أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ليلو كريم - هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه (٥)














المزيد.....

هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه (٥)


محمد ليلو كريم

الحوار المتمدن-العدد: 7506 - 2023 / 1 / 29 - 18:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"هذه الفكرة الأساسية؛ أن القرآن الكريم، من خلال هذه النصوص التي قرأنا قدّمَ تصورًا رائعًا للإنسان حيثما كان، نحن لا نعرض قصة الإنسان الأول من القرآن للمسلمين فقط، لا؛ نحن نُبشر به في كل مكان."
السيد سامي البدري (يوتيوب، برنامج الملتقى، الحلقة السادسة، آدم أبو البشر ما حكايته في ضوء القرآن الكريم. بعد الدقيقة 31).
لنأخذ عينة، عمّة سوداء؛ سامي البدري، المهتم بالعالم القديم في بلاد ما بين الرافدين، وهو رجل دين شيعي عراقي، وللبدري مؤلفات ومحاضرات عن قصة الخلق، خلق أول إنسان، آدم.
إنها كوميديا سوداء أن يهتم رجل دين اعتيادي بمسألة آدم "أول إنسان" ولا نجد للمسألة اهتمامًا تفصيليًا عند الولي الفقيه؟!
السيد سامي البدري، سامي جابر البدري، ولِدَ سنة 1945 في الكرادة الشرقية ببغداد، لم يُكمل دراسة الطب في جامعة بغداد، وظهر نشاطه العلمي بعد عودته للعراق أثر سقوط نظام صدام، وهو قد دخل لندن في عام 2000، وعند عودته للعراق استقر في النجف، يُنشر عنه أنه يتقن اضافة للعربية الانجليزية والفارسية؛ ويستخدم العبرية والآرامية والأكدية والسومرية في المبحث العلمي، ألّف ما يربو على الأربعين كتابًا "في مختلف العلوم والفنون والثقافات"!
سامي البدري رجل دين يعتمر عمامة سوداء، والعمامة السوداء بحسب التقليد الشيعي تنسب الشخص الى ذرية النبي وآله، والشيعة يطلقون على كل فرد من هذا النسل صفة "سيد" وسامي البدري سيد لأنه من الذرية بدلالة العمامة السوداء.
تطرق السيد سامي البدري الى مسألة الإنسان الأول، آدم، وأنا جد متعجب لماذا يتناول رجل دين اعتيادي هذه المسألة وهي من المسائل الأصل للجنس البشري بينما، الولي الفقيه أقام ثورة عارمة بحجة تقويم أعوجاج عالمي. انها مفارقة في مجال البحث اللاهوتي الشيعي الذي يتناول أصل الخطية، فإن تقوم بثورة تدّعي انها سفينة النجاة للبشرية والممهدة لدولة عدل وعلم تعم الكوكب، ولكنك لا تفسّر جذر الخلل وأصل الإنسان والعلة التي غلبت ذلك الانسان الأول فهذا تهريج وسفسطة.
لا يتصور القارئ أن البدري وصل ببحثه الى مصاف البحوث التخصصية الحديثة المدعّمة بتقنيات متطورة والتي جاب بها العلماء "الحقيقيون" الأرض بحثًا وتنقيبًا وحفرًا وتتبعًا. فرجل الدين لن يبلغ ما بلغه رجل العلم التخصصي لأن العلم، وببساطة؛ يتطلب التقنيات والتخصصات المتعددة مثلما يتطلب العقل والدراسة، والتقنيات والتخصصات المتعددة وتقبّل التحديث في العلم أمر لن يقبل به رجل الدين لأنه وببساطة يعتاش على الماضي، وفي الماضي يقبع: القداسة، الله، النبي، الإمام، النص المقدس، فهم السلف.
لن تسمع من البدري أو غيره من رجال الدين شرحًا علميًا تخصصيًا مدعومًا بنماذج وعينّات تحكي كيفية ظهور الإنسان وزمانه ومكانه، فرجل الدين لا يملك تقنيات متطورة ولا مختبرات متقدمة ولا تحصيل علمي تخصصي يُمكّنه من البحث في هذا الشأن. وحتى رجال الدين المؤيدين لنظرية التطور لا يغادرون التدّين للسردية الكبرى الدينية، ولكنهم يرقّعون رأيهم بتأويلات وحشوات وأصباغ تمزج الطرح العلمي بالتزييف لتكون النتيجة أن السيد علي الطالقاني يأتي بخطاب منبري مفاده أن آدم لم يكن الإنسان الأول على الأرض ولكنه أول إنسان حمل الإسلام! من على المنبر انبرى المعمم بعمة سوداء علي الطالقاني يخاطب الجموع أن علم الأحفوريات أو علم "التراب" أثبت أن آدم لم يكن أول انسان ولكنه أول إنسان حمل الاسلام، ويُبدي المعمم لذلك تأثرًا فيُطلق بعد قوله هذا كلمة "الله" مطولة لإظهار التعجب والخشوع ليفرض على عاطفة الجمهور تصورًا دينيًا بعد أن تلاعب بالألفاظ ليمزج بين قول العلم وقول الدين. وبإطلاقه كلمة "الله" مطولة وبنبرة الغرغرة تصدح من حنجرته ضرب اعماق عاطفة الجمهور الشيعي فكان له ما أراد من تعاطفهم الذي هو عين إيمانهم.
المعمم علي الطالقاني، والمعمم سامي البدري، وخامنئي والخميني وكل رجال الدين لا يلمسون العظام المتبقية من الماضي السحيق كما يفعل المتخصص الآركيولوجي أو المتخصص البايولوجي أو المشتغل بعلم مستحاثات البشر (هو فرع من علم الآثار مع التركيز على البشر، والذي يسعى إلى فهم التطوّر المبكّر للإنسان العاقل تشريحيّاً / ويكيبيديا) بل يلامسون عظام النص، أو العظام التي في النص، وشتان ما بين العظام العضوية والعظام النصية.



