|
المحطة التاسعة - محطات من أنفال به هدينان
ناظم ختاري
الحوار المتمدن-العدد: 1704 - 2006 / 10 / 15 - 11:08
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
يروي العديد من الرفاق الأنصار إنه عندما احتلت قوات النظام قرية كافيا وأغلقت الطريق أمام سكان القرى و قوات البيشمه ركه وبعد تراجعهم والتجمع في نهاية كه لى كافيا قريبا من قريتي (جه م جال وجه م شيرتى)* طرح البعض فكرة تسليم جميع العوائل إلى هذه القوات عبر وساطات ينفذها بعض الوجهاء مع رؤساء الجحوش وهم بدورهم ينفذون الاتصالات مع ضباط الجيش حول هذا الأمر وفيما إذا كان هذا التسليم لا يلحق الضرر بهؤلاء السكان وبعد أن تم التحرك على هذا الأساس وسط رفض العديد من البيشمه ركه تسليم عوائلهم تحت أية ذريعة كانت جرى الاتصال بأحد الضباط المسئولين عن القوات التي كانت تحاصر هذه المنطقة الذي أجابهم بقوله ، لو جاء هؤلاء الناس وسلموا أنفسهم وتقرير مصيرهم كان بيدي لعملت كل ما بوسعي للحفاظ على حياتهم ، ولكن هناك توجيهات صارمة صادرة من صدام حسين بشكل شخصي تؤكد على قتل كل من يلقى القبض عليه أو يسلم نفسه سواء كان مسلحا أو غير مسلح أو كان رجلا أو امرأة أو طفلا . وهذا ما دفع هؤلاء الناس إلى الاحتماء بجبل كارة الذي نتحدث عنه ضمن هذه الحلقات ، إن هذه الواقعة أحدثت تصورات متفاوتة لدى المحاصرين ولكن النتيجة كانت واحدة في رؤى الجميع فوجد البعض أن هذه القوات المتقدمة تريد جمعهم في منطقة محدودة لكي يساعدها ذلك على الانقضاض عليهم بسهولة وآخرون صدقوا ما قاله الضابط عن الأوامر الصادرة من صدام حسين مباشرة بشأن القضاء على كل من يسلم نفسه أو يجري إلقاء القبض عليه لأنهم كانوا يعرفون جيدا الطبيعة العدوانية لشخص صدام حسين ، وفي الواقع لم يكن هناك غير خيار التسليم أمام هذه الأعداد الكبيرة من العوائل وخصوصا بالنسبة إلى سكان هذه القرى الذين سيتعرضون إلى البرد والجوع والعطش والأمراض .
في كل الأحوال وجد المحاصرون إنهم في وضع حرج وأمام خيار واحد لا غيره وهو الموت المحقق على يد هذه القوات سواء سلموا أنفسهم أم بقوا محاصرين في كارة ، فعند التسليم أصبح واضحا لدى الجميع أن هناك أوامر صادرة من صدام نفسه تدعو إلى قتلهم أو على الأقل أن هذه القوات رفضت قبول الاستسلام وهذا يعني إنها تبيت لهم نية القتل لا غير ، ولذلك عند البقاء اضطرارا في هذا الحصار كان الجميع تراوده فكرة أن هذه القوات سوف تقضي عليهم على حين غرة بواسطة أسلحة كيماوية ، أو سيموتون جوعا أو عطشا أو بردا أو مرضا مع استمرار الحصار المفروض عليهم .
في الحلقات السابقة حاولت الإحاطة بكل ما كان يحيط بالقضية من قرارات سياسية وعسكرية التي فشلت في تحقيق أهدافها أمام إصرار قوات النظام على فرض إرادتها وتحقيق مخططها في القضاء على الحياة في ريف كوردستان من خلالها تفريغها من السكان وهدم قراها وردم عيون المياه والقضاء على ثرواتها ( الحيوانية والنباتية ) . وفي الحلقات القادمة سأبذل جهدي للحديث عن جوانب أخرى أعتقدها مهمة لكي يستطيع القارئ الكريم التواصل معنا ونحن في هذا الحصار الذي أصبح يهدد حياة الآلاف منا بكل شراسة .
استمر تدفق الناس إلى هذا المكان من جبل كارة إلى ما وراء الظهيرة وبقيت العديد من المجاميع في أماكن أخرى متفرقة من نفس الجبل خشية من أن يكون التجمع في منطقة ضيقة هدفا سهلا لهذه القوات .
