|
الدرزية .. صفحة غير واقعية في كتاب العروبة الأسود
عماد البابلي
الحوار المتمدن-العدد: 1704 - 2006 / 10 / 15 - 10:54
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الدروز .. فرقة دينية باطنية انشقت من المذهب الأسماعيلي في مصر لتؤسس محور لعقيدة جديدة تبشر بدين جدد أعتمد على تراث الأديان السابقة وبعض الفلسفات القديمة ، أسس الدرزية رجل أسمه الحمزة بن علي نشأت في القرن الحادي عشر في عهد الخليفة الفاطمي السادس المنصور ( 996- 1021 )الخليفة الغريب الأطوار ( !! ) وجاء أسمها من رسول أسمه ( نشتكين الدرزي ) الذي عمل على نشرها ، بعد اختفاء المنصور الغامض عانت الدرزية من اضطهاد شديد مما دفعهم إلى التقية وممارسة طقوس الدين بشكل سري ويعتقد الدرزيين بأن المنصور لم يمت بل هو غائب سيبعثه الله في نهاية الزمن .. بدأت الدرزية تنتشر كديانة لها ثقلها السياسي في عهد الإمبراطورية العثمانية وحصلوا على الحكم في لبنان على يد الأمير فخر الدين المعني الثاني ( 1572 – 1635 ) ، وفي سوريا قاد سلطان باشا الأطرش الدرزي الثورة السورية الكبرى ضد الانتداب الفرنسي وفي دولة إسرائيل برز الشيخ أمين طريف الذي حصل على امتيازات للطائفة الدرزية من الحكومة الإسرائيلية في تشكيل محاكم خاصة للطائفة ،ومن أبرز الدرزيين كمال جنبلاط ( 1917 - 1977) السياسي الأشتركي والقومي في نفس الوقت ( !! ) اللبناني المعروف والذي لعب دورا مهما في رسم خارطة لبنان الحديثة .. تنتشر الدرزية اليوم في كل دول بلاد الشام تقريبا كأقلية يبلغ تعدداها ( 250 ) ألف نسمة ولكنها في إسرائيل وفي لبنان لها ثقلها السياسي في الحكومة أو الجيش .. الديانة الدرزية مجموعة من الأفكار الأجتماعية والفلسفية وليست ديانة شعائر ولا تؤكد عليها ، فهي تؤمن بوجود خالق وأله واحد لهذا الكون يعجز الإنسان عن تعريفه ولا يمكن لأي شخص أو دين معين أن يدعي بأنه الطريق الصحيح لله ويؤمن الدروز بالتناسخ الروحي ( انتقال الروح بعد الوفاة لطفل جديد) يقدس الدروز كل الأنبياء تقريبا وكل مقاماتهم ومراقدهم أضرحة مقدسة ومزارات للدروز.. وأهم الأفكار هي ( التوحيد و الإيمان باله واحد وهذا الأله خلق العقل الكلي ومنه النفس الكلية ومن ثم باقي المخلوقات ( الأفلاطونية الحديثة ) ،عدم الشرك بالله ، الإيمان بالقضاء والقدر ، الصدق ، حفظ جوار الإخوة ( يكفل بعضهم بعضا )، الامتناع عن ارتكاب الجرائم ، لا يعترفون بحرمة الأخت والأخ من الرضاعة، تحريم تعدد الزوجات، تحريم العبودية أو أية شعيرة وثنية ، تحريم إدخال مؤمنين جدد إلى الديانة، تحريم أكل لحم الخنزير, اللحم غير الحلال, تعاطي المخدرات والكحول والتدخين ، تحريم إعادة المطلقة إلى زوجها، تحريم أكراه المرأة أو الرجل على الزواج ، تحريم القتل و السرقة والزنا ) للمرأة الدرزية موقع هام في البيت وتتمتع بمكانة محترمة في العائلة والمجتمع الدرزي. الديانة الدرزية تحرّم تعدد الزوجات. وبإمكان المرأة الدرزية إن تصبح زعيمة روحية وتؤدي جميع المهام الدينية.