روني علي
الحوار المتمدن-العدد: 7499 - 2023 / 1 / 22 - 16:54
المحور:
الادب والفن
لم يكن وحيدا
حين سكن مفتاح منزله
سترة مقاتل ..
يروض الجبال .. جبلا جبلا
يحزم شمل الحجل بحزامه النافر
هناك ..
كانت البندقية صوته
يحرس النوم في خاصرة المدن
يشد بكارة المغتصبات من عنقها
ويرسم على صخرة ركعت لموته ..
هنا نبت الزنبق في عيني
قبل أن يخترق لسانه طلقة طائشة
من حنجرته
ويخر صريعا فوق دمه
كان وحيدا
يعصر التبغ بين فكيه
يخرج من شاله مشطا
يفرد غرته الملبدة
ويعد طلقاته الصدأة طلقة طلقة
لم يبرح الجبل يوما .. إلا
حين ساقه المنام إلى قصر زعيمه
هناك ..
نصب للوطن تمثالا
زين بارودته بعلم مزركش
واطلق نشيدا متخما بالأهازيج
لم ينته من طقوسه بعد
فما زال صوته يصدح من شارع دونما اشارات مرور
يدفعه طفل أبكم
على كرسي متحرك مهجور
وحيدا استقل عربة الموت
ليغغو بين فكي السيانيد
في مدينة ..
كانت بيوتا من أحجار
تفتح عينيها من شعاع جبل ..
لم يسدل جفنيه يوما
مدينة ..
تتراقص خمائلها مع فراشات الله
كلما ابتسم دشتا شهرزور
مدينة .. ليست ككل المدن
باتت شواهد قبور
تسقي الأنهار دمعة طفل
نسج للحياة حبال خيمة
بين هورامان و شنوري
هناك ..
التقط آخر صورة لابتسامة الطغاة
وابتلع البومات صوره
١٢/١/٢٠٢٣
#روني_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