أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء غريب - النقطةُ الجريحةُ، والحرفُ المتشظّي الباكي في تشكيليات الدكتور عاصم فرمان















المزيد.....


النقطةُ الجريحةُ، والحرفُ المتشظّي الباكي في تشكيليات الدكتور عاصم فرمان


أسماء غريب

الحوار المتمدن-العدد: 7503 - 2023 / 1 / 26 - 18:49
المحور: الادب والفن
    


(1)
يدٌ تلوي عُنقي
هاأنذا أمام لوحات الدكتور عاصم فرمان، أحاول أن أفكّ رموزها، أو أن أجدَ مفتاحاً جديداً لقراءتها، لكن ثمّةَ شيءٌ ما يعوقني، ويلوي عنقي كقارئةٍ لحرف عاصم لونا وشكلا. أجل، هناك قيودٌ كثيرة، بل سلطةٌ استبدادية تمارسُها عليّ هذه العناوين الضخمة التي ترافقُ كلّ مجموعةٍ من لوحاته على حدةٍ من قبيل ((الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها)) و((خطوط وحروف)) و((شظايا الذاكرة)) وما إليها من العبارات التي تفرض عليّ نوعا من قراءة تحاولُ بشكل أو بآخر تغيير دفّةَ إبحاري، وتوجيههَا نحو مسارٍ معيّن وضيّقٍ منَ التأويلات التي لا تخرج عن إطار ما يعيشُه العراق من مآسي وويلات الحروب، والدّمار الذي تلاها على كل المستويات وفي جميع المجالات. وكأنّ صاحبَ اللوحات يُصدرُ بياناً يقول فيه: «هذه اللوحات عراقية فقط، وهذه الوجوهُ فيها من العراق، وهذه هي الحربُ التي جعلت من كل إنسان في هذا البلد مجرّد كُتلٍ متشظية!» وإني لا أعارضُ الفكرةَ أبداً، ولا كوْنَ فنِّ عاصم فرمان صرخة بوجهِ الحرب وقباحة الإنسان، ولكنّ ثمة خلف هذه اللوحات شيء يتجاوزُ المحلية، ويتجاوزُ المواطن العراقي، ويتجاوزُ كل الحروف والألوان، شيء في هذه اللوحات يدعوني إلى التخلُّص على الأقل حالياً من كلمات هذا البيان كاملة. أجل، كاملة، فكارثةُ الإنسان العظمى منذ الأزل هي «المعرفة» لا الجهل بالأشياء. والإنسانُ الحقّ الكامل لا يمكنُهُ أن يرى، إلا إذا تخلّص من كلّ الركام الذي يحملهُ، وعاد إلى طفولته العدنية، لذا، فــ «المعرفة» بالشيء عادة ما تكون حجاباً خطيراً يغطّي الحقائقَ وفي كثير منَ الأحايين يُزوِّرُها لغةً وشكلا ولونا ومضموناً. نعم، فأنا مثلا «أعرفُ» الكثير والكثير عن هذه اللوحات، «أعرفُ» مَنْ هُو صاحبُها، وأين وُلدَ، وفي أيّ بلد يُقيم اليوم، ولماذا الاغتراب؟ بل لماذا وعمّن يرسم؟ وما هي التظاهرات الفنية التي شارك فيها بلوحاته وما إلى ذلك من هذه التفاصيل وغيرها. وكلّ هذا بالنسبة لي كارثة عظمى قد تقلبُ كلّ موازين القراءة الحقّة لديّ، ذلك أن مشكلتي الحقيقية في هذه اللحظة، هي أنني لا أريد أن «أعرفَ» شيئا. لا أريدُ أن أقرأ كل هذه العناوين الضخمة والمقدّمات والتفاصيل، كلّ ما يعنيني هنا هو اللوحات، وسأدعُها تختارني!
وهذا ما حدثَ بالفعل، فبَعْدَ أن قمتُ بتنزيلِ كلّ لوحات عاصم الموجودة في صفحتهِ على الفيسبوك، رابطتُ في محرابها لشهور طويلة، كنتُ في كلّ مرّةٍ ألقي عليها نظرة، وأدعُهَا تخاطبني إلى أن اختارتني منها ثمانية عشر لوحة بالتّمام والكمال، جعلتُها كلّها حينما تمّتِ الموافقةُ والقبولُ بيننَا عيّنةً للدراسة والتمحيص والتحليل، محاولةً أن أبتعد تماماً عن ما يسمّى حاليا في الاصطلاح النقدي المعاصر بالقراءة وفقا للمنهج الإسقاطي، والتي غالبا ما تكون قراءة لا شعورية، يتمّ فيها استبدالُ الظاهرة المدروسة بظواهر أخرى هي أشكال الأبنية النظرية التي لا توجد إلا في ذهن القارئ باحثاً كان أو مجرد متلقٍّ عاديّ، إذ أنه كثيرا ما يحدثُ أن يُخفيَ القارئ الظاهرة الموضوعية التي أمامه سواء أكانت نصّا أو لوحة أو عيّنة علمية تنتمي إلى فروع أخرى من العلوم الإنسانية والتي هو معني أو ملزم بشكل أو بآخر بدراستها وتحليلها، فيضيعُ منه بالتّالي التفسير الحقيقي، وكذا كيفيةُ الخروج من النص الذي بين يديه بنتيجة ترضي القراء الآخرين الذي سيأتون منْ بعده، أو في أقصى الحالات ترضي صاحبَ النص أو العمل الإبداعي إذا كان موجودا على قيد الحياة، أيْ معاصرا للباحث نفسه.
(2)
هذا كهف، وهؤلاء أنا فيه

