مختار سعد شحاته
الحوار المتمدن-العدد: 7519 - 2023 / 2 / 11 - 18:19
المحور:
الادب والفن
المخبرون في كل مكان، ينتشرون ويتوغلون مثل المبيد الحشري في الإعلانات، يؤمون الناس في الصلاة، وفي الصالات يرفعون كأس براندي، وبيرة ستلا السخيفة، ويشربون الشاي بالحليب أحيانًا كموظفي السجلات المدنية في الصباح...
المخبرون لا ينامون، خاشعون في إقامة الليل وسوق حجج الاغتيال المعنوي للرافضين، ومنشغلون بالوِرد الأمني تهليلاً وتسبيحًا بحمد الإله الكبير...
المخبرون في الطرقات، وفي الوقفات، وفي المعارض الفنية، وفي المسلسلات المنزلية، وفي الأجهزة الإلكترونية، وفي الشات، وفي المكاتب والمراسلات، وصناديق البريد، مجانيون كالتعليم للفقراء، كالماء والهواء، حقٌ للمواطنين اللاجئين في القرى البعيدة، والمدن المنسية على الحدود...
المخبرون يعرفون الله حق المعرفة، يصلون في الجماعات، ويؤمنون على الدعاء، وفي الطوابير الطويلة يصرخون، ويعلنون أن عدالة التوزيع كافية للجميع، وأن مباديء الثورة المكسيكية أمل كبير، وأن رصاصة الرحمة التي تطلقها السلطاتُ المركزية عطفُ الإله على الجماهير الغفيرة...
المخبرون في مدرجات الملاعب يرفعون رايات النصر، ويحتفلون كل عام بعيد الجلوس المجيد، ويهتفون للثورة المكسيكية أن تحيا ثلاثًا، ويشجبون استياء المساجين من القهر المبين، ويرجون رفع الالتماس بالخلاص من أهل الشر، وأعداء الوطن...
المخبرون يكتبون القصائد، ويحصدون الجوائز، ويسردون الروايات العميقة، ويفتحون دربًا تجريبيًا في الكتابة عن فنّ جديد، يحكون في أوله عن ارتباك المشاعر حين قامت الثورة المكسيكية في الشتاء، ويرسمون الخط الدرامي بلا احتراف، وينهون حياة البطل بالموت الحميد، كسنةٍ أبدية للبطولات...
المخبرون رؤساء تحرير المجلات الإباحية، كُتّاب عواميد الرأي الاستثنائية في الطبعة الأولى، ويجيبون على بريد قراء الأسرى في الطبعة المسائية، ويمنحون الجميع من حكمتهم التي راكموها على مرّ السنين...
المخبرون أبناء الثورة المكسيكية،
المخبرون الطامحون في الجاه،
المخبرون المؤمنون الذين تواصوا في الانتخابات برمز الثورة المكسيكية، ورقصوا على باب اللجان بالحق الممنوح لهم على طول الزمان...
المخبرون جند الله في الأرض، وخير أجناد الثورة المكسيكية في هذا الزمان...
المخبرون نجوم الإعلانات عن كومباوندات الثورة المكسيكية، مقدمو التوك شو الدعائية، ولسان الجميع من أبناء الثورة المكسيكية المجيدة الذين دعموا من فوق "الكَنب"...
المخبرون أبناء الإله، لا خوف عليهم، ولا هم يحزنون...
#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