أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - يارا رفعت - نحتضن الحياة.. وَهُم الفانون














المزيد.....

نحتضن الحياة.. وَهُم الفانون


يارا رفعت

الحوار المتمدن-العدد: 1703 - 2006 / 10 / 14 - 09:01
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


من منّا نحن العراقيون لم يقف عند ذلك المفترق بين طرق الموت المتعددة وطريق الحياة الأوحد؟. من منّا لم يترك الرصاص والشظايا فوق رأسه بضع مليمات لتتخطاه نحو ضحية أخرى؟ ومن منّا لايلوي رقبته يمينا ويسارا مخمناً أي من المركبات التي تسير بعشوائية فخخها عبيد الموت لتنفجر في نفرٍ منّا، بينما نمضي ملاييناً بخطىً متعبة.. نحتضن الحياة ونلملم الأرادة.. نتنازع ثم نتصالح بدوافع وطنية وشعبية.. نخرب ثم نبني ولن نسمح أن يهدر دينار واحد من أموال الشعب في تخريب ما تبنيه السواعد والعقول العراقية.. نتفرق الى جماعات وأحزاب ستغدو أكثر انتظاماً في غدٍ ليس ببعيد.. نتجادل بل نتصارع حتى نتآخى وتتوافق الآراء ولو بعد حين، سنصل الى أرقى مستويات الديمقراطية أو أدناها وليس أمامنا أفضل من ذلك كخيار.. ونتقاسم بقاع الوطن الغالي فتجمعها الفيدرالية بأبهى صورها أو بأكثرها تأخرا، لابأس المهم أن يلتم الشمل حقيقةً لا قولاً فقط ..نمزق العَلَم، نستبدله أم لا نستبدله، أم نحتار في أمره صعوداً ونزولا لادخل لكم يامن تدعون تذكيرنا بأن -الله أكبر- وهو أكبر من كل شئ ولا حاجة لنا بأن يذكرنا عَلَمُ الموت والظلم بذلك بل أنتم من تحتاجون.
وفي لحظةٍ يشتد فيها عزف الوتر الفاصل بين البقاء والفناء، ماذا ستحتضن أيها العراقي! ماذا سأحتضن أنا!. سأحتضنك ياأيامي السعيدة في سباتك الطويل..وياأمي الغالية،الجنة تحت قدميك وأرى فيك كل الأمهات.. سأحتضنك ياكوردستان والأنوار اللليلية من قراك ومدنك تبرق في عيون شعبٍ لاينفك باحثاً عن الحرية ويسير على دربها الذي لايقف عند حدود.. سأحتضن وطني الجريح، ومدرستي وجامعتي، وقلمي، وكتبي وماأغلاها..سأحتضن الأحبة الأوفياء.. ودميتي الجميلة يامن تسوّد وجوه القتلة ويبقى فستانك أبيضاَ. سأحتضنكم يا أيها الأطفال اليتامى وياأرامل الحروب ومدافن الأحياء والقتل على الهوية وعشوائية النيران..
أما أنت ياغالي.. سأحتضنك بقوة في لحظةٍ تخترق عصوراً من العشق، وتعبر المسافات، وتخرق حظر التجوال..سأولدُ بك توأماً للروح وللقلب، سأنجو معك..وسأحيا، لأنك أنت الحياة ولأن حمَلَة المشاعر العميقة والصادقة والنقية لايرحلون عن هذه الأرض بل فاقديها هم الراحلون.
التاريخ زاخر وصفحات الكتب كذلك، بتجارب شعوب ناضلت وثابرت في سبيل احتضان الحياة منتزعةً حريتها من حكوماتٍ وطغاة يحتضنون الظلم والخضوع. وشعبنا هو الأحوج وهو الأولى بهذ الاحتضان والذي هو فنٌ يولد مع الأنسان ويلازمه حتى في أشد لحظات حياته تشاؤماً وضعفاً، ولن يكتشف أنسانٌ سرّ الوجود ولن يميز طعم الموت ولن يتقن فن لعبة الحياة مالم يحتضنها وبقوة تركنه على جبالٍ من الأمل والتشبث بها.
سيواصل أبناء مجتمعنا العراقي الحياة ويحتضنوها رغماً عن نوايا عبيد الأرهاب واللثام، وإن غاب عنّا عَلَمٌ لايرمز الاّ للكوارث، وإن غاب الأمن والأمان، الماءُ والوقود، وإن غابت الكهرباء.. سيسمو أفراد هذا المجتمع ويتقدمون بأصرارٍ نحو الحياة وكل من يلفظه مجتمعنا سيفنى الى حيث اللاعودة.. سيحيا العراقيون ويمضون في صحوتهم نحو مستقبل لن يكون أزهى إن لم تنصهر فيه آلامنا المريرة، والمقابر والحروب وغفوتنا الطويلة..سنشحذ القيم في مجتمعٍ لايركن إلى حال. وشعبنا هو الأبقى.. وهُم الفانون، لأننا نكشف عن وجوهنا ونعلن عن هويتنا في فرقٍ للحياة.. وَهُم جبناء وقتلة يتخفون في فرقٍ للموت.



#يارا_رفعت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - يارا رفعت - نحتضن الحياة.. وَهُم الفانون