كنتُ أظنُّ أنه بعدَ أن اختارتني اللوحاتُ، سيصبحُ العمل على العيّنات التشكيلية سهلا، لكن ما من أمل، فلقدْ كانت ثلاث لوحات بعينها تناديني باستمرار وتقول بعلو الصوت: «أنا الإنسان، أنا سومر، وأنا كذلك بغداد، أنا دار السلام». وإنّي لكنتُ «أعرفُ» جيدا لماذا هي دار السلام هذه المرأة التي تحمُل فوق رأسها تاجا بعيون حزينة، ووجهٍ موشوم بحروف تُقْرَأ ولا تُقْرَأ، تُفْهَمُ ولا تُفْهَم. وقلتُ في نفسي إنّ المادة الخام للوحات عاصم هنا قد عرّفَتْ بنفسها، ولا يمكنُ تجاهلُهَا أبداً، إنها طين خُلِق مِن مَّاء دَافِقٍ يَخْرجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ، طينٌ، والوشمُ فوقهُ كتابة مسمارية تقودُ إلى الحضارة الأولى عبر رحلة معراجية انطلاقا من مرحلةِ ((إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)) (1) وهي المرحلةُ التي سأتوقف عندها بشكل أكثر تفصيلاً في الفقرات القادمة، لكن قبل هذا، هناكَ خطوة لا بد من القيام بها؛ عليّ طبْعُ جميع اللوحات الثمانية عشر ثمّ النظر إليها بعينِ مَنْ لَمْ تُلوّثْهُ بَعْدُ يدُ «المعرفة»، أيْ عليّ أن أسمعَ ماالذي سيقولهُ القلب الناقد الطفل القابع بداخلي، أيْ ذاك الذي هتفَ قائلا بعد أن «تحَرّرَ» عقلي من كلِّ شيء يتعلقُ باللوحات وبصاحبها: «هذا كهفٌ، وهؤلاء جميعهم أنا فيه!»