وتنصل القاعدة الدرزية : ( على الدرزي إن يساوي زوجته بنفسه في كل ما يملك ).. القرآن عند الدرزية كان من وضع سلمان الفارسي وينكرون الوحي المنزل على النبي محمد . وينكرون البعث الأخروي أو وجود جنة ونار تنتظر البشر يوما ما ( !! ) . الدرزية تيار باطني يعتمد على الفلسفات الأشراقية القديمة في أفكارها ولكن السؤال هنا لماذا انتشرت تلك العقيدة بشكل يلفت النظر بين جموع الناس في القرن الرابع والخامس الهجري علما وجود الدين الإسلامي وتيارات أخرى قوية كالصوفية والمعتزلة والنصرانية .. الخ ؟؟؟ اعتقد بأن إفلاس الساحة الفكرية العربية آنذاك هي السبب فحالة التوليد المستمر لعقائد جديدة ظاهرة معروفة في الساحة الفكرية العربية وخصوصا في العراق وفشل المؤسسة الدينية وخصوصا حتى بعد ظهور الخط التصحيحي على يد أبن تيمية الذي تزعم اليمين المحافظ بقوة ولكن بقت المؤسسة الدينية معزولة عن واقع لحياة حتى سقوط بغداد لتبدأ العروبة بكل أقطارها حالة من نوم طويل أستمر لعصور طويلة وحتى القرن العشرين . الدرزية وغيرها من العقائد اللاواقعية هي نتيجة طبيعية لأزمة المثقف العربي الحادة جدا قديما وحديثا في مواجهة تيارات ( الدوماغاتية ) التي سادت المجتمع العربي من بداية تكوينه ولغاية يومنا هذا ، وهي ردود أفعال غير منطقية وغير واقعية في نفس الوقت ولكنها تطبق قانون نيوتن الثالث في الجاذبية المعروف ( لكل فعل رد فعل يساويه في المقدار ويعاكسه بالاتجاه ) ، لأن تيار الجهل والدجل الذي ساد طوال عصور العرب كان كميا ونوعيا غير طبيعي وكل شخص يقول يتحدث عن عصر نهضة عربية ظهر في فترة ما فأنصحه أن ينكس رأسه في سلة المهملات القريبة منه في الغرفة ، هذا أذا كان يمتلك سلة مهملات أو كان يعرف لمن تستخدم سلة المهملات ( !! ) ، والدرزية وأسباب ظهورها وغرابتها أثبات ضمني وأعترف بأنه أثبات غير مباشر على درجة انحطاط المجتمع العربي .. (( أرفضكم .. أرفضكم .. يا من صنعتم ربكم من عجوة ٍ.. لكل مجذوب بنيتم قبة وكل دجال أقمتم حوله مزار حاولت أنقذكم من ساعة الرمل التي تبلعكم في الليل والنهار )) .. نزار قباني
#عماد_البابلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جمال عبد الناصر .. سيرة فرعون مصر في سطور
-
المعتزلة .. اليسار في مواجهة عار اليمين الأسلامي
-
الأخوان المسلمين .. موجز تاريخي لطبخة البنا الشهيرة
-
أعتماد .. قصة قصيرة
-
عندما يحلم الله
-
في المطعم المسيحي
-
آزمة الرومانسية في المجتمع العربي
-
جرذان لكن بشر .. عالم من أنصاف البشر
-
هيفاء وهبي ..أخر القديسين
-
السلفية البابلية .. أزمة الهوية العراقية
-
عمر بن الخطاب .. بداية التاريخ العربي الأسود
-
من وحي ملاك ثمل .. قصائد
-
النبي إبراهيم .. تحليل نفسي ورؤية جديدة
-
فلسفة نانسي عجرم .. الحتمية تنهض من جديد
-
الشبح ؟؟.. تعريف باراسيكولوجي
-
نحو دين جديد .. أفكار وخواطر لمثقف مرهق
-
عالم ليس لنا .. عالم تسكنه البقر
-
جبرائيل ونبي وهلوسة
-
عن الماركسية العراقية وأشياء أخرى .. تحليل أنثربولوجي بسيط
-
دفاع عن السيد ابليس
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|