقدمتها حزب الله الذي تجاوز الخطابات الدينية المتخلفة.. و أختم بنتيجة أخرى جد مهمة و هي تتعلق بأهمية الاعتماد على الذات على كل المستويات السياسية و التنظيمية و الإعلامية ..حيث أعطت المقاومة اللبنانية دروسا في هذا المجال علينا كيسار أن نستخلصها و الاستفادة منها في تحديد المهام المطروحة علينا .. سميرة الكناني : ليس عندي مثل هذا التفاؤل .. صحيح أن المقاومة انتصرت و أسقطت أسطورة الجيش الذي لا يقهر و كان ذلك ضربة لمشروع الشرق الأوسط ولكن المشروع الإمبريالي ما زال مستمرا .. الوقت لم يحن بعد للتدقيق و الكل مرتبط بموازين القوى على الساحة .. لنلاحظ كمثال تنامي تيار متطرف داخل إسرائيل .. و على الصعيد اللبناني لم تجرد المقاومة من سلاحها ، و لكن لبنان مرجح لاجتياح آخر .. و ما لم تأخذه اسرائيل بالقوة أخذته بالسياسة عبر الأمم المتحدة .. أما عن النتائج على مستوى الشارع العربي فيسجل تعمق العداء لأمريكا ، و تعمق التناقض مع الأنظمة العربية و تزايد التشكيك في جدوى المؤسسات الدولية .. - تشويه مبادئ حقوق الإنسان و اعتبارها مجرد يافطات لتمرير المخططات .. - تكريس الطابع الديني للصراع .. - و جود حركات مقاومة ذات توجهات دينية ( العراق ، فلسطين ، لبنان ..) مما جعل التضامن العالمي لا يأخذ مداه خوفا من البعد الديني .. إن المطروح هو بناء مشروع سياسي تحرري في مقابل محاولات التفتيت في العالم العربي مع استحضار وعي اليسار المغربي مبكرا بمركزية و أهمية مواجهة مشروع روجرز ( منظمة إلى الأمام أساسا ). كما على اليسار أن يلعب دوره و يبرز مواقفه .. فأ نا لم أعد أفهم بعض النقاشات ..كيف تتوحد أوروبا و نحن نتشتت .. تجب الوحدة بين الشعوب العربية و إعادة الاعتبار للعمل السياسي / الحزبي المنظم بدل الانكفاء وراء المجتمع المدني .. يجب على اليسار أن يكون في طليعة النضال .. و أعتبر أن الوعي بهذا المنعطف حاسم .. يجب الوضوح و الجرأة في المواقف .. عبد السلام أديب : التداعيات في الحقيقة كثيرة جدا وسأقتصر على البعض منها .. فالصمود شكل تحديا كبيرا للجيش الإسرائيلي الذي كان يعتبر نفسه لا يقهر و سيصعب عليه استرجاع مكانته ، و تحديا أيضا للجيوش العربية التي كانت تراكم الأسلحة و تنهزم دائما في نفس الوقت ، و تحولت كفاءاتها العسكرية إلى قمع شعوبها فيما حزب صغير أنجز مكتسبات هامة ... - الهجوم الاسرائيلي تميز بصمت المنتظم الدولي أمام عدم اعتراف اسرائيل بالحدود الدولية و كان هناك تواطؤ للدول و الحكام العرب.. - على مستوى أهداف الإمبريالية شكل صمود المقاومة تحديا كبيرا لها لأن مخططها فشل و دفعها ذلك إلى مراجعة نفسها و توقيف الحرب .. - صمود المقاومة كان تحديا لجميع الأنظمة و أصبحت ( أي الأنظمة ) في واد و شعوبها في واد آخر لتصبح هذه الأنظمة في وقت معين ترغب في انتهاء الحرب.. - على مستوى الخطابات الاستهلاكية لبعض الأنظمة مثل سوريا التي لم تستثمر مقاومة لبنان للدخول في مقاومة في منطقتها ..