|
التطرف والفاشيه الاصوليه صفه متلازمه مع انشاء الكيان الصهيوني ولن ترهب الشعب الفلسطيني
علي ابوحبله
الحوار المتمدن-العدد: 7494 - 2023 / 1 / 17 - 11:46
المحور:
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
بقلم: المحامي علي ابوحبله الارهاب الصهيوني متاصل في العصابات الصهيونيه منذ ما قبل وبعد اغتصاب فلسطين ، ولا غرابة ان يقف العالم اليوم مشدوها من تحالف بنيامين نتنياهو مع جماعات التطرف والعنف، وهذا الأمر ليس مستجداً في الكيان الصهيوني الذي يمارس سياسة الفصل العنصري الأبرتهايد ويحرم اصحاب الحق الشرعيين من حقوقهم في وطنهم فلسطين فقبل أن تزدهر في أوروبا جماعات التطرف القائم على العرقية، والتحريض ضد مواطني العرقيات غير البيضاء، كانت جماعات التطرف التلمودي-الصهيوني تمارس كل الموبقات، مستلهمة شعارات "الموت للعرب" من زمن المذابح المؤسسة للنكبة ولدولة الاحتلال في العام 1948. وبعد ان استسلم الغرب لمقولة الصهيونيه وتوجيه تهم "معاداة السامية" ضد كل من ينتقد الاحتلال والصهيونية، واعتماد سياسة الكيل بمكيالين بخصوص الارهاب الذي تمارسه سلطات الاحتلال ، يصبح "طبيعياً" ممارسة الارهاب والقتل ومصادرة الاراضي والامعان بسياسة التهويد وسن "قوانين" عنصرية وفتاوى دينية - تلمودية، تحاصر الوجود الفلسطيني ضمن مخطط "ترانسفير سريع". العنف في المفهوم الإسرائيلي كقوة احتلال تمارس استخدام القوة المادية لإلحاق الأذى والضرر بالأشخاص والممتلكات. ويمكن الإشارة في هذا السياق إلى أن الحاخامات اليهود (الاثنين24 أغسطس ٢٠١٥) أصدروا فتوى تنص كالآتي «اقتلوهم وأبيدوهم بلا رحمة للحفاظ على إسرائيل».هؤلاء الحاخامات شكلوا قبل عشر سنوات حركة أطلقوا عليها اسم «هسنهدرين هحداشا» (مَجْمَع الحاخامات الجديد). أسس هذه العصابة الحاخام عيدان شتاينليزتس، الحاصل على «جائزة إسرائيل» و«وسام الرئيس الإسرائيلي»، وهما يعدان أرفع الجوائز الإسرائيلية. وان العنف والعنصرية والقتل هي سمه بارزه في المجتمع الصهيوني وقد بثت القناة الإسرائيلية العاشرة ٢٠١٥ تسجيلا مصورا لأحد أعراس المستوطنين يظهر تحول العرس إلى مهرجان احتفالي بقتل الفلسطينيين، خاصة حرق عائلة دوابشة. هذا التاريخ يستحضرنا اليوم بجماعتي "القوة اليهودية" بقيادة إيتمار بن غفير، و"الصهيونية الدينية" بقيادة بتسليئل سموطريتش، والافكار الفاشيه لهؤلاء المتطرفين وتهديداتهم ليست بالمستجده ، لسان حال كل فلسطيني يقول لنا ذاكرة دامية مع سياسات إخفاء الإرهاب المتأصل في المجموعات المتطرفه للمستوطنين ومجموعات تدفيع الثمن وشبيبة التلال امتداد للجرائم المرتكبه بحق الشعب الفلسطيني ، بن غفير وسومتيرش امتداد للوزير رحبعام زئيفي و الداعي للقتل، والتسامح مع شعارات "الذبح والموت للعرب"، من أمثال مئير كهانا وموشيه ليفنغر، وبفتاوى أن العرب "صراصير تستحق السحق"، كما كان يردد الحاخام عوفاديا يوسف. بالطبع سيكون مضيعة للوقت السؤال عن كيفية تعاطي واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي مع حكومة نتنياهو الفاشيه ولو تصورنا أن بين ظهراني العرب والفلسطينيين شيوخاً ورجالا بربطات عنق، يرفعون شعارات "الموت والذبح لليهود"، أو احتضان وسكوت رسمي عن جماعات بوزن "فتية التلال" و"تدفيع الثمن" و"حركة كاخ" أو "كهانا حي" الإرهابية اليهودية. فماذا سيكون ردة فعل الدول الداعمه للكيان الصهيوني وفي مقدمتهم امريكا والغرب على وجه العموم على كل، السكوت الطويل عن تسمية الأشياء كما هي لم ينتج سوى المزيد من الإرهاب الاستيطاني، الذي يجعل من أمثال بن غفير يشهر سلاحه، ويحرض جنود الأبرتهايد على قتل العربي. فمرتكب مذبحة المسجد الإبراهيمي في الخليل في شهر (رمضان 1994) الإرهابي باروخ غولدشتاين، وغيره في قوائم شرعنة الإرهاب اليومي على أرض فلسطين التاريخية، بما فيها فتوى قتل إسحاق رابين (1995)، لا يختلفون كثيراً عن مرتكب مذبحة كرايستشيرش في نيوزيلندا برينتون تارانت (2019)، ومنفذ مذبحة أوتويا قرب