بعد أن التقينا العديد من الرفاق والأنصار و عوائلهم وسكان هذه القرى المحاصرين وبعد أن استمعنا إلى قصص العديد منهم توفر لنا ما يكفي من الوقت للراحة والنوم ، وكان واضحا أن الموقع الذي كنا نتجمع فيه منذ أمس البارحة وصباح اليوم الباكر لم يكن مناسبا لقضاء الليل فيه ولم يكن سوى بمثابة المحطة الأولى للتجمع بعد التراجع أمام تقدم قوات النظام ، وكان واضحا أن هذه العوائل ستحتاج إلى الدفْ في الليل فليس من السهل أن يعيش الإنسان في مثل هذا الوقت ليلا دون نار أو شيئا يتدثر به ، فلم يكن بالإمكان إشعال النيران في هذا المكان كونه كان يقع مقابل تجمعات القوات المتقدمة فبذلك يمكن لهذه القوات النيل من هؤلاء المحاصرين بواسطة قصفها أي لو أقدمت على إشعال النيران لأنها ستصبح هدفا معلوما ، لذلك كان لابد من التنقل إلى منطقة أخرى تتوفر فيها هذه الإمكانية في الليل للاتقاء من برد قمم كارة ... فاستعد كل هذا الكم من البشر لشق الطريق إلى واد يقع بالقرب من هذه المنطقة خلف قرية ئه ركنى وفي أعاليها ورغم كل ما كان ينتظر هؤلاء المحاصرين وجدوا أنفسهم نشطين بعد أن أكتمل وصول أغلب أفراد هذه العوائل إلى هذا المكان وبعد أن استطاعوا الحصول على وقت مناسب للراحة ، فشدوا الرحال بسرعة وتحركوا بحيوية وسط غابات كارة الكثيفة في هذه البقعة التي لم تتعرض للحرق بعد وعبر وعورة المنطقة التي مررنا بها كونها كانت غير مطروقة ولكن مرور هذه الأعداد الكبيرة من الناس مع حيواناتهم عبرها حولتها إلى طريق قابلة للتنقل السهل سيرا على الأقدام . لم تكن المسافة بين المكانين طويلة جدا ولم تكن تحتاج إلى الكثير من الوقت لو كانت الطريق إليها مفتوحة أو مطروقة من قبل و كون أعداد المحاصرين كانت كبيرة والطرق وعرة فإنها أخذت شيئا من الوقت .
كنت تجد في هذه المسيرة النشاط والحيوية لدى الشباب وهم يبذلون الكثير من الجهود لمساعدة الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى ويحملون عنهم أمتعتهم ، وفي نفس الوقت كان المرء يتملكه الحيرة وهو ينظر إلى هذه الحشود المحاصرة من البشر وهم يخوضون هذه الطريق للإتنقال إلى مكان أفضل وأكثر أمنا .. وكأنه كان يريد أن يقول هل سيكون هذا الأمان الذي يبحثون عنه متوفرا وقادرا على حماية أرواحهم إلى النهاية أم إنه مجرد هروب من مواجهة المصير المحتوم .. أم كان في ذلك نوعا من أنواع المقاومة .. رغم معرفة عواقبها .. كون العدو لم يترك لهذه الأعداد الكبيرة أي خيار غير تهديدها بالقضاء عليها ..؟ ، كما أوضحنا ذلك في البداية .
قبل الغروب صرنا نبحث في الموقع الجديد لنا عن أمكنة تساعدنا على إشعال النيران فيها لكي تقينا من البرد ومواقع سهلة على محاولة التخلص من أي هجوم طارئ . فعسكر الجميع في هذا الوادي الذي يقع في منطقة عالية من جبل كارة وخلف قرية ئه ركنى وهب المحاصرون لقطف أغصان أشجار البلوط كي يصنعوا منها أفرشة أمتاز المقاتلون البيشمه ركه بصناعتها في أوقات الراحة والنوم تحت ظلال الأشجار بعد تنفيذ عملياتهم العسكرية أو أنشطتهم السياسية ، والآن أصبح أهالي هذه القرية الكبيرة المختلطة المحاصرة يستخدمونها لقضاء أيامهم في قمم ووديان هذا الجبل ... ويصنعون مواقدا للنيران التي أضاءت في الليل هذا الوادي كما تضئ الأنوار الطبيعية أية مدينة حقيقية .. فلو كنت تريد أن تنسى أن جيشا كبيرا يحاصرك أو إنك معرض للهلاك أو كنت تريد أن تنسى ما كنت تشاهده من مواقف محزنه أثناء النهار أو تضع تصوراتك جانبا عن هذه الحملة الشرسة وعواقبها لكان المنظر جميلا .. ففي نوبة الحراسة في قمة جبلية تسيطر على هذا الوادي .. كنت تشاهد المكان واسعا وعبارة عن حوض دائري له مخارجه تبدو شبيهة بطرق تؤدي إلى أماكن أخرى ، وكان المكان والذي سرعان ما تحول إلى قرية فيها بشرا مشردون ، يبدو وكأنه جرى تصميمه وفق طرق هندسية تلائم طبيعة الجبل وأنشأت فيه هذه المدينة الجميلة وفق طراز متطور في هذه المنطقة الجبلية من كوردستان فكانت النيران المشتعلة من أجل أن تتدفأ هذه المجاميع البشرية بها وكي تستطيع النوم على هذا الدفء . كانت هذه النيران ومنظرها تأخذ المرء إلى عالم جميل طالما كان يحلم به حتى في هذا الحصار .. فكانت تتلألأ كمصابيح مدينة هادئة تبدو للمرء وكأنها مدينة غربية أوروبية يجري تجربة بناء مثيلاتها في كوردستان وإنها المدينة الأولى في هذا المكان ، وأن الأدخنة المتصاعدة من هذه النيران ما هي إلا وإنها تنبعث من مدا فئ بيوتها الهانئة ومراقصها وحاناتها المزدحمة بالناس وضجيجهم وقد كان المرء أمام هذه الأنوار وهو يتخيل ألحانا ويتمازج معها وكأنه يسمع حقيقة دقات الدفوف والمزامير وآلات الموسيقى المختلفة وأصوات الراقصين التي تستمر إلى صباحات هذه المدن ، ثم يستمر متابعة كل شئ حتى عندما يهم الناس ويتفرقون فرادا و مجاميع يتوجهون إلى بيوتهم بواسطة قطارات الأنفاق ووسائط النقل الأخرى للنوم طويلا استعدادا ليوم عمل أو دراسة أو ما إلى ذلك ، من دون أن يخدش صوت إطلاقة واحدة تسلل هذه الألحان إلى سماع المحتفلين أوأن يحدث انفجار ويعكر صفوة سهرتهم الجميلة ... غير أن البرد عندما كان يشتد وهو يتسلل هادئا إلى جسد المرء كان يتلذذ به ويتحمله ولكنه كان يقطع حلمه هذا ناقلا المرء إلى حلم أو عالم آخر وهو يقاوم البرد وكأنه في لقاء حبيبته ويقص لها كيف سيجعلها سعيدة في بلاد ليس فيها غير الورود والزهور والحان الجميلة .. أو أحدا من أفراد عائلته الذين غاب عنهم منذ سنوات طويلة تحت ضغط ملاحقة أجهزة أمن السلطة فيقص له كيف سيقضي مع مناضلي الحرية على نظام الظلم والقتل والسجون والتعذيب وينهي الملاحات ويوفر للناس المعدومين عيشا رغيدا .. ولكنه مضطرا كان يتذكر أن قوات هذه السلطة نفسها تفرض عليه الآن طوقا وإنه يعيش في حصار بسبب صوت انفجار قادم من محيط حلقة حصاره ولا يهم من أية قرية كانت في المنطقة ، فجميعها أصبحت تقع تحت سيطرة الجيش والجحوش وتتعرض إلى التفجير ورغم ذلك يستمر وهو يطلق العنان لتخيلاته الجميلة ولا يريد أن يبرحها رغم إدراكه إنها غير قابلة للتحقق في عراق يحكمه الوحوش والضواري وهم يحاصرونه في هذا الجبل .. ثم ما يلبث ويعي هذه الحقيقة التي يعيشها فتتحول بقية وقت نوبة حراسته إلى زمن يضغط عليه للتفكير بأشياء كثيرة .. بأصدقاء طفولته أو دراسته وما كان يفكر به من أجل مستقبله