وجوه الفيوم الرومانية ؛ الحقائق الكاملة تاريخياً وجغرافياً وجينياً ...

عمرو عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 7517 - 2023 / 2 / 9 - 15:00
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

= علي مدي أكثر من 3000 عام، تعرضت مصر، درة تاج الأرض، لوابل من جحافل الهكسوس، وتصدت للعديد من هجراتهم الاستعمارية وضربات قبائلهم البدوية وممالكهم الغجرية، بالتزامن مع تعرض البلاد جميعا لموجات من التقلبات المناخية أصابت الأرض بالجفاف والتصحر.. فلم تعد مصر خضراء كما كانت لأكثر من 30 ألف عام!
-
= من ناحية أخري؛ ظلت مصر محتفظة بثبات تركيبتها الجينية رغم الهجرات الاستعمارية الطورانية، حتي عام 30 قبل الميلاد لما أصبحت مستعمرة رومانية.. وحتي تحررت بالفتح العربي بعدها بسبع قرون.
-
= تسبب طول مرحلة الاحتلال الروماني لمصر (ألف عام تقريبا) في تغلغل التأثير الجيني للرومان في دماء المصريين، حيث تزاوج الرومان من المصريين أو استعبدوهم أحيانا، فكانت النتيجة أجيال جديدة حملت ملامح مشتركة.
-
= .. بهدف احتواء مقاومتهم العنيدة؛ حاول البطالمة والرومان اكتساب حب المصريين والاختلاط بهم، والتظاهر باحترام عقائدهم! وأقاموا مدنا استعمرتها الجاليات اليونانية والرومانية، كمدينة "بطلمية" التي أسسها بطليموس الأول، فانتشرت ((الجينات اليونانية والرومانية)) بأنحاء البلاد!
-
• وجوه الفيوم الرومانية
-
= تعتبر "وجوه الفيوم" المكتشفة بأنحاء مصر الوسطي.. من أشهر آثار الفن الروماني، وهي توابيت مرسوم عليها وجوه الموتي، بملامح مختلفة عن ملامح المصريين، التي تجسدها آلاف من الشخصيات التاريخية، مثل ملوكنا العظماء:-
- [مينا ^ آمنحوتب ^ سنوسرت الثالث ^ أحمس الأول ^ حتشبسوت ^ تحوتمس الثالث ^ تحوت عنخ آمون ^ حور محب ^ رمسيس الثاني ^ نفرتاري ^ مرنبتاح...] إلخ.
= رسمت وجوه الفيوم أو لوحات الفيوم أو مومياوات الفيوم، علي توابيت الموتي الرومان أثناء الاحتلال اليوناني والروماني لمصر..
- طبقاً لمدارسهم الفنية المختلفة عن فنون التحنيط العبقرية والنحت المصري القديم المحفور علي الحجر بآلات الليزر المتطورة قديما وألوان الزئبق الأحمر الباقية منذ 7 آلاف سنة.
-
= تثبت جداريات مدينة بومبي أو (پُومْپِيِي Pompeii) ومدينة (هيركولانيوم Herculaneum) والمدينتين دمرهما بركان فيزوف سنة 79 م، أن وجوه سكانها، نسخة مطابقة لوجوه الفيوم.
-
= .. ونقرأ من مقال بعنوان: وجوه الفيوم الحزينة (مرحلة نادرة في تاريخ الفن) - للكاتب / صبري منصور، بمجلة الهلال- ديسمبر 1997..؛
- ((إن وجوه الفيوم المدفونة في مصر أقرب في الملامح إلي شكل الوجه الروماني بملامحه المعروفة مثل العيون الواسعة والأتف المستطيل أو المعقوف قليلاً، والشفاه المستديرة، والشعر المجعد)).
-
= كذلك كشفت الصور التي تم التقاطها حديثا بتقنية الـ(3D) مدي الفارق بين ملامح المصريين "القدماء".. وبين اليونان والرومان أصحاب وجوه الفيوم.
-
• العصر (الروماني) وليس القبطي
-
= هناك خطأ تاريخي يسمي العصر القبطي – بينما حقيقته عصر الاحتلال الروماني.
- أما كلمة [قبط] فمصدرها الاسم: [جب تاه] أي: أرض الإله - بالنقش المصري المقدس.
-
= من العصر الروماني ومن قبله الإغريقي، نشأ فن تصوير الوجوه (البورتريه)، وكان مخصصاً لطبقة النبلاء من ملوك وفرسان ومستعمرين بممالك (الآريين)؛ إغريق ورومان.. ومنها انتشر لكل أوروبا.
-
= بدأ بظهور "اللوحات الجنائزية" واستخدامها في الطقوس الدينية، برسم وجه الميت، بأسلوب التصوير الشمعي؛ (الشمع المخلوط بأكاسيد الألوان مع استخدام فرشاة أو سكين دهان على خشب التابوت أو كفن المومياء).
- لاحقا؛ نقلها الرومان..
- ثم تحولت إلي: (فن الايقونات المسيحية).
-
= البصمات اليونانية والرومانية واضحة بوجوه الفيوم، سواءً في أسلوب تصفيف الشعر واللحية المرتبط بالموضة في روما القديمة..
- أو أنواع الحلى والمجوهرات، المرتبطة بنخبة المستعمرين الأثرياء مما نهبوه من أرضنا..
- أو الأسماء المكتوبة، وكلها يونانية ورومانية مثل ؛ أرتيمدوس، ديموس، داميانوس، هيرمونه، فيليب، انطونيوس، أغابي، إكليمندس..
-
= جدير بالذكر ؛ أن شخصيات شهيرة من العصر الروماني مثل؛ "أمونيوس ساكاس"، و"هيپاتيا السكندرية" تم دفنها بأسلوب الدفن الخاص بالمستعمرين اليونان والرومان كما في "مومياوات الفيوم".
-
حفظ الله مصر

#عمرو_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات