أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد فاضل المعموري - دراسة نقدية حول شعر انتفاضة تشرين .. أحلام في وسط النار للشاعر صاحب سعد الخفاجي















المزيد.....

دراسة نقدية حول شعر انتفاضة تشرين .. أحلام في وسط النار للشاعر صاحب سعد الخفاجي


أحمد فاضل المعموري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7503 - 2023 / 1 / 26 - 22:47
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


شعر الانتفاضة هو تاريخ أمة وتاريخ دولة وتاريخ وطن وتاريخ شعب ينشدها أحرار العراق، وطلب الحرية تتجسد فكرتها رفض الطغيان في ساحة التحرير والتي اكتسبت أسمها من أسماء الله الحسنى الحق والشهيد وهما صنوان في مسيرة الحياة . الشباب الذي خرج من اجل حق الشعب في الحياة والموت والشهادة من اجل الوطن . أن ترجمة قصائد تغنى بها شعراء الانتفاضة لهو عمل رمزي كبير يجب ان يترجم على أرض الواقع والتغني به وإعلانه شعر أصيل يجسد تاريخ الانتفاضة في العراق .
شهادة شاعر بحق الانتفاضة الشعبية
أن شهادة الشاعر بحق الانتفاضة الشعبية في العراق هو توثيق وتمجيد للحالة الثورية التي استمدها الشاعر كمنظار أبداعي لصور شعرية وهي مختزلة في المجتمع العراقي وكامنة في روح وحماس الشباب العراقي، الذي يعتبر الشهادة حياة عند مقارعة السلطة الغاشمة وعلى مر التاريخ كانت روح الشعب العراقي هي روح ثورية لا تقبل بالذل والهوان ، وقصيدة أتظنً : هي قصيدة جسدت الأمل الواعي بالمستقبل المشرق لجيل الشباب الثوري ، وسلاحه هو الأيمان بالقضية ،والنصر دائما يأتي من عقيدة وثبات المبدأ وإرادة الشباب هي الحافز والإلهام في التصدي للطغاة بصدور عارية من اجل الحياة وليس الموت . أذاً هي انتفاضة الشعب العراقي ضد الطغيان والفساد والسلطة الغاشمة، عندما تقتل النوارس البيضاء وهو تشبيه لقتل الشباب العراقي وهم نوارس الحب والسلام يحلقون بجناحين نحو الله يشتكون ظلامة وقساوة الفاسدين والقتلة وهم لا يخافون ولا يخشون القتل لانهم أبرياء .
شهادة شاعر بحق الانتفاضة في أبيات القصيدة ((أتظنً)) الرائعة .
أتظن قتلك للطيور يخيفني ............................... ويميت حلمي بين موج ظنوني .
لا لن أكون كما تظن وإنما ............................... سأعود يوماً ثائراً بشـــــجـونِ .
جسدت هذه الأبيات الشعرية في قصيدة أتظن الأمل بالمستقبل وهو خير سلاح يتحلى به الشباب الواعي الذي خرج من رحم المأساة وهو يرى نفسه أنه الأقرب الى النصر المؤكد من كل سنوات الماضي .. هذا الوعي الذي جسدته أقدار التحدي ،ولا كما يصفه البعض بنعتهم بالتشرينيين .باعتبارها سبة في حق الذين أيدوا خروجهم على الظلم والطغيان.
وأصول في حمم الجحيم مطالباً .............................أيان حقي لا أغض عيوني.
وأظل أهتف واثقاً من غايتي ............................... ستظل نبراساً تضيئ سنيني .
هنا الشاعر يمثل أروع تمثيل لحق الشعب المنتفض وهو يرى الشباب اليافع وعيونهم مفتوحة على الحق المسلوب من الفاسدين والخونة ، وأن الوثوق المترسخ في ضمير كل وطني هو نبراساً يتلألآ نحو حياة كريمة تضمن المستقبل كأنها نبراس ينير الطريق للقادمين من شعباً عانى الكثير والكثير .
وسأجعل الآلام سيفاً قاطعاً ........................... للظالمين نبراساً بما لهوا يأتيني.
فتجاوزوا قمم الفساد بطيشهم ........................... وتجاوزوا شرع السماء وديني.
هنا يتخذ من الألم الروحي أداة مقاومة كأنه السيف القاطع لمحاربة الظالمين ويكون لهم حد هذا السيف ،وهي روحه المتوقدة وهو يرى حجم الخراب والفساد كأنها قمم عالية بعد أن تجاوزت شرع الله وشرع السماء حتى أصبح الدين تجارة يتاجرون بها وهي صيحة مدوية أن الدين في خطر محدق من هؤلاء الظالمين الفاسدين .
وتوهموا صبري وحلمي عاهة ............................ فيها انثنيت وعارهم بجبيني
لا لن انام وقيدهم في معصمي .............................. وأنا الجسور بحجتي ويقيني