#محمد_ليلو_كريم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه (٥)
- هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه (٤)
- هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه (٣)
- هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه (٢)
- توجس.. دولة الرئيس - زعيم حزب
- هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه (١)
- عاملا الصمود والدولة
- اللامُحاوِر ( ٣ )
- اللامُحاوِر ( ٢ )
- اللامُحاوِر ( ١ )
- فقه؛ وصابون وديتول
- لا أخفي عليكم، القرآن يحتاج لنظام gps
- معضلة - إما - و - أو - وأحجية مدحت المحمود
- الأم حلوى وخبز
- كلاو بعد كلاو بعد كلاو بعد كلاو......
- الإطار والتيار والثوار.. البرلمان البتّار
- هذا الكنغر ليس مصريًا
- سفر التكوين العلمي
- الإشتراكية الإجتهادية
- قيمة الديموقراطية عند المصابين بذهان عقائدي شديد


المزيد.....




- كفن المسيح: هل حسم العلماء لغز -أقدس- قطعة قماش عرفها التاري ...
- هاري وميغان يقطعان الدعم عن منظمة إسلامية لسبب صادم!
- يهود بريطانيون يدينون حرب غزة ومنظمة أميركية تطالب بوقف تسلي ...
- عراقجي يسلم بوتين رسالة قائد الثورة الاسلامية
- شوف الجديد كله.. طريقة تثبيت تردد قناة وناسة وطيور الجنة ورج ...
- ‌‏وزير الدفاع السعودي: التقيت قائد الثورة الاسلامية بتوجيه م ...
- المسيحيون يحتفلون ببدء أسبوع الفصح من الفاتيكان إلى القدس
- روسيا ترفع حركة طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية
- عيد الفصح في بلدة سورية تتحدث لغة المسيح: معلولا بين ندوب ال ...
- ماما جابت بيبي..أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي الفضائية على ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ليلو كريم - هل يحتاج العالم علميًا للولي الفقيه (٥)