أو يتحول إلى التفكير بوضع خطط لإيجاد مخارج وإنقاذ هذه القوات وعوائل الأنصار الذين عاش معهم ظروفا بالغة الصعوبة وفي أوقات مختلفة .. كان بينهم أطفالا عوضوه بعده عن إخوته وأخواته الصغار أو ربما أبناءه وبناته وهو يلعب معهم في فسح مه رانى وتحت ظلال أشجار جوزها التي كانت تتعدى الـ 100 شجرة ، توفر بثمارها الوفيرة وجبات فطور تكفي لشتاء كامل ، يوزعها الخفر (الخدمة الرفاقية ) على الأنصار في كل صباح ولكل واحد منهم ربما عشر حبات منها مع كوب من الحليب بقرار يتخذه الرفيق أبو (حازم الإداري) وينفذ بصرامة .. أتذكر عندما حل الرفيق النصير (أبو خدر)* في المقر بعد عودته من مهمة ما وجد أن عائلة الشهيد (أبو فؤاد )* قد انتقلت للسكن في المقر في أحدى الغرف التابعة للتنظيم المحلي فذهب إلى ابنته الصغيرة (سورياز)* البالغة من العمر سنتين فقط وذلك لنيل صداقتها فوجده الرفيق النصير أبو سربست وقال له عبثا تحاول ذلك لأنها بالتأكيد تخاف من شورابك وثم فهي لا تقبل اللعب مع أحد غير ناظم أو أنصار محدودين جدا . فأجابه أبو خدر سأجرب حظي وأحاول ، وبعد فترة قصيرة عاد أبو سربست فوجدهما يلعبان معا فتعجب بسبب ذلك وكونه لم يستطيع الظفر بصداقتها بعد ما حاول كثيرا .. وكان بين هذه العوائل شابات وشباب يشاركوننا الأفراح ويحولونها إلى مهرجانات عائلية ... فكان هناك من يشارك في فرق الأنصار الغنائية وآخرين في الفرق المسرحية وكان بينهم شعراء صغار يمارسون هوايتهم في إلقاء قصائدهم في هذه الأفراح كعيد تأسيس الحزب و نوروز و رأس السنة الميلادية وغيرها من الأعياد التي أعتاد الأنصار أحياءها في كل سنة بفرح غامر واستعدادات مسبقة يشارك فيها الجميع على هيئة خلية نحل نشطة.. وأيضا كان بين هذه العوائل نساء وقفن كالأبطال خلف أزواجهن وأولادهن وأخوتهن لمواجهة الدكتاتورية .. عملن كل شيء من أجل المواصلة ، امتنعن أن يكن عوامل تثبيط لمعنويات الأنصار حتى في أحلك الظروف ناهيك عن ما تحملن من مصاعب حياتية من الجوع والبرد والسكن الغير لائق والعوز المادي وما إلى ذلك دون تذمر.
ولكنك لو كنت تجرب التجوال بين هذه التجمعات البشرية في نفس تلك الليلة لوجدت حقيقة أخرى تعبر عن مدى وحشية نظام أجبر هؤلاء الناس على هذه المعانات فالرجال كانوا يدفعون بالمزيد من الحطب في نيران أشعلوها كوسيلة للحفاظ على حياة أطفالهم ونساءهم من برد كارة ، ورغم ذلك فإنها لم تكن تف بالغرض في الغالب لأن النوم أمام مواقد نيران الحطب في العراء لن يكون سهلا كون المرء يتعرض في احد جنبيه إلى الحرارة الشديدة وفي الجنب الآخر إلى البرد الشديد لأنه لا يوجد ما يتدثر به غير ملابسه التي يرتديها ولذلك يستمر في التقلب إلى الصباح دون أن يشبع نوما وكان الوضع مع الأطفال صعب للغاية فأما تركهم ينامون بين موقدين وأما على النساء احتضانهم وخصوصا الرضع منهم للصباح ففي الحالة الأولى كانوا يتعرضون إلى الحروق وملابسهم كانت تتحول إلى قطع أسمال بالية أما في الحالة الثانية فكانوا يستمرون بالبكاء بردا لأن هذه النيران لم تكن قادرة على الوصول لكل أجسامهم وصدور أمهاتهم لم تكن تكفي لاحتضانهم جميعا .. ولذا غالبا ما كانت كل إمرأة تردد مع بكاءها المر جملا حزينة غير مترابطة تعبر بها عن قلقها إزاء الخطر الذي يداهم الجميع في هذه البقعة التي لا يعرها أحدا في هذه الدنيا أي اهتمام .. نم يا ولدي ها أشعلنا النيران .. وسيتدفأ جسدك بعد قليل .. كنت أود أن أموت ولا أراك ترتجف بردا .. يا ولدي الموت في قمم كارة أهون من الموت بغازات جيش صدام أو سجونه .. لو متنا هنا سنكون قريبين لقريتنا وسيكون هناك من يدفننا في مقابر أهلنا وبجوار موتانا ..أما لو متنا في مكان آخر من سيعثر على بقايانا ..؟ وسوف لن يكون لنا قبورا ..!!!