(3)
إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ
حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (2)

كلّ شيء يوجد في تلك السمكة التي تخترق جبهة هذا الوجه الأنثوي، ذلك أنها وحدَها تقول إنّ الدكتور عاصم هو من أصحاب الفن التشكيلي الميتامورفوزي، أي ذاك الذي يعتمدُ مفهوم الفكر الشّرْنَقِيّ ليُحَلّلَ منظومة الإنسانِ المستعصية على كل فكر وفلسفة. وإني لأقصدُ هنا بالفكر الشَّرْنَقِيّ الفلسفةَ التي تعتمدُ في تشكُّلهَا على البنية اليَرَقِيّةِ للإنسان، التي يكون فيها الجسدُ هو الشرنقة، والنفسُ هي اليرقة، والروح هي الفراشة أو شعلة اللهب النقية المُحلّقَةُ في سماوات الكمال والفضيلة، وهي الروح التي رسمها عاصم سنة 2003، ليتأكَّدَ بالتالي ما ذهبتُ إليه من وصفٍ حينما قلتُ إنّهُ فنان ميتامورفوزي (3)
وأن يكونَ الجسد هو الشرنقة فهذا يعني أنه الكهف، أيْ ذاك الذي أشرتُ إليه آنفا بقولي: (هذا كهف، وهؤلاء جميعهم أنا فيه)، أمّا أن تكونَ النفسُ هي اليرقة فهذا مردّهُ إلى كلّ تلك المراحل التطورية التي تسعى بها إلى إدراك مصاف الكمال والاكتمال، وهي المرحلة التي تستدعي وجودَ عنصرين رئيسين هما: الماء والطين، باعتبار أنّ منْ توحّدهما معا سيتولّدُ عنصران آخران هما النّار والهواء.
الماءُ والطين، ثم الهواء والنار، كلّها عناصر تعني وجود الحياة، استنادا إلى قوله عز وجل في محكم كتابه ((وجَعلنَا منَ الماءِ كلّ شيءٍ حيٍّ)) (4) وهي الآية التي تقودني مباشرة إلى لوحة يُجَسِّدُ فيها الدكتور عاصم فرمان هذا المفهوم بكل حذافيره وأقصد بها هذه (5).
هنا يبدو جليا من أين أتتْ تلك السمكة التي توجد في جبهة الوجه الأنثوي الأول، والأخرى التي توجد قرب خدها، ومن أين أتى الدّم الذي يحيط بالعينِ وبالجانب الأسفل من الوجه. ذلك أن السمكة هي رمز للخلق والتخليق، للخصوبة والتكاثر، إنها المُحرّكُ الذي يهب الحياة أينما كان، إنها طاقةُ وبصمةُ الله في كلّ شيء يتحرك في هذا الكون، وهي ذاتُها السمكة التي ستتحول في الوجه الأنثوي لتصبح زعانفُه تاجاً، وتعلنَ بعد ذلك عن اسمها الحقيقي كشاهد وفاعل لعملية الخلق الكاملة المكتملة وأعني به اسم الجلالة (الله) (6).
إنّ السمكةَ هي النقطة، وهي جريحةٌ لأنّها أنثى، فيهَا تسكن الحياة، وكلما تكاثرت خَرجَ الدّم من ثناياها. وهي هنا في لوحات عاصم تروي حكاية الإنسان مذ كان نطفةً ثم علقة ثم صار عظاما وصورة كاملة مصداقا لقول البارئ المصور في محكم كتابه: «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ» (7). وفي هذه اللوحة التي رسمها عاصم سنة 2013 الدليل القاطع على ما ذهبتُ إليه من تسمية السمكة بالنقطة الجريحة (8).

