حجر باليرمو أقدم السجلات الملكية لمصر القديمة

فريدة رمزي شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 7496 - 2023 / 1 / 19 - 22:19
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

هو أقدم نص تاريخى باقٍ من مصر القديمة، ويشكل مصدرًا أساسيًا لتاريخ مصر فى فترة الدولة القديمة.
إشترى محام صقلي يُدعى فرديناند غيدانو في عام 1859 لوحًا من البازلت الأسود عليه سلسلة من الكتابة الهيروغليفية المصرية. حصل عليها في سوق التحف في القاهرة ، لكن الحقيقة هي أن أصلها غير معروف. في عام 1877 ، ربما بعد وفاة غيدانو ، تبرعت عائلته بالحجر لمتحف أثار « أنطونيو ساليناس الإقليمى» باليرمو الأثري بصقلية، إيطاليا.
ومع ذلك ، لم يدرك أحد أهمية الحجر لسنوات عديدة ، حتى عام 1895 أدرك أهميته عالِم الآثار السويسري إدوارد نافيل ، الذي زار المتحف ، ثم ظهرت أول نشرة مترجمة كاملة عام 1902م لهنريخ شافير.

💥 إتضح أن الحجر من البازلت الأسود، وهو الجزء الأكبر من سبعة قطع تكون الحجر الأصلي، من الحوليات الملكية للمملكة القديمة في مصر القديمة. توجد خمس قطع في المتحف المصري بالقاهرة (تم الحصول على أربعة منها بين عامي 1895 و 1914 والخامسة في سوق الآثار في عام 1963) ، وآخرها وأصغرها جزء من مجموعة «متحف بيتري » في جامعة كوليدج لندن (حصل عليه عالم الآثار الشهير فليندرز بيتري عام 1914).

💥 قيل إن أصل الحجر من هليوبوليس «عين شمس» ، أو من بعض المعابد في ممفيس. نحتت اللوحة قرب نهاية الأسرة الخامسة، وهو يسرد ملوك مصر القديمة بعد توحيد مصر السفلى ومصر العليا بدءًا من الملك نارمر.
تعود المسلة التي تنتمي إليها الأجزاء السبع ، والمعروفة بإسم الحوليات الملكية للمملكة القديمة في مصر القديمة (وتُعرف بإسم حجر باليرمو) ، إلى حوالي 2430-2280 ق.م. (يعتقد بعض العلماء أنها قد تكون من القرن السادس قبل الميلاد ، ونسخة من نسخة أصلية قديمة) ، وبعد ترجمتها في عام 1902 من قبل هاينريش شيفر ، وجد أنها تحتوي على قائمة بملوك مصر من قبل الأسرة الأولى (3150-2890 ق.م.) إلى بداية الأسرة الخامسة « 2392 - 2283 ق.م.» مع ذكر أهم الأحداث في كل سنة، ومعلومات مذهلة بقدر ما هي مفيدة لعلماء المصريات.
الحجر يعتبر أقدم وثيقة لنص تاريخي باقٍ من مصر القديمة وهو أحد المصادر الرئيسية لدراسة وفهم تاريخ فترة المملكة القديمة. إنها وثيقة فريدة تسمح للمؤرخين وعلماء المصريات بتأكيد سلسلة الملوك لإنشاء السلالات الحاكمة في مصر.

💥 يُقدَّر إرتفاع لوح الحوليات الملكية حوالي 60 سم وعرضه 2.1 متر. القطعة المسماة حجر باليرمو لها شكل غير منتظم ، ارتفاعها 43.5 سم وعرضها 25 سم وسمكها 6.5 سم.
فيما يلي أسماء الملوك والسجلات الملكية (الأحداث الرئيسية لكل سنة من سنوات الحكم) للفراعنة من السلالات الأولى إلى الرابعة مرتبة ترتيبًا زمنيًا في سجلين.
ويبدأ بسجلات العام الأخير لفرعون الأسرة الأولى الذي لم يُحفظ اسمه ، ولكن يُعتقد أنه نارمر أو آها.
- النص مسجل على الجزء الأمامي وعلى ظهره ، ويسرد الأحداث التي وقعت خلال فترات حكم الفراعنة حتى «نفرركاري كاكاي» ، الحاكم الثالث للأسرة الخامسة. بجانب إسم كل فرعون يوجد أيضًا إسم والدته.
يوفر النقش أيضًا بيانات وقياسات للإرتفاع السنوي لنهر النيل وما يترتب على ذلك من غمر وأعياد وضرائب وتعداد الماشية والحروب وإنشاء تماثيل الآلهة والملوك والمعابد والمدن.
تنتهي القوائم دائمًا ببيان السنة التي مات فيها الملك. ومع ذلك ، فإن عدد سنوات المُلك لا يبدأ بتولي الحكم ، ولكنه يشير إلى السنة التي إعتلى فيها العرش ، أي سنة التتويج.