هنا يعتقد الظالمين حلم الشعب عاهة أو ضعف أو خذلان ولكن السلطة الفاسدة وهي لا تدرك أن الشعب متيقظ وأن القيد لابد أن ينكسر ولا بد لليل أن ينجلي ..ببزوغ نهار الحقيقة ولان يقين الحرية تسطع والشعب ينشد الأمل والسلام والحرية رغم ما كبل الأعداء هذا الوطن من قيود لا تكسر القيد حتى تنهض الجموع .. ولكن هيهات أن يستمر ذلك لان العار بجبين الخونة وليس الإصرار على الغي سوى إصرار الجبان .
وسأرفع الأصوات فوق رؤوسهم .............................وسأرفع الرايات فوق عريني
وفي العراق ومجده وله دمي ......................................ولماء دجلة ما أنا بضنين
رفع الصوت وهو الشعور بالانتماء الى هذه أرض الأسود والجبابرة والأنبياء ولان الله منحها هذا القدر ولا يساور شك أي عراقي طني أن شرب مياه دجلة والفرات يضن أن قدر العراق قدر عادي أو بل قدر العراق في هذه الحياة قدر الموت أو الحياة الأبدية .
وبه الفؤاد معــــــلق ولأجله ................................ بالشوق ينبض لا يموت حنيني
فاذا الزمان يغض عني طرفه ................................ فلي العراق على الزمان معيني
هنا الشاعر يؤكد أن الدافع الرئيسي هو الشوق والحب ينبض بالعراق ،وهي أصرة متماسكة لا تنفصم ولا يعتريها غير الحب والشوق في مرأة الحياة . أن العراق هو الصبر في المحن على مر الزمان وهو المعين الأبدي.
فتعود أمواج الفرات لشاطئ ................................. وتعود أحلامي ونور عيوني
ويعود مجـــــــد للعراق كأنه ................................. شمس تشع بنورها التشريني
هنا تأكيد على أن أمواج الفرات رغم انحسارها في النهر لكن يبقى الشاطئ رمز العراق الخالد لان الشباب التشريني يستمد هذا العنفوان والإصرار والتحدي من تحدي هذا النهر الخالد الذي يسبق دجلة بالولادة بأكثر من ستمائة عام ليحفر بارض العراق بصحرائه ورماله وسهوله وهو يتحدى من اجل ان يشق طريقه نحو الخليج العربي ومجد العراق هو شمس لا تغيب وهي تشع بنور الثوار وهم أبناءه التشرينيين الذين وضعوا النقاط على الحروف بانتفاضتهم الأخيرة ،ولم يكن لديهم غير صدور عارية ودماء بريئة وشعار خالد مدوي نريد وطــــــــــــــــــــــــــــــــن .
توثيق الأحداث بكلمات من شعر الرصاص
عندما يستعمل الشاعر كلمات الثورة مع كلمات الأمل يخلق منها نصراً لوطن غالي على الملايين ويحطم به الحاقدين . في كل مرة كانت القصيدة هي الرصاص الحي بجسد الأعداء لان الكلمة تأثيرها أكبر واشد من رصاصة المعركة .
أتاك النصر يا وطني .................................... برغم القيد والوهنِ
أتاك بنور ثورتنـــــا ..................................... شرارً عم في المدن ِ
فلا تحزن على شمسِ ................................... كساها الغيم في العلنِ
ستشرق أذ دنا منها ...................................... شبابُ ثار بالــــــكفن
أذا يأتي النصر عندما يكون أمل وعندما تكون إرادة بالحق . وقصيدة أتاك النصر هي قصة سردية على مستوى عالي من الفخامة والالتزام بهاذ الأدب مرة تقرا كشعر ومرة تقرا كقصة بطلها العراق، طالما تجسدت الإرادة والتحدي بالصمود .
فلا عنفً يمضً بهم .................................. ولا وهنٌ من الزمنِ
اصروا أن تعود لهم ................................. حقوق العيش والوطن
سنقلعٌ بابَ قلعتهم ........................................ ومهد العار والفتن
أزلية نبوءة العراق بين الثروة والدم
أن العراق رغم خيراته الكثيرة المتعددة لكن أهله يعانون الشحة والفاقة لأن العراق محل أطماع دول الجوار منذ القدم ،حتى أنهاره قطعوها عن أرض العراق فكأنما هي أنهار ساقية ماء أو ساقية بستان ولم يعوا أنها أنهار أرض خالدة لا يمكن أن تضرس أو تقطع إلا بأمر الله ، فالشاعر صور هذه الحالة عندما جاء ببيت رائع
فتعاهدوا ما بينهم وتحالفوا ...................... أن يقسموا الأنهار والأمطار