إنّ من يتأملُ لوحات عاصم سيجدُ أنها كلها عبارة عن بويضة مخصّبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ومن هذه البويضة خرجتْ كل الخطوط والتفاصيل الأخرى حتى في تلك اللوحات الأكثر دموية والتي كان من المحتمل أن يفسّرها القارئ على ضوء تلك العناوين الضخمة التي تؤطّر العديد من اللوحات، بأنها رسوم تندّدُ بالحرب وتنادي بإيقاف الموتِ، وشلالات الدماء المتفجرة في كل بقعة من أرض العراق (9).
إنّ الأمرَ أعمق من هذا بكثير، إنّها حرب نعم، لكنها حرب خلايا وبويضات منها تُخْلَقُ الحياة التي تخرجُ من بين الصّلب والترائب، ومن بين الدّم والطين عبر سلسلة من التحولات التي تجعل من حياة الإنسان شبيهة بحياة اليرقة، حتى لكأنّ الأمر يبدو وكأنه تحوّلٌ كَافْكَاوِيّ بامتياز، أو تحوّلٌ تضيعُ فيه الحدودُ بين الإنسان والحشرة، وبين المضغة واليرقة كما يبدو هنا في هاتين اللوحتين (10).
يبدو جليا أنّ الدكتور عاصم يتحرّكُ في لوحاته من مفهوم الخصوبة المُجسّد بوليمة السمك المتكاثر إلى شرنقة بشرية مزدوجة لأنها تجمع بين عنصري الأنوثة والذكورة، إلا أنّه في كل هذا لا يبتعدُ أبداً عن مفهوم المضغة كما عرّفها أهل الطبّ وكما هو واضح في الصورة التي أدرجتها أسفل لوحتَيِ عاصم.
وهذه اللوحات نيرانيّة بشكل عجيب، وأقصدُ أنها تنبثق من عنصر النّار، الذي هو عنصر كيميائي ضروري لكلّ عملية تحوّل كيفما كانت، أما كيفَ يمكنُ للنّار أنْ تكونَ حاضرة وسط ماءٍ تعوم فيه بويضات مخصبة؟ فإنّ الجوابَ يكمنُ في تلك الأشكال الهندسية التي يقبعُ فيها الإنسان اليرقي أو المُضغيّ على حدّ سواء عند عاصم، وأعني بها المربّع ثم المُكعّب ثم متوازي المستطيلات، وهي كلها أشكال تؤدي إلى صورة واحدة لاغير: إنّها صورة التنور، أو الفرن الذي فيه يتحدّدُ جنسُ المضغة المتحولة وهويتها وشخصيتها وكل شيء في حمضها النووي. إلا أنّ هذا التنور في معظم لوحات عاصم فائر وتفيض المواد العضوية منه، بشكل أجدُ فيه نداءً صريحاً للآية التي يقول فيها ربّ العزة: «حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ» (11)، وهي الآية التي تقود مباشرة إلى ما ذهبتُ إليه من ربط مفهوم الإيمان بعنصر السمكة في لوحات عاصم عبر مشهديّات عرفانية حميمية جدّاً تتجلى من عمق أعماق هذه الآية الكريمة، فجسدُ الإنسانِ هو السفينة أو الكهفُ أو التنور ذاتهُ، أمّا قلبُه فهو نوح، وأمّا عن الزوجين الإثنين فهُما النفس والروح، وتبقى بقيّة جوارحِ الإنسان هي أهلُ نوحٍ القلبَ، وتظلُّ السمكة أو النقطة الجريحة هي الرمز الإيماني العظيم الذي يتحوّلُ إلى اسم جلالي يُظهرُه الدكتور عاصم فرمان في اللوحة التالية (12).
وبهذا يتحققُ الهدف الإيماني العميق من وجود الإنسان بعد أن يكون الله قد هداه إلى اسمه الأعظم وطريقته الأسمى، ليخرج من تنور الحيرة وشرنقة التحول إنساناً مكللا بتاج الإيمان والتوحيد مصداقا لقول إبراهيم (ع): «إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ». وكون الفنان عاصم فرمان جعلَ من وجه الإنسان أيقونة أعماله الرئيسة فإنّ هذا فيه تأكيد لعملية إدراك النور التي تحدثُ عبر الوجه (إنّي وجهت وجهي)، وبالذات في منطقتيِ الجبهة ثم الرأس باعتبارهما مركز الظهور الذي هو نفس ذات النور، وعليه نجدُ عاصماً قد جعل العلاقةَ بين العارف والمعروف أو المُدرِكِ والمُدْرَكِ صفة ذاتية للنور ومظهرا له من خلال الحفاظ على عناصر الخلق التي منها تولدت طينة الإنسان، أيْ التراب والماء والنار والهواء متجسدة كلها في حضور أربعة طيور محيطة بالوجه؛ واحد منها تحت اسم الجلالة مباشرة وآخر بالقرب من الذقن واثنين عند الخدّ الأيمن.
(I) وشمٌ يَجْرحُ، وحرفٌ يتشظّى، ونقطةٌ تمحو ما ترسم
يهتم عاصم بالصور والأدلة والآثار والحروف والرسوم والعلامات، لذا فهو عارف بمعاني كلّ خط يرسمه، وبحركة كُلّ مِشْرَطٍ يحركه فوق وجوه لوحاته ليحفُر كل الوشوم بحرف الشّعر، وإنه لا يعنيني كثيرا ما الذي تقوله هذه الأبيات الموشومة في لوحاته بقدر ما يعنيني معرفةُ حركةِ إبرة الكلمةِ وهي تنتقل بغُرَزِهَا الواخزة الدّامية، أيْ أين تبدأ وأين تنتهي، صعودا ونزولا، ثم يسارا ويميناً. لأنّ معرفةَ هذه الحركة وقراءة تفاصيلها هي التي تجعلُ من الحديثِ التشكيلي عند عاصم طريقة ثانية لكتابة الجُرح الإنساني، وذلك لوعيه العميق بأن كلّ كتابة بما فيها تلك التي تتمُّ عبر حرف النّقد لا يمكنُ أن تتمَّ إلّا عبرَ تمزيق الوجود التاريخي، ولعلّ هذا التمزيق هو الذي دفعهُ إلى عنونة معظم لوحاته بشظايا الذاكرة، لأنه هو وحده الشاهدُ فيها على حكاية الخلق والتخليق، وقصّة الحرف المتشظي، كيف كان وكيف جاء، وكمْ من الجراح والدماء سالت وهو في طريق خروجه من شرنقة التحول والتكوين، فالذاتُ عنده تَنْتَسِبُ إلى ألمِها الذي هو ألمُ الزاهد، وإلى جِراحِها التي هي جراحُ الناسكِ الذي يَسْتَعِدُّ لهَجْرِ المعنى المُتَأَرْجِحِ بينَ اللامعنى والدليل.
إنّ الدكتور عاصم هنا يعيدُ رسمَ الوجودِ عبر كتابة مُغرقة في الأنين والوجع، لكنّها في الوقت ذاته عميقة اللذة والابتهاج، وهو لهذا يشبهُ الطفل الذي يكتب فوق اللوحة القرآنية ثم يمحُو حروفها من جديد كعارفٍ يجوبُ الصحراء ويرسم الخطوط فوق رمالها ثم يمحُوها حتى لا يمسك أحد غيره بمعانيها الحاضرة الغائبة، لأنه هو وحدهُ منْ يملك معنى النقطة الكاتبة، العارفة، تلك التي تُغْلِقُ نظامَ الجَسَدِ وتسْتَبِدُّ بهِ، لأنها تملكُ يداً تكتب ما لا يكتبه الآخرون عن البويضة المُخصّبة، والسمكةِ واسم الجلالة، ولا يهمُّ إن تحرّكت بشكلٍ مستقيم أو حلزوني نوتيّ، لأنّ طريقها واحد؛ هو الرغبة الحيّة والمتجددة باستمرار بعد الموت والفناء، وهو أيضا الكتابة الماحية بنار العشق، كما يبدو واضحاً في هذه اللوحة (13).

