|
مع الدكتور محمد عابد الجابري
منقذ سليم
الحوار المتمدن-العدد: 1703 - 2006 / 10 / 14 - 09:00
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
في مقالته حول المصادر الشيعية و(الزيادة) و (والنقص) في القرآن كتب الدكتور محمد عابد الجابري يوم الأثنين 2/ أكتوبر/ 2006 في جريدة الأتحاد الإماراتية مقالاً تحت عنوان (المصادر الشيعية و (الزيادة) و (النقصان) في القرآن) وارتكز مقاله على ثلاث محاور: 1ـ مصحف فاطمة 2ـ كتاب المشيخ النوري وسورة الولاية أو النورين 3ـ الكافي ومنزلته عند الشيعة
مصحف فاطمة (ع): قال الجابري: ((كان من جملة ما نسب إلى الشيعة أهم صرحوا به أدعاءُ بعضهم بوجود مصحف خاص بهم يسمى ((مصحف فاطمة)) بنت الرسول عليه الصلاة والسلام، غير أن بعض المراجع الشيعية تنفي أن يكون هذا ((المصحف)) مصحف قرآن، ويقولون إنه تفسير لبعض الأحكام "أملاه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإمام علي")) أما الكلام عن مصحف فاطمة (ع) فإنه مفروغ منه ولا يليق ان يثيره في عصر المعلوماتية أي مثقف صغير فضلاً عن مفكر كبير مثل الدكتور الجابري واكتفي هنا بما قاله الكاتب العراقي الكبير الأستاذ عبد اللطيف الحرز في مقاله الذي نشره في صحيفة كتابات الألكترونية بتاريخ 5 تشرين الأول 2006 والموسوم: (الجابري والنقد المستقيل للفكر الشيعي) حيث قال هناك (([و] رغم ان بداية الكلام توحي بالانصاف والاعتدال , الانه مايلبث ان يتورط بالخروج عن الجادة , فالباحث يقول (( غير ان بعض المراجع الشيعية )) وهذا يعني ان هناك من يقول بهذا الرأي فعلا , وبتعبير اكلاسيكي قديم : الموجبة الجزئية لاتنفي السالبة الكلية , فالثابت ان هناك بعض يقول بذلك , اما : ماذا يقول عموم علماء الشيعية ؟! فهو امر يسكت عنه الجابري، هذا فضلا على ان السيد الباحث لم يقل لنا اي مصادر هذه التي تقول خصوصا وانه قال انه سوف يعتمد المصادر الرسمية فقط ؟!!وعلى اية حال اعتقد ان اطالة الكلام حول قضية مصحف فاطمة , باديت السخف , خصوصا وان لدينا اكثر من ثلثمائة كتاب شيعي يرد فرية هذه السذاجة . ومن لايكتفي فليدخل اي مسجد او حسينية للشيعية وليسمع ماذا يقرأون في رمضان وفي مجالس تعزية شهدائهم وامواتهم , وهو دليل عملي يغني عن اطالة الجدال)) كتاب الشيخ النوري وسورة الولاية أو سورة النورين: قال الجابري: ((تؤكد بعض المراجع الشيعية، كالسيد الحاج ميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي المتوفي 1320هـ ـ وهو من علماء النجف ـ الذي ألف كتاباً بعنوان: "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب"، يؤكد أن القرآن ـ كما هو في المصحف الذي بين أيدينا ـ قد زيد فيه ونقص منه. وعندما أنكر عليه بعض علماء الشيعة ذلك رد بكتاب آخر بعنوان: "رد بعض الشبهات عن فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب". وقد أورد هذا العالم الشيعي، الذي بقي يحظى بالأعتبار عند أصحابه، نصوصاً أثبتها في كتابه ذاك على أنها من جملة ما ((حذف)) من القرآن، من هذه النصوص "سورة" تحمل أسم "سورة الولاية" تقرر أن علياً بن أبي طالب هو الولي بعد النبي محمد عليه السلام، وأنه الخليفة من بعده. ومن النصوص التي من هذا القبيل نا سمي بـ"سورة النورين".)) [لقد]ألف المحدث الشيخ ميزرا حسين النوري (ره) (ت:1320هـ) كتاب: ((فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب)) وينبغي أولاً البحث عن أسم الكتاب: (التسمية بالتحريف) وعما استهدفه. أـ التسمية بالتحريف: جاء في معجم ألفاظ القرآن الكريم: (حرف الكلام تحريفاً: بدله أو صرفه عن معناه ((...يحرفون الكلم عن مواضعه)) النساء/ 46، أي يصرفونه عن معناه، و((يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلونه)) البقرة/75، أي: يصرفونه عن معناه). وفي البحوث القرآنية يقصد من التحريف أحياناً نقصلن شيء من القرآن الكريم أو تبديله بغيره ـ معاذ الله ـ فماذا قصد مؤلف فصل الخطاب من التحريف في التسمية؟
تلميذ الشيخ النوري يتحدث عن قصداستاذه من التحريف: يقول العلامة السيد مرتضى العسكري في مقدمة الجزء الثاني من كتابه (القرآن الكريم وروايات المدرستين): ((جمعتني جلسة مع الشيخ آغا بزرك مؤلف (كتاب الذريعة) وهو أحد مشايخي في رواية الحديث، فسألته عن قصد استاذه الشيخ النوري في تأليفه كتاب فصل الخطاب، فأجابني بأن الشيخ النوري لم يقصد إثبات تحريف القرآن، وإنما الخطأ في التسمية. وقد كتب (ره) في مادة فصل الخطاب من الذريعة ما موجزه: ((إن الشيخ النوري كتب رسالة بعد نشر كتابه فصل الخطاب قال فيها: لم أقصد من التحريف: التغييؤ والتبديل، بل قصدت خصوص الأسقاط لبعض المحفوظ المنزل عند أهله وإن القرآن الموجود اليوم هو الذي كتبه عثمان لم يزدد عليه ولم ينقص منه وقع الخطأ في التسمية وكان ينبغي أن يسمى الكتاب فصل الخطاب في عدم تحريف الكتاب) هذا ما نقله صاحب الذريعة عن استاذه الشيخ النوري أما الشيخ النوري فقد قال في مقدمته الأولى من كتابه: المقدمة الأولى: في ذكر الأخبار التي جاءت في جمع القرآن وجامعه وسبب جمعه وكونه في معرض النقص بالنظر إلى الجمع وان تأليفه يخالف المؤلفين. المقدمة الثانية: في بيان أقسام التغيير الممكن حصوله في القرآن والممتنع دخوله فيه كما ذكرناه. المقدمة الثالثة: في ذكر ما استدلوا به على وقوع التغيير والنقصان في القرآن.(العلامة السيد مرتضى العسكري، القرآن الكريم وروايات المدرستين،ج2ص9وما بعدها)
ماذا قال الإمام الخميني (قده) عن الشيخ النوري: أما الإمام الخميني ـ تغمده الله برحمته ـ فله كلام بخصوص الميرزا النوري وكتابه فصل الخطاب جاء فيه: ((وثانيهما: مقالة الأخباريين بالنسبة إلى ظواهر الكتاب المجيد، واستدلوا على ذلك بوجوه: منها وقوع التحريف في الكتاب حسب أخبار كثيرة، فلا يمكن التمسك بها لعروض الإجمال بواسطته عليه، وهذا ممنوع بحسب الصغرى والكبرى: أما الأولى، فلمنع وقوع التحريف فيه جداً، كما هو مذهب المحققين من علماء العامة والخاصة، والمعتبرين من الفريقين، وإن شئت شطراً من الكلام في هذا المقام، فارجع الى مقدمة تفسير آلاء الرحمن للعلامة