أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاله ابوليل - غزال وبداخله زلزال















المزيد.....

غزال وبداخله زلزال


هاله ابوليل

الحوار المتمدن-العدد: 7505 - 2023 / 1 / 28 - 00:48
المحور: الادب والفن
    


هل أكلت يوما لحم الغزال!
إذا لم تفعل فقد ضاع نصف عمرك وثلاث ارباعه هباء منثورا , فالطعم خرافي و لذيذ ولا يمكن نسيانه؛ انه اشبه بمضغ حلوى الخطمي أو المارشميلو ‏المشوية في فمك سرعان ما تذوب مخلفة طعم لا ينسى
طبعا النباتيين سيلعنوني( أبا عن جدّ ) على هذا التوصيف الوحشي
فحيوان مثل الغزال , تحتفظ به في حديقة بيتك, تقتنيه لتنعش عينيك بأجمل عيون خلقها الله على وجه الأرض
لا لتأكل لحمه وتتحدث عن ذلك بجلافة .
طبعا ,سيحتج بعضكم مستنكرين :" اذا لحمة البقر نأكلها من عيد الأضحى الى عيد الأضحى الذي بعده "
وأنت تتحدث عن لحم الغزال
ما أزنخك يا زلمة!
في الحقيقة , هذا حقيقي , فسعر لحم الغزال غالي جدا و تبلغ الكيلو الواحدة منه اكثر من 800 جنيه مصري
لذا فمن بين 120 مليون مصري قد تجد أن " شريف منير و الهام شاهين وفيفي عبده و ابراهيم عيسى وعمرو اديب وزوجته من يستطيعون على دفع ثمنه وطبعا لا تخلو مائدة انتصار السيسي وحرمه من هذا اللحم الثمين .
أما بخصوصي ,فالأمر متيسر ولا نشتريه ؛فنحن من عائلة صيادين قدماء وأول مرة رأيت فيها الغزال متجسدا أمامي كهيئته التي خلقها الله عليه حيّا يسعى , كانت تلك اعظم مفاجأة وانا افتح الباب لأجده في غرفة الاستقبال , تطالعني عينان فتاكتان , تذبحان العاشق من الوريد الى الوريد.
حملته في حضني لم يكن ثقيلا فقط قدرت وزنه ب (20) كيلو
حضنته وتمتعت بالعينين الجميلتين , وتساءلت لما وضعوه في بيتي !
طبعا, أنا أتكلم عن اخوتي الصيادين الذين اصطادوه ووضعوه في بيتي , فوجدته مضطجعا يعاني من عرج في رجله اليسرى ربما هنا الطلقة جاءت في فخده الأيسر
احضرت شاش طبي وربطت قدمه المكسورة , بينما كانت يدي تمسد شعر جلده الناعم , كان بمثابة كنز يتجلى أمامك فلا تجد سوى أن تشعر بالسعادة الفائضة وأطنان من الحبور .
هذا الجمال هو الذي جلب الصيادين لبيتنا في ذلك اليوم الحزين.
خرجت لساعة لشراء حاجيات البيت وعندما عدت كان الغزال قد اختفى
ساعتها عرفت معنى وقوف كل تلك السيارات التي تقف أمام منزلنا ؛فماهم إلاّ هم طائفة الصيادين الذين سمعوا بخبر صيد الغزال , فقدموا ليأكلوا من الوليمة الثمينة المشويّة.
في المساء وجدت لفافة من لحمه موجودة بثلاجتي
قال لي ابي :" أن اطبخه
قلت له : سنشويه , فلم يحتج , لأنه يحب الأكل المشوي
اتصلت بصديقتي لتأتي للعشاء عندي وكإغراء قلت لها :"لحم غزال مشوي "
ولكنها اقترحت أن آتي به لنأكله في بيتها ,ولكني اعتذرت بـ ابي , ولكن الحقيقة اني تذكرت موقف مهين تعرضت فيه للإهانة من فتاة في العشرين من عمرها وقحة وهذا اقل وصف يمكن أن توصف به
أخذت فيه طعامي مع ضيوفي بناء على طلب من والدتها الصديقة اللدودة ؛نونو ؛ الكوكب الأحمر , لنأكله في بيتها
فجاءت الفتاة ابنة الصديقة اللدودة ؛نونو, واعتقدت واهمة أن الطعام يخص أمها وأن أمها منزوعة العقل , تبدد اموالها على اصدقاءها الذين لا يستحقون عطفها وصدقتها ومعروفها الكبير .
وهكذا تطاولت علينا , وأهانتنا بعقر بيتها ؛ مع أن الطعام هو طعامي و الشراب هو شرابي ؛ هذا ما يحدث لك فيما
لو أكلت طعامك على مائدة غيرك " كما يقول المثل العربي .

جاءت صديقتي الودودة وكنت قد احضرت لحم خروف لزيادة الكمية و شوّيناه على جمر الفحم, وكانت المقارنة بين لحم الخروف ولحم الغزال تعرفها مسبقا من بدء وضعه في فمك .
نعم شويناه و اكلناه
هذا قبل أن اصبح " نصف نباتية " و صحتين وبالعافية على قلوبنا
كانت المرة الثانية لرؤيتي غزالا في زيارة لمحمية في الصحراء ؛ كان القطيع يتألف من أكثر من 200 رأس غزال يتراكضون حولك برشاقة المجد ؛ منظر بديع ويخطف الأنظار لدرجة أني تمنيت لو أنهم لي
أنا التي لا تتمنى أن أملك شيئا
أنا التي دخلت القصور الفخمة ولم اتمنى أن يكون لي مثلها
تمنيّت أن يكون لي مزرعة غزلان برية , اعيش بداخلها, اطعمهم البطيخ واتسابق معهم وامتع عيناي المنطفأتين بجمال حركتهم وبفتك عيونهم الخلابة
والمرة الثانية التي تمنيت فيها شيئا لي ليس له علاقة بالبيوت والسيارات
عندما زرت مكتبة " بارنز و نوبل " الامريكية ) التي لها فروع بكل دول العالم .
0(يقال ان الكاتب الذي يكتب عن نفسه كائن مغرور )
إذن فليكن
أنا أبحث عن الروائح الجميلة في حياتي
وهل هناك اجمل من رائحة الكتب و رائحة المسك !

