|
صحوة اسلامية .. ام صحوة الموت؟
مناصر المغربي
الحوار المتمدن-العدد: 1703 - 2006 / 10 / 14 - 05:24
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
تستحوذ على عقول المتأسلمين فوبيا تحمل عنوانا براقا..الصحوة الاسلامية ، ولأن هذا مصطلح متداول ومتعارف عليه في كل ارجاء البلدان الاسلامية التي اصبحت وكرا لهذا الفكر الاستئصالي المرادف للقمع والتنكيل والاضطهاد لكل من يحمل تصورا نقديا للتاريخ الاسلامي ، سأطرح السؤال الذي يقض مضاجع ابناء هذه المنطقة الذين يأملون فى مستقبل افضل لواقعهم الاقتصادي والسياسي والاجتماعي من اجل الخروج من دائرته الجهنمية ! فهل هي صحوة اسلامية ام صحوة الموت؟؟
ان ضخ دولارات النفط البدوي وارهاب الفتاوي الرخيصة المسلطة على الرقاب عبر الفضائيات والكتب الصفراء لا يمكن للتطور الطبيعى الا ان يقضي عليها، فهذه الصحوة الزائفة لا تستطيع الصمود في وجه الواقع ، ومما لا شك فيه ان ورثة الفكر السلفي يحاولون ضخ وبعث حياة جديدة في موروثهم الديني والسياسي بمجموعة من الاليات باستعمال رقابة النص المقدس والترهيب به ،الا ان جراثيم الحرية تتسلل لا محالة الى هذا الجسم المريض . سنشهد قريبا ربما طقوس جنائزية غير محزنة تشيع هذاالجسم المريض الى مثواه الاخير وبلا رجعة ، قد يبدو انني متفائل بمستقبل هذه المنطقة التي يراها كل انسان متمدن وعقلاني من داخلها او من خارجها تعيش في اساطير الاولين ، ان الفكر الاسطوري والخرافي ينتشر فيها كالنار فى الهشيم ولكن كما قال احد المفكرين .. ان الانسان الذي يغلق باب عقله بمفتاح زماني ومكاني معين ..فلا سبيل الى استبداله اورميه ، وانما سوف ينقرض كما انقرضت حيوانات اخرى كثيرة لم تفهم غرائزيا مفهوم الصيرورة ، ان العقل غير قابل للسجن في قالب معين ايا كان صانعه ، ان مشكلة الاسلامويين انهم سجنوا انفسهم في زنزانات نصوصهم المقدسة، فلا يظن عاقل ان هذه النصوص يمكن حملها والدخول بها الى ابواب الحضارة والثورة التقنية والعلمية ، ولا يستطيعون رميها خوفا على ذواتهم من التعرية والكشف امام الحقيقة المرة ، وهي التخلف الاقتصادي والثقافي و العلمي عن ركب الحضارة الانسانية . اظن ان انقراض مثل هذا النوع من التفكير لن يضفي على الحضارة الانسانية الا جمالا وتحررا ، ومن لا يصدق فليفتح خارطة العالم ويتفحص هوية اماكن الاضطراب و الارهاب والحروب التى تعيق التطور البشرى ! عودة الى سؤال هل هي صحوة؟؟ ان اغلب العبارات التي يتبجح بها كل متأسلم في بقاع هذا الجزء المحزن.. تاريخنا المجيد ..اجدادنا الاتقياء..خلفاؤنا الفاتحين ..قادتنا الرحماء ..شيوخنا الاجلاء... الخ من هذه العبارات التى لم تعد تتسق و حضارة القرن الواحد والعشرين !! وحتى نكون منصفين ... ألم تكن هذه المنطقة التي يتواجد بها الاسلام الآن بها حضارات انسانية عميقة قبل الغزو الاسلامي الذى فرض شعاره التاريخى اما الاسلام..واما القتل او الجزية ؟؟ كان فعل ماض لأن الغزو اجتث الحضارة الانسانية بالفعل ، و اصبح من المستحيل بناء اي شكل من اشكال الحضارة الانسانية في هذه المنطقة على الاساس الذى يتخيلونه ، ولا يمكن لهذا الوضع ان يدوم ، فأموال النفط ساهمت بشكل كبير في نشر هذا الفكر المتخلف في اوساط المسلمين ، وأعتقد انه مع انتهاء حقبة النفط ستنتهى سيطرة هذا الفكر البدوي على العقل العربى ، وهنا فقط سوف تتسلل اليها بل وتجتاحها جراثيم الحرية والعقلانية . ان الاسلام الذي يشكل خطرا على الحضارة الانسانية في الوقت الراهن هو اسلام التطرف والجمود الذي سدّ كل ابواب الاجتهاد واعتقل العقل منذ القرن السابع الميلادي ، فهل اعتقال العقل في الفكر الاسلامي جديد علينا ام انه بدأ منذ تبنى الخليفة العباسي سيئ الذكر .. المتوكل على الله .. الاسلام السني ؟ دون شك فان السيوف هي التي حمت هذا التيار من الانقراض في احتكاكه بكل التيارات الاسلامية وغير الاسلامية ، ان انتهاء مهمة السيوف التي لم تعد تستعمل الا في علم المملكة السعودية و بازارات الصناعة التقليدية و بعض الرقصات العربية سيجعل هذا التيار معرضا للإنقراض . هذا لا يعني ان الاسلام كدين سينقرض من عالمنا في القرون القادمة ، فثمة تيارات من داخله قابلة للتعايش مع كل الحضارات الانسانية ، وما زلا المشايخ يتحدثون عن الامة الاسلامية .. فأى امة يقصدون ؟؟. لماذا تصر كل الاقليات القومية والدينية على البحث عن وطن .. الاكراد في العراق و ايرن و تركيا و سوريا.. الشيعة في السعودية وجنوب السودان ، السنة والعرب في ايران!! لماذا احتلت ايران جزر طنب الكبرى والصغرى و ابو موسى من دولة الامارات؟ لماذا الصراع البحريني القطري السعودي اليمني السوداني المصري المغربي الجزائري ..ما هو المذهب الذي سيعتمد في هذه الامة؟ اذا كانت امة اسلامية واحدة ..فلماذا تحتكر اغلب صراعات العالم وحروبه الداخلية ؟ ان السبب الرئيسي وراء هذه الصراعات هو هوس السلطة وفي سبيله ترفع شعارات اصبحت في متاحف التاريخ كشعار الاسلام هو الحل ..فهل نسي المسلمون كيف مات عمر بن الخطاب وعثمان وعلي والحسن والحسين و يزيد بن معاوية والخليفة المتوكل الذى قتل مخمورا على يد أحد ابنائه !! ان المشايخ الذين افحمونا بكتب عذاب القبر وحوريات الجنة وعسلها هم افضل من يثبت امة الاسلام على جهلها .
#مناصر_المغربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محاكم التفتيش في زمن العولمة؟
المزيد.....
-
كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب
...
-
شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه
...
-
الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع
...
-
حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق
...
-
بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا
...
-
وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل
...
-
الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا
...
-
وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
-
مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني
...
-
تأثير الشخير على سلوك المراهقين
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|