أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - العراق من أزمة مائية الى أزمة وجودية …؟














المزيد.....


العراق من أزمة مائية الى أزمة وجودية …؟


رمضان حمزة محمد
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 7492 - 2023 / 1 / 15 - 10:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن الطبيعة المتنازع عليها للموارد المائية المشتركة مع تركيا وايران ، والظروف المعيشية الصعبة والقاسية للمجتمعات الريفية وبيئتها في وسط وجنوب العراق ، جعلت المنطقة مختلفة عما كانت عليه قبل قطع المياه عنهم من قبل تركيا وايران. تتمثل الخطوة الأكثر فورية وعملية لمواجهة هذا التحدي الخطير والغير المسبوق في تاريخ العراق وفي ظل تغير المناخ هو في إظهار الإرادة السياسية لإلزام الدولتين تركيا وايران بالجلوس على طاولة المفاوضات من خلال تقليص المبادلات التجارية معهم في البداية كخطوة اولى تتبعها خطوات اخرى متسارعة وفتوى المرجعية , وتدويل مسألة المياه الدولية المشتركة في كافة المحافل الدولية، وهذا سيعمل على تحسين المرونة في التعامل مع العراق وتخفيف النزاعات المحتملة في اتجاه مجرى النهر من خلال ربط الملف المائي بمجمل الاتفاقيات مع الدولتين.؟
قد يكون أحد أشكالات التفاوض الشائعة من الجانب العراقي مع تركيا وايران بخصوص ضمان حقوق العراق المائية والتي قد تسبب ضعف في الموقف التفاوضي للعراق هو تصعيد التوقعات من خلال تقديم تنازلات حادة، مما يدفع الطرف الآخر إلى رفع مستوى مطاليبهم.!؟
ولكن هناك فرص كثيرة قد تكون مفيدة لضمان حصة العراق منها هو إحتساب مياه الثلوج في حوضي دجلة والفرات والتي ستكون خطوة لإتخاذ إجراءات مناخية مشتركة مع تركيا.
حيث رغم أن عدم اليقين في الاحتمالات المناخية هو السائد، في إدارة موارد المياه وتخطيط التكيف ، لا سيما في مشاركة أصحاب المصلحة في عمليات التخطيط واتخاذ القرار. ولكن تطبيق الأساليب التي تدعم اتخاذ القرار في ظل الواقع الملموس هو في إعدادات التخطيط التعاوني بين الدول المتشاطئة. حيث بالأمكان من خلال دراسة الصور والمرئيات الفضائية معرفة سمك الثلوج التي تتساقط في حوضي دجلة والفرات وتحويلها الى تصاريف المياه من خلال معادلات رياضية بسيطة، وبالتالي معرفة الخزين التقريبي في خزانات السدود التركية وعلى هذا الأساس يمكن محاججة الحكومة التركية بهذه الأرقام كوسيلة ضغط إضافية لإطلاق حصص مائية عادلة ومنصفة للعراق كدولة مصب للنهرين، كون تركيا كدولة منبع لهذين النهرين وتعد ُ مصدر حيوي للمياه العذبة. وبهذا يمكن إزالة أحد العقبات الرئيسية أمام اتخاذ إجراءات مناخية مشتركة بين العراق وتركيا. وفتح إمكانية كبيرة لتوليد الانسجام وزيادة النشاط الاقتصادي بين البلدين- من خلال التجارة والعبور والسياحة وتوليد الطاقة – كلُ هذا أرضية يوفر أرضية خصبة وفرصاً لتحفيز آليات حل النزاعات الإقليمية والاضطلاع بالعمل المناخي المشترك. وإطلاق خطط مشتركة لدعم المرونة البيئية للبلدان المتشاطئة ودعم خاص لمجتمع الأهوار المسجل على لائحة الثراث الإنساني، للتكيف مع تأثيرات تغير المناخ وإدارتها بفعالية. وهذا من شأنه تسريع الخطوات نحو الإستدامة وتحقيق أهداف 2030 والمساعدة في اتخاذ مبادرات مشتركة للنهوض بالمجتمعات في الدولتين. ومع ذلك ، هناك حاجة إلى جهود خاصة لتهدئة النزاعات المحتملة بسبب نقص المياه المياه وزيادة تلوثها لاتخاذ إجراءات متضافرة لمعالجة تحديات المناخ والتوصل إلى حلول دائمة وباتفاقيات طويلة الأجل.
لأنه مع تفاقم التوترات الجيوسياسية عالمياً وإقليمياً مع تغير المناخ ونقص الموارد المائية والتي تسبب في ندرتها وشحتها، يمكن أن تؤدي ما يحدث في منطقة الأهوار العراقية بشكل خاص وجنوب البلاد بشكل عام إلى أزمة وجودية في المنطقة في السنوات القادمة.
إن الطبيعة المتنازع عليها هي تحكم دول التشارك المائي كلُ من تركيا وايران بحصص العراق المائية وضعف وسوء الإدارة المائية في البلاد ، والظروف المعيشية القاسية للمجتمع في الأهوار العراقية جعلت المنطقة متخلفة مقارنة بمناطق العراق الأخرى. حيث تتمثل الخطوة الأكثر فورية وعملية لمواجهة تحدي تغير المناخ في العراق الدولة المصنفة كخامس دولة من الدول الأكثر هشاشة في الصمود أمام ظواهر التغير المناخي ، هو إظهار الإرادة السياسية لتطوير إجماع جماعي لتحسين المرونة البيئية لمجتمع الأهوار، وتخفيف النزاعات المحتملة في المنطقة وفي اتجاه مجرى نهري دجلة والفرات من خلال التعاون.



