أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد علي شاحوذ - خالد في الغابة














المزيد.....

خالد في الغابة


محمد علي شاحوذ

الحوار المتمدن-العدد: 7492 - 2023 / 1 / 15 - 00:50
المحور: كتابات ساخرة
    


لطالما اثارت في نفوسنا قصة ( خالد في الغابة) الكثير من مشاعر الخوف الممزوجة بالفضول, والقصة التي وردت ضمن دروس القراءة في المرحلة الابتدائية نجحت مبكرا في اطلاق العنان لمخيلتنا وتساؤلاتنا, فمفردات امثال غابة وحيوانات واسد كانت جديدة علينا, ومما زاد دهشتنا هي تلك الاجواء الغامضة التي كشفتها الرسمة المصاحبة للقصة والتي تسببت بإثارة الرعب في قلوبنا خاصة ونحن لم نزل اطفالا ونصدق كل ما نقرأه أو نسمعه, وكنا غير قادرين لاستيعاب فكرة اقتحام ولد صغير لعالم الغابة المتوحش والوقوف بكل هدوء وجرأة وسط مجموعة من اشرس الحيوانات واكثرها فتكا بالإنسان والغريب ان تلك الوحوش تقف هادئة متفرجة دون ان تفترس (خالدا) بل تستقبله وتبادله نظرات الاعجاب!!.
والقصة التي تعاطفنا مع بطلها في وقت مبكر من دراستنا, صارت من اكثر الحكايات التي علقت في ذاكرتنا لكونها كانت اول قصة خدعتنا وزورت الحقائق مبكرا من دون قصد طبعا, اذ اننا لما كبرنا ونضجنا, اكتشفنا ان الطفل (خالد) الوديع وعديم الحيلة, والذي يرتدي بجامة النوم المشطبة المعروفة ب ( البازة) هو غير خالد الذي رأيناه في ارض الواقع!!.
لقد اكتشفنا ان خالدا في حقيقته لم يكن ذاك الطفل البريء, والمسالم بل كان شخصا انتهازيا ودنيئا وغليظا خاصة وأنه في الاصل لديه استعداد وراثي للشر اذ تتوزع المئات من أتعس الجينات المنحرفة في كروموسوماته والبالغ عددها (40) مما يجعله يتصرف كشيطون صغير, وهو دخل الغابة مبكرا ليكتسب كل الطباع الحيوانية السيئة, فأخذ من الثعالب مكرها وخداعها, وتعلم من الافاعي والحيات الغدر والتلون, ورضع مع السباع والهوام الغرور والجشع والشراهة, ومن الجمل شرب الحقد والبغض, ومن الضباع وبنات آوى تغذى الحقارة والدناءة, ومع كل هذه الطباع صارت نفسه حقيرة، بغيضة، دونية، خبيثة, مفسدة, ليس همها إلا نيل شهوتها, وامسى خالد لا يستحى من قبيح, ينظر نظر الحسود ويعرض اعراض الحقود, حتى ان الشاعر ابن الرومي أفرد له قصيدة يهجو فيها :
ما كرَّم اللّه بني آدمٍ ................... إذ كان أمْسى منهمُ خالدُ
واللّه لو أنَّهم خُلِّدوا ................... حتى يبيد الأبد الآبدُ
وسُخِّرَ البرُّ لهمْ مركَباً .................. والبحرُ أنَّى قصد القاصِدُ
ودوَّخُوا الجنَّ فدانتْ لهمْ ................. وأذعن العِفْريتُ والماردُ
وأصبح الدهرُ حفيّاً بهم ................. كأنه من برِّه والدُ
واستوت الأقدار في خُطَّةٍ ................ فليس محسودٌ ولا حاسدُ
ولم يكن داءٌ ولا عاهةٌ ................... فالعيش صافٍ شرْبُهُ بارِدُ
ودامت الدنيا لهم غضّةً ................. كأنها جارية ناهدُ
ما كُلِّفوا الشكر وقد ضمهم ................. وخالدُ اللْؤمِ أبٌ واحدُ
لقد خدعتنا تلك القصة حينما صورت لنا ان العالم وردي في حين اننا نعيش في غابة تعج بالكواسر والوحوش, وبالطبع فان خالدا واحدا من اسوأ تلك الوحوش والعنها !!.



#محمد_علي_شاحوذ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينما تموت !!
- xxxYYYxYYxYYY !!
- رسالة الى ميت
- طبيب فوق العادة !!
- الموت الذي اضحك الجمع
- الكرسي والطلي


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد علي شاحوذ - خالد في الغابة