|
الرقص بساق واحدة
فتحي مهذب
الحوار المتمدن-العدد: 7496 - 2023 / 1 / 19 - 13:08
المحور:
الادب والفن
(هذا الشعر نسيج وحده. لا يشبه أيّ كتابة شعرية أُخرى، وإن كان يحمل نفحات من المزامير ومن رؤيا يوحنّا ومن أدبيات دينية غير هذه... لكنّ مخيلته الجامحة هي مخيلة صاحبه وحده، والصوَر صوره. وتأتي الترجمة الإنكليزية الرشيقة لتقف قصيدةً بجانب قصيدة).
الشاعر والمفكر الدكتور أديب صعب Adib Saab.
الرقص بساق واحدة في قطار السنوات الأخيرة One leg dancing on a train of recent years.
ترجمة الموسيقي والشاعر القدير الدكتور يوسف حنا. فلسطين.
لو تنحني السماء قليلا لأرشق طيور الغيبيات بالحجارة. لو أركل النيزك الذي أخفى براهين المجرة.. لو أرفع نثر الربوة للغزلان الفصيحة. سأعتني بهواجس الأسد . أقول لوحوش النهار العدوة. سأقلم فرو لبدته بزئير أصابعي. لا يجلسن أحد غيري على أريكته الأثيرة.
****
أيتها الحمامة المطوقة المفرودة الجناحين مثل طائرة ترتاح على كتفي متصوف ماذا لو تحملين بريدي الى الله؟.
****
تأخرت كثيرا أيها العالم في تسديد ديون الموتى. ما أطول ذيل يوم الآخرة ! سحقا للأرض التي تدور مثل عجلة عربة الأموات.. الأرض التي تأكل صغارها بشراهة. لن أكون في قائمة وجبتك اليومية سأعمل النار في أبعاضي.. لن أسعد الأشباح بتاج غيابي .
****
رأيت ملاكا ينظف مسدسات جنود قتلى بأسنان صدئة.. ثمة حرب أخرى في درب التبانة . ثمة رعاة بقر يلمعون أحذية الموتى.
****
أنا سعيد جدا لأن الآخرين بالكاد ضريرون. شمسهم دلو مثقوب يتسول في عتمة بئر مهجورة.. لم يرني أحد .. البومة المحنطة التي تغني بعد منتصف الليل.. خزانتي ذات الأظافر المهملة.. جيراني النائمون أبدا في اليقظة والمنام.. مثل دببة غير مهذبة.. لم يرني أحد كيف حفرت خلسة مقبرة جماعية لنظامنا الشمسي الهالك . ورسمت صليبا في إضبارة ديوني البنكية .
****
كانت سقطة مروعة.. الناسك خذلته حنجرة الهدهد.. البيت أهداني رصاصة طائشة.. أنا أصغي طويلا لمديح القوارب ولموسيقى الثعلب في حقل الذرة لمراثي الكراكي وهي تجز ريش الهواء.. لنأمة زهرة الجرجيس في العاصفة كانت سقطة مروعة بعد اكتشاف كذبة الجسد.. وعودة الآخرين الى الديار .
****
أكتب لأن الرب حين يمر في الليل مرصعا بكتيبة عميان.. يتبعه زنوج نائمون على فيلة.. مهرجون مهرة يربطون طوق النسيان بحبال التذكر.. سحرة يضربون النهار بالكرباج مثل عبد.. لكن لماذا يسدد مسدس عينيه صوب بيتنا المتداعي .. أكتب لكي تشفى حمامة روحي من الخبل اليومي . أكتب لأتسلى- بصخرة سيزيف.
****
يبتلع هنديا أحمر .. ويروض خنجره لينام البلبل في الحديقة.. ويحيل غابته الى ناطحات سحاب وحصانه الى مروحية أباتشي. آه أيها الأسقف كف عن قرع النواقيس في بيت القيامة .
****
عبر ولم يصل.. كان طوال حياته أعمى.. لم ير غير فصوص حكمته في حوزة القاطور.. لم ير شيئا.. واستحال الى غبار تحت جلد الساحرة.
****
تنظرين الي وأنا أكتب.. أخلّص المرآة من القباطنة الجدد راشقا الذئبة التي تطل علينا من شقوق النافذة.. بفاكهة المجاز الرطب.. لا أشتم الغبار الذي يحرس رعاياه في المركب الطيني.. أنت مسافرة وأنا مقيم في اللايقين ريثما يصل الكفن .. مثل هدية فاخرة لأمير الغياب. لم أنته بعد من توديع بعضي .
****
لا حاجة لي بحصتي اليومية من حليب الشمس.. أو بذئب يغرد تحت صومعة الناسك.. مصباح العزلة يضيء الرقعة. أنا لا أتهم الساعة الحائطية بالسهو السابعة مساء الا خمس زفرات.. الشمس مقرفة وعدوانية.. تهشم أواني السنوات الفائتة على الاسفلت.. لن أعدك بمزهرية وألبوم مذهب.. لن أعدك بخاتم بنت الجيران.. التي اختلس قلبها قط براقماتي في زقاق معتم. تبا للقطط التي تمشي مثل بهلوان على حبل الأضداد.
****
أغرر بشجرة فستق. أقول لها : أنا البستاني الذي طرد الغربان من المغارة .. ورصع جدائلك بالحجارة الكريمة. وحين نضجت قناديلك. جن والتهمت نواياه خفافيش الحانة. أنا العبثي المرصع بزبرجد اللامعنى. لتكوني فاكهة آخر الليل. حين يفتح الندم أبواب التوبة. ويفرنقع الندمان مثل قطيع أشباح.
