أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي عبد السادة - موت للتبادل!..حياة للتبادل














المزيد.....

موت للتبادل!..حياة للتبادل


علي عبد السادة

الحوار المتمدن-العدد: 1703 - 2006 / 10 / 14 - 08:51
المحور: كتابات ساخرة
    


أبدل كل أسماء أهلك، ومعارفك، المسجلين على قائمة هاتفك الخلوي، ربما أنهم مسجلون على قائمة اغتيالات. وأبدل أسمك، وقتما تشاء، أو ما تشاء أحجية المخالفات الشرعية للأسماء، في هذه المنطقة المقفلة لهذه الملة، أو تلك التي في طريقها للأقفال.
أبدل محل عملك، ربما انه مسجل على قائمة الأعمال غير الشرعية، وفكر في زاوية ضيقة بشارع لا يمر فيه أحد، وأمكث هناك..
أبدل ملابسك، وغير ملامح وجهك، وأحلق ذقنك، او أطلقه، ولا تكتب شيئا في الصحف وأحرق صورك القديمة والحديثة، ولاتمر من إمام باب مركز الشرطة، وأبدل شهادة الميلاد بأخرى للوفاة، وغير محل الولادة، وتاريخها، وأقترح لنفسك لقبا مسموحا به في بلد لا لقب له.
مزق كل رسائلك لحبيبتك الأولى، وفواتير الكهرباء، وقوائم التموينية...
لحظة..
أحتفظ بورقة التهجير التي أجبرتك على ان تترك بضع "أحجار" كنت وقد وضعتها واحدة فوق الأخرى، عند بدايات أحلامك الأولى..الوقت مناسب ألان للاستفادة منها.
أغلب المكالمات الهاتفية التي تجري هذه الأيام بين أناس، لا يعرف أحدهم الأخر، بل لم يلتقو في يوم من الأيام، وهم اليوم يستخدمون أقصى درجات السرية في الأحاديث..
- أنا حيدر
- وأنا عمر.. أتشرف بمعرفتك.
- كلانا مهجران.. هل نتبادل البيوت
- نلتقي في مكان محايد لنتفق
أننا نتبادل المنازل، والأثاث والذكريات، ولحظات الفرح والحزن المرسومة، شفويا، على جدران منازلنا، اننا نتبادل أمكنة النشوء والولادة والممات، بطريقة أسهل من لحظات طردنا العلني من مهاجعنا، إننا نتبادل كراماتنا في وضح النهار، وربما سنتصل ببعضنا لنتفق سرا على مبادلة الاكفان والمقابر، وسننشأ دائرتين للطب العدلي، لكي لا نتزاحم على واحدة فقط.
كلكم تتفرجون، وتعلمون مايجري
أننا نتبادل كل شيء، حتى تلك الذكريات التي نحفرها على حائط المنزل العتيق، وانتم تتبادلون، بتهجيرنا حصص الأمكنة والكراسي والأشجار والأنهار.
نحن نتبادل ما نملك، وانتم تتبادلون ما لا تملكون..
لعلي أقترح، ما ينفعكم، أبدلو دجلة محل الفرات، او العكس، فهذا أرث لهذه الملة، وذاك أرث لتلك.
أو لتبادلوننا، مقايضةً، بقطع بلاستيكية معادة، حتى لا نشعر بأي شيء، حتى ضياع الكرامات الشخصية، سوى تلك الحروق التي تصيبنا في مفخخة يصنعونها في بيوتنا المبادلة. او اجعلوا منا أعلانا تلفزيونا، يروج لمشاريعكم المستقبلية، وأكتبوا على قمصاننا:" مواطنون على قيد الوفاة"، وخطوا على جدران منازلنا :" خرجوا في نزهة"، للدواعي الامنية.
أو...
أقترح شيئا أخر..
لم لا نتبادل مع شعب مسكين أخر، لنرحل إليه، ويحلون هم محلنا..
نترككم، وحدكم، تتقاسمون، وتأكلون، إلا أنكم لن تكتفون



#علي_عبد_السادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إننا نحتج
- خنادق
- السماوة.. وملح الجروح
- من كل ثلاثة، طفل جائع*
- أصلاح*
- نصف ساعة خوف
- أكثر من نبوءة، وأقل من مربد
- أيا نصف مربد... قتلوا نصف الشعر فيك
- من العراق
- من العراق..
- خذوا كل شيء وأتركوا الوطن
- الحرب الاهلية .. دارفور نموذجا ، أزمة نظام عسكري وقوى عالمية ...
- أزمة لبنان : لحود، الحكومة، البرلمان، الدستور
- حمى السلاح
- نحن الان في بغداد
- حكومة لبنان ... حكومات
- رأس أسرائيلي مصاب بالجلطة .. رأس فلسطيني مصاب بالدوران
- سؤال مغربي .. من هو المسؤول؟
- الوعي الانتخابي.. رهاننا الاول لتجاوز أستقطاب طائفي مقيت
- الطريق طويل في الخليج


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي عبد السادة - موت للتبادل!..حياة للتبادل