محمد الصادق
الحوار المتمدن-العدد: 7503 - 2023 / 1 / 26 - 16:55
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
في المقال السابق
قلنا ان المعلمة
تقوم بادوار شتي
بالتوازي مع التدريس
ولذلك المعلمة اكثر من تعاني
مما يسمي..
الاحتراق المهني
ولذلك لو لم تنتبه المعلم لنفسها
ممكن فجأة تقع من طولها
ومن يقع مريضا هذه الايام
الله يكون في عونه
الاسبوع المنصرم
مجرد صورة موجات صوتية
مع تكلفة الذهاب والاياب
كلفتنا عشرين الف جنيه
وهذه بالنسبة لبعض المعلمات
نصف مرتب
- - - - - - -
دعونا نقارن دور المعلمة
بأي مهنة تانية
مثلا اساتذة الجامعات
اذكر عندما كنا في الجامعة
(قبل حوالي ربع قرن)
كان الاستاذ ..
ممكن يحاضر ساعتين فقط
في شهر كامل..
وكل مرة طبعا
يعطي شيتا للطلاب
ساعتين في تلاتة شهور ونص...
سبعة ساعات ..
ومن ثم يقول:
"السمستر انتهي"
... فالسبعة ساعات هذه..
بالنسبة للمعلمة..
عبارة عن
وقفة يوم واحد فقط !!!
-----------
اذا اتينا للمقارنة
مع المدارس الخاصة
فالمدارس الخاصة
حتي الطاقم الاداري..
يكون احيانا اكبر من عدد المعلمين انفسهم
يعني.. غير المدير العام
هناك مدير اداري
و مدير اكاديمي
و محاسبين .. وموظفين
هناك وحدة صحية
هناك باحثين اجتماعيين
هناك ثلاثة انواع
من الاختصاصيين النفسين
احدهم للمعلمين
و اخر للتلاميذ
و اخر لاسر التلاميذ
هناك متخصصون في الرياضة البدنية
وفي الموسيقي
وهناك في كل فصل
مدير فصل
يكون موجودا باستمرار في الفصل
يساعد المدرس في كل شيء
يعني عموما..
الكوادر المساعدة للمدرسين
اكثر من عدد المدرسين انفسهم
-----------
البيئة المدرسية في المدارس الحكومية
حدث ولا حرج
ولذلك اصرت لجنة المعلمين
ان من ضمن المطالب
زيادة الصرف علي التعليم
ولكن ..
لفت نظري
ان ارقي المدارس الحكومية
-ان جاز التعبير-
تجد فيها..
حتي الكتابة علي السبورة
مشكلة كبيرة!!
ففي حين اتجه الناس
للسبورة الالكترونية
واصبح من ضمن تأهيل المعلم
تمكُّنه من استعمال السبورة الالكترونية
تجد المدارس الحكومية
لم يسمعوا بعد بالسبورة البيضاء
انا كنت اظن انها باهظة الثمن
ولكن وجدت ان ثمن السبورة
تعادل فقط تكلفة حفاظة مياه!!
واذكر قبل اسابيع
ان الاستياء بلغ بي ما بلغ
عندما جاء بعض التلاميذ للوكيل
يطلبون بعض السكر
فقال لهم الوكيل
(وكيل المدرسة=
نائب المدير تقريبا)
ان الاساتذة جاءوا
قبل قليل ..
يريدون سكر للشاي..
فلم يجدوا
هذا يحدث..
علي بعد خطوات قليلة جدا
من اكبر مركز لصنع القرار في البلد
علي مستوي ال ..
الدولة ككل!!
عندما تنظر للمساكن والمكاتب والسيارات
وحتي واجهة المدرسة من الخارج
منتهي الابّهة و الفخامة
لكن اول ما تدخل المدرسة
تحس ان التاريخ
رجع 500 سنة الي الوراء..
اذن فقد تعزز السكر..
ذهب التلاميذ وعلي وجوههم حسرة
وفهمت من الوكيل..
ان التلاميذ كانوا يريدون السكر
لكي يطلوا به السبورة (السوداء)
فمحلول السكر يعمل - علي ما اظن
كمثبّت..
بسبب رداءة الطباشير
#محمد_الصادق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