****
كل جسد دورق مليء بالديدان.
****
عادة ما ألج المواخير مسلحا بفأس أو هراوة. حين يطل الشيطان من المرآة.. أهشم بلور اليوطوبيا.
****
داخل رأس كل امرأة رأس من برونز .
****
على الأكمة الزرقاء أثار لعازر .
*********************
One leg dancing on a train of recent years By Fathi Muhadub / Tunisia From Arabic Dr. Yousef Hanna / Palestine
If the sky would bend slightly
I would have thrown stones at the birds of metaphysics.
If I would kick the meteor that concealed the galaxy evidences
If I would lift the knoll prose for eloquent deer.
I would have taken care of the lion s obsessions.
I say to enemy daytime monsters:
I will trim the fur of its mane with the roar of my fingers.
No one but me sits on his favorite couch.
***
O ringdove
Spread winged like an airplane
Resting on a Sufi s shoulder
What if you would carry my mail to God?
****
You are too late, world
In paying the debts of the dead.
What longer is the afterworld s tail!
Screw earth that turns like the chariot wheel of dead
The land that greedily eats its young.
I will not be on your daily meal menu
I will draw fire in my parts
I will not delight ghosts with the crown of my absence.
****
I saw an angel cleaning dead soldiers pistols with rusty teeth.
There is another war in the Milky Way.
There are cowboys shining the shoes of dead.
****
I m very happy
Since others are hardly blind.
Their sun is a pierced bucket
Begging in the darkness of an abandoned well.
No one saw me
The mummified owl that sings after midnight
My locker with discarded nails
My neighbors who ever in vigilance and dream
Like rude impolite bears...
No one has seen me how I stealthily dug a mass grave for our perishable solar system.
And I drew a cross in my Banking
debt file.
****
It was a terrible fall.
The hermit was let down by the hoopoe s singing.
The house gifted me a stray bullet.
I long listen to boats praises
And to fox music in the corn field
To laments of the crane as she fleeces the air feathers
The Zarzis flower s sound in the storm
had a terrible fall
After discovering the lie of the body
And others return home.
****
I write because when the Lord passes at night,
Studded with a blind battalion
Followed by Negroes ing on elephants,
Ingenious clowns tying oblivion to ropes of remembrance.
Witches whip the daytime with lash like a slave.
But why does a gun point his eyes
Toward our dilapidated house?
I am writing so that the pigeon of my soul may heal of daily insanity.
I write to be entertained - with Sisyphus rock.
****
He swallows a red Indian.
And tames his dagger, so that the songbird s in the garden.
And refers his forest to skyscrapers
And his horse to an Apache helicopter.
Oh, Bishop, stop blowing the bells in the House of Resurrection.
****
He crossed and did not arrive...
He was blind all his life.
He saw only the lobes of his wisdom in the alligator possession.
He saw nothing
And he turned to dust under the witch skin.
****
You look at me while I write
I save the mirror from the new captains
Striking she-wolf overlooking us
Through the window cracks
With wet figurative fruit...
I do not smell the dust guarding his parishes
In the mud boat...
You are traveling and I reside in uncertainty
Until the shroud arrives
Like a luxurious gift for the Prince of Absence.
I haven t finished bidding farewell to my parts yet.
****
I do not need neither my daily ration of sun milk
Nor a wolf singing under the hermit s silo...
Seclusion lamp lights up the patch.
I do not accuse the wall clock of omission
Five breaths to seven o clock in the evening.
The sun is disgusting and aggressive.
Smashing the pots of the past years
On the asphalt...
I will not promise you a gilded vase and album
I will not promise you the ring of the neighbor’s daughter.
Whose heart has been stolen by a pragmatic cat in a dark alley.
Damn cats walking like a tumbler
On the rope of opposites.
****
I deceive a pistachio tree
Telling her: I am the gardener who drove the crows out of the cave.
And studded your braids with precious stones.
And when your lanterns are ripe
His intents went mad and devoured the tavern bats.
I am the absurd encrusted with the meaningless aquamarine
Making you the fruit of late night
When remorse opens the doors of repentance.
And the penitent disperses like a herd of ghosts.
****
Every flesh is
A beaker full of worms.
****
I usually penetrate the brothels
Armed with an ax´-or-a baton.
When the devil appears
From the mirror
I smash the crystal of Utopia.
****
Inside every woman s head
A head of bronze.
****
On the blue hill Lazarus’ traces
#فتحي_مهذب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مجانين
-
أحبك يا كاترين
-
صانع الحياة Life Maker
-
الفهد تحت الأنقاض
-
من كتاب لاجىء موريسكي
-
صخرة سيزيف
-
مالك الحزين
-
نهاية تشارلز الضرير
-
إلهي
-
سنتوج بالفراغ الذي لا يبلى
-
أيها النمر الأسود أيها النهار
-
رسالة إلى الله
-
لتأويل أزهار الجنازة
-
أمير نائم في زورق هادىء
-
صمتي إوزة نافقة على الرصيف
-
قيامة ريتا
-
أيها الرب
-
أروض متناقضاتي في دار الأوبرا
-
التنين الأبله
-
حبات هايكوية
المزيد.....
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
-
-لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|