البلاغي المعاصر. وأزيدك توضيحاً: أنه لو كان الأمر كما توهم صاحب فصل الخطاب الذي كان كتبه لا يفيد علماً ولا عملاً، وإنما هو إيراد روايات ضعاف أعرض عنها الأصحاب، وتنزه عنها أُولو الألباب من قدماء أصحابنا كالمحمدين الثلاثة المتقدمين رحمهم الله. هذا حال كتب روايته غالباً كالمستدرك، ولا تسأل عن سائر كتبه المشحونة بالقصص والحكايات الغريبة التي غالبها أشبه بالهزل منه بالجد، وهو ـ رحمه الله ـ شخص صالح متتبع، إلا أن اشتيقاقه لجمع الضعاف والغرائب والعجائب وما لا يقبله العقل السليم والرأي المستقيم، أكثرُ من الكلام النافع، والعجب من معاصريه من أهل اليقظة! كيف ذهلوا وغفلوا حتى وقع ما وقع مما بكت عليه السماوات، وكادت تتدكدك على الأرض؟! وبالجملة: لو كان الأمر كما ذكره هذا و أشباهه، من كون الكتاب الإلهي مشحوناً بذكر أهل البيت وفضلهم، وذكر أمير المؤمنين وإثبات وصايته وإمامته، فَلِمَ لم يحتج بواحد من تلك الآيات النازلة والبراهين القاطعة من الكتاب الإلهي أمير المؤمنين، وفاطمة والحسن والحسين ـ عليه السلام ـ وسلمان، وأبو ذر، ومقداد، وعمار، وسائر الأصحاب الذين لا يزالون يحتجون لخلافته عليه السلام؟! ولِمَ تشبث ـ عليه السلام ـ بالأحاديث النبوية، والقرآنُ بين أظهرهم؟! ولو كان القرآن مشحوناً بأسم أمير المؤمنين وأولاده المعصومين وفضائلهم وإثبات خلافتهم، فبأي وجه خاف النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ في حجة الوداع مربوطة بالتبليغ، حتى ورد أن ((الله يعصمك من الناس))؟! ولم احتاج النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ إلى داوة وقلم حين موته للتصريح باسم علي عليه السلام؟! فهل رأى أن لكلامه أثراً فوق الوحي الإلهي؟! وبالجملة: ففساد هذا القول الفضيح والرأي الشنيع أوضح من أن يخفى على ذي مسكه، إلاّ أن هذا الفساد قد شاع على رغم علماء الإسلام وحفاظ شريعة سيد الأنام)(العلامة السيد مرتضى العسكري، القرآن الكريم وروايات المدرستين، ج2ص73)
الشيخ النوري وسورة النورين: [لقد] نقل الميرزا النوري هذه السورة المختلقة من كتاب ((دبستان مذاهب)) فلمن هذا الكتاب؟ وما هي قيمته العلمية؟ 1ـ مؤلف الكتاب: بما أن مؤلف كتاب (دبستان مذاهب) لم يسجل اسمه في تأليفه، اختلف علماء الشرق والمستشرقون في تشخيص مؤلفه، فمنهم من نسبه إلى: أـ مير ذو الفقار علي الحسيني الأردستاني ـ وعند البعض: آرساساني المتخلص بـ(مؤبد) وعند الآخرين متخلص بـ(هوشيار). ب ـ الشيخ محسن الكشميري منة علماء السنى المتعصبين وعند البعض: ملا محسن، أو ملا محمد محسن المتخلص بـ(فاني) وعند الآخرين بـ(مؤبد) أو (مؤبد شاه). ج ـ ثبت لدى العلماء المحققين، ان مؤلفه هو ((كيخسرو بن اسفنديار)) كبير علماء فرقة مجوس في الهند، وكان المحقق الفاضل ((رحيم رضا زاده ملك)) جمع أقوال جميع المستشرقين وقسماً من علماء الشرق المحققين، وبرهن على ان مؤلفه هو كيخسرو، ونشر الكتاب في سنى 1362هش في مجلدين: أورد متن الكتاب في المجلد الأول منه، وتحقيقاته في المجلد الثاني.
