سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7516 - 2023 / 2 / 8 - 12:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الوقت الذي يواجه فيه النظام الديني الرجعي الايراني أکبر أزمة خانقة ولايتمکن لحد الان من إخماد الانتفاضة الشعبية المندلعة بوجهه منذ 16 سبتمبر2022، فإنه ومن أجل الحد من هذه الازمة ودرء المخاطر والتهديدات الجدية المحدقة بالنظام، فإن المرشد الاعلى للنظام ومن خلال إصداره عفوا عن آلاف المحتجين، يسعى بطريقة وأخرى لمغازلة الشعب الساخط والغاضب على النظام لکن المثير للسخرية والتهکم هو إن القضاء الذي هو مجرد ذيل لخامنئي وخاضع له قد أعلن بأنه: "لا إفراج عن محتجين معتقلين إلا بتوقيعهم إعلان ندم"!
قرار العفو الصوري هذا والذي يمکن إعتباره مجرد مناورة مخادعة ومکشوفة من جانب خامنئي من أجل إمتصاص الغضب الشعبي والعزم على إسقاط النظام، يمکن إعتباره ولأول مرة بمثابة إعتراف نوعي بحجم ومستوى الحملة القمعية الجارية من قبل هذا النظام بحق المنتفضين خصوصا من حيث الاعتراف بوجود عشرات الالاف من المعتقلين، وهو أمر سبق وإن أکدته المقاومة الايرانية مشيرة الى حملات الاعتقال التعسفية والى الاساليب الدموية الاجرامية التي يتبعها النظام في مواجهة الانتفاضة الشعبية المندلعة ضده.
المثير للسخرية والتهکم إن الشعب المصمم على إسقاط النظام ورميه في مزبلة التأريخ عقابا على إجرامه ومفاسده وظلمه بحقه طوال ال43 عاما المنصرمة، فإن خامنئي وعندما يبادر الى إصدار مايسمى بقرار عفو، فکإنه يريد قلب الحقائق رأسا على عقب والتغطية على أصل الموضوع ومربط الفرس وهو الغضب الشعبي على النظام والعزم على إسقاطه، وبطبيعة الحال فإن قرار العفو المشبوه والمثير للسخرية لاقى ويلاقي إستهجانا من جانب الشعب لأن الذين خرجوا ضد النظام هم أصحاب الحق الاساسي والمشروع وهم الذين يمتلکون الان حق إصدار العفو أو عدمه لأن هذا النظام ومنذ 16 سبتمبر 2022، قد فقد شرعيته بصورة کاملة وإن خامنئي وعندما يصدر قرار العفو عن آلاف المعتقلين فإنه يريد من خلال ذلك الإيحاء بأن النظام لايزال يمتلك الشرعية ويريد أن يقنع الشعب بذلك.
هذا النظام القمعي الذي ذاق الشعب الايراني بمختلف شرائحه وطبقاته کل أنواع الظلم والحرمان خصوصا وإن يقوم بفرض نظم وقوانين قرووسطائية وإنه قام بجعل کل مقدرات وإمکانيات إيران من أجل خدمة النظام وضمان بقائه وإستمرار، من المستحيل أن تنطلي لعبة وخدعة خامنئي بإصدار هذا العفو المشبوه على الشعب وتعود الامور والاوضاع الى سابق عهدها ذلك إنه ومنذ 16 سبتمبر2022، فإن الامور والاوضاع قد إتخذت سياقا ومجرى مختلفا تمام الاختلاف عن السابق، ولايمکن أبدا من أن يقوم العطار خامنئي بإصلاح ماقد أفسده الدهر!
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