أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إدريسي - تغير بتغير الواقع من حولك -من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟-















المزيد.....


تغير بتغير الواقع من حولك -من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟-


حسن إدريسي
كاتب وباحث من المغرب

(Hassan Idrissi)


الحوار المتمدن-العدد: 7492 - 2023 / 1 / 15 - 00:51
المحور: الادب والفن
    


يعد كتاب "من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟" (?who moved my cheese) واحدا من أكثر الكتب شهرة ومبيعا في العالم بعدما تجاوزت مبيعاته سقف 10 ملايين نسخة، حتى إنهم قالوا عنه إنه جوهرة صغيرة وثمينة ! الكتاب من تأليف الكاتب الأمريكي سبينسر جونسن سنة 1998، تم تصنيفه ضمن الكتب التحفيزية، التي نهجت منهج الرمزية.

فكرة الكتاب تدور حول قطعة الجبن اللذيذة التي نسعى من ورائها على الدوام، إنها أعمالنا ووظائفنا ومصالحنا، حيث إن أي تغيير يلحقها يسبب لنا القلق، في هذا الإطار تحدث الكتاب عن أربعة ردود فعل تصدر من الناس في العادة إذا ما حصل تغيير في حياتهم وأعمالهم أي إذا تم تحريك قطعة الجبن الخاصة بهم. كل رد فعل من ردود الأفعال هذه جسدتها شخصية من الشخصيات الموظفة في القصة التي هي عبارة عن رحلة للبحث عن الجبن، وهم قزمان "هيم" و"هاو" وفأران "سنيف" و"سكوري".

ملخص القصة:

تدور قصة "من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟" حول فأرين اسمهما "سنيف" و"سكوري" وقزمين هما "هيم" و"هاو" خاضوا رحلة داخل متاهة والمتاهة في القصة تمثل الحياة، يبحثون عن الجبن الذي يرمز إلى السعادة أو المال أو الوظيفة أو الصحة أو علاقة الحب أو المكانة الاجتماعية أو أي أمر محبوب نسعى لتحقيقه. انطلق الجميع داخل ممرات المتاهة المظلة للبحث عن الجبن، حيث سلك القزمان اللذان يمثلان البشر سبيلا مختلفا عن السبيل التي سلكها الفأران "سنيف" و"سكوري" حتى التقى الجميع في أحد الأيام داخل أحد الممرات وهو مليء بالجبن في محطة الجبن (ج). وفرة الجبن بكثرة في هذه المحطة غير سلوك القزمان فصارا يتصرفان بغطرسة وتجبر اعتقادا منهما أن الجبن دائم، و أنهما وصلا إلى القمة صارا يتباهيان على زملائهما، ونسيا أمر الجبن وحالته.

استمر الأمر على ما هو عليه إلى اليوم الذي اكتشف فيه الفأران سنيف وسكوري عدم وجود الجبن في محطة الجبن (ج)، إلا أن ذلك لم يكن ليفاجئهما، لأنهما تنبها سابقا إلى أن مورد الجبن كان بتناقص كل يوم، وبالتالي توقعا نهايته يوما ما. وعليه فقد كانا يعرفان غريزياً ما سيقومان به.

لم يضيع الفأران وقتهما في تحليل ما حدث لأنهما لا يؤمنان بالمعتقدات والعادات والتقاليد المعقدة، فبدأ مباشرة في البحث عن جبن جديد.

أما البشران "هيم" و"هاو" فقد وصلا في نفس اليوم إلى محطة الجبن (ج) وتفاجأ بغياب الجبن فبدأ يصرخان بغضب:

"من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بنا؟"

لأنهما لم ينتبهان إلى أن الجبن بدأ يتناقص شيء فشيء في المحطة وبالتالي لم يستعدا لهذا الموقف، لم يكلفا نفسيهما البحث عن جبن جديد في مكان آخر، ولكنهما عادا إلى بيتهما جائعين، ثم عادا إلى محطة الجبن في اليوم الموالي اعتقادا منهم أن من أخذ الجبن سيعيده إلى مكانه، لكنهما لم يجدا جبنا، وهنالك استوعبا الدرس، وعلما بأن الجبن لن يعود. اقترح هاو البحث عن جبن جديد، لكن هيم رفض ذلك محتجا على ضياع جبنه القديم ممثلا دور الضحية إنها مؤامرة.

وفي الوقت الذي كان فيه "هيم" و"هاو" يضيعان الوقت في محطة الجبن (ج) الفارغة كان الفأران "سنيف" و"سكوري" قد تمكنا فعلا من اكتشاف مورد جديد للجبن هو محطة الجبن (ن).