2ـ قيمة الكتاب العلمية: برهن العلماء المحققون ان المؤلف كان داعية لمذهبه ((الزرادشتية)) وفي سبيل الدعوة إلى مذهبه وتفنيد الأديان الأخرى، كتب هذا الكتاب وانه لم يكن أميناً في النقل، ولا يعتمد على نقله في ما نقل. سند النوري في ما نقل: استند النوري في نقل هذه السورة السخيفة إلى قول هذا المجوسي مع تصريحه بعد ذلك بأنه لم يجد هذه السورة في أي كتاب من كتب الشيعة. (نفس المصدر السابق، ج3ص173وما بعدها)
الكافي ومنزلته عند الشيعة: قال الجابري: (( وإلى جانب هذا النوع من "التحريف" الذي ينسب إلى بعض علماء الشيعة والذي يرقى إلى "حذف" سور بكاملها نزلت في علي بن أبي طالب لتؤكد أنه الولي الوصي، والتالي الخليفة بعد النبي، هناك أنواع أخرى من "الحذف" يسجلها هؤلاء وتطال أسم علي. وقد ورد ذكرها في "أصول الكافي" للكليني، ومنزلته عند الشيعة منزلة البخاري عند أهل السنة))
لما قام الكليني (ت:329هـ) بتأليف أشهر موسوعة حديثية بمدرسة أهل البيت، نقل تلك الأحاديث في أبواب موسوعته، وفعل غيره مثله. وأدى تلك بجماعة من العلماء مثل النجاشي (ت:450هـ) والشيخ الطوسي (ت:460هـ) وابن الغضائري الذي كان معاصراً لهما، بتصنيف كتب أسسوا فيها علم معرفة الرجال والمؤلفات. واستمر عمل العلماء في هذا المجال إلى عصر العلامة الحلي (ت:726هـ) الذي أسس هو واستاذه ابن طاووس (ت:664) بمدرسة أهل البيت علم دراية الحديث. ثم استمر العلماء بدراسة سنة الرسول (ص) المروية عن طرق أئمة أهل البيت (ع) في ضوء العملين المذكورين. ومن أمثلة تلك الدراسات التي أجراها العلماء على أحاديث الكافي ما يأتي بيانه:
دراسات العلماء لأحاديث الكافي: شرح الكافي علماء كثيرون، وهم يبدءون في شرح كل حديث بدراسة سنده، ثم يشرحون متنه، وفي ما يأتي مثال واحد لدراسة السند عندهم: دراسة سند الحديث الثاني من كتاب العقل من أصول الكافي: ((علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن عثمان، عن مفضل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباته، عن علي (ع) ...)) الحديث. قال في شرحه صدر الدين الشيرازي (ت:1050هـ) ما موجزه: [علي بن عثمان] ثقة، عين،[عن سهل بن زياد] ضعيف في الحديث، غير معتمد عليه، [عن عمرو بن عثمان] نقي الحديث، صحيح الحكايات، [عن مفضل بن صالح] ضعيف، كذاب، يضع الحديث، [عن سعد بن طريف] من أصحاب الباقر، صحيح الحديث، [عن الأصبغ] مشكور، من خاصة أمير المؤمنين. وقال محمد صالح المازندراني (ت:1086هـ) في شرحه ما موجزه: [علي بن محمد] ثقة، ثقة، عين [عن سهل بن زياد] ضعيف في الحديث [عن عمرو بن عثمان] كوفي، نقي الحديث [عن مفضل بن صالح] ضعيف كذاب [عن سعد بن طريف] يعرف وينكر، صحيح الحديث، قال ابن الغضائري: انه ضعيف [عن الأصبغ بن نباته] من خاصة أمير المؤمنين. قال العلامة: انه مشكور. واكتفى المجلسي (ت:1110هـ) في شرحه بكتاب مرآة العقول بقوله: ((ضعيف)). وأطال المظفر دراسة السند في شرحه ((الشافي)) ولا مجال لإيراد دلراسته له. هكذا يدرس كل واحد منهم أسناد أحاديث الكافي بتفصيل، عدا المجلسي الذي يوجز دراسة السند غالباً، ونتيجة لهذه الدراسات، أحصى جمع من العلماء عدد أنواع الحديث في الكافي من ضعيف وقوي وصحيح مثل: أـ الشيخ يوسف البحراني (ت:1186هـ) في لؤلوة البحرين. ب ـ الخونساري (ت:1313هـ) في روضات الجنات. ج ـ النوري (ت:1320هـ) في مستدرك الوسائل. د ـ الشيخ آغا بزرك (ت:1390هـ) في الذريعة. وكان نتيجة الأحصاء كما جاء في خاتمة المستدرك في الفائدة نقلاً عن كتاب اللؤلؤة كالآتي: 5072 حديث صحيح 0144 حديث حسن 8111 حديث موثق 0302 حديث قوي 9485 حديث ضعيف ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 16121 المجموع
