أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير محمد ايوب - فجوات الذاكرة أحافير في الحب














المزيد.....

فجوات الذاكرة أحافير في الحب


سمير محمد ايوب

الحوار المتمدن-العدد: 7502 - 2023 / 1 / 25 - 00:54
المحور: الادب والفن
    


كتب سمير محمد ايوب
فجوات الذاكرة
أحافير في الحب
إلتقيته صيف العام الماضي، في ورشة عمل معمقة عن ماهية الشيخوخة وعوارضها الزاحفة، التي تنتهي لإحداث فجوات في الذاكرة، استضافتها آنذاك جامعة إرسموس في هولندا.
لاحظت حرصه الشديد، على إبقاء جواله ممسوكا في أيٍّ من يديه، فسألته عن السبب، فأخبرني بأن شريكته البالغة من العمر أكثر من سبعين عاما، بدأتْ منذ سنواتٍ قريبة تكثر من مهاتفته، تسأله عن أشياء كثيرة. فأحس مذعورا وهو الطبيب المختص، بأن السيدة التي يُحب، قد بدأتْ تُعاني من فقدانٍ تدريجي لذاكرتها. وعزا ذلك للعلاجات التي تتلقاها، والتي بآثارها الجانبية تعجل في الإسراع بظهور أعراض فقدان الذاكرة.
إبتسم صديقي إبتسامة مُشفقة وهو يُتابع تفسيره: إنها تُعاني من بعض مشكلات الذاكرة، تنسى أين خبّأت مِشطها، أو شيئا من زينتها، أو نظارتها أو إفطارها، أو حتى دواءها. في بعض الأحيان أبكي لأجلها ومن أجلنا، لشعوري بأنني بتُّ أفقدها بالتقسيط المُمِلِّ المُوجع.
وفي بالي ضيقُ أصدقائي الذين يشفقون علي، وهم ينَبِّهونني إلى أنني أروي لهم الحكاية نفسها عدة مرات، سألته: هل تُخطئ في الأمور التي تهمكما معا .
قال: مما يخفف من وطأة ألَمي واكتئابي أنها لو نَسِيَت جُلّ الأمورغير الجوهرية، إلا أنها نادرا ما تُخطئ في الأمور التي تهمنا معا. فهي لا تنسى عيد ميلادي، أو عيد زواجنا ولا قُبْلَتُنا البربرية الاولى. وتابع بفرح يقول: وحتى لو نسيَ عقلُها شيئا، فأنا لا أنسى أين تختبئ في عقلي وفي قلبي، وفي كل مجرات حياتنا المشتركة، طيلة أكثر من خمسين عاما.
كنتُ سعيدا بما اسمع فقلت: بالطبع يا سيدي، العقل هو الأكثر هشاشة من القلب، وهو الأولى بنسيانٍ يستنزفه قبل القلب. ولا وجود لقلبٍ ينسى أين خبَّأ كنوزَه، القلبُ لا يستسلم حتى وإن اختنق، لأنالشريك الصالح كنز يُحسَد واحدنا عليه.
ولكن علينا يا صديقي، منذ تباشيرالعقد الخامس من العمر، البدء بتخيل ماهية الشيخوخة، والتيقظ لعوارضها الزاحفة، ففيها ننتهي إلى أولى فجوات الذاكرة، وعلينا التعود على هيئاتها ومواعيدها بل ومصادقتها.
وبدأت التفكير بمعايير الشيخوخة، ولكني سرعان ما نسيت أن أعراض اضطراب الذاكرة، وتداخل الرؤى، واختلاط الصور، وتدهور الوظائف المعرفية للمخ، تبدأ في العادة في منتصف اربعينيات العمر، وفي العقد الخامس منه تكتمل الصورة العدمية للمرض الذى يداهم المخ، وينزلق الواحد منا إلى موات قبل الموت، يقودنا الى انحسار العقل وضياع الذاكرة، ويسلبنا سنوات الحكمة، وحصاد المعارف وثمار العمل.
الاردن – 23/1/2023



#سمير_محمد_ايوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنها ذكرى، نُحييها ونَبكيها إضاءة على مشهدٍ في فلسطين المُتج ...
- ميلاد مجيد سعيد
- العروبة وفلسطين تتألقان – أوليس هذا مكسبا؟! إضاءة على المشهد ...
- حتى الأماكن، تحنُّ وتَئِنُّ !!! أحافير في الحب
- نعم لفلسطيننا أنشد، وللتاريخ أشهد ...
- في ظِلالِ النَّص احافير في الحب
- الرحيل المُتَسَلِّلْ أحافير الحب
- شئ عن الرحيل احافير في الحب
- شئٌ لم يَنتهِ، وشئٌ لم يبدأ بعد! أحافير في الحب
- الحج البايدوني في الشرق ؟ إضاءة على مشهد عربي
- من حكاوى الرحيل إتْرُكْها لِلْصُدَفْ
- روسيا ترسم خرائط جديدة لعالم، متحرر من التبعية الامريكية
- يا ابا الهول ، حاورني عشوائيات في الحب
- والسَّعدُ يَرْحل- لبنان بلا حريرية زيارة جديدة للمشهد في لبن ...
- لكل المؤمنين العاملين للصالحات.. أقول عن مواسم اعياد إخوتنا ...
- أدْنُ مِنِّي في حوار معها
- - السلف الصالح - و- نحن - وبعد، مقاربة نقدية للموروث البشري ...
- سُبْحانَكَ رَبَّي، أقِمْ قيامَتَك إضاءة على المشهد في بلاد ا ...
- لبنان عالمكشوف، قراءة في الصراع
- شويكه سيدة الحكايات – 8 تضاريس التربية والتعليم


المزيد.....




- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير محمد ايوب - فجوات الذاكرة أحافير في الحب