، و كانوا يستعملون المقاومة للمساومة مقابل حلول حيث يمكن لسوريا أن تنضبط مستقبلا مقابل الجولان .. - فضح شعارات أمريكا حول نشر الديمقراطية و حقوق الإنسان و تبين الوجه البشع لمشروع الشرق الأوسط الجديد كما تأكد أنها على العكس مما تدعيه فهدفها دعم أنظمة متخلفة وديكتاتورية . - بروز عجز اليسار الذي لم يكن في مستوى التحليل و المواجهة و الفعل وسط الجماهير ما عدا بعض الاستثناءات ..إضافة إلى أن مقاومة ذات مرجعية إسلامية يخلق بلبلة لدى المثقفين .. وكان على اليسار أن يبين أن هذه المقاومة لها أهداف موضوعية وذاتية تشارك فيها جميع الفصائل.. الحبيب التيتي : فيما يخص التداعيات على الصعيد اللبناني أعتقد أن انتصار المقاومة اللبنانية و هزيمة الجيش الصهيوني فتح آفاقا لبناء دولة ديمقراطية في لبنان و يفتح آفاقا لإعادة النظر في بنيتها و تحويلها من دولة ضعيفة إلى دولة قوية مبنية على أسس جديدة .. - على الصعيد الصهيوني أعتقد أيضا أن تداعيات هذه الحرب بينت مسألة أساسية و هي أن الكيان الصهيوني يتكبد لأول مرة خسائر بشرية هامة و خسائر اقتصادية .. و بالتالي خلقت داخل المجتمع الصهيوني رجة في التفكير بأن حروبا مضنية ستكون لها نتائج وخيمة ، و بأن ضربات حيفا و خطر تدمير اسرائيل قائم ، و ما سمي بتوازن الرعب قائم و جربته اسرائيل و أصبح أقوى ، و أن هناك قوى قادرة على خلق توازن معها و تكسيره .. - على المستوى العربي لن أفصل أكثر ، فما طرحه الرفاق كاف ، ولكن أؤكد على فقدان الأنظمة العربية لأية مصداقية - ترسخ و انتعاش فكر المقاومة و الاعتماد على الذات و الاقتناع بإمكانيات التطور ، وتحول في الرأي العام العربي أمام نقط ضوء مضيئة حول إمكانيات توفير شروط الانتصار و تجاوز مرحلة الإحباط .. - و على مستوى المغرب لا بد من الإشارة إلى تعامل بعض القوى السياسية و المثقفين حيث تمت قراءة سياسوية محكومة بشرط انتخابوي مغربي تحاول أن تبرز أن دعم المقاومة دعم لاتجاهات ظلامية / إسلامية .. بل أكثر من ذلك ، هناك بعض الاستئصاليين يتعجبون من قوى اشتراكية / علمانية تتعامل مع المقاومة و بالتالي فحسبها فإن ذلك يصب في اتجاه القوى الإسلامية .. - ضرورة استثمار التعاطي الإيجابي لليسار المغربي مع المقاومة اللبنانية لدعم نضاله و ترسيخ تعاطيه مع القضايا ببعد تحرري و غير مرتبط بانتخابات 2007 .. و فيما يرتبط بالدروس و الآفاق فهناك ضرورة دمج و الربط بين نضالنا الوطني و الطبقي و يجب أن نكون خلاقين في هذا المجال ..كما يجب الثبات على المبدأ و اعتماد سياسة مبدئية تروم خدمة الجماهير ، و حزب الله حصد نتائج على هذا المستوى و حرب لبنان أكدت هذه المسألة.. - بناء الذات على أسس سليمة غير مرتهنة بتحالفات هشة ، و الفرز بين الحلفاء من أجل تدعيم قوة الجماهير.. - صياغة برامج مرتبطة بهموم و مشاكل الجماهير و العمل على تحقيقها مما يساعدنا على التقدم في إنجاز المهام ، و تجربة لبنان أكدت ذلك من خلال وجود حزب يقود قاطرة التغيير و المقاومة .. - تجاوز التشتت و بناء حزب للطبقة العاملة و الجماهير الكادحة .. إن صمود المقاومة يبشر بميلاد مرحلة جديدة تتجاوز الزمن الرديء و تقطع مع حالة اليأس و التيئييس مما يستوجب على كل بلد بلد، و شعب شعب توفير الشروط لتجاوزها مع استحضار أن العدو نفسه يعمل من أجل استخلاص الدروس .. لذلك لا بد من إعادة قراءة شروط العمل و بالتالي على اليسار و ضمنه النهج الديمقراطي الوعي بأن هناك مرور إلى مرحلة جديدة تستوجب تفكيرا في وسائل جديدة.. عبد الرؤوف الفلاح : من الصعب مناقشة التداعيات على المستوى البعيد لصعوبة ضبط التطورات و إلا سيكون ذلك نوعا من ضرب الغيب .. سأكتفي بالتداعيات حاليا ..