أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الطرح الطبقي في رواية -مزاد علني- بديعة النعيمي














المزيد.....


الطرح الطبقي في رواية -مزاد علني- بديعة النعيمي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7493 - 2023 / 1 / 16 - 20:10
المحور: الادب والفن
    


الطرح الطبقي في رواية
"مزاد علني"
بديعة النعيمي
من يتابع أعمال بديعة النعيمي الروائية، يجدها ذات لغة عالية، وكأنها من خلال اللغة تحاول أن تزيل شيئا من قسوة الأحداث/الفكرة التي يحملها العمل، هذا الأمر وجدناه في روايتي "عندما تزهر البنادق، وحنظلة" وها هي تستخدم عين الأسلوب في رواية "مزاد عليني".
الرواية تتحدث عن الطفل "نصر" الذي يقرر أن يتجاوز أسوار قصر "أكبر الكروش" ليأتي بطعام له ولأسرته، لكن من أن يدخل القصر حتى ينكشف أمره، فيقوم "أكبر الكروش" برميه بالرصاص فيسقط قتيلا، هذا هو الحدث المركزي في الرواية، قتل طفل فقير من قبل رجل راشد وغني، وهذا ما يجعل الطرح الطبقي حاضرا في الرواية، فالساردة تأتي على ذكر الفروقات الاجتماعية والأخلاقية في أكثر من موضع في الرواية، مما يجعلها رواية (صراع طبقي).
اللافت في الرواية أنها تجمع ما بين الفساد الاقتصادي والسياسي، الذي يصل إلى الخيانة الوطنية: "...وانطلق للبحث عن نافذة لا يؤدي إلى غرفة محتوياتها ذهب وألماس أو حتى خزنة تخبئ بداخلها الملايين من العملات النقدية ومخططات الغدر والخيانة، بل ذهب يفتش عن نافذة غرفة يقولون بأنها تحوي أرغفة الخبز" ص10، هذا المشهد يشير إلى انحياز الساردة للفقراء، وكفرها بالطبقة الغنية، وتضيف عليه الفساد الأخلاقي الذي يجعل "أبو الكروش" يقدم على إطلاق النار بدم بارد على الطفل نصر: "صوب اللعين المسدس نحو رأسه وأطلق رصاصة واحدة ... رصاصة كانت كفيلة بقتل حلمه وإنهاء نشوته" ص13، ولا تكتفي السارد بهذا الأمر بل تضيف عليه فقدان الشرف وفقدان الغيرة على أجساد النساء: "..جزر تجلس فيها زوجاتهم على سواحلها بالمايوهات، يصبغن أجسادهن باللون البرونزي.. وهم يزنون ويعاقرون الخمر في ملاهي العهر" ص57، إذن هناك صورة مطلقة السلبية تجاه الطبقة المتنفذة، بحيث لا نرى فيها أي إيجابية، وقد أكدت الساردة هذا الأمر في خاتمة الرواية عندما تحدثت قائلة: "ألا تستحون يا أصحاب الكروش وأنتم تتاجرون بأعراضكم لأسياد النفط وصناع الدولار؟" ص158، بهذه الفقرة لم تترك أي مجال لمهادنة أو للقاء مع (الكروش الكبيرة)، فكان طرحها الطبقي المنحاز للفقراء واضحا وحاسما.
لغة السرد
روائيا، من الجميل أن يكون توافق بين طبيعة الشخصية واللغة التي تتحدث بها، فلغة الأستاذ غير لغة العامل، ولغة الأم غير لغة الطفل، هذا الأمر مهم في العمل الروائي، لكن في رواية "مزاد علني" نجد لغة الطفل عالية وأكبر من عمره، فعلى سبيل المثل يتحدث "عاصي" بهذه اللغة: "كم أتمنى أن أعود إلى كهف الماضي هاربا من هذا الواقع الجاف، فبالرغم من قسوة الماضي، إلا أن حياتنا كانت رطبة بفعل المحبة التي كانت تجمع العائلة، فالحياة التي تخلو جنباتها من المحبة، ما هي إلا صحراء مقفرة، أما تلك التي تضج أركانها بالمحبة فهي بساتين تنبض بالخضرة" ص30و31، هذه اللغة أكبر من لغة طفل لم يبلغ سن السادسة عشرة، وهي أقرب إلى لغة الساردة منها إلى لغة طفل، وهذا الأمر (شوه) لغة السرد الروائي، الذي كان يفترض أن تكون لغة الشخصيات متباينة عن لغة السارد الرئيس.
الرمز
تحمل الرواية شيئا من الرمزية، فهناك بعض المواقف جاءت تشير إلى شيء من الرمز، كما هو الحال فيهذا المقطع: "هؤلاء القتلة هم من وقفوا جنبا إلى جن مع أولئك الذين رسموا حدود لأوطاننا، بالرغم من انهم فقط اثنان" ص 32، وهذا يشير إلى سايس بيكو وما فعلاه عندما قسموا المنطقة حسب مصالحهما.
وفي موضع أخر جاء الرمز بهذا الشكل: "وقف الثيران على حكم أبيهم وهو ينهار في تلك الغابات وأخذوا يستعطفون الثعابين للمساعدة، لكنها رفضت ذلك لأن مصالحها مع الثور الأكبر كانت قد انتهت. فخرج الثور الأكبر من تلك البقة وهو يجر خلفه أذيال الهزيمة!!" ص110، جميل أن يكون الرمز حاضرا في الأدب، لكننا نجد الساردة تكشف هذا الرمز ودون مبرر: "... فشهرزاد كان هدفها تخليص رأسها من بطش سيف رعب شهريار، أما هدفي أنا فهو محاولة إيقاظ شعب كاملة من سيف الظلم الأسود المسلط نحو رقابهم مع كل زفير وشهيق له" ص119، أعتقد أنه كان من الأفضل أن تبقى اللغة (خلف الستار) حتى يشعر المتلقي بأن هناك ما هو (مخفي) في الرواية، وعليه أن يفكر فيما أراد من تقديم رواية "مزاد علني".
وهناك "سلمى" التي جعلتها بمكانة الوطن، لكن استخدمها لهذا الرمز كان مكشوفا منذ البداية، حتى أن حضورها كرمز تفوق على حضورها كأنثى.
من هنا نجد لغة الرواية لغة متميزة، كما أن الشكل الأدبي فيه من الفنية ما هو مثير، لكن انحياز الساردة للفقراء ـ جعلها تكشف كل ما فيه الرواية ـ فهي رأتهم يستحقون التعاطف والاهتمام بهم، فأرادت أن تريحهم من عناء التفكير والتأمل، فبينت كل مكونات الرواية وكشفتها لهم، دون أن تترك لهم شيئا من البحث والتفكير، فدافعها كان عمل الحير، لكن نتيجته أزالت الجمالية الأدبية والفنية من الرواية.
الرواية من منشورات دار فضاءات للنشر التوزيع، عمان، الأردن، الطبعة الأولى 2019 .