طل القزمان في نقاشهما العقيم بلا جبن لأيام، استطاع هاو تدارك الأمر فانفجر بالضحك على نفسه وعلى المواقف التي تبناها لقد استطاع أخيرا التغلب على مخاوفه وعجزه. فقرر دخول المتاهة مرة أخرى للبحث عن جبن جديد، وقبل ذلك كتب على جدار محطة الجبن (ج) رسالة لصديقه العنيد قال له فيها:

"إذا لم تتغير؛ فمن الممكن أن تفنى."
وقد تمكن فعلا من إيجاد بعض قطع الجبن في الممرات التي عبرها داخل المتاهة تغذى بها في رحلة بعثه. أدرك "هاو" أن الجبن الذي كان في محطة الجبن (ج) كان يتناقص بالتدريج، لكن استهتاره هو و"هيم" منعهما من استيعاب الحقيقة. كما أدرك بأن الجبن القديم داخل تلك المحطة لم يكن لذيذاً وأنه كان متعفناراود هاو القلق في غير ما مرة في رحلته الجديدة لكنه تمكن من التغلب عليه فلم يستسلم، حيث أدرك أنه "عندما تتجاوز مخاوفك ستشعر بالحرية." تذكر هاو صديقة "هيم" فعاد إليه وحاول أن يقتسم معه قطع الجبن القليلة التي حصل عليها في المتاهة، لكنه رفض.

عاد "هاو" إلى المتاهة وكله عزم على النجاح في إيجاد جبن جديد وكان في كل مرة يترك رسالة منقوشة على جدران المتاهة لصديقه عله يجدها إذا ما قرر خوض غمار البحث عن الجبن من جديد. فمكن ت"هاو" فعلا من إيجاد محطة الجبن (ن) وهي تحتوي على جبن أضعاف ما كان عليه الحال في محطة الجبن (ج)، فسعد بذلك وفكر في العودة لاصطحاب صديقه "هيم"

ولكن تبين له في النهاية أنه من اللازم لصديقه يجد طريقه بنفسه. ثم نقش على أكبر حائط في محطة الجبن (ن) رسالة قال فيها:

التغيير يحدث

قطع الجبن تتحرك باستمرار

توقع التغيير

استعد عندما يتحرك الجبن

راقب التغيير

اشتم رائحة الجبن كثيراً كي تعرف متى يصيبها العطب

تكيف مع التغيير بسرعة

كلما أسرعت بالتخلص من الجبن القديم، استطعت أن تستمتع بالجبن الجديد

تغيَر

تحرك مع الجبن

استمتع بالتغيير

تذوق طعم المغامرة واستمتع بمذاق الجبن الجديد

كن مستعداً كي تتغير بسرعة واستمتع بالتغير من جديد

قطع الجبن تتحرك باستمرار

استوعب "هاو" الدرس وبدأ بتفقد الجبن كل يوم في محطة الجبن (ن) حتى لا يتكرر الخطأ الذي وقع فيه رفقة "هيم" في محطة الجبن (ج).

قصة الكتاب من وجهة نظري:

مليئة بالعبر والرسائل، وأهمها قدرة الإنسان على التغيير للتأقلم مع تغيرات الحياة والتكيف مع الظروف؛ لأن الحياة متاهة تتطور باستمرار، لا يستطيع خوض غمارها بنجاح إلا القادر على التغير معها حيث تغيرت، القادر على كسر حاجز الخوف والتخلص من العادات والتقاليد المعقدة والمتحجرة، وللنجاح في المهمة لابد من امتلاك القدرة على المغامرة، والتحرك مع الجبن حيث تحرك.

في نظرك إلى أي حد تنطبق علينا حالة "هيم" في التعامل مع التغيير الذي يعرفه العالم؟

وهل حاولت يوما تغيير سلوكياتك وعاداتك حتى تتأقلم مع التغيير الذي عرفه عملك أو المدرسة التي تدرس فيها، أم أنك اكتفيت بالرفض دون أن تتغير؟



#حسن_إدريسي (هاشتاغ)       Hassan_Idrissi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرت سنتان على تلقيحنا ضد الوباء ولم نمت!
- أوكرانيا.. بين مطرقة بوتين الغاضب وسندان الغرب الانتهازي
- الحقد الثقافي
- الفكر اللغوي عند دي سوسير


المزيد.....




- الحكومة الأوكرانية تلزم ضباط الجيش والمخابرات بالتحدث باللغة ...
- تناغمٌ بدائيٌّ بوحشيتِه
- روائية -تقسيم الهند- البريطانية.. وفاة الكاتبة الباكستانية ب ...
- -مهرج قتل نصف الشعب-.. غضب وسخرية واسعة بعد ظهور جونسون في ...
- الجزائر تعلن العفو عن 2471 محبوسا بينهم فنانات
- أفلام كوميدية تستحق المشاهدة قبل نهاية 2024
- -صُنع في السعودية-.. أحلام تروج لألبومها الجديد وتدعم نوال
- فنان مصري يرحب بتقديم شخصية الجولاني.. ويعترف بانضمامه للإخو ...
- منها لوحة -شيطانية- للملك تشارلز.. إليك أعمال ومواقف هزّت عا ...
- لافروف: 25 دولة تعرب عن اهتمامها بالمشاركة في مسابقة -إنترفي ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إدريسي - تغير بتغير الواقع من حولك -من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟-