عزالدين معزة
كاتب
(Maza Azzeddine)
الحوار المتمدن-العدد: 7511 - 2023 / 2 / 3 - 00:02
المحور:
الادب والفن
بعيني رأيت ذئباً يحلب نملة ...........ويشرب منها رائق اللبن
المتنبي
"قصة اعجبتني ، فأحببت ان انقلها لكم ، لأنني وجدتها تطبق على معظم اثريائنا الذين اصبحوا بين عشية وضحاها من اصحاب الملايير ، ومع ذلك ما زالوا يخافون من الفقر ، واحد منهم كاد أن يقتل شخصا على 200 الف سنتيم ...وواحد آخر كاد أن يقتل أخاه الفقير على بعض الدريهمات .....وواجد منهم قال لأمه الأرملة أنت عبء علي ....وأراد ان يرحلها الى دار العجزة لولا بكائها وتوسلها وتدخل جماعة الخير ونسي هذا المسكين حينما كانت أمه تطلب من عند الجيران اللبن والكسرة لإطعامه .ووووو ياليت المتنبي ما زال حيا ويسمعنا عنهم ما لم نحسن ان نعبر عليه باقلامنا نحن مهما كتبنا ووصفنا حالهم ......
بيت شعر غريب نوعا ما ، يتناقله الناس على أساس الفكاهة والسخرية، والكثير لا يعرف معناه الحقيقى أو قصته .
فهل الذئب يستطيع أن يحلب نملة؟
وهل النملة لديها حليب أصلا؟!
وما كمية حليب النملة يكفى الذئب؟
هل فكرت فى تلك الأسئلة عندما قرأت بيت الشعر؟!
هذه اسئلة تدور في ذهن السامع أو القارىء وخاصة إذا علم أن قائل هذا البيت ليس متفكه وإنما عمود من أعمدة الشعر والأدب العربي .ومن أشعر الشعراء. هو الشاعر ابو الطيب المتنبي.
وقد قيل إذا عرف السبب بطل العجب.
يقول المتنبي :
كنت في احد أسواق الكوفة واقفا قرب امرأة فقيرة تبيع السمك.
فجاء رجل غني جدا انا اعرفه ويرتدي ملابس غالية الثمن تدل سيماه على الغنى الفاحش.
قال للمرأة : بكم رطل السمك؟
فقالت له : بخمسة دراهم يا سيدى
قال لها بتكبر : بل بدرهم للرطل الواحد
فقالت له باستعطاف : أنا امرأة فقيرة
والسمك ليس لي بل لرجل أبيعه له فيعطيني ما قسم الله لي
فقال الرجل الغني باستعلاء : بل بدرهم ليس أكثر
فقالت المرأة بقلة حيلة : بل بخمسة دراهم
فقال الرجل الغني وهو يشير باستخفاف : أوزني لي عشرة أرطال
فأعدت له المسكينة عشرة أرطال من السمك على أمل أن تحظى بالثمن كاملا ، فأخذهم الرجل منها بقسوة ورمى عليها عشرة دراهم وذهب مسرعا
فنزلت دموع المسكينة و أخذت تنادى عليه فلم يجب
يقول المتنبى : فناديت عليه بنفسي فلم يجب، لقد كان ذئباً في غناه وبخله ولؤمه، وكانت نملة في ضعفها وفقرها
و أنشد يقول :
بعيني رأيت ذئباً يحلب نملة ويشرب منها رائق اللبن
#عزالدين_معزة (هاشتاغ)
Maza_Azzeddine#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