كان الأطفال يبكون أيها الناس لحد الإغماء .. فضلا عن البرد كانوا جياعا .. لم يصمد خبزهم القليل كثيرا .. تناولوا لحما لوحده .. أصابوا بالإسهال .. لا يشربون الماء إلا قليلا أو قطرات منه لأنه غير متوفر ومصادره محتلة من قبل الجحوش .. النساء ينمن قليلا وينتحبن كثيرا .. يتحملن الجوع والعطش ومعانات أطفالهن .. أينما ذهبت نحيب النساء يلاحقك .. صرخات الأطفال بردا تلاحقك .. حتى الكبار عيونهم تمتلئ دموعا .. لم يعودوا يخجلون في الإفصاح عن حزنهم بالبكاء .. فإذا كان البعض منهم يخبأ رأسه بين ذراعيه ويطلق العنان لبكاء مر ، فإن الكثير منهم بكى بصوت عالي وبمرارة شديدة .. يلعنون عالم المصالح .. ذلك العالم القاسي الذي استطاع بجدارة السكوت عن كل ما يجري في هذا الجبل .. فخمسة عشرة ألف نسمة محاصرون تطوقهم وحدات من الهمج ولا أحدا يتكلم .. خمسة عشرة ألف نسمة يتضرعون جوعا ولا أحدا يتكلم .. وقواهم تخور عطشا وبردا ومرضا ولا أحد يتكلم .. أية ضمائر تحكم الأرض ...؟ كيف تستطيع الصمود أمام كل هذا العذاب وهذه المعانات البشرية .. ؟ هل قال أحدا في كل هذا العالم كلمة واحدة عن هؤلاء الناس .. ؟ ربما كان كينشر وزير خارجية ألمانيا الغربية وحيدا حينما تحرك وجدانه ورفض هذا الظلم ، فتيمنا به استخدم أحد أنصارنا اسمه ونبه الجميع على ضرورة مناداته بأبو كينشر ظل يحب هذا الاسم لسنوات طويلة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(جه م جال وجه م شيرتى)* قريتان مسيحيتان تقعان بين منطقة نهلة وقرية كافيا وكانتا بمثابة محطات استراحة للبيشمه ركه وكان أهالي القريتان يقدمون خدمات كبيرة لهم .
(أبو خدر)* وهو غني عن التعريف كل الأنصار يعرفونه وكذلك معروف على مستوى جماهير المناطق التي كنا نعمل ضمنها وكان من الأنصار الأشداء وعلى قدر كبير من الانضباط ، ويتميز بعلاقات واسعة مع رفاقه والجماهير وكانت مواقفه ثابتة إزاء مختلف القضايا ولازال يحتفظ بالكثير من الحيوية في خوض نقاشات حامية حول مختلف المواضيع .
(أبو فؤاد )* كان مسئول محلية دهوك للحزب استشهد في 5 حزيران عام 1987 اثر قصف سرب من طائرات النظام البائد مقر قاطع به هدينان بالأسلحة الكيماوية في كه لي زيوة قرب ناحية كاني ماسى في منطقة العمادية .
(سورياز)* أبنة الشهيد ابو فؤاد ولدت في قرية آطوش وسميت تيمنا بالاسم الكوردي لنبات حمضي ينمو في جبل كارة والمناطق الباردة .
#ناظم_ختاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الممنوع الجديد في العراق الجديد ..!!
-
!..حربكم قذرة .. الوطن يحترق بنيرانها .. أنتم تتحملون مسؤولي
...
-
محطات من أنفال به هدينان- المحطة الثامنة
-
محطات من أنفال به هدينان - المحطة السابعة
-
محطات من أنفال به هدينان - المحطة السادسة
-
محطات من أنفال به هدينان - المحطة الخامسة
-
محطات من أنفال به هدينان - المحطة الرابعة
-
محطات من أنفال به هدينان- المحطة الثالثة
-
محطات من أنفال به هدينان - المحطة الثانية
-
محطات من أنفال به هدينان
-
محطات من أنفال به هدينان - ما قبل المحطات
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|