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة في متاهات الأسر رأفت البوريني
- الأم في كتاب رنين القيد -عنان زاهي الشلبي-
- الليلة الأولى رواية تحارب الشعوذة والعادات البالية
- التألق في قصة -درب الفردوس المفقود- تقى مسعود
- الذاكرة الفلسطينية في كتاب -الذاكرة الحية- أحمد صالح جربوني
- رواية سعيد وزبيدة محمود شاهين
- تماثل الشخصيات في رواية -أصابع امرأة نيئة- هدى حواس
- الرمزية في رواية -العائد إلى سيرته- باسل عبد العال
- مناقشة كتاب الكتابة على ضوء شمعة حسن عبادي وفراس حج محمد
- مناقشة كتاب -الكتابة على ضوء شمعة، إعداد المحامي الحيفاوي حس ...
- الكتابة وأثرها الإيجابي في -فكر بصمت- قصي الفضلي
- السياسي في رواية -جنوبي- رضمان الرواشدة
- السياسي في رواية -جنوبي- رمضان الرواشدة
- والأحداث والحكم في -السيجارة الأخيرة (مدائح الكافور) أحمد يع ...
- الخصب وعودة الحياة في قصيدة -يا أجراس الله- محمد فرطوسي
- المضمون واللغة في -مأدبة الغياب- أسمى وزوز
- الكلاسيكية الجميلة في رواية -أجفان عكا- حنان بكير
- ديوان -خلل طفيف في السفرجل- أحمد العارضة
- ديوان العسل البري نمر سرحان
- المضمون التقدمي والفنية الأدبية في كتاب -ساعات في الجحيم- يو ...


المزيد.....




- فنان مصري: نتنياهو ينوي غزو مصر
- بالصور| بيت المدى يقيم جلسة باسم المخرج الراحل -قيس الزبيدي- ...
- نصوص في الذاكرة.. الرواية المقامة -حديث عيسى بن هشام-
- -بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
- سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي ...
- لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
- مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م ...
- رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
- وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث ...
- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الطرح الطبقي في رواية -مزاد علني- بديعة النعيمي