وهي اللوحة التي محَا فيها عاصم فرمان كلّ ما سبق وأثَّتَ لهُ من حكايات تؤرخ للوجود والخليقة، ولم يترك باديا من الوجه سوى اسم الجلالة والسمكة، لا ليقول إنّ نهاية الإنسان الموت، بل ليؤكد بأن الرحلة لاتنتهي إلا لتبدأ من جديد، كما يقول الشاعر فاضل عزيز فرمان في هذا الموال الذي وشمه الدكتور التشكيلي عاصم فرمان محاصرا به جسد هذا الرجل الجالس في وضع تأملي، ليحدّثنا عن سرّ النقطة وعشقها الأكبر لخالقها، وعن سرّ الشاعرِ وسرّ عاصم الذي انفضح لأنه أصبح شهادة تُوَثِّقُ كيف كُنّا ولماذا جئنا وإلى أين سنمضي؟!
«ما لجرحي
كلـّما نامَ
صـحا
ما لقـلبي
طاحـناً
طحنَ
رحى
*
نصـفُ عـمري
كان ليلاً حالـكاً
والبقايا
ناطراتٌ
يا ضحى
أنطرُ الفجرَ وما من نجمةٍ
أيقـَظـَتْ ليليَ
والبدرُ انمحى
*
كلما أنهيتُ سـفـْراً معجزاً
ألفُ تاريخٍ
ببالي اجتـُرِحا
*
كلما أغلـَقـتُ
باباً للـصـدى
ألفُ شـباكٍ
عليه انفتحا
*
كلما أودعـتُ سـري
في الهوى
فضحَ السـر الهوى
وانفضحا!»(14)
إنّ حرف عاصم التشكيلي يشبه الضوء البرقي الذي يخرج من آلة التصوير، إنه عارف يخطف البصر، وأعني هنا بالبصر اللون واللغة والخطّ، وما إن يُخَيَّلُ له أنه امتلك كلّ هذا، حتّى يبدأ في بعثرة الخطوط والألوان والحروف ونشرها من خلال جسد مُتنكر لنفسه إلى أقصى حد ممكن، تنكُّرٌ فيه ذوبانٌ للنصّ في الجسد بشكل تصبح معهُ الكتابة تعبيرا عن فعل العشق.

(II) دار السلام والحروب اليَرَقيّة الانفعالية
إنّ المسافرَ في لوحات عاصم والمرابطَ وسط صحاريها يجدُ أنها تجمعُ بين تمظهُريْنِ للصورة الآدمية، تلك التي تتحركُ في تشرنقاتها المختلفة عبر نور الحرف الإيماني والذي تكونُ به الكتابة فعلا عشقيا، ثم الأخرى التي طغتْ عليها ظلال الظلمة فأصبحتْ في حياتها أقرب إلى مفهوم الحشرة منها إلى المضغة والإنسان، وأصبح حرفُها تجسّداً لكل ما هو شرّ ودمار وموت. وإني لأعتقدُ أنّ هذا الأمر سيعيدني إلى ذاك العنوان الذي مارس عليّ في البداية سلطة تأويلية لمْ أستسغها في حينها وأقصدُ به ((الفتنة نائمة، لعن الله من أيقظها)). فما معنى الفتنة؟ وما معنى أن تكون نائمة، ثم يأتي أحد آخر ويوقظها؟ بل من يكون هذا الآخر؟
قد تبدو أسئلتي مجرد علامات استفهام مجازية، إذ أنّ القارئ سيقولُ أنه تكفي مجرد قراءة لبعض كتب تفسير الأحاديث النبوية حتى يتمّ كشف معنى هذا الحديث. لكن الذي يهمُّني هنا ليس التفسير الديني، ولا حتى البحث عن فتاوى تؤيده أو لا. إنّ الذي يعنيني هو جوهر مُصطلح الفتنة، فهي ليست بشيء يمكن لمسه، ولا حتّى رؤيته، إنها ليستْ بجسد جماد، وليست بجسم سائل أو غازي، إنّها فكرة، أي شيء معنوي الوجود. لكن أين يوجد؟ بل أين ينامُ، مادام الحديث يشير إلى النوم واليقظة؟!
إنّ أخطرَ شيء في حياة الإنسان هو الأفكار، وقد حدّدَ الدكتور عاصم فرمان هذه الخطورة في لوحاته عبر تجسيده لشرنقة الأفكار نفسها التي تصبحُ جسدا يَرَقيّاً يتوالد ويتكاثر بكل ما في الكلمة من معنى. وإذ أقول جسدا فإني لا أعني به هنا الجسد الآدمي الترابي وإنّما الجسدَ الانفعالي، الذي له قدرة خارقة على أن ينفخ الحياة في الأفكار ويجعلها تتجسد أمامه وإن كان قد مرّ على نومها آلاف السنين. فهل تنام الأفكار وتستيقظ؟ نعم، وعاصم فرمان يشرح للمتلقي الحديث النبوي الشريف عبر لوحاته خطوة خطوة:

