أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - بنية الصورة بين المورث النقدي والبناء اللغوي في ضوء السيمياء الحديثة














المزيد.....


بنية الصورة بين المورث النقدي والبناء اللغوي في ضوء السيمياء الحديثة


ياسر جابر الجمَّال
كاتب وباحث

(Yasser Gaber Elgammal)


الحوار المتمدن-العدد: 7511 - 2023 / 2 / 3 - 22:47
المحور: الادب والفن
    


وهي بهذه التسمية مصطلح نقدي حديث لم يغب مفهومه العام عن النقاد الأوائل( )، فقد أشاروا إليه إشارات متفاوتة لا يتجاوز في كل أحواله مفهوم الصور البيانية.فمؤلف طبقات الشعراء يرى أن النظم في الشعر ليس كافيًا لإبداع شعر جيد، ومن خلال وضعه الشعراءَ في طبقات يتضح من مقايسه في تصنيفهم أن الشعر عنده فن لغوي يقوم على التصوير( )، ويشير الجاحظ: إلى مفهومها البياني عندما ذكر أن الشعر "صياغة، وضرب من النسج، وجنس من التصوير( )، أما أبو هلال العسكري( )، فقد ألمح إليها أثناء تعريفه للبلاغة بأنها "كل ما تبلِّغ به المعنى قلب السامع فتمكنه في نفسه كتمكنه في نفسك، مع صورة مقبولة، ومعرض حسن، وظلت الصورة مغمورة في تلك الإشارات تتطلع إلى منصفين آخرين غير الشعراء الذين سمو بها سمواً لم يعطه النقاد الأوائل أكثر من وصف مشبه ومشبه به، ومجاز لغوي وعقلي، وما يتصل به من استعارات وكنايات، فجاءت الدراسات الحديثة منهمرة تنصف الصورة، وتوسع من أطرها، إلى حد أصبحت معه الصورة "أداة الشاعر( )، "والمركز البؤري للبناء الشعري كله" ( )، والوسيلة الفنية الجوهرية لنقل التجربة( ).
وبعد أن كانت الصورة تلي اللغة الشعرية في الأهمية أو فرعاً منها تقدمت الصورة شيئاً فشيئاً إلى أن أصبحت عماد اللغة الشعرية( )، وقد عرف النقاد المعاصرون الصورة بتعاريف عدة تؤكد المفهوم القديم، ومضيفة إليه تجارب جديدة، وأبعاداً أخرى، فهي في المفاهيم الحديثة "تشكيل لغوي يكون خيال الفنان من معطيات متعددة يقف العالم المحسوس في مقدمتها... إلى جانب ما لا يمكن إغفاله من الصور النفسية والعقلية" ( )وهي أيضًا "التركيبة اللغوية المحققة من امتزاج الشكل بالمضمون في سياق بياني خاص أو حقيقي موح كاشف ومعبر عن جانب من جوانب التجربة الشعرية( )، ولم يكن اهتمام النقاد المعاصرين بدراسة الصورة سوى امتداد حتمي للمكانة الحقيقية المُولاة للصورة في أشعار المعاصرين، ففي ظل تقهقر الفكر السائد قديماً حول قوة الشعر المتمثلة في قعقعة الألفاظ أو هدوئها باتساقها مع طبيعة المعاني أصبحت "قوة الشعر تتمثل في الإيحاء بالأفكار عن طريق الصور، لا في التصريح بالأفكار مجردة، ولا في المبالغة في وصفها" ( )، بتأثير أوليّ من تراكيب الألفاظ التقريرية، لأن "الشعر إذا كان تقريرياً أو عقلياً صرفاً كان مدعاة للملل( ).
وفي معمعة ذلك التقدم السريع. في محاولات فهم طبيعة الصورة الفنية وخلفياتها تداخلت رؤى مختلفة تحاول جاهدة إفساح المجال لكل تجربة، "فلم تعد الصورة البلاغية هي وحدها المقصودة بالمصطلح، بل قد تخلو الصورة بالمعنى الحديث من المجاز أصلا، فتكون عبارات حقيقية الاستعمال، ومع ذلك فهي صورة دالة على خيال خصب ( )، وفي بعض تلك المحاولات أصبحت الصورة الحسية التي كانت تشكل معظم الصور القديمة تمثل تصورًا ذهنيًا معينًا له دلالاته وقيمه الشعورية( )، وصار "كل ما للألفاظ الحسية في ذاتها من قيمة أنها وسيلة إلى تنشيط الحواس وإلهامها( ).
وتعد الصورة أبرز الأدوات الشعرية التي يستخدمها " الشاعر " في صياغة تجربته الشعرية ، ولا غرو فالشعر لا يكون شعرًا إلا بالصورة ، فأفكار الشاعر وعواطفه تبقى جامدة لا قيمة لها ما لم تتحقق في صوره، فهي الوسيلة الجوهرية لنقل التجربة في معناها الجزئي أو الكلي ، وبها تتجسد الأحاسيس وتشخص الخواطر والأفكار . وتتكشف رؤيته الخاصة عن العلاقات الخفية والحقيقية في عالمنا ، كما أن الصورة هي التي تميز شاعرا من آخر كما أن طريقة استخدامها هي التي يختلف فيها الشعر الحديث عن القديم ، ومن ثم فإن الصورة تستمد موقعها من الواقع والخيال لا يحكي الأشياء كما هي في الطبيعة أو الواقع ، ولكنه ينقلها في ثوب جديد من خلال علاقات جديدة فتتكون الصورة وتنمو داخل التجربة الشعرية .



#ياسر_جابر_الجمَّال (هاشتاغ)       Yasser_Gaber_Elgammal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكناية و الانحراف الدلالي
- أثر حركية التشبيه( ) (analogy)في إثراء الدلالة
- سلطة الثقافة والفكر في عصور الإبداع
- سيميائية الاستعارة
- الصورة و القراءات المنفتحة
- موسيقى الشعر والقراءات المتعددة
- أزمة النقد ونقد الأزمة
- -عبدالواحد حسن الشيخ- قراءة في المنجز والرؤية
- أقنعة السيمياء
- قانون الإزاحة
- فلسفة المقهي دراسة في الفلكور الشعبي.
- الجغرافيا السيميائية للمكان، وأثرها في عتبات النص الشعري
- المزيج الثقافي والتواصل الحضاري بين الإسكندرية وغيرها من الم ...
- زكي رستم وعبقرية الأداء قراءة في الصوت والحركة
- سلطة العلامات
- الانزياح التقني ( حوسبة اللغة )
- انفتاح النص الشعري وثراء التأويل
- ابداعات ابن رشيق القيرواني ( الزحاف ميزة الشاعر المتمكن)
- الكوزموبوليتانية ثيمة ممتدة في تكوين الشخصية السكندرية
- البعد العربي في الشخصية السكندرية


المزيد.....




- سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي ...
- لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
- مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م ...
- رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
- وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث ...
- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...
- تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل ...
- تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون ...
- محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا ...
- الفيلم الفلسطيني -خطوات-.. عن دور الفن في العلاج النفسي لضحا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - بنية الصورة بين المورث النقدي والبناء اللغوي في ضوء السيمياء الحديثة