أوسلو النرويجية (2011) أندرس بريفيك، إلا في مانيفست الفئة المستهدفة. ففي حين ينطلق فاشيو أوروبا وإرهابيوها نحو "المهاجرين"، يركز مانيفست الإرهاب الصهيوني على طرد أصحاب الأرض الأصليين واعتبارهم "بقايا استعمار عربي"، مع كثير من الهراء عن "الحل السياسي"، ونفاق غربي عن "حل الدولتين"، بينما استمرت لثلاثة عقود سياسات التنافس على من يكون أكثر تطرفاً ودموية مع الشعب الفلسطيني. اليمين الفاشي الصهيوني الذي يملك كل أدوات القوه وهو يحاول فرض قانونه ضمن فرض القوه للسيطرة والتحكم لتحول دون رغبات الفلسطينيين من تحقيق إرادتهم للعيش بأمن وسلام ودون تحكم جبروتي من الاحتلال الذي أصبح أهم سماته لفرض هيمنته وسيطرته تعطشه للدم واستباحة الدم وقتل الفلسطيني الذي يرفض الانصياع لمنطق الاحتلال المدعوم بالقوة الغاشمة لم يدرك الإسرائيليين بعد أن غريزة البقاء عند الإنسان أقوى من غريزة حب السلطة ؛ وهذه الغريزة تبحث عن حاجات البقاء البسيطة الممثلة بالمشرب والمأكل والملبس والمسكن والشعور بالأمان وحاجته للتكاثر ، كما وضعها ماسلو في قاعدة هرم حاجات الإنسان وصنفها أنها أساسية لكل بني آدم مهما اختلفت مراتبهم الثقافية والعرقية . وأن عنف الإنسان ليس فطريا بل هي حاجة اضطرارية هدفها إعادة حاجاته الأساسية ؛ ولم تسير الجيوش إلا بإقناع الجنود أن حاجاتهم الأساسية بخطر ولابد الدفاع عنها ؛ وهو لب فلسفة ثورات الشعوب وهي غريزة الدفاع عن النفس ضد خطر يهدد بقاؤها ؛ وهذه الغريزة تلغي كل الكوابح المانعة ضمن مفهوم التضحية من أجل جماعة وحاجاتها الأساسية وان المقاومة الفلسطينية مشروعه ومحقه ضمن حاجة الفلسطينيين للأمن وتامين مستلزمات حياتهم بعيدا عن التحكم في مقدراتهم وبعيدا عن منازعتهم بأرضهم التي هي حق سيادي لهم ضمن تطلعهم لتحقيق حريتهم وممارستهم للسيادة على ارض وطنهم . ووفق كل النظريات للدفاع عن النفس تقول إن آلية قتال الثوار لا تعتمد على قوتهم المادية بمقدار رفض إرادتهم الروحية الانصياع لقوة العدوان عليهم ، وهي قوة تلغي قانون القوة العنقية وتضع قانون الحق الدفاعي لرد العدوان وإعادة الحقوق المشروعة المنزوعة . وفي نفي تام أن القوي يسعى لتدمير نفسه من أجل السيطرة وبسط النفوذ ، نرى أن الخصم الضعيف يقدم تضحيات كبيرة ومستعد للفناء حفاظا على حريته في امتلاك حاجاته الأساسية ؛ وهذا يظهر جليا بدراسة تاريخ الاستعمار في القرن السابع عشر والثامن عشر حيث قدمت الشعوب الضعيفة أكثر من مائتين مليون ضحية رفضا للاحتلال الأوروبي للبلدان البدائية ؛ ومن زاوية ثانية فإن سيطرة الدول الاستعمارية على البلدان البدائية لم تمنعها من حروب الكبار بين بعضها البعض وهو دليل آخر أن نزعة العدوان التوسعية لا تقف عند حدود فرض قانون القوة على ضعفاء بل يتعداه لترسيخ السيطرة المطلقة على البشرية ضمن مفهوم ضمان الأمن القومي للأجيال القادمة مما خلق إخلالا حقيقيا بمفاهيم الاقتصاد السياسي وجعله يتشكل ضمن أطروحات إمبريالية تسعى لسحق أي تمرد يخرج العالم من قانون العبد والسيد هذه الأفكار الثورية التي غيرت مفاهيم العلم الحديث خرجت من ثورات الشعوب المضطهدة مثل نظرية العفاف والاقتصاد المغلق التي تبناها ماوتسي تونغ وسياسات مقاطعة بضائع الاستعمار التي تبناها غاندي ونظرية التمرد المتمدن التي أبدعها مانديلا ومارتن لوثر كنغ ؛ في فن الثورة التي قالت أن الضعيف يملك قوة الإرادة وهي قادرة على قهر القوة الاستعمارية العسكرية ولم يعرف العصر الحديث أمة ضعيفة قبلت أن تستعبد من جيش قوي ؛ ونقول أن هناك أمم قبلت أن تفنى وتم قتل أغلبها دون أن تقبل أن تتحول إلي عبيد للسيد القوي والهنود الحمر خير مثال على ذلك . إن حماسة الشعوب لتقاتل دفاعا عن حقها بالحياة أي حقها بامتلاك الحاجات الأساسية للحياة وأهمها مسكن آمنه نسميه مجازا وطن الأحرار يجعل المحارب القوي يقف احتراما لتضحيات ثورات الشعوب المضطهدة ؛ وهي التي فرضت قانون استقلال بلدان العالم الثالث رغم استمرار ضعفه مقابل عتاد