سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7511 - 2023 / 2 / 3 - 13:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
طبل خامنئي وزمر لإبراهيم رئيسي کثيرا بعد موجات الاخفاق والتراجع المتتالية خلال ولايتين لحسن روحاني، وهو بعد أن سعى لإلقاء تبعات الاخفاق والتراجع الذي حدث خلال عهد روحاني على الاخير فإنه سعى وبصورة واضحة لتبرئة النظام وتبييض ساحته، فإنه ومن خلال دعايته ودعمه وتإييده الاکثر من واضح لرئيسي، أراد أن يوصل رسالة مفادها بأن رئيسي هو من يمکن يمثل النظام وهو من بإمکانه أن يجسد إرادة النظام وحتى إنه من فرط تإييده غير العادي لرئيسي وتعويله عليه، فقد وصفه بأنه بمثابة"حلاوة العيد"، وکان تصور خامنئي بأن رئيسي سينجح في مهمته ولم يضع في حساباته(في ضوء تعويله غير العادي عليه) إحتمال فشله وعدم تمکنه من تحقيق مهمته بنجاح.
خامنئي الذي يبدو إنه أراد أن يضرب أکثر من هدف برمية واحدة، إذ أنه بترشيحه لرئيسي وهندسته الانتخابات من أجل تنصيبه، فإنه وهو يرى بأن فشل وإخفاق النظام وتراجعه على مختلف الاصعدة صار أمرا لايمکن التغطية عليه، الى جانب إن منظمة مجاهدي خلق وخلال ولايتين لروحاني نجحت في تحقيق إنتصارات سياسية وفضحت وکشفت النظام على أکثر من صعيد، فإنه کان واثقا بأن رئيسي سيعيد الثقة والاعتبار للنظام ويتمکن من تحسين أوضاعه الاقتصادية بصورة خاصة کما إنه وإنطلاقا من کون رئيسي کان أحد أعضاء لجنة الموت الرباعية التي قامت بتنفيذ مجزرة صيف عام 1988، بحق السجناء السياسيين الذين کان أکثر من 90% ينتمون لمجاهدي خلق، سوف يتمکن من تحديد وتحجيم دور ونشاطات مجاهدي خلق ضد النظام.
الملفت للنظر، إن مجاهدي خلق وکما أعلنت قبل إستلام حسن روحاني لمهام عمله بأنه لن يحصد سوى الخيبة والفشل وتمکنت من فضحه وکشف زيف وکذب مزاعم الاصلاح والاعتدال التي کان يتمشدق بها، وخرج روحاني وکما يقول المثل المعروف من المولد بدون حمص، فإنها قد أعلنت نفس الشئ بخصوص رئيسي وحتى أعلنت بأن قيام خامنئي بإزاحة تيار روحاني المهزم وجلبه لرئيسي لن يحل أزمة النظام الحادة ولن يخرجه من مأزقه العويص، بل وحتى أکدت بأن مرحلة رئيسي ستکون المرحلة الاصعب وقد تشهد نهاية النظام وسقوطه، ومثلما إن رئيسي قد قام بالاعداد لبرنامجه والعمل بموجبه وخصوصا ضد مجاهدي خلق فإن الاخيرة أيضا قد قامت من جانبها بالاستعداد لمرحلة حاسمة ولاسيما وإن رئيسي المعروف بسفاح مجزرة 1988، فإن المنظمة کانت مصرة في جديتها بمواجهة رئيسي وجعله يتذوق کأس الفشل والاخفاق والخيبة الذي ذاقه أسلافه، فإن النتيجة کانت کذلك حقا!
إشارة خامنئي الى عجز الميزانية ـ بإعتباره احد أكثر القضايا إشكالية بالنسبة لاقتصاد البلاد ـ کان بمثابة توجيه صفعة قوية جدا لرئيسي الذي زعم عند عرضه لموازنة العام 1402 الايراني على البرلمان بخلو الموازنة من العجز، وبطبيعة الحال فإن إعتراف خامنئي بالافلاس الاقتصادي والذي أکد غياب الحلول والبدائل، يعني إقرار خامنئي بأن مهمة رئيسي لم تحقق إلا الفشل وليس لخامنئي غير أن يترجع خيبة رهانه البائس على سفاح مجزرة 1988.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