يستخرج المسك من غدة الغزال الذكر فقط وليس الأنثى و هو ذو ريح طيب لا يوجد أطيب منه، ولا يوجد عطر على وجه الأرض وصل بطيب رائحته لرائحة المسك. ولكي تحصل عليه فعليك ان تصيد غزالا وتستخرج الكيس من بطنه
أما الغزالة فهي تشبه انثى الإنسان ؛ فهي تلد كل 9 أشهر مولودًا واحدًا مرة واحدة فى السنة والمولود يستمر فى الرضاعة 3 شهور.
وهو من اجمل مخلوقات الله إبداعا في الجمال, لذا كان الغزال في الأدب مقرونا بالجمال الأنثوي ؛ فكل فتاة رشيقة وهيفاء وعيونها فتاكة يسمونها غزال
واجمل العيون هي تلك التي تملك عيني غزال 0 مثل عيناي الجميلتين المنطفأتين
ماهذا الغزل يا بنيّة!
يقول المثل يا هلوله :" من مدح نفسه يبي رفصة " واجمل الرفصات ما قد تأتيك من ساق غزال بري هارب

يقال ان الغزال اسرع كائن على وجه الأرض يركض ال 100 كيلو بساعة واحدة , ولولا تُلُفُتْ الغزال اثناء المطاردة لما اصطاده حيوان !
الغزال اسم يطلق على الذكر والأنثى

وفي الأدب الفلسطيني يوجد غزال ذكر, جميل المحيّا وعقل أجمل , يكتب ويعدو ويرسم ؛ وصفه الشاعر محمود درويش :"اكتملت رؤياك، ولن يكتمل جسدك. تبقى شظايا منه ضائعة في الريح، وعلى سطوح منازل الجيران، وفي ملفات التحقيق. ليست أشلاؤك قطعاً من اللحم المتطاير المحترق. هي عكا، وحيفا، والقدس، وطبريا، ويافا. طوبى للجسد الذي يتناثر مدناً"..
وصف الكاتب غسان كنفاني بالغزال و الذي اغتالته عصابات ارهابية مسلحة من الصهاينة المجرمين القادمين لإحتلال بلادنا من ضمن موجة الإجرام الصهيونية التي قدمت من شتات الأرض لإحتلال فلسطين منذ سبعين عاما ونيف . قام التكتل الأرهابي المجرم الذي يسمى نفسه بالموساد, بوضع قنبلة في سيارة غسان كنفاني لتقتل الحرف الفلسطيني الثائر والكتابة المقاومة , فانفجرت به و بابنة اخته الطفلة "لميس " في وسط بيروت ؛ وصفه محمود درويش بالغزال .
قائلا :"
غزال وبداخله زلزال"
وهل هناك اجمل من الغزال الفلسطيني الثائر
وهل هناك اقوى من الزلزال الفلسطيني القادم.
رحم الله الشهيد البطل غسان كنفاني
وبعيدا عن السياسة , يظل الغزال غزال حتى لو جار عليه الزمان
اصيل وابن ناس و ترباية ملوك
لا يقابل نكران المعروف إلا بمعروف اكبر منه
يقابل ضعيفي الانفس , فقراء الأخلاق بالتعالي عن افعالهم الرخيصة وعدم السقوط أمام تفاهاتهم
لا يقابل الغدر بغدر مثله
بل بالإنسحاب الراقي
لا يلوم ولا يعاتب عند المغادرة
الأصيل يبقى اصيل حتى لو اخذت طعامك لتأكله مع اصدقاءك على مائدة غيرك
فبصقوا في الوعاء
وأهانوك
ولم يعتذروا
وبالنهاية
هل أكلت طعامك على مائدة غيرك !



#هاله_ابوليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيقان شجرة الفاصولياء السحرية وارواح الغزلان البرية
- الباذنجان في زمن الكوليرا
- بوتكس وفيللر للعجائز - استحقاق الشيخوخة الملزم
- عقارب الزمن وعزف الكمان الحزين
- لعبة الهولوكست والجائزة : دبابة مدرعة لإحتلال فلسطين
- فيلم Ben-Hur و قوة هوليود
- شجرة الميلاد المجيدة وأكواز من صنوبر حقيقي
- عصر الجاز ( Jazz Age)‏ وعصر الكاز و ما بينهما
- افلام عن الشواذ والمثليين
- الكوشري العاطفي
- المثليّة ومجتمع الميم واولمبياد قطر 2022
- فيلم السّباحتان - و الملك رتشارد -واللّجوء لتحقيق الأحلام ال ...
- الاستثمار في هوليوود Hollywood؛ ملايين طنانة و رنانة
- هل للفقراء رائحة !
- فيلم (Nomadland) والسلحفاة التي تحمل بيتها على ظهرها وتسافر
- حصري (مكالمة السيسي مع يوسف الحسيني )
- إنتقام الآلهة و صخرة سيزيف
- مصباح ديوجين والحمار الذي يحمل اسفارا و -حتى أنت يا بروتس-
- كمائن السحر الأنثوي والمجوهرات المقلدة وأن كيدهن عظيم
- المكارثية و كوارث النساء وثائر على دراجة ( -سنكون مثل تشي-. ...


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاله ابوليل - غزال وبداخله زلزال