ساحة التحرير .. مسرح الانتفاضة الوطنية
الشاعر يمزج النصر بالأصوات الهادرة من الجموع وهي أصوات ملايين الشباب التي زحفت الى ساحة التحرير ابان الانتفاضة الخالدة بتاريخ 1/10/2019، عندما يوصف ساحة التحرير ويفرد لها قصيدة كاملة من اجل حق الوجود والإنسانية ورفض الظلم عندما تبرز قيم العدالة لا أحد يستطيع ان يتهرب من مسؤوليته الوطنية و التاريخية، ويصبح الثائر والفنان والعامل والفلاح والشاعر والمحامي والمعلم والأستاذ كلهم أبناء وطن يرغبون بالتغير حتى لو كلفتهم الدماء والأرواح ، لان النصر قادم بوعي والدم الذي سال على ارض التحرير .
ودمُ على سوح النضال يسيلً ..................... لله يشكو للسماء يقولُ
في ساحة التحرير قامت ثورةً............... فيها الشباب سواعدً وعقولُ
ثاروا على من هدموا أحلامهم .............. وبثورة فيها الدماء تســــيلُ
وتكاتفوا في رفع صوتِ هادرِ............... قد كان يشدوا للعراق عليلُ
فتمكنوا أيقاظ شعبِ صابرِ ................. فيه النوائب والخطوب تجولُ
خاتمة الأبداع
لا يمكن أن نختم هذه الدراسة عن شعر الانتفاضة دون أن نعرج على قصيدة بغداد وهي اجمل ما خلق الله ، بغداد الأسطورة وبغداد الحكمة وبغداد الشعر وبغداد الكرخ والرصافة وبغداد الحلم وبغداد المدينة يتغنى بها الشعراءُ نعم أنها حاضرة العرب والمجد والنسب وهي محط أنظار محبيها وعاشقيها وهي مهد الحضارة الإنسانية ،عندما يتغزل فيها الشاعر تغزل العاشق فهو ينقل واقع من يزورها لا بدا أن يقع في حب .. بغداد .
بغداد يا مهد الرجال ...................................... فيك العلا فيك الجلال
فيك الليالي أسفرت ....................................... صبحاً تحنى بالطلال
وأينعت فيك الرؤى ....................................... نبعاً تبــــاهى بالزلال
في العين أنت صورةُ ..................................... حسناء تزهو بالكمال
وهام فيـــــــك شاعرً ..................................... آخى القوافي والخيال
ومطرب غنى الهوى ................................... وهام في وصف الجمال



#أحمد_فاضل_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معضلة التحقيق في العراق
- العملية السياسية العرجاء ،وحلول إنقاذها
- العراق والمنعطف الخطير.. إعادة الأمل .
- معاناة محامي (6)
- معاناة محامي ( 5)
- معاناة محامي (4)
- معاناة محامي (3)
- معاناة محامي (2)
- معاناة محامي
- الشكوى ذات الأبعاد الدولية من يستطيع أن يحركها في ظل قانون ا ...
- المجموعة الشعرية أنا الذي أسرى نقد الصورة في جمالية العبارة ...
- نقد ورقة التحالف (1)
- كيف نعمل في ظل التحديات.. ملاحظات نقابية
- مجلس النقابة يتحمل المسؤولية
- أعادة بناء نقابة المحامين العراقيين.. القرار الجريء
- دعوة مجلس نقابة المحامين العراقيين بعد نزع الشرعية، تحدي لله ...
- ماذا حدث في الاجتماع العادي لأعضاء الهيئة العامة في نقابة ال ...
- (التحديات الداخلية التي تواجه العمل النقابي) والتي تمس أسس ا ...
- كيف نعمل ومن يمثلنا في المرحلة الانتخابية القادمة
- الأمر القضائي الذي، أصدره رئيس مجلس القضاء الأعلى على ضوء طل ...


المزيد.....




- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد فاضل المعموري - دراسة نقدية حول شعر انتفاضة تشرين .. أحلام في وسط النار للشاعر صاحب سعد الخفاجي