أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - إسرائيل : من إدارة الصراع إلى محاولات إنهائه (1 من 2)














المزيد.....

إسرائيل : من إدارة الصراع إلى محاولات إنهائه (1 من 2)


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7509 - 2023 / 2 / 1 - 22:12
المحور: القضية الفلسطينية
    


نهاد أبو غوش
نظريا، رسم اتفاق أوسلو بين قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلي إطارا سياسيا وقانونيا لحل الصراع، من خلال المفاوضات الثنائية والرعاية الأميركية مع رقابة دولية شكلية. لم يحدد الاتفاق أي جداول زمنية ملزمة، ولا وضع أهدافا نهائية لوصول المتفاوضين إليها كهدف إنهاء الاحتلال الذي غاب عن اهتمام المفاوض الفلسطيني، كما خلا الاتفاق من تثبيت مرجعيات ملزمة لعملية التفاوض. مطالب كهذه طرحها المفاوض الفلسطيني في وقت لاحق، ولكن بعد فوات الأوان، وبعدما كشفت تطبيقات الاتفاق، أنه مزروع بألغام قابلة للانفجار في أية لحظة، وأن الاتفاق هو مصيدة للإيقاع بالقيادة الفلسطينية، وإيهام العالم بوجود عملية سلام، وظل الطرف الأقوى هو الأقدر على تفسير الالتباسات وتكييف النصوص لمصلحته، وبدت الرهانات على رغبة إسرائيل في سلام يستجيب لتطلعات الشعب الفلسطيني محض أوهام ، شأنها شأن الرهان على نزاهة الراعي الأميركي.
اختارت إسرائيل إذن من الاتفاق ما يلائم مصالحها، وأهملت ما يخالفها، ووجدت من الذرائع ما يبرر تعطيل التقدم في مسيرة التسوية، فمرة تدعي أن الطرف الفلسطيني لا يحارب الإرهاب، ومرات كثيرة تدعي غياب الشريك المؤهل. وفوق كل ما سبق فإن كل حكومة جديدة تأتي بها الانتخابات تصر على إعادة التفاوض حول مسائلَ جرى الاتفاق بشأنها سابقا. ومع الجنوح الإسرائيلي المتزايد نحو اليمين، يبتدع الإسرائيليون مطالب جديدة لم يسبق طرحها مثل مطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية الدولة، أو يصطنعون رؤىً ونظرياتٍ جديدة مثل صيغة "دولة منزوعة السلاح"، وصولا إلى الدعوة إلى إنجاز "سلام اقتصادي"، و"تقليص الصراع".
لم تشغل إسرائيل نفسها كثيرا بالصيغ النظرية التي كان يجري تداولها في المؤتمرات العلمية، بل ركزت جهودها على أرض الواقع والميدان، وفي هذا المجال شكلت سياسات وإجراءات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة امتدادا لبعضها البعض وتحديدا في مجال توسيع الاستيطان وتهويد القدس وفصلها التام عن محيطها الفلسطيني، ومواصلة الضغط على السلطة الفلسطينية وإضعافها لاختزال دورها في مهام رئيسية تفيد إسرائيل وهي: الوظيفة الأمنية وتشمل التنسيق الأمني ومنع التحريض ومنع عمليات المقاومة، وإعفاء إسرائيل من مسؤولياتها تجاه الحاجات المعيشية لملايين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وإيهام العالم بأن ثمة عملية سلام جارية، صحيح أنها تتعثر وتتعطل أحيانا، لكنها يمكن أن تستأنف إذا أوفى الطرف الفلسطينية بمسؤولياته!
إلى جانب السياسات العملية تجاه الفلسطينيين والسلطة والتي تهدف إلى إضعافها والتحكم بها وبمواردها المالية إلى درجة تبقيها عاجزة عن اعتماد سياسات وطنية جدية في مواجهة الاحتلالي، لا سيما وأن السلطة تعرّف نفسها بانها نواة لمشروع وطني يهدف إلى بناء الدولة الفلسطينية المستقلة، أدركت إسرائيل في وقت مبكر أن الانقسام الفلسطيني هو مكسب صافٍ، ويمثل مصلحة استراتيجية لإسرائيل ويساعدها على الطعن في الصفة التمثيلية لأية قيادة فلسطينية وأهليتها لدخول مفاوضات جدية، والانقسام يساعد إسرائيل على التعامل مع كل "تجمع" فلسطيني على حدة بصفته تجمعا ل"سكان" لا ل"شعب" فلسطيني موحد ذي حقوق وطنية، وبالتالي فإن حاجات هؤلاء "السكان" سواء كانوا في الضفة أو في قطاع غزة تتلخص في مطالبهم الحياتية اليومية من كهرباء وماء ووقود ومعابر وتسهيلات وحواجز، بمعزل عن قضايا القدس والاستيطان واللاجئين والمصير النهائي للأراضي الفلسطينية المحتلة.