المستعمر الشرس . لم تعد حكومة الكيان الإسرائيلي بائتلافها مع الاصوليه الدينيه الفاشيه لتدرك أن قانون القوي تدميري لكل البشرية وأن العدل الحقيقي لا يؤمن إلا بالمساواة بين القوي والضعيف وحرية كل البشر بامتلاكهم الحاجات الأساسية للحياة وعلى رأسها مسكن آمن يسمى وطن حر عند ثوار العالم ؛ وفي ثورتنا نسميه فلسطين مستقلة حرة. فهل للمتطرفين الاصوليين الذين يتقدمهم اليوم ابن غفير وسومتيرش وغيرهم الكثير ليدركوا ويتعلموا من التاريخ ليعلموا ان جبروت القوه لن يرهب الفلسطينيين كما لم يرهب الاستعمار بكل قوته وجبروته من اخضاع الشعوب المستعمره التي بارادتها هزمت الاستعمار وان قوة الكيان الصهيوني وجبروته مهما بلغت لن ترهب الشعب الفلسطيني وهذه حقيقه يدركها قادة الكيان الصهيوني منذ اغتصاب لليوم و ان اجلا او عاجلا سينال الشعب الفلسطيني حريته التي لا تتحقق الا بتحرير فلسطين
#علي_ابوحبله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-أزمة دستورية-: في إسرائيل هل تطيح بحكومة نتنياهو
-
مطلوب موقف عربي في مواجهة حكومة اليمين الفاشي
-
حرب تقويض الدولتين لصالح دولة الفصل العنصري
-
مخطط الانقضاض على السلطة الفلسطينية ومحاولات تكريس اللامركزي
...
-
إسرائيل تعيش أزمة وجود وصراع قبلي
-
الحكومة نكثت بتعهداتها والمطلوب سرعة تشكيل مجلس قضاء انتقالي
-
قانون -الأبرتهايد- والقاضي بسريان القانون الإسرائيلي على الم
...
-
مطلوب استراتجيه وطنيه لمواجهة المخاطر التي تتهدد القضية الفل
...
-
الوطن البديل في الفكر الصهيوني
-
الأسرى الفلسطينيون هدف بن غفير التالي؟ ومطلوب تأمين حماية دو
...
-
الإمارات تمعن في التطبيع وقرارات تتزامن مع انتهاك حرمة المسج
...
-
في يوم الشهيد - الفلسطيني-: نطالب بتحرير جثامين الشهداء المح
...
-
الوصاية على مقدسات القدس.. متأصلة بالهاشميين منذ أكثر 98 عام
...
-
لا للتطبيع المجاني مع «إسرائيل» وان أوان الصحوة الوطنية
-
الائتلاف الصهيوني المتطرف لحكومة نتنياهو واللعب على وتر الصر
...
-
ترتيب البيت الفلسطيني أولوية وطنيه بعد فشل عملية السلام
-
حكومة نتنياهو بائتلافها الفاشي تدفع للصراع الديني العقائدي
-
الملك عبد الله الثاني: والخطوط الحمر بخصوص الوصاية الهاشمية
...
-
إسرائيل قوة احتلال نافذة على الأرض وستقاطع محكمة العدل والقر
...
-
التطبيع المحتمل بين السعودية وإسرائيل: -المنافع- والمخاطر
المزيد.....
-
انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من
...
-
وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه
...
-
الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن
...
-
ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
-
بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية
...
-
استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا
...
-
الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
-
ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية
...
-
الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي
...
المزيد.....
-
جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي
/ الصديق كبوري
-
إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل
/ إيمان كاسي موسى
-
العبودية الجديدة للنساء الايزيديات
/ خالد الخالدي
-
العبودية الجديدة للنساء الايزيديات
/ خالد الخالدي
-
الناجيات باجنحة منكسرة
/ خالد تعلو القائدي
-
بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê
/ ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
-
كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي
/ محمد الحنفي
-
ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر
/ فتحى سيد فرج
-
المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟
/ مريم نجمه
-
مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد
...
/ محمد الإحسايني
المزيد.....
|