#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقادم عمر السدود والسدات العراقية ومستقبل الخزين الإستراتيجي ...
- أزمة المناخ هي أزمة مياه.؟
- تطرف المناخ من الفيضان الى السيول وخاصة في المناطق الجافة وا ...
- الفهم المشترك لقضايا المياه في العراق سيؤدي الى نهج تعاوني ب ...
- الحوكمة والسياسة المائية والحلول المستدامة في حوضي دجلة والف ...
- غياب تصوّر واضح لدى الحكومة العراقية عن مستقبل كمية ونوعية ا ...
- العراق في ظل ميزانية عملاقة ..هل ستبادر إلى إصلاح النظام الم ...
- الحاجة الى إطار تشريعي مستند على القانون الدولي للمياه لإدار ...
- العراق بحاجة الى تبني سياسات جديدة لإدارة مواردها المائية ال ...
- حاجة العراق لإطلاق - الرصاصة الفضية - لتفادي النزاعات المرتق ...
- كيف يؤثر نقص المياه على مجمل إدراة الدولة والمجتمع في العراق ...
- ثقافة الماء والتراث الإنساني..؟
- العراق وآفة الإنشاء.؟
- في ظل وجود مؤشرات مثيرة للقلق أين موقف الحكومة العراقية من ا ...
- أين العراق من المسارات التي تخدم ضمان أمن الماء والأمن المائ ...
- الإستخدام الرشيد للمياه الجوفية سبيل للتنمية المستدامة.؟
- المشاركة المجتمعية في إصلاح قطاع المياه والزراعة خطوة من الخ ...
- الجيولوجيين علومهم وهندستهم في الجيولوجيا المائية هم المفتاح ...
- هل تركيا وإيران تقبل بالإلتزامات المشتركة لجميع دول حوضي دجل ...
- مؤتمر شرم الشيخ COP27 ومسألة المياه .؟


المزيد.....




- مصر تحظر الهواتف غير المطابقة للمواصفات.. ومسؤول: -مُقلدة وت ...
- غارات أمريكية في الصومال.. ترامب يعلن استهداف أحد كبار تنظيم ...
- كيف تجيب عن أسئلة طفلك -المحرجة- عن الجنس؟
- الشرع: الرياض ستدعم سوريا لبناء مستقبلها
- الاتحاد الأوروبي والرد على واشنطن
- واشنطن تجمد ملياري دولار من أموال روسيا المخصصة لمحطة -أكويو ...
- - الجدعان الرجالة-.. مشهد بطولي لشباب ينقذون أطفالا بشجاعة م ...
- مفاجأة غير سارة تنتظر أوكرانيا من أحد حلفائها
- زيلينسكي لا يعرف أين ذهبت الـ200 مليار دولار التي خصصتها أمر ...
- إعلان حالة التأهب الجوي في ثماني مقاطعات أوكرانية


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - العراق من أزمة مائية الى أزمة وجودية …؟