أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - زهير الخويلدي - شروط انجاح التجربة التونسية في الثورة والديمقراطية















المزيد.....

شروط انجاح التجربة التونسية في الثورة والديمقراطية


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 7491 - 2023 / 1 / 14 - 17:18
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الثورة هي الحركة في منحنى مغلق حول محور أو نقطة، حقيقية أو متخيلة، تتزامن نقطة رجوعها مع نقطة البداية. أما في علم الفلك فهي حركة مدارية لجسم سماوي يمر عبر نفس النقطة على فترات منتظمة. الثورة المدارية هي الوقت اللازم لأداء هذه الحركة والمقدر بالعودة إلى نجم ثابت، أو إلى نفس الموضع فيما يتعلق بنقطة الاعتدال، أو نسبيًا للشمس والقمر. الثورة الوحشية هي التي يتم رصد سرعة مسارها بواسطة قمر صناعي. ينبغي تحديد الفاصل الزمني بين حالتين من نفس المجتمع وأحياناً يتم الخلط بين الثورة وعمر القابلية للاستغلال؛ أو مع سن التشغيل والجاهزية. في الهندسة تتم الحركة حول محور دوران ثابت بخط، ومستوى، وشكل رياضي. سطح الثورة الذي يكون دليله خطًا مستقيمًا يتقاطع مع محورها الرباعي. صلابة الثورة مرتبط بالحجم مثل الأسطوانة ، المخروط ، الكرة والذي يُفترض أنه يتم إنشاؤه بواسطة دوران مستطيل أو مثلث أو نصف دائرة حول أحد جوانبه أو قطره. في اليكانيكا الثورة هي حركة دائرية يقوم بها جسم حول محوره أو نقطة ثابتة تسمى المركز ؛ ، تشغيل آلة أو محرك . انها في المجال الحضاري حركة واسعة تصف دائرة أو قوس دائرة بالنسبة للثقافات والمجتمعات والدول التي تعيشها. في المجال السياسي الثورة هي شكل ما من الدولة يتم طيها على نفسها عبر الطرق السلمية المدنية ويجب اكمال الطريق في المخطط بواسطة مسار متدرج ليقود من طابق إلى آخر، حتى عندما لا ينعطف بشكل كامل. أما في المجال الاجتماعي فالثورة هي تغيير مفاجئ وعميق في علاقات الناس يشبه التحولات التي تحدث في مجموعة من الظواهر الطبيعية والتغيرات المتتالية التي ميزت سطح الأرض. الثورة الداخلية ضمن سياق خاص فهي ثورة مزاجية في القوى الاجتماعية يتم التعبير عنها من خلال حركة غير عادية في الحالة المزاجية واضطراب الصحة للمجموعات المهمشة غير المنظمة اجتماعيا. تعبر الثورة في المجال المعرفي ودون التفكير في ظاهرة العنف عن تطور الآراء، تيارات الفكر، مناهج العلم والاكتشافات والاختراعات التي أدت إلى اضطراب، وتحول عميق للنظام الاجتماعي والسياق الأخلاقي والعامل الاقتصادي، في وقت قصير نسبيًا ويمكن الحديث في هذا الاطار عن الوعي والتنوير والتثقيف. الثورة السياسية هي الإطاحة المفاجئة بالنظام السياسي للأمة ، وحكومة الدولة ، من قبل حركة شعبية ، في أغلب الأحيان دون احترام للأشكال القانونية ويؤدي إلى تحول عميق في المؤسسات والمجتمع وأحيانًا القيم الأساسية للحضارة .انها الحركة السياسية في حالة فوران دائم، هياج في الحياة اليومية والتي تميل إلى احداث اضطراب عميق ودائم للمؤسسات الثورية من أجل تجنب تصلب الحزب الحاكم في السلطة وتنشيط الحياة المجتمعية والقيام بتسريع الحراك التنموي وتطالب بتغيير المؤسسات السياسية والاجتماعية بوسائل جذرية: أما الثورة الدائمة فهي ترفض الثورة الصغيرة. النظرية التي تنص على أن الثورة، من أجل مجيء دكتاتورية البروليتاريا، يجب ألا تتوقف عندما يستولي الاشتراكيون على السلطة في بلد ما. الثورة الصناعية هي انتقال الاقتصاد من المرحلة الحرفية واليدوية إلى المرحلة الصناعية بفضل الآلات المنشأة في المنسوجات والنقل وتعدين الفحم؛ الفترة المقابلة لهذا الاضطراب، الممتدة من منتصف القرن الثامن عشر في إنجلترا وبداية القرن التاسع عشر في أوروبا القارية، حتى منتصف القرن التاسع عشر. من المعلوم أن الفكر الثوري كان مخزون حي في وجدان الجماهير وعقول النخب في تونس ابان اندلاع الحرك الديمقراطي في أواخر العقد الأول من بداية القرن الواحد والعشرين وأن نجاح القوى الثورية في اسقاط النظام السياسي كان بالاعتماد على هذا العمل النضالي المشترك. لقد كانت الثورة في تونس سريعة وغير منتظرة ولم يبق منها سوى مخاوف وغيوم