أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بديعة النعيمي - تجليات العاطفة في رسائل نازفة للكاتبة السورية هند يوسف خضر














المزيد.....


تجليات العاطفة في رسائل نازفة للكاتبة السورية هند يوسف خضر


بديعة النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7507 - 2023 / 1 / 30 - 19:11
المحور: الادب والفن
    


تجليات العاطفة في رسائل نازفة/قصص للكاتبة هند يوسف خضر
إصدارات دار دلمون الجديدة/سورية.دمشق/2022

قراءة بديعة النعيمي

تعتبر الرسائل الأدبية فن من فنون الأدب النثري الذي انتشر في بداية القرن العشرين.ولعل أهم ما تتميز به الرسائل من خصائص أسلوبية ,العواطف المتعددة وصدقها, والتفنن في طرح الصور الأدبية وتحليق كاتبها في الخيال.ويقول الأديب إبراهيم الهاشمي عنها: (الرسائل الأدبية تمثل الصوت الداخلي للكاتب ,لأنه في ثناياها يبث أكثر الأفكار والمسائل قربا وتعبيرا عن نبض قلبه سواء كان ذلك هما فكريا أو إنسانيا وجدانيا).

وقد تناصت هند خضر مع غيرها من الأدباء بالرسائل المتبادلة بين أديب وأديبة كتلك التي اشتهرت بين مي زيادة وجبران خليل ورسائل كافكا إلى ميلينا وغيرهم. وكانت العاطفة العنصر الأكثر بروزا في رسائل هند خضر. والعاطفة واحدة من العناصر التي يجب أن يتكون منها الأدب وهي أداته. فهي التي تتحدث عن شعور الكاتب وتثير شعور المتلقي كما أنها تسجل أدق مشاعر الحياة وأعمقها ففي صفحة 15 نلمس تلك المشاعر الجياشة لدى الكاتبة وهي تكتب لحبيبها( اليوم سأخبرك عن انهيار عطرك في معطفي ومعانقة أوراقك ضرب من الانتحار).

وتعتبر إثارة العواطف العنصر الظاهر في الأدب.وقد امتزجت العاطفة بالمعاني والخيال في رسائل نازفة. ومن المعروف بأن العاطفة يثيرها الشعور بالجمال وهو اللذة التي تحدث في إدراك صفات الشئ. والشئ عند هند خضر هو حبيب ويتضح لنا ذلك في كل سطر في الرسائل ومنها ما جاء صفحة 17 ( عندما تقرأ رسائلي ستدرك كم وكم أحببتك).

والمتلقي لرسائل نازفة يدرك مدى قوة العاطفة التي تثيرها تلك الرسائل وصدقها. ويتضح ذلك من خلال وصف الكاتب لنفسها وهي تستعيد ذكرى الحبيب صفحة16( أتمزق كقطعة ثياب بالية فوق شطآن الذكرى, وأملأ ضلوعي حنينا واشتياقا لعينيك). فهذه عبارة من العبارات التي تحرك الشعور وتوسع النظر وتحيي القلب لمن يعانون من نفس الوضع النفسي للكاتبة.

كما اعتمدت العاطفة عند هند خضر على حسن تعابيرها وقوة خيالها. فلا تكاد رسالة من تلك النازفة إلا وتألق الخيال وتجلى فيها ومنها ما جاء في صفحة 23( أنت تعزف على أوتار قلبي ألحانا, عندما يداهمني قلق الوقت ,ترقص روحي). وفي موضع آخر صفحة 25( فأمسك ورقتي البيضاء كبشرتك لأكلمها عنك فتغرق بدموعي).

وقد تمتعت هند خضر بقوة أسلوبها الذي تمكنت من خلاله من نقل عواطفها للمتلقي. كما أن العواطف التي أغدقتها في رسائلها كانت خصبة ,غنية ومتنوعة فنجد عاطفة الحب صفحة 28( اسمعني جيدا, عندما أعلنت لي الحب, كانت لحظة كونية , لحظة ولادتي من رحم الأحزان). أما عاطفة الحزن واليأس فنجدها مثلا صفحة 13( لطالما كنت أخشى من لحظة الغروب.ولا أقصد غروب الشمس وإنما غروبك عن حياتي). وأما عاطفة الشك فتتجلى صفحة70( اشتقتك للحد الذي لا يحتمله القلب ويشك في حقيقة تصديقه العقل, اليست النجمة جارة القمر؟).

