كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7511 - 2023 / 2 / 3 - 00:01
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
أغرب ما نقرأه هذه الأيام هو تعليقات المدونين العرب على صفحات منصات التواصل، بكلمات وعبارات مستهجنة يعبرون فيها عن فرحتهم الغامرة بالقصف الجوي على القرى السورية أو الليبية أو اليمنية أو الفلسطينية، وسعادتهم بتدمير منازل العرب في كل مكان، ولا يخفون افراحهم أيضاً بالقصف الصاروخي ضد إيران أو ضد روسيا أو ضد أوكرانيا. .
لا شك انكم شاهدتم كبار اليوتيوبرية، الذين انضموا إلى كتائب المبشرين بالقصف. فظهروا في مقاطع متكررة يبدون فيها شماتتهم بسكان المدن المقصوفة، والأغرب من ذلك انهم يختتمون ثرثرتهم بابتسامة عريضة مؤطرة بجملة: (ان الله يمهل ولا يهمل) وكأنهم تلقوا من الأخبار السارة ما يثلج صدورهم في الانتقام من التجمعات المدنية المبعثرة هنا أو هناك. .
المؤسف له انهم يحتفلون عندما يصبح الأطفال أهدافاً في الخطوط الأمامية، وعندما يتساقط الأبرياء في النزاعات الدولية المسلحة. وقد يحدث القتل والتشويه من خلال تبادل إطلاق النار، أو بسبب الألغام الأرضية، أو الذخائر العنقودية، أو الأجهزة المتفجرة المرتجلة، أو غيرها من الأجهزة المتفجرة العشوائية، أو حتى في سياق العمليات العسكرية، أو هدم المنازل، أو حملات التفتيش والاعتقال، أو الهجمات الانتحارية. ولا ندري كيف أصبحت المجازر سببا لإدخال السرور في قلوب المتفرجين المتعطشين لسفك دماء الأبرياء. .
قبل يومين قرأت تعليقا لأحد مشاهير اليوتيوب والتكتوك (لا اريد ذكر اسمه) يدعو الناس لتأييد القصف الذي استهدف أصفهان، وتعليق آخر كتبه احدهم يؤيد فيه العمليات الانتحارية التي استهدفت مسجداً في بيشاور. .
أذكر في عام 1991 كانت البصرة تتعرض لاشرس الغارات الجوية بطائرات امريكا واخواتها، وكانت الإذاعات العربية تبث اناشيد السعادة والفرح والأهازيج الحماسية بذريعة تحرير الكويت من قبضة صدام، في حين وجد بعض العرب أنفسهم بحاجة إلى مشاركة الحلفاء في الغارات المكثفة التي سحقت المدنيين على ضفاف شط العرب، فاستغلوا ضعف دفاعاتنا الجوية لمواصلة غاراتهم الانتقامية من الناس في عموم العراق. وكانت أفراح المبتهجين لا توصف وهي ترى نيران المحرقة تتصاعد من الاحياء الفقيرة المتفحمة. .
وسار المبتهجون بالقصف على هذا النهج العدائي بصرف النظر عن المجرم والضحية. وبصرف النظر عن هوية القاصف والمقصوف، والمعتدي والمعتدى عليه، ثم يرفعون لافتات: (ان الله يمهل ولا يهمل). للتعبير عن سعادتهم وفرحتهم. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