صفقة القرن
على الرغم من التباينات والتجاذبات بين مختلف القوى والتيارات السياسية الإسرائيلية والتي تدور عموما حول المواقف من قضايا داخلية مثل طبيعة النظام السياسي، والعلاقة بين السلطات الثلاث وعلاقة الدين بالدولة، فإن الغالبية الساحقة من هذه القوى باتت تجمع على مواقف موحدة تجاه القضية الفلسطينية والاحتلال، ويمكن تلخيص قضايا الإجماع بين القوى الصهيونية فيما يلي:
- تحميل الفلسطينيين مسؤولية تعثر المفاوضات وفشلها إما بسبب غياب الشريك المؤهل أو عدم جديته في محاربة "الإرهاب".
- التنصل من فكرة حل الدولتين إما برفضها صراحة أو الموافقة عليها نظريا والادعاء بانها غير ممكنة عمليا.
- رفض الانسحاب لحدود الخامس من حزيران 67، وتأييد الاستيطان والدعوة لتوسيعه ضم الكتل الاستيطانية الرئيسية.
- الإجماع على تهويد القدس وكونها العاصمة الموحدة والأبدية لإسرائيل.
- الرهان على قدرات إسرائيل وقوتها العسكرية وإجراءاتها الأحادية الجانب بديلا عن اية مفاوضات.
يوما بعد يوم تَعزّز هذا الإجماع وتحول إلى سمة لازمة للسياسة الإسرائيلية برفض التعاطي مع السلطة الفلسطينية إلا في القضايا الأمنية والاقتصادية، ومواصلة ابتزازها والضغط عليها، ومع استمرار النزوع نحو اليمين واليمين المتطرف، ووصول الرئيس دونالد ترامب إلى الحكم في الولايات المتحدة، بلغ هذا الاتجاه ذروته بالإعلان عن "صفقة القرن" في 2018 والتي شكلت انقلابا تاما على مبادئ عملية التسوية التي انطلقت في مدريد أوسلو، من خلال إنكار الحقوق الوطنية للفلسطينييين، والعمل على مقايضة هذه الحقوق بتحسين مستوى حياتهم الاقتصادية، وفي المقابل تشجيع تسوية إقليمية تقوم على تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية من دون الحاجة إلى حل القضية الفلسيطينية، بل على حساب هذا الحل.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاومة وسعي إسرائيل لحسم الصراع (2من2)
- المقاومة وسعي إسرائيل لحسم الصراع (1من2)
- دمهم في رقبتك يا بيبي
- لكل فعل رد فعل والفلسطينيون لن يستسلموا
- مجزرة مخيم ومحاولات حسم الصراع*
- عن الاحتجاجات والخلافات الإسرائيلية الداخلية
- تصعيد إسرائيلي على كل جبهات الصراع
- المقاومة المتجددة وظاهرة عرين الأسود*
- تعامل الولايات المتحدة مع -ساحتها الخلفية-*
- أوكرانيا والسعودية وسط الصراعات الدولية*
- فرية بيع الفلسطينيين لأرضهم (2 من2)
- فرية بيع الفلسطينيين لأرضهم (1 من2)
- إسرائيل تريدها سلطة ضعيفة وخاضعة
- التربية الاعلامية واثرها في تثبيت الرواية الفلسطينية
- عن التربية الاعلامية في فلسطين*
- التصعيد المستمر بالضفة لم يرقَ لحالة الانتفاضة الشاملة
- البيان الشيوعي والأزمنة الحديثة
- راهنية البيان الشيوعي
- أعيدوا لهم بطاقاتهم!
- إسرائيل تتراجع عن فك الارتباط وإخلاء مستوطنات جنين


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نهاد ابو غوش - إسرائيل : من إدارة الصراع إلى محاولات إنهائه (1 من 2)