إن العلماء وان كانوا اختلوا في تعيين العدد المذكورة لكل نوع من الحديث في الكافي، غير أنهم أحصوا الحديث الضعيف في الكافي وعدوها أكثر من ((تسعة آلاف)) حديث ضعيف من مجموع ستة عشر ألف حديث. وقال أستاذ الفقهاء الخوئي (ره) من باب (المدخل ـ روايات الكتب الأربعة) ما موجزه: وهذا محمد بن يعقوب بعدما ذكر أنه طلب منه تأليف كتاب كاف يجمع فيه من جميع فنون علم الدين ما يكتفي به المتعلم ويرجع اليه المسترشد، ويأخذ منه من يريد علم الدين والعمل بالآثار الصحيحة عن الصادقين عليهما السلام، قال بعد كلام له: ((فأعلم يا أخي ـ أرشدك الله ـ أنه لا يسمع أحداً تميز شيء مما اختلف الرواية فيه عن العلماء ـ عليهم السلام ـ برأيه إلاّ على ما أطلقه العالم بقوله عليه السلام: اعرضوها على كتاب الله فما وافق كتاب الله عزوجل فخذوه وما خالف كتاب الله فردوه. وقوله عليه السلام: خذوا بالمجمع عليه، فأن المجمع عليه لا ريب فيه)) ثم ان في الكافي ـ سيما في الروضة ـ روايات لا يسعنا التصديق بصدورها عن المعصوم عليه السلام، ولابد من رد علمها إليهم عليهم السلام والتعرض لها يوجب الخروج عن وضع المقال، لكننا نتعرض لواحدة منها ونحيل الباقي إلى الباحثين. فقد رولا محمد بن يعقوب باسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ((وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون)) فرسول الله صلى الله عليه وآله الذكر وأهل بيته المسؤولون وهم أهل الذكر)) أقول: لو كان المراد بالذكر في الآية المباركة رسول الله (ص) فمن هو المخاطب، ومن المراد من الضمير في قوله تعالى: ((لك ولقومك)) وكيف الألتزام بصدور مثل هذا الكلام من المعصوم (ع) فضلاً عن دعوى القطع بصدوره. وقال (ره) في ص83 من المقدمة: ويشهد على ما ذكرناه: أن محمد بن يعقوب روى كثيراً في الكافي عن غير المعصومين أيضاً ولا بأس أن نذكر بعضها: 1ـ ما رواه بسنده عن أبي أيوب النحوي، قال: ((بعث إلي أبو جعفر المنصور في جوف الليل...)) ورواه أيضاً عن علي بن أبراهيم عن أبيه، عن النضر بن سويد. 2ـ ما رواه بسنده عن ادريس بن عبد الله الأودي، قال: ((لما قتل الحسين عليه السلام، أراد القوم أن يطئوه الخيل)). 3ـ ما رواه بسنده عن اليمان بن عبيد الله، قال: ((رأيت يحيى بن أم الطويل وقف بالكناسة..)). 4ـ ما رواه بسنده عن أبراهيم بن أبي البلاد، قال: ((أخذني العباس بن موسى...)). فأنها ليست باحاديث يرويها، ولو سلم أن محمد بن يعقوب شهد بصحة جميع روايات الكافي فهذه الشهادة غير مسموعة، فانه إن أراد بذلك روايات كتابه في نفسها واجدة لشرائط الحجية ـ فهو مقطوع البطلان، لأن فيها مرسلات وفيها روايات في اسنادها مجاهيل، ومن اشتهر بالوضع والكذب، كأبي البختري وأمثاله. وقال (ره) في ص 85 منه: (وما يؤكد ما ذكراه من أن جميع روايات الكافي ليست بصحيحة: أن الشيخ الصدوق ـ قدس سره ـ لم يكن يعتقد صحة جميع ما في الكافي. وكذلك شيخه محمد بن الحسن بن الوليد على ما تقدم من ان الصدوق يتبع شيخه في التصحيح والتضعيف. والمتحصل أنه لم تثبت صحة جميع روايات الكافي، بل لا شك في أن بعضها ضعيفة، بل أن بعضها يطمأن بعدم صدورها عن المعصوم عليه السلام. والله أعلم ببواطن الأمور). وقال في ص 91: (وقد تحصل من جميع ما ذكرناه أنه لم تثبت صحة جميع روايات الكتب الأربعة، فلابد من النظر في سند كل رواية منها، فان توفرت فيها شروط الحجية أخذ بها، وإلاّ فلا)(نفس المصدر السابق،ج3،ص35 وما بعدها) أما بقية الكلام الوارد في مقال الدكتور الجابري فلا أعلق عليه مخافة الأطالة واترك للقارئ ان يراجع ما قاله الكاتب العراقي الكبير عبد اللطيف الحرز في مقاله المشار اليه آنفاً.
#منقذ_سليم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|