أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حواس محمود - عالم وحشي














المزيد.....

عالم وحشي


حواس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 7504 - 2023 / 1 / 27 - 09:19
المحور: الادب والفن
    


متعب أنا في لحظات قهر إنساني متواصل ، متعبة حياتي ، كل ما أراه لا أستطيع أن أتصرف تجاهه بما يريح ضميري وإنسانيتي ، جبلت على الشفافية والصدق وكره الكذب والخداع ، وهي صفات تعلمتها عندما كنت صغيرا ، وبقيت على تلك الصفات مع تغيرات طفيفة على حواف تلك الصفات دون المس بجواهرها ومكنوناتها ، عالم وحشي ، عالم فيه الإنسان تمرس على الكذب والنفاق والخديعة واللف والدوران والأنانية والاستعراضية وتجاهل الآخرين وإهمال حقوقهم ، كيف لي أن أصدق نفسي وصدقي وأزداد إيمانا بالله وقوته وجبروته وعدالته ومن يتحدث باسمه ليلا نهارا يمارس بما حرمه الله نفسه ، كيف لي أن أرتاح وأهدأ إذا كانت الفتاوى الدينية تصدر من هنا وهناك وتحلل قتل المسلم بيد المسلم بحجج وذرائع شتى ليس لشيئ بل لأمر تداخلت فيه السياسة بالدين ، كيف لي أن أجد الحياة سليمة معافاة والفتاوى تؤدي إلى نحر البشر من أديان وطوائف وقوميات شتى في الغرب والشرق من عالم تلوث بالسياسة وتحول إلى عالم أشبه ما يكون بعالم شريعة الغاب فالقوي يذبح الضعيف والكبير يحتقر الصغير والمتعصب يفتك بالمتسامح ، كيف لي أن أهنأ وأنا ان سرت في مدينة عربية مسلمة لا أضمن حياتي بسبب تفجير مفاجئ قد يصيبني في غفلة من الزمن ، وإن لم يصبني سيصيب أخي الإنسان المسلم أو المسيحي أو العربي أو الكردي أو الآشوري أو الدرزي أو الأرمني أو البربري أو ....الخ
أنا ألآن أقف أمام مسافة فاصلة فارقة ما بين العودة للحياة الطبيعية الآمنة الهادئة أو الاستمرار في المشي في حقل الألغام هذا الحقل وضعه الإنسان نفسه لنفسه ، فأخبار القتل طاغية على الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي ، لقد قمنا بإعلاء قيمة القتل إلى الفضاء وبقيت عقولنا وقلوبنا تحت قشرة الأرض ، لم نستطع الإرتقاء بهذه العقول والقلوب إلى مستوى التعامل البشري الأرضي العادي البسيط ، وما بين العودة للحياة الطبيعية الهانئة البسيطة المتسامحة ، والإستمرار في الطريقة الوحشية في التعامل البشري تكمن المسألة فالإستمرار يعني الركض إلى الهاوية وخسارة البشر بقتلهم وخسارة الحضارة بفقدها وخسارة التطور بكبحه وخسارة الحياة بدفنها فأي الطريقين أضمن للإنسان في منطقتنا التي تغلي وتمور وتضطرب هنا وهناك بتفجير هنا وقمع هناك واعتقال هنا وتشريد وتهجير هناك ، لقد أصابتنا لوثة السياسة فلم نستطع أن نقاومها بثقافتنا التي تعلمناها في كبرنا وتربيتنا التي تعلمناها في صغرنا وفطرتنا التي جبلنا عليها منذ أن وطأت أقدامنا هذه الأرض .
أنا حزين في هذه اللحظة التاريخية الفارقة ولكنني أدق ناقوس الإنذار والخطر لكل من تغطرس بجبروته السلطوي ومن غسل دماغه وتأثر بفتوى دينية قاصرة جاهلة ومن تربى على الحقد والضغينة وكره الآخرين من ألسنة أخرى وقوميات أخرى ومذاهب أخرى وأديان أخرى ، أقول حاولوا العودة لإنسانيتكم لكيلا نقتل بعضنا بعضا وبالتالي نضعف ويأتي الآخرون ليقطفوا ثمار اقتتالنا وضعفنا فكونوا حذرين وعودوا لرشدكم قبل أن يأتي الحريق ليلتهمنا جميعا دون تمييز .
......................................................................



#حواس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن السكوت خيبات الصحافة والسياسة والثقافة
- بيان ثقافي
- ابادة الكتب / ظاهرة حرق الكتب
- تحديات المثقف في زمن العولمة
- قصة التنبؤ بالغيب عبر التاريخ
- ثقافة الصورة والإشكالية القيمية في زمن العولمة
- العالم العربي وغياب الاتجاه الثالث
- الطبقة الوسطى السورية الى اين ؟
- متى ينتهي طغيان نظام الملالي
- الحوار الكردي الكردي وغياب صوت المستقلين
- الريموت كونترول بين السالب والموجب
- المجلس العسكري السوري بين السالب والموجب
- نحو مفهوم الوطنية اللكردية العميقة او الشعب العميق
- الكرد ومرحلة الفوات السياسي
- الجيش لحماية الوطن ام لقمع المواطن ؟
- الخروج من جهنم
- خفايا الروح
- العروبة في خطاب النخبة الفكرية المعاصرة
- سوريو الاوطان البديلة
- الخلافات بين الأنظمة وأثرها السلبي على الشعوب


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حواس محمود - عالم وحشي