أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري فوزي أبوحسين - مفهوم الإرهاب في السنة النبوية الشريفة-














المزيد.....

مفهوم الإرهاب في السنة النبوية الشريفة-


صبري فوزي أبوحسين

الحوار المتمدن-العدد: 7504 - 2023 / 1 / 27 - 22:21
المحور: الادب والفن
    


لفظة (الإرهاب) بالمفهوم الدولي الحديث والمعاصر لم ترد في السنة النبوية الشريفة، حيث فرض الرأي أو الأيدلوجية على العامة من البشر بالفعل العنيف المُخيف تقتيلاً وتعذيبًا وتدميرًا بطريقة عامة عشوائية!
وما ورد في السنة النبوية الشريفة هو لفظ (رهبة) () في حديث البراء بن عازب - رضي الله عنه - الذي يرويه في الدعاء: "وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك"()، أي رغبة في رِفْدِك وثوابك، (ورهبةً) أي خوفًا وفزعًا من غضبك وعقابك. كما قال شراح الحديث النبوي الشريف. فهي رهبة قلبية وعقدية من الله عز وجل، ولا صلة لها بالحياة والأحياء.
وجاء لفظ(الرعب) للأعداء المعتدين، المتربصين بالأمة، فيما روي في الصحيحين من حديث جابر - رضي الله عنهما - أن رسول الله -- صلى الله عليه وسلم -- قال: "أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر..." الحديث()، فـ(الرعب) هنا مُوجَّه إلى الكفار المعتدين، والذين يحولون بين الناس ودعوة الإسلام، فيواجهونها ويعوقونها بالحرب وصنوف الاعتداء والإيذاء.
وفي السنة النبوية الشريفة استهجان للعنف والشدة، ودعوة إلى نبذ للقسوة والجفوة، ودعوة إلى اليسر والرفق واللين والسماحة والاعتدال وتقبيح للغلوِّ والتطرف والتشدد.
وإن المسلم-في ظلال السنة النبوية الشريفة والسيرة النبوية العطرة- مطالب بأن يقدم السلامة لكل الناس بلا تمييز أو عنصرية، مسلمهم وغير مسلمهم، وعربيهم وعجمهم، ووهو كذلك مَنهيٌّ ومُحَذَّرٌ بألا يصدر عنه رعب أو عنف أو ترويع لأحد سواء أكان مسلمًا أو غير مسلم؛ ففي الحديث :"المسلم من سلم (الناس) من لسانه ويده"، وروي في خطبة حجة الوداع: " قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-: ألا أخبركم بالمؤمن؟ مَن أَمِنَه (الناسُ) على أموالهم وأنفسهم، والمسلم من سلم (الناس) من لسانه ويده ()".
وروى عبد الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَنَّهُمْ كَانُوا يَسِيرُونَ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى حَبْلٍ مَعَهُ فَأَخَذَهُ، فَفَزِعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : "لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا ()، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه، وإن كان أخاه لأبيه وأمه()؛ فترويع الناس عند الله عظيم، ومن يفعل ذلك الأمر الشنيع ملعون من الملائكة، وهو كذلك ظلم وتعد ظاهر، وهو حرام بكل حال، بل إن حرمته شديدة تصل إلى أن تكون كبيرة، حتى ولو كان مازحًا.
وفي السنة النبوية الشريفة حماية للنفس البشرية من مجرد الإشارة إليها بحديدة، ونهي عن حمل السلاح والخروج به على الجماعة، و تقرير لنعمة الأمن وحض على تحقيقها، فعن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم -إذا رأى الهلال قال: «الله أكبر. اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما يحبه ربنا ويرضى. ربنا وربك الله"،
فما أجمل أن يدعو المؤمن للكون بالأمن والأمان، والسلامة والإسلام، في مفتتح كل شهر هجري! وجعل رسولنا –صلى الله عليه وسلم – نعمة الأمن في الوطن النعمة الأولى الدالة على امتلاك صاحبها الدنيا كلها،فعن سلمة بن عبيد الله بن محصن الخطي عن أبيه ـ وكانت له صحبة ـ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أصبح منكم آمنا في سربه، معافی في جسده، عنده قوت يومه. فكأنما حيزت له الدنيا"!
وجاء الأمن العام من الدعاء النبوي؛ فعن ابن رفاعة الزرقي عن أبيه قال: قال أبي: لمّا كان يوم أحُد وانكفأ المشركون؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استووا حتى أثني على ربي، فصاروا خلفه صفوفا فقال: «اللهم لك الحمد كله اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لما أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قرّبت اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك. اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول.( اللهم إني أسألك النعيم يوم العيلة، والأمن يوم الخوف. اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعت)...".
فاللهم أدم علينا نعمة الأمن في أمتنا العظيمة واجعلها قوية ثابتة، محفوظة من كل إرهاب وتخويف وترعيب وإرجاف وكيد ومكر وتربص من أعدائنا أعداء الدين، وأعداء الأمة وأعداء العروبة!
واللهم احفظ أزهرنا الشريف منارة الإسلام الوسطي المستنير، الذي في تعاليمه وتراثه حماية من كل إرهاب، ومن كل إرجاف، ومن كل إضلال!



#صبري_فوزي_أبوحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيفية مواجهة المشكلات المادية في ظلال الإسلام
- سحر القاهرة في مرآة الشعر العربي
- الشيخُ خالدُ الجِرْجَاوِيُّ(838-905ه)وَقَّادُ الجامعِ الأزهر ...
- مسرحية شعرية قصيرة مغمورة للشاعر الكبير محمود غنيم
- أعجوبة تطوير الذات (مأمون حسن) الأكاديمي المكافح
- منهجية الوحدة الموضوعية في السورة القرآنية سورة الكهف أنموذج ...
- تجربة رثاء الزوجة في شعر الدكتور محمد الغرباوي ص
- أقصوصة (نظرة) للدكتور يوسف إدريس في مرآة المنهج الفني
- القصة القصيرة جدا: مفهومها ونصوصها
- المصريون الصحابة في فجر الإسلام
- تكريم فاقدي البصر في ظلال الإسلام
- دور الشيخ محمد عبده في النقد الأدبي
- وَصِيَّة المَأمُون لِأَخِيهِ المُعْتَصِم فِی مِرآةِ ال ...
- البعد الإنساني في أدب بهاء طاهر(1935-2022م)
- نحو مفهوم تجنيسي لفن الرواية
- القصة الشاعرة مصطلحا ومفهوما
- إستاطيقا الهادفية في السرد النسوي الإسلامي: مقاربة في رواية( ...
- سيميائيات في ديوان (الغيم والدخان) للشاعر الأكاديمي محمد حلم ...
- وظيفة الشعر الوطنية: علاء جانب أنموذجا
- الإنسان المائي: قراءة في سيرة الدكتور عصمت رضوان الذاتية


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري فوزي أبوحسين - مفهوم الإرهاب في السنة النبوية الشريفة-