وما أعطى للعاطفة قوتها هو سموها وإثارتها شعورا أخلاقيا وهي تجربة الكاتبة التي يبدو بأنها مست حياتها وتسببت لها بكل هذا النزف ويتجلى هذا صفحة31 وهي تتخلى عن عشقها وتعتزله في جزيرة تعاني فيها آلام عشقها حيث الألم يحمل أقصى المشاعر الأخلاقية ( لقد انتهى المشوار . وآن موعد الرحيل من مدائن عشقك لأركب على متن سفن الفراق وأهاجر إلى جزيرة صرخاتي وأوجاعي وأحزاني).

والعاطفة تقاس أيضا باستمرارها وثباتها وهذا يعتمد على بقاء أثرها في نفوس من قرأوا لهند خضر رسائلها النازفة.

أما بالنسبة للألفاظ التي استخدمتها الكاتبة فقد كانت سهلة مألوفة صاغتها في تراكيب تراوحت بين القصيرة والمتوسطة.كما تخللت الموسيقى الشعرية بعض فقرات الرسائل.

وقد أعادتنا هند خضر إلى لون أدبي جميل ورفيع نفتقده في أيامنا هذه وهو لون مهم نتمنى عودته ليأخذ مكانته المهمة من جديد.

بقي أن نقول بأن الكاتب محمد حسين قدم للعمل وصف لغة الكاتبة بأنها رشيقة قريبة للعقل والقلب.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التشظي والانشطار في رواية الشظايا والفسيفساء للراحل مؤنس الر ...
- المكلن ودلالته في رواية حيوات سحيقة للكاتب يحيى القيس
- القلق الوجودي في رواية الهامش للكاتب خالد سامح
- صورة المرأة في رواية جوهرة والبيت الكبير للكاتب الجزائري علي ...
- النزعة الإنسانية حبال متينة تشد أركان العمل الفدائي في رواية ...
- تحليل مسرحية موتى في إجازة للكاتب حسام الرشيد
- تمزق الهوية وفقدان الذات في رواية حياة ترف_ظل بديل للكاتبة ا ...
- تشظي الذات في رواية أميرة بنت تونس للكاتب العماني عادل الحمد ...
- حضور فلسطين في المجموعة الروائية بيت رحيم للكاتب إبراهيم غبي ...
- البحث عن الذات بين رماد الذكريات في رواية عندما يهطل المطر ل ...
- العجائبي في رواية موتائيل للكاتب العماني أحمد البحراني
- ما بين الحلم والذكريات جسر هش في رواية الجائحة للكاتب السعود ...
- علاقة المكان بالشخصية في رواية حارسة للكاتب عبد الهادي المدا ...
- الأبعاد السياسية في رواية خيط العنكبوت للكاتب السوداني جعفر ...
- تجليات البعد النفسي في بكره العيد وبنعيد محموعة قصصية للكاتب ...
- الصراع الأيديولوجي في رواية أبناء غورباتشوف للكاتب الروسي أل ...
- أهمية الحوار في أجنحة المخيم للكاتب الفلسطيني محمد حسين
- الشخصية في رواية الطريق الوعر للكاتب الفلسطيني محمد حسين
- تعدد الأصوات في رواية العاشق للراحل غسان كنفاني
- زمن غسان كنفاني ثقيل الوقع متوحش الخطى في رواية رجال في الشم ...


المزيد.....




- -دوغ مان- يهيمن على شباك التذاكر وفيلم ميل غيبسون يتراجع
- وسط مزاعم بالعنصرية وانتقادها للثقافة الإسلامية.. كارلا صوفي ...
- الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته ...
- شائعات عن طرد كاني ويست وبيانكا سينسوري من حفل غرامي!
- آداب المجالس.. كيف استقبل الخلفاء العباسيون ضيوفهم؟
- هل أجبرها على التعري كما ولدتها أمها أمام الكاميرات؟.. أوامر ...
- شباب كوبا يحتشدون في هافانا للاحتفال بثقافة الغرب المتوحش
- لندن تحتفي برأس السنة القمرية بعروض راقصة وموسيقية حاشدة
- وفاة بطلة مسلسل -لعبة الحبار- Squid Game بعد معاناة مع المرض ...
- الفلسفة في خدمة الدراما.. استلهام أسطورة سيزيف بين كامو والس ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بديعة النعيمي - تجليات العاطفة في رسائل نازفة للكاتبة السورية هند يوسف خضر