💥 والكتابة على الجانبين لوجهيّ الحجر تشير حقيقة إلى أنه لم يكن مقصودًا وضعه على الحائط، ولهذا يُعتقد أنه قد يكون أحد اللوحات التي أقيمت في المعبد الرئيسي للعاصمة (ممفيس) ، والتي سجلت سجلات حكام الملوك الذين توالوا لبعضهم البعض على عرش حورس.
فهي وثيقة سياسية شبيهة بالقوائم الملكية التي تم إنشاؤها لاحقًا مثل تلك الموجودة في أبيدوس والكرنك. ويدعم هذا الإحتمال حقيقة أن بعض العهود لم تذكر على اللوحة ، ربما لأنها تعتبر غير شرعية.
وتؤكد كذلك شهادة هيرودوت وديودوروس من صقلية، من بين آخرين الذين قالوا أن المعابد حافظت على تاريخ الملوك المصريين منذ البداية، وأن الكهنة يمكنهم بالتالي الرجوع إلى السجلات التاريخية.

💥 - تحتوى النقوش على واجهة الحجر على ستة أسطر من النصوص الهيروغليفية من اليمين إلى اليسار ، حيث يسرد السطر الأول أسماء ملوك لمصر السفلى المعروفة بإرتداء التاج الأحمر من فترة ماقبل الأسرات ، أما السطر الثانى والأسطر اللاحقة فتحوى أجزاء من حوليات ملكية لفراعنة من الأسرات الأولى وحتى الرابعة، محددة بالأحداث الهامة فى كل عام من فترة حكم كل ملك مرتبة زمنيًا ، ويبدأ السطر الثانى من حجر باليرمو بدخول السنة الأخيرة لملك من الأسرة الأولى لم يُحفظ إسمه، ولكن يفترض عموما أن إسمه إما نارمر أو عحا .

💥 الفراعنة على اللوحة هم .. على وجه الحجر:
فترة ما قبل الأسرات: Mejet و Wadynar و Neheb و Tiu و Tyesh و Jaau و Seka
الأسرة الأولى: حور عحا - خنت جر أو دجر - دجت ويعرف ب ودجي زت - حور دن
الأسرة الثانية: نت جر كا رع - خع سخم وي
الأسرة الثالثة: زوسر
الأسرة الرابعة: سنفرو
- على ظهر الحجر:
الأسرة الثالثة: حوني
الأسرة الرابعة: شبسس كاف
الأسرة الخامسة: أوسركاف - ساحو رع - نفر إر كا رع.

💥 حفظ لنا الحجر أسماء تسعة ملوك سبقوا عصر الأسرات أي سبقوا «مينا» أول من حكم مصر الموحدة حوالي عام 3200 ق.م. والملوك التسعة حكموا في الدلتا. ولو أن هذا الحجر وصل إلينا كاملًا لعرفنا ملخص تاريخ مصر من أقدم العهود إلى الأسرة الخامسة، كما رواه المصريون أنفسهم. ومن الممكن أن يكون المؤرخ القديم مانيتون قد إستخدم معلومات مشابهة لتلك التي في اللوحة الكاملة للحوليات الملكية لإنشاء سجله عن أسرات مصر المبكرة التي تشكل جزءًا من كتابه «تاريخ مصر» الذي كتبه في القرن الثالث ق.م، على الرغم من أن قائمة الملوك الباقية الأقرب إلى عمله (كما حفظه الكُتَّاب اللاحقون) هي بردية تورين.
صدق نجيب محفوظ حين قال: مصر ليست دولة تاريخية، مصر جاءت ثم جاء التاريخ.

#فريدة_رمزي_شاكر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات