احمد جمعة
روائي
(A.juma)
الحوار المتمدن-العدد: 7499 - 2023 / 1 / 22 - 14:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل حل الموعد من دون مؤشرات انذارية واضحة، لحرب الخليج الرابعة؟ ثمة إيماءات، بل إشارات ضبابية، كما هو الملموس والمعتاد بالحروب الخليجية الثلاثة المنصرمة، العراقية الإيرانية، وحرب تحرير الكويت ثم حرب اسقاط نظام الرئيس صدام حسين...ها هو الآن ولو بصورة مختلفة يعيد تاريخ إنذارات الحروب بدق أجراسه في رسائل من تيارات وجهات مختلفة، ووقائع على الأرض...
فشل مفاوضات النووي وأمريكا رأس الحربة تعلن غسل يدها من السلام، ماذا يعني ذلك؟ إسرائيل تضغط على أمريكا لتسليمها آخر الأسلحة الخرافية المُدمِرة في الترسانة الخيالية الأمريكية، وحكومتي إسرائيل المنحلة والحالية، تردِّدان عبارات واضحة لاقتراب إيران من انتاج المياه الثقيلة، ماذا يعني ذلك؟...اجتماعات خليجية وعربية لم تخلو من مشاورات مع إسرائيل على مستوى القمة، عُقدت مؤخرًا سبقتها وما زالت مشاورات لا تخلو كذلك من خطوط مع واشنطن وتل أبيب...بريطانيا تهدد بالانتقام من إعدام إيران لنائب وزير الدفاع الإيران والذي يحمل الجنسية البريطانية فليس أمامها للإقدام على مغامرة، بل مجازفة كبرى بخوض الحرب الرابعة سوى خيار الهروب من أزمتها الداخلية المتمثلة...بثورةٍ مستمرة ولن تهدأ بعد كل هذه المجازر وإعدامات لشباب إيراني بعمر الزهور، علنًا وفي الشوارع وبأساليب القرون الوسطى بالجملة...
أجواء حرب رابعة ليست مقرّرة ولا تلوح في الأفق القريب لمن يعتقد بأن الحرب الرابعة مستحيلة...لكن حربي الخليج الأولى والثانية، كانت كل التخمينات والتكهنات تجتر عدم وقوعها حتى بدأ الحشد سريعًا وبطيئًا ثم وقعتا... غزو بوتن لأوكرانيا رغم تحذير الرئيس بايدن لم يخطر ببال البعض وقوع حرب بشرق أوروبا وتماس بالأطلسي...لكنها وقعت...
السؤال... لقاءات ورسائل وكل هذه الطقوس والتضاريس الضبابية تحوم وتصبغ أجواء المنطقة الخليجية...بالإضافة لثورات أخرى قد تبدو هامشية على حدودي سوريا وإسرائيل وداخل لبنان بين حزب الله ومعه ما يسمى بمحوّر المّمانعة وبين الشعب اللبناني بقيادة المعارضة الوطنية يقودها حزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع وحلفائه...هذه أيضًا قد تصُّب في توسيع الرقعة الضبابية لحدثٍ خطير بالمنطقة إذا ذهبت مفاوضات النووي إلى الزبالة وأصرّت إيران على النووي وهي بظرف صعب مع ثورتها الشعبية المستمرة والمتصاعدة رغم القمع السريالي...
هل نحن سائرون للحرب الرابعة أم هي فوضى ما قبل أعادت رسم الخرائط في المنطقة برمتها؟ وحدها أبو ظبي تواكب بذكاء وتسبق من خلاله الزمن والأحداث...
#احمد_جمعة (هاشتاغ)
A.juma#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