1) الفتنة نائمة (15):
إنّها لوحة مقلقة للغاية، إنها ليست بتابوت، وذاك الذي وسطه ليس بجسد بشري عادي، وإنما فكرة مُتشرنقة، يكفيها فقط جسمٌ آخر يلقّحُها كي يبثّ فيها الحياة من جديد ويوقظَها. وعملية الإيقاظ هذه لا تتمُّ إلا عبر تجسد عنصر الأنا الذي ينتقُل من حالة التمدد والسكون إلى حالة الاستلقاء والتضخّم كما هو واضح هنا في هاتين اللوحتين (16).
وكونُ الأمر فيه حديث عن الأنا وتضخمها فهذا يبدو جليا من خلال هذا التحول الذي طرأ على جسد فكرة "الفتنة" الذي كان شبه ميت في التابوت السابق، فشطَرها إلى شقّين، واحد أنثوي والآخر ذكوري حتى يتمكّنا من التلاقح معاً، وكذا من خلال حركة اليدين والساقين المتشابكين بغرور واستعلاء.

2) استيقظتِ الفتنة (17)

حينما يشرح عاصم للمتلقي كيف يُمْكِنُ للأفكار السلبية أن تتلاقح وتستيقظ َبما فيها فكرة الفتنة فإنه لا يستعينُ أبدا بعنصر الماء الذي كان يظهر جليا في اللوحات التي توقفت عندها آنفا، وهو الماء الذي أسمّيه بالسائل البروتوبلازمي (18) وذلكَ لأنّهُ يعلمُ جيداً أن تكاثر جسدِ الفكرةِ الشرّيرة لا يمكنُ أنْ يتمّ إلا بعد أن تكون قد انفصلت تماما عبر مئات السنين عن مصدر الطاقة البروتوبلازمية الذي هو هالةٌ نورانية لصيقة بعنصر الخَلْقِ وفعلهِ الذي يتمُّ باِسْمِ الرحمة والرحموت والمتجسّد في العديد من لوحات عاصم عبر عنصر السمكة، والحمامة واسم الجلالة قبل وبعد كل شيء.
وشرنقةُ الأفكار هذه هي المبدأ الذي تقُوم عليه أسطورة الشيطان، عدوّ الإنسان الأول، هذا الكائن الفِكْرَوِيّ الذي يتغذّى من كل فكرة تتشرنق بعيداً عن الله، وتكبُر في غيابات الظلام وتتوالدُ إلى أن تصبح جُنْدَهُ وخيله ورجله مصداقا لقوله عزّ وجلّ: «وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا » (19)
3) الصوت والخيل والرجل (20)