وصحاري عدمية ومنذ الثورة، تغير المشهد السياسي والاجتماعي بشكل عميق ولا يزال الناس غاضبين وتزداد مطالبهم ولقد وقع إقامة نظام استثنائي الذي قام بإنهاء المسار الديمقراطي التعددي وصارت الحريات تحت التهديد وتم الانتقال من حكم شمولي الى نظام برلماني في ديمقراطية عرجاء ثم تركز حكم رئاسي لنظام شعبوي. بدل توسيع قاعدة المشاركة في إدارة الشأن العام ومقاومة الارتداد والتعويم والفساد وعقلنة الفعل السياسي واتباع أسلوب في الحوار على قاعدة التفاوض الاجتماعي والنقاش العمومي وحلحلة المشاكل المستعصية تم احتكار القرار السيادي والتحدث باسم الثورة من طرف نخبة براغماتية ميكيافيلية تلهف وراء مصالحها الضيقة ومرتهنة للخارج وبعيدة عن الناس وعمدت الى غلق الأبواب واتباع سياسة الهروب الى الامام. بدل تجذير الممارسة الثورية والانتقال بها من الشارع والساحة والميدان الى العقل والإدارة والمؤسسات حصل العكس وتم التشكيك في الحدث الثوري واستبدل البعض الثورة بالانتفاضة والهبة الشعبية والتمرد والعصيان وتم اسقاط من الحساب حقوق الشهداء ونكران جل التضحيات وعدم الاعتراف بالثوار الفعليين. لقد امتدت الثورة في تونس من17-12 -2010الى14-1 -2011ومازالت الاحتجاجات المطلبية متواصلة الى اليوم وبقيت ملامح المستقبل قيد التشييد ولا أحد قادر على التكهن بما ستصير اليه الأمور وكيفية بلوغ الثورة شاطئ الأمان ولقد كانت الثورة في تونس هي العامل الذي أطلق الانتفاضة التي تؤثر اليوم على العالم العربي، لكنها تقدم نفسها على أنها مزيج أصلي من التعبئة الشعبية والحراك الاحتجاجي تحت تأثير وسائل الاتصال. لكن اليوم غابت الاحتفالات وحضرت الطوارئ الاجتماعية وتصاعدت وتيرة التحسر على ما فات من زخم ثوري ومساندة شعبية وطموح شبابي ونسوي نحو التغيير والارتقاء والتقدم المدني. تحتاج بلادنا أكثر من أي وقت مضى للكف عن المشاحنات والمهاجمات بين القوى والمجموعات والتوقف الفوري عن السب والشتم والقذف والتعامل معها كرذائل ونقائص والتسلح بالتنازل الطوعي والاعتذار العلني والتنسيب والنقد الذاتي والتوجه الفعل نحو النقاش العمومي والدخول الفعلي في الحوار السياسي. غير أن أي حوار سياسي مرتقب بين الفرقاء والناشطين ينبغي أن يتم اسناده بقوة مقترحات وحزمة بدائل وبرامج عمل واعدة ومشاريع تنموية متكاملة وخطط انقاذ عاجلة ورؤى اصلاحية جذرية ولن يكن ذلك ممكنا الا باستدعاء التفكير الفلسفي المفيد والتخطيط العلمي والفكر الاستراتيجي والمعرفة الرقمية الناجعة. من الضروري أن تكون تونس للجميع دون استثناء وأن يكون الاتفاق السياسي على أساس القيم والمبادئ التي ناضلت من أجلها الجماهير وأن يتم الانتقال بأسرع وقت الى معالجة المشاكل اليومية ضمن حوكمة علمية وأن يتم تخطي الأزمات المركبة التي تعصف بالثروات الوطنية دون تعويل على العامل الخارجي. فكيف حملت الثورة في تونس الكثير من الأمل للشباب والمعطلين والنساء وسقطت بعد ذلك في الفوضى واشتد التنافس على الغنائم والتنازع على الحكم وتم ترذيل الأيديولوجيا الثورية وتقزيم الفاعل السياسي؟
كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة لودفيج فيتجنشتاين الثانية (1929-1951)
- كيف يتم تطوير الاتفاق بين القوى الاجتماعية المتنافسة؟
- ريتشارد بيرنشتاين والدروس الختامية
- مقابلة مع بول ريكور
- محاورة فلسفية حول تحولات عام 2022
- الدولة الحديثة وأزمتها
- جنيالوجيا الحداثة السياسية حسب مارسيل غوشيه
- جاك دريدا، الإنسان، الإنسانية
- مفهوم الثورة الثقافية الصينية
- معرفة القراءة والكتابة
- مفهوم الحقوق بين التوصيف والتبرير
- الممكن والواقعي عند هنري برجسن
- سياسات التصويب السياسي
- التكنولوجيا التعليمية لمنظور بيداغوجي مركّز
- الفنومينولوجيا من حيث هي علم صارم حسب ادموند هوسرل
- الفكر السياسي بين الحق والواقع
- إشكالية المبادئ الأخلاقية في الفلسفة
- مهرجان الفلسفة في عيدها العالمي
- مقابلة مع إدغار موران حول تغيير الحياة
- من علم الأزمات إلى علم المخاطر


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - زهير الخويلدي - شروط انجاح التجربة التونسية في الثورة والديمقراطية