فالصراع مستمر ، و الحروب مستمرة بطرق مختلفة و بالتالي علينا مناقشتها على أرضية الواقع الحالي .. في لبنان و يوم الخميس 7 شتنبر ( 2006) صدر بيان 14 آذار بين أن المعركة قائمة و على أشدها ، و ما لم يتمكنوا من أخذه بالسلاح يحاولونه بالسياسة ، ومن جانب آخر بيان لحزب الله يعتبر الهدف من ذلك تقديم أوراق اعتماد لأمريكا.. و هنا يطرح السؤال: كيف سيتعامل حزب الله مع هذا المعطى مع الإشارة إلى أنه الحركة الوحيدة( أي حزب الله ) التي كانت تواجه العدو و وراءها طابور خامس ... ففي إطار الرؤية النقدية ، دعما للمقاومة اللبنانية ، يطرح السؤال: كيف سيتعامل حزب الله مع قوى 14 آذار ؟ هل على أساس أنها قوى احتياط ؟.. و كيف سيتعامل حزب الله مع قوى تحررية أخرى ( الحزب الشيوعي / الحزب الاجتماعي القومي .. ) هل كقوى دعم فقط أم خلق تحالف واسع و جبهة عريضة ؟.. - على مستوى اسرائيل فمن التداعيات أنه نلاحظ الآن تنامي الخطاب الشوفيني داخلها و بالتالي مسألة المراهنة على بروز تيار مناهض للحرب أمر مستبعد جدا و يتطلب نقاشا مطولا.. تبقى تداعية مهمة خاصة بالحدود الاستراتيجية العدوانية التي مارستها اسرائيل منذ 1948 حيث تبين أنها لها حدود و لم تعد مطلقة .. و على مستوى الصيرورة أصبح هناك ردع للردع .. -على مستوى فلسطين ، ما الذي استفادته الفصائل الفلسطينية ؟ أنا جد متشائم بل متشائل ..فليس هناك استفادة من الدروس أو استثمار للتضحيات ، بل الاكتفاء بالنتائج الهزيلة و الصراع في الفضائيات ..التقليص من تقرير المصير و الاقتصار على الفتات ( دويلة في حدود هامشية معينة ..). - أما على مستوى العراق فقد بدأت تظهر بسرعة تداعيات سلبية ( حكاية العلم و البرزاني ، الحكيم و الفدرالية ..) لأن المقاومة في لبنان طرحت مشكلا كبيرا .. على أنه تجدر الإشارة إلى أن أكبر التداعيات من خلال الوقائع و نبض الشارع .. أننا أمام معسكرين : واحد مرتهن بالغرب باسم البراغماتية و العقلانية و الثاني مرتبط بالمقاومة و كان صوته خافتا و بدأ يرتفع .. فكفى من جلد الذات ، حتى اليسار يجب مناقشته . كان من هو محسوبا على اليسار و لم يحرك ساكنا ، و لكن هناك يسار كان موجودا في الساحة و ساهم في الساحة ، و كان في مقدمة المسيرات و الوقفات و عبر عن مواقفه بغض النظر عن حجم حضوره .. يجب الانتباه إلى أن معسكر الموالاة و الخنوع اخترق كل شيئ( و هذا تأكيد لما كنا نقوله حول ردة النخب و رفقاء الدرب..) و هذا من الماء إلى الماء..لذلك تطرح مهام كبرى على اليسار خوض صراع سياسي ..خوض صراع فكري ..بناء الذات .. و لذلك يجب الاستفادة من تجربة حزب الله و المقاومة ..