حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 1701 - 2006 / 10 / 12 - 09:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فجأة ظهر من بطن الغيب شعار إقامة مفاعلات نووية، دُفع الإعلام الحكومي لمواكب الترويج والتحليل الموجه، متخصصو الزفة جاهزون دوماً، أملهم كبير، في أي كرسي. نفس السيناريو، إعلانات مفاجئة لاستدرار حمية شعب فقد الثقة كلها في حاكميه، توشكي لم تنس بعد، سُخرت لها الميزانيات، المحاسبة لم يأت أوانها ولن، لا نعرف حتي الآن جدواها، الدراسات المحايدة ترفضها ولا زالت.
لا اعتراض علي كون مصر نووية، لكن الأهم أمانة الطرح والغاية، هل هي فعلاً مصلحة شعب أم نظام؟ هل من الممكن حقاً أن تثمر طاقة كهربائية آمنة؟ كيف تُدار المحطات دون مخاطر في ظل ميراث طويل من التواكل والإهمال شعباً ونظام؟ هل مصر نووية مجرد مسايرة للموضة؟ مجرد محاكاة لإثبات الوجود في الوقت الضائع؟ هل هو لاجترار حمية شعب ضاعت منذ عقود؟
فقد أهل الكراسي ثقة الشعب، لم يعد أي مشروع يطرحونه محل ترحيب، الشك والريبة والتجاهل سلاح المقاومة الشعبية. مصر في عرف السياسة الدولية تُعتبر دولة، علي أرض الواقع لا سيادة للقانون ولا سيطرة، كل وهواه، أهل الكراسي هواهم الاستمرار المؤبد، الشعب في واد آخر، يعيش الفهلوة، يدمنها، تعلم من حاكميه احتقار القوانين، تُرك وشأنه في مقابل الإخفاق في ملء بطنه وتحقيق طموحاته.
التعامل مع الطاقة النووية لا يحتاج رجال النظام إنما أهل العلم والأمانة، أين هم وقد تردت أوضاع الجامعات مع سبق الإصرار والترصد، جفت مكتباتها ومعاملها وأعضاء هيئات التدريس بها.
مصر نووية، لا يقدر علي تأكيده إلا الأمناء، فقط لا غير،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