هذه شرنقات ماصّة للدماء، ليسَ لأنها تتغذى من الأجساد الخيّرة الحيّة، ولكن لأنها تقتات من شرنقات الأفكار التي تشبهها، وذلك من خلال عامل الانجذاب الميغناطيسي لهَا، وكلّما شربتْ من دمائها ازدادتْ قوتها وجبروتها، وأصبحتْ عندهَا القدرة على التسرّب إلى فكر الإنسان واللعب فيه وبهِ وغسله بشتى الوسائل بدءاً من الصوت إلى الجند والخيل، وهُم نفسهم الجُندُ والخيل المُحلّقِين فوقَ رؤوس النّاس الذين أشار لهم الدكتور عاصم في لوحته رقم 16 موثقا بذلك لحدثِ احتلال بغداد سنة 2003، لترزخَ من جديد مدينة السلام تحتَ نير القهر والظلم والظلام، وتعيثَ فيها شرنقاتُ الفكر المظلم المُفعم بالشرّ فسادا وبغيا وظلما وعدوانا، ويضيع السلم والأمن والأمان .
إنّ هذه الشرنقات لا يمكنها أبدا أن تعيش إلا إذا غاب الله من قلوب الناس وفكرهم وأرواحهم، ذلك أن الظلام هو غياب للنور، كما الشيطان وجنده مرادفان لانحسار الله وملائكته من حياة الناس مصداقا لقوله عزت وجلت قدرته: « فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ، وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى* قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى» (21). وهذهِ هي مأساة الإنسان الأزلية، وليست في العراق وحده أو في دار السلام بغداد، وإنما في كل ركن من أركان هذه الأرض، ممّا يجعلُ لوحات عاصم فرمان قائمة على مبدأ الكونية، ومنطلقة من أرضية تعتمد منهج علوم الطبّ والفيزياء والكيمياء والبيولوجيا وكذلك الرياضيات لتروي بتفصيل دقيق حكاية الإنسان وأسطورة الصراع الأبديّ بين الشرّ والخير، والظلام والنور، والقبح والجمال، واللافنّ والفنّ.
الهوامش:

1) الأنعام: 79.
2) انظر في الملحق، جزء د. عاصم فرمان: اللوحة 01.
3) الملحق نفسه: اللوحة رقم 02.
4) الأنبياء:30.
5) الملحق نفسه: اللوحة رقم 03.
6) انظر السمكة في اللوحة الأولى، ثم اسم الجلالة والتاج في اللوحة السابعة.
7) المؤمنون: 12/13/14.
8) الملحق نفسه: اللوحة رقم 04.
9) الملحق نفسه: اللوحة رقم 05.
10) الملحق نفسه: اللوحتان رقم 06.
11) هود: 40.
12) الملحق نفسه: اللوحة رقم 07.
13) الملحق نفسه: اللوحة رقم 08.
14) الموّال للشاعر فاضل عزيز فرمان، وانظر أيضا اللوحتان رقم 09 و10 في الملحق، جزء د. عاصم فرمان.
15) الملحق: اللوحة 11.
16) الملحق: اللوحتان 12 و13.
17) الملحق: اللوحة 14.
18) الإسراء: 64.
19) انظر قدمي الكائن المتشرنق في اللوحة رقم 15 (الملحق).
20) الملحق: اللوحتان 15 و16.
21) طه 123/126.



#أسماء_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وفاء عبد الرزّاق وديوانها ((من مذكرات طفل الحرب)) بين مطرقة ...
- آلِيسُ فِي بلادِ عجائبِ منال ديب: سَفَرٌ وقراءَةٌ فِي قُدْسِ ...
- وطني الفردوس
- يُوسُفِيّاتُ سَعْد الشّلَاه بَيْنَ الأدَبِ وَالأنثرُوبُولوجْ ...
- الفَجْرُ فِي الحِلّةِ أجملُ وأبهَى: قراءةٌ في جبّار الكوّاز ...
- يوتوبيا البُرْج البابليّ في رواية (كائنات محتملة) للأديب الر ...
- خِطابُ الجَسَدِ في ديوان (وَصَايَا البَحْرِ) للأديب عبد النّ ...
- الكأس الكونيّة الكُبرى: قراءات جديدة في ديوان هيثم المحمود ( ...
- وادي الملوك
- رواية بوشكين (عربي قيصر) ترجمة د. نصير الحسيني
- من الإنسانِ الآليّ إلى الإنسان العاليّ في عرفانيّات #عبدالجب ...
- (26) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (25) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (24) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (23) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (22) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (21) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (20) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (19) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...
- (18) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء ...


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء غريب - النقطةُ الجريحةُ، والحرفُ المتشظّي الباكي في تشكيليات الدكتور عاصم فرمان