أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام المهندس - ذنبي إني ناديت بالحرية














المزيد.....

ذنبي إني ناديت بالحرية


سلام المهندس
كاتب وشاعر وناشط في حقوق الإنسان

(Salam Almohands)


الحوار المتمدن-العدد: 7508 - 2023 / 1 / 31 - 14:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كُنت أجلس في مطعم عراقي بتركيا وإذا تدخل عائلة باين من ملامحها عراقية، الأم والأخ والشاب ذو عمر العشرينات على مقعد متحرك ، ملامح الشاب المُقعد جميلة من شعر سرح شبه طويل متدلي خصلات الشعر على احدى عينيه ، لكن هناك تشوهات في وجهه والقدم اليسرى ارفع من القدم اليمنى وايضاً يدى اليسرى باين عليها العجز ، انتابني الفضول للسؤال بعد كلمة حمد الله على سلامتكم هل اتيتم للعلاج ؟ ردوا بنعم لكون عجزوا في العراق عن علاج حالة مازن والمقصود الشاب المقعد ، هل هذه التشوهات ولادية او حادث ؟ كان الرد صادم عندما رد الشاب المقعد وقال ذنبي ناديت بالحرية ، استوقفتني هذه الكلمة ذنبهُ نادى بالحرية ، لكن اي حرية هذه لتجعل شاب يعاني الالم !! لكي يعيش الصدمة النفسية بحيث مناداته للحرية جعلته عاجز ، لم نرى او نسمع في البلاد الديمقراطية مصيبه والم كمصيبة مازن وعائلته ، اي حرية تسلب صحتي وشبابي وتجعلني اعيش الالم !!


مفهوم الحرية هي احترام حرية الرأي ورفض العنف والحق بقول ما تريد واتخاذ القرارات بدون خوف او تردد والتظاهر السلمي والتعبير عن الرأي وعدم العبودية ، ما هو ذنب مازن ان يعيش الألم لأن نادى بالحرية؟ لم يكن مازن الوحيد بل الألاف ضحوا بحياتهم من اجل الحرية منهم من استشهد ومن هم جُرح بجروح بليغة ، وعلمت ان مازن كانت اصابته بقنبلة دخانية صناعة ايرانية وفي نفس الوقت حارقة وتتشظى ، ان الحرية موثقة في اكثر دساتير العالم ، لماذا  تُحرم في وطني رغم موثقة في دستور العراق ؟ في القانون الدولي تعتبر الحكومة التي تنتهك الدستور ومواثيقها تعتبر حكومة ديكتاتورية ، لكن هل حكومة العراق ديكتاتورية ؟ لا يمكن ان نطلق عليها ديكتاتورية رغم مافيات الفساد التي تتغلغل في كل مفاصل الدولة ، النظام البرلماني العراقي نظام تقاسم ثروات الشعب شبيه بنظام برلمان لبنان ، مبني على اسس طائفية وعرقية وما يحدث في لبنان سوف يحدث بالعراق عاجلاً أم آجلاً ، لكن الفرق بين الدولتين العراق دولة نفطية غنية والأخرى دولة سياحية تعتمد على السياحة ، لكن سيأتي اليوم بحيث لا تستطيع الحكومة تأمين الكامل لمستلزمات الشعب .


ذنب مازن وكثير من الشباب العراقي عند انبثاق ثورة تشرين عام 2019  ارادوا الحرية لبلدهم مثل باقي البلدان الاخرى التي تنعم بخيراتها ، كانت الحرية بالنسبة للحكومة العراقية وللميليشيات المسلحة في نظرهم معناها الفسوق والتعري وفعل كل شيء مباح ، وكانت الحرية في نظر الشباب الواعي هي محاربة الفاسدين والتمتع بخيرات بلادهم والبناء والاعمار ، كانت الحرية في نظر الاحزاب الإسلامية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، كانت الحرية في نظر الشباب المثقف العلم والتطور وازدهار البلاد ، هذا الفرق الشاسع بين الفاسدين الذين يتسترون برداء الدين وبين الاحرار من شباب العراق ، ضحى مازن وغيره من شباب الحرية بأنفسهم لأجل ان يعيش الشعب العراقي بكرامة ،  حكومتنا بأحزابها وتياراتها لم تسلب فقط حريتنا بل تجاوزت وسلبت حتى اجسادنا فكم مازن سوف يدفع الثمن للحرية؟



#سلام_المهندس (هاشتاغ)       Salam_Almohands#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتماء الشعب العراقي للوطن
- بطولة خليجي 25  تخرج العراق من عنق الزجاجة
- كأس خليجي 25 والطيبة العراقية
- قطعة قماش حرير وقطعة خبز لفقير
- -صاعقة الخوف-.. قصة قصيرة
- الفرق بين الإنتماء للإنسانية وعدم الإنتماء
- ماذا يضيف العمل الإنساني للإنسان؟.. أهميته في حياتنا اليومية
- الخوف من الحرية
- فقراء العراق في عهد محمد شياع السوداني
- سيادة رئيس حكومة العراق المحترم
- على اطراف مدينتي
- ثقافة الديمقراطية في فكر الاحزاب السياسية
- آهات تحت شعاع القمر (الجزء الرابع)
- متى تبيع الأمة العربية عذريتها لأجل الفقراء؟
- آهات تحت شعاع القمر  (الجزء الثالث)
- انهيار الحرية تحت حكم العبودية
- آهات تحت شعاع القمر (الجزء الثاني)
- آهات تحت شعاع القمر  (الجزء الأول)
- صراع الأفاعي في دولة الملالي
- بقاء العراق ورحيل الخونة والفاسدين


المزيد.....




- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام المهندس - ذنبي إني ناديت بالحرية