أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عليان عليان - كارثة الزلزال في سورية تكشف انحطاط منظومة قيم الدول الغربية















المزيد.....


كارثة الزلزال في سورية تكشف انحطاط منظومة قيم الدول الغربية


عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 7518 - 2023 / 2 / 10 - 00:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يتابع أبناء أمتنا العربية ، أخبار كارثة الزلزال المدمر ، الذي ألم بسورية الشقيقة، على شاشة التلفاز وقلوبهم تنفطر ألماً وحزناً ، وهم يرون فرق الإنقاذ السورية تكافح ليلاً ونهاراً ، وفي ظروف البرد القارسة للبحث عن ناجين ولاستخراج الجثامين من تحت الأنقاض ، وما يكتنف عمليات الإنقاذ من صعوبات هائلة جراء عدم توفر التجهيزات اللازمة ، نتيجة 11 عاماً من الحرب القذرة التي فرضت عليها، ونتيجة جريمة الجرائم ممثلةً بقانون قيصر الأمريكي.
لقد كشفت كارثة الزلزال، الذي أودى بحياة ما يزيد عن 2000 مواطن سوري، وجرح الآلاف في مدن حلب واللاذقية وحمص وحماة وجرابلس، عن بشاعة الإمبريالية الأمريكية بشكل خاص، وعن بشاعة الإمبريالية الأوروبية التابعة للمركز في واشنطن ، وكشفت عن زيف تشدقها بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان ، فأمريكا زعيمة ما يسمى " بالعالم الحر" اعتادت في نهاية كل عام أن تصدر عبر وزارة خارجيتها، تقريراً حول حقوق الإنسان ، في كل دولة من دول العالم ، فتمدح هذه الدولة وتقرع تلك وتعاقبها ، لكنها تجاهلت أن تقيم حقوق الانسان في الولايات المتحدة نفسها ، ودورها في ضرب حقوق الإنسان في مختلف دول العالم الثالث.
تجاهلت أمريكا سجلها الأسود في الداخل والخارج ، تجاهلت ظاهرة جرائم القتل العنصرية ضد السود في داخلها ، وتجاهلت جرائمها في العراق وأفغانستان وفي سورية وفي فلسطين عبر أداتها " الكيان الصهيوني" ، واليوم تكشف عن وجهها الأكثر قباحة في التاريخ المعاصر ، بتشفيها بكارثة الزلزال في سورية ، عندما خرج الصهيو إمبريالي الرئيس بايدن على الملأ ، ليعلن بأن ما حصل في سورية يتحمل مسؤوليته الرئيس بشار الأسد.
أما دول الاتحاد الأوروبي ، التي تتمرغ في مستنقع التبعية لواشنطن ، فقد صمتت على مصيبة الزلزال في سورية ، وتقاطرت لدعم تركيا في مواجهة كارثة الزلزال ، فهذه الدول رغم تشدقها بحقوق الإنسان إلا أنها لا تختلف عن إمبريالية الولايات المتحدة ، في منظومة قيمها السوداء سابقاً وحاضراً ، وفي الذاكرة جرائمها الاستعمارية في الجزائر ومصر وسورية والكونغو وأنغولا وجنوب إفريقيا وناميبيا والهند والقائمة تطول وتطول ، ناهيك عن جرائمها المعاصرة بحق دول العالم الثالث من خلال مشاركتها أميركا في كل حروبها القذرة في العراق وسورية وأفغانستان ... والقائمة تطول وتطول.
واللافت للنظر أن دول الاتحاد الأوروبي ، فسرت صمتها على مأساة سورية، بسبب رخيص ومكشوف بأن النظام في سورية لم يخاطبها بهذا الشأن ، وكأن الموقف الإنساني يحتاج إلى مثل هذه البيروقراطية مثلما أشار وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ، علماً أن الدولة السورية ناشدت دول العالم أجمع مساعدتها في مواجهة الكارثة دون أن تحدد دولةً بالاسم ، ما يؤكد أن دول الاتحاد الأوربي لم تغادر قيمها الاستعمارية ، ولا زالت تنظر إلى دول العالم الثالث بدونية ، ما يتطلب لاحقاً تحديد مواقف لاحقة حيال الإمبريالية الأوربية من منظور التعامل معها كعدو أو ليس " كصديق" بحكم معاداتها لسورية ولمصالح الأمة العربية جمعاء .
وفي مقابل هذه الصورة السوداء للغرب الإمبريالي ، تبدت صورة إيجابية على الصعيدين الداخلي السوري والعربي ، فعلى الصعيد الداخلي السوري بدت القيادة السورية متماسكة في مواجهة كارثة الزلزال رغم قلة الإمكانات، من خلال رسم برنامج طوارئ يستجيب لتحديات الكارثة .. هذا ( أولاً)، و(ثانياً) من خلال الدور الهائل الذي اضطلع به الجيش وجهاز الدفاع المدني والهلال الأحمر السوري .
و (ثالثاً) من خلال الدور الأسطوري لأبناء الشعب السوري، حين هب رجاله ، شيبه وشبانه ، لمساعدة فرق الطوارئ السورية في الليل والنهار ، لإنقاذ المواطنين ، مستخدمين الأدوات البسيطة من فؤوس ومعاول ، غير آبهين ببرودة الطقس وتساقط الثلوج ، وهم بهذا الموقف بددوا أكذوبة الانقسام الطائفي والاثني التي عمل عليها وروج لها الغرب الاستعماري، والدول الرجعية ،وعصابات الإرهاب التكفيري السوداء ، وبرهنوا على وحدة هذا الشعب وتماسكه في كل الظروف .
وعلى الصعيد الشعبي العربي : تنادت النقابات العربية والجمعيات الأهلية لجمع التبرعات النقدية ، عبر فتح حسابات خاصة بهذا الشأن ، ولإيصال المواد الغذائية والأدوية وغيرها ، كما لجأت شركات الأدوية إلى شحن الأدوية لسورية متحديةً قانون قيصر ، ناهيك عن قيامها بإرسال فرق إنقاذ متخصصة .
وعلى الصعيد الرسمي العربي : تبدى موقف إيجابي ، عبر تسيير جسور جوية من بعض الدول العربية تحمل أطناناً من المساعدات من الأدوية والأغطية والمواد الغذائية وغيرها ، من الجزائر ولبنان ومصر والإمارات والسعودية والعراق وليبيا ، وكذلك قوافل مساعدات من الأردن وتونس وسلطنة عمان وذلك في تحد ظرفي لقانون قيصر الأمريكي ، الذي أرهق سورية وحال دون خطتها لإعادة الإعمار.
لكن ما يندى له الجبين أن دولتين عربيتين أو أكثر ، تجاهلت ما حصل لسورية ، وراحت شأنها شأن دول الغرب تقيم الجسور لدعم تركيا – التي نتمنى لشعبها السلامة والخروج من هذه الكارثة الخطيرة – وذلك في ازدواجية فاقعة للمعايير .
وتقتضي الموضوعية هنا ، أن نرفع القبعات للجزائر ، التي باشرت فوراً بتقديم المساعدات المطلوبة فوراً عبر جسر جوي لم يتوقف حتى اللحظة ، وأن نثمن دور جمهورية إيران الإسلامية التي باشرت بدعم سورية في مواجهة أزمة الكارثة بجسر جوي متصل، يحمل أطنانا من المساعدات المطلوبة وبفرق إنقاذ فورية ، وبجهود سريعة لتهيئة بعض المطارات لاستقبال المساعدات من مختلف دول العالم ، وأن نثمن دور الاتحاد الروسي في توفير مختلف المستلزمات الضرورية في مواجهة الكارثة ، وفي المساعدة في عمليات الإنقاذ من خلال قواته الموجودة في سورية .
وأخيراً : فإن الموقف العربي الرسمي ، الذي تنادى لنجدة سورية في مواجهة كارثة الزلزال ، يظل ناقصا وظرفياً ، ما يقتضي من بعض الدول العربية وعلى رأسها الجزائر ومصر ، أن تتنادى لوقف مهزلة تجميد مقعد سورية في الجامعة العربية ، وأن تتخذ خطوات ملموسة لكسر الحصار المفروض على سورية وعدم الانصياع لقانون قيصر .
انتهى