ليبقى السؤال الجوهري لقوى التغيير في المغرب أو مصر و غيرها من البلدان العربية .. كيف تصبح ثقافة التغيير و المقاومة رهانا لتقويتها ومن أجل الانتصار .. عبد الله الحريف : في نفس اتجاه رؤوف يجب وضع الصراع في إطاره العام . المهمة الرئيسية المطروحة على الشعوب هي التحرر الوطني من الامبريالية التي تفرض علينا اختياراتها ، و الصراع طويل معها و مع رأس حربتها اسرائيل .. و معركة لبنان أثبتت إمكانية تحقيق انتصارات جزئية و إعطاء الأمل للشعوب في انتصارات كبرى ، و أن امريكا و اسرائيل ليستا قدرا محتوما ..و بالتالي وجب التأكيد على الحق في المقاومة و التحرر و بناء اقتصاد مستقل .. - و فيما يخص الإسلام السياسي فيجب التفكير في كيفية التعاطي معه ، و الفرصة التي أعطاها حزب الله كقوة دينية تساعد على ذلك .. فلا مشكل في الواقع مع قوة دينية و مطالبها علمانية و في نفس الوقت يجب التوضيح بأن القوى الإسلامية تفشل حين تطرح الدولة الدينية. - التنبيه إلى ضرورة الحرص من أجل أن يبقى حزب الله يدافع عن جميع الفئات و لا يسعى إلى الهيمنة و فيما يتعلق باليسار فيجب أن يقوم بدوره و قيادة حركة التحرر الوطني و نجاحه في ذلك مرتبط طبعا بمدى انخراطه وسط الجماهير و تأطيرها ، و عليه أن يعمل من أجل بناء جبهة عالمية لمناهضة الامبريالية .. و على صعيد المغرب فإن اليسار و في المقدمة النهج الديمقراطي عليه أن يؤكد على مواقفه المناهضة للإمبريالية و الصهيونية و الرجعية و أن يكون نضاله مع الكادحين من أجل الطبقات الكادحة و الـتأكيد على أن التحرر الوطني لا يمكن أن يسير إلى مداه دون بناء وحدات على مستوى المغرب العربي و العالم العربي ..
#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
احتجاجا على تسليع خدمات مياه الشرب والانارة
-
مأزق أنظمة التقاعد في المغرب
-
احتجاجا على ارتفاع الأسعار
-
اختلالات زمن العولمة
-
اقامة الديموقراطية في المغرب من وجهة نظر حقوقية
-
المبادرات السياسية للمطالبة بدستور ديموقراطي
-
المخزن يدجن الطبقة السياسية المغربية
-
حصاد الهشيم لسبع سنوات من الأداء الاقتصادي
-
في تقييم سبع سنوات من الأداء الاقتصادي والاجتماعي
-
نص الحكم
-
اشكالية غسيل الأموال في المغرب
-
نهب الثروات
-
مجموعة -أونا- ، هل تنمي ثروة الملك أو الثروات الوطنية؟
-
قراءة في كتاب الأستاذ علي فقير حول التشكيلة الاجتماعية والصر
...
-
مؤشرات التشغيل والعطالة في المغرب
-
قراءة نقدية لقانون مالية 2006
-
محاكمة رمزية لنهب المال العام تقام لأول مرة في المغرب في انت
...
-
صك الاتهام: محاكمة رمزية لخمسين سنة من نهب وإهدار للمال العا
...
-
كفى من الالتفاف على مطالب الشعب عبرالامعان في ديموقراطية الو
...
-
الاقتصاد المغربي عام 2006
المزيد.....
-
سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع
...
-
مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ
...
-
كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
-
حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع
...
-
البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان
...
-
أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
-
مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
-
أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|