حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 7509 - 2023 / 2 / 1 - 00:48
المحور:
المجتمع المدني
مشكلة مصر لم تكن أبدا فى شخص حاكم أو فى حزب يهيمن على الاوضاع ، وبعد يناير ازددنا يقينا أن تغيير الحكام وإلغاء أحزابهم لا يعنى شيئا ، فهؤلاء مجرد ادوات يتم استخدامهم كحائط صد وغطاء كثيف لمسلسل نهب أبدى يتكرر الي ما لا نهايه، ومع كل تكرار لحاكم أو حزب او نخبة جديدة ندخل إلى نفس الدائرة المغلقة !؟
مشكلة مصر تتشابه وتتطابق مع مشكلة الزمالك، فالأمر غير محصور فى تواجد شخص غير جدير بتولى قمة المسئولية
ومهما حاولت مصر أو إجتهد شعبها فلن تخرج عن المسار التى وضعت فيه والذى لا يمكن لها أن تتخطاه، ومهما فاز الزمالك بالدورى أو الكاس أو البطولات العربية و الأفريقية فإن له حدودا وشريحة وفئة ينبغى عليه الالتزام بخطوطها،
وقد جربت مصر التمرد ايام محمد على وايام عبد الناصر وبعد ثورة 25 يناير فدفعت الثمن غاليا فادحا فى كل مرة ، كما أن الزمالك قد حاول الخروج من الوضع النمطى المفروض عليه مرارا ، لكنه كان دوما يجابه بالعنف والعنت والإكراه ،
و لك ان تتخيل ان لحظة وصولك للقمه هي نفسها لحظة انهيارك وهبوطك المدوى إلى القاع، لسبب سخيف هو أن هذه هى الدائرة المغلقة التى ينبغى عليك أن تظل أسيرا لها أبد الآبدين !؟
فعندما تصور محمد على ان مصر ينبغى أن تصبح دولة عظمى تمت محاصرته واغراق اسطوله وتفتيت دولته ، وعندما بدا عبد الناصر نهضة صناعية وتنموية أيقظونا على هزيمة مدوية ،حتى فى انتصار اكتوبر لم تترك لبلادنا فرصة الوصول الى العنان، ولما بدا لنا اننا يمكن ان نتحرر من كل العوائق وأن نمتلك إرادتنا فى يناير 2011 كانت كلمة الذين ظلموا وطغوا هى العليا !؟
كما جرب الزمالك الانتصارات والصعود لمنصات التتويج مرارا ، لكنه دوما كان يصطدم بالقوى التى تقهر تطلعاته،وكان دائما ما يجد العقوبات جاهزة لعرقلة تفوقه وانتصاراته ، صحيح ان حكام النادى كان لهم دورا فى تدهوره وتدميره والتواطؤ ضده، لكن هؤلاء كانوا هم الأدوات المسموح لها وحدها بالتواجد ، فإذا افلت من كانت له تطلعات وطموحات متمردة ، كان نصيبه دوما هو العزل والحل والتنكيل !!
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