#عليان_عليان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمة الاقتصادية في مصر في تصاعد بدون آفاق منظورة للخروج من ...
- جنين تفشل استهدافات العدوان الصهيوني وتبرهن مجدداً أنها عاصم ...
- الرئيس البرازيلي- لولا- في مواجهة تركة - البولسانارية- اليمي ...
- في مونديال الدوحة : انكشاف زيف التطبيع الشعبي وفلسطين الغائب ...
- التضامن العالمي مع نضال الشعب الفلسطيني مرتبط جدلياً بارتفاع ...
- نتائج الانتخابات الإسرائيلية لن تفت في عضد المقاومة والانتفا ...
- بيان الجزائر بشأن المصالحة الفلسطينية شكلي وقفز عن قضايا الخ ...
- الضفة الفلسطينية تشب على طوق التنسيق الأمني والاحتلال الصهيو ...
- الأسرى الفلسطينيون المعتقلون إدارياً يرفعون قفاز التحدي في م ...
- من يهن يسهل الهوان عليه : خطاب رئيس السلطة الفلسطينية أمام ا ...
- اتفاقيات أوسلو في ذكراها أل 29 : نكبة جديدة ومتجددة للشعب ال ...
- نحو إزالة المعوقات التي تعترض اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة
- العدو الصهيوني رضخ لشروط المقاومة في معركة وحدة الساحات
- سؤال حول راهنية ثورة يوليو في مصر في الذكرى (70) لقيامها
- في الذكرى الخمسين لاستشهاده : غسان كنفاني لا يزال حياً بفكره ...
- ملاحظات على هزيمة 1967 والتفسير الطبقي لها
- قراءة في نتائج الانتخابات اللبنانية
- في الذكرى أل (74) للنكبة : نحو استخلاص الدروس وإعادة الاعتبا ...
- الشهيدة -شيرين أبو عاقلة- أنموذج في الالتزام الإعلامي المهني ...
- عملية - العاد- البطولية- ، ورهانات العدو الصهيوني الفاشلة عل ...


المزيد.....




- دراجون يرتدون زي -سانتا كلوز- يجوبون شوارع الأرجنتين.. لماذا ...
- فيديو: افتتاح مراكز لتسوية وضع عناصر -جيش الأسد- في دمشق
- الدفاع الروسية: تحرير بلدتين في خاركوف ودونيتسك والقضاء على ...
- صحة غزة: الجيش الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر جديدة بالقطاع
- تقرير المكتب السياسي أمام الدورة الخامسة للجنة المركزية
- رغم الخسارة التاريخية أمام أتلتيكو.. فليك راضِِ عن أداء برشل ...
- خامنئي: أمريكا والكيان الصهيوني يتوهمان أنهما انتصرا في سوري ...
- يسرائيل كاتس: لن نسمح لـ-حزب الله- بالعودة إلى قرى جنوب لبنا ...
- الشرع: لبنان عمق استراتيجي وخاصرة لسوريا ونأمل ببناء علاقة ا ...
- -حزب الله- يكشف عن -المعادلة الوحيدة- التي ستحمي لبنان


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عليان عليان - كارثة الزلزال في سورية تكشف انحطاط منظومة قيم الدول الغربية