جاسم نعمة مصاول
(Jassim Msawil)
الحوار المتمدن-العدد: 7491 - 2023 / 1 / 14 - 04:44
المحور:
الادب والفن
غارثيا لوركا
ايها الشاعرُ الثائرُ
المتجولُ في الآفاق
المنفيُ في السماء
لا ترحل لأنَّ الفجرَ قريبٌ
تمردُكَ يجمعُ أشلائي عندَ فناراتِ الموانئ
وعندَ أعراسِ الغجرِ ...
لوركا
أكتبُ أسمَكَ على الجدران
عندما تمرُّ مواكبُ الجنود
وحيثما يحتشدُ الشهداءُ
على أرصفةِ الطرقات
أنا من دونكَ
سأحذفُ أسمي من قائمة الثورات
انتظرني عند تلكَ المقهى
حينَ يرتجفُ المطرُ
كضوءِ مصباحٍ أتعبتهُ الريحُ
أرجوكَ الاّ ترحل
لأنَّ قصائدَكَ تُوقِدُ افكاراً
في ليلِ الصمتِ ...
وعلمَتني ألاّ أخجلَ من الموتِ
ألاّ أحزنَ من موت الطغاة ...
* * *
الوحشةُ في الغربةِ قاسيةٌ
لكنَّ صوتَكَ يشعلُ شمعةً في آخرِ الليلِ
تمسحُ أحزانَ السكونِ
لا تخفِ ابتسامتَكَ عن تلكَ الغجريةِ السمراء
ستكونُ لكَ وميضاً تَستنشقهُ الغابات
لا تدفنْ صباحاتكَ في الحزن
لا تدعْ قهوتَكَ تَبردُ في الشكوى
تلك الغجريةُ ستزيحُ عنكَ تساقطَ الاوراقِ
وتَمنحُكَ ضوءاً في المرآةِ ...
لن أتركَ الريحَ تصادرُ حريتي
عِشقي لامرأةٍ
خطَفتْ أبصاري...
* * *
مَنْ يَحرسُ الشمسَ
مِنْ بعدكَ يا لوركا؟
مَنْ يسمحُ لذاكرتي
أن تَطُلَّ عليكَ عند الغسق؟
لوركا يا قمر الزمان
أحملُ مشاعلَ ثورتكَ في شوارعِ غرناطة
وكلَّ الربوع حيث الفقراء
لأطردَ الوحشةَ عن عينيكَ
سأسلكُ دروباً صلّى فيها القديسون
ورقَصَتْ فيها الغجريات
سأغادرُ مساءاتي
مُتجهاً الى نهاراتِكَ
وأطوي وسائدَ الاوجاعِ والمخاوفِ
لأستريحَ في ارضٍ تخلو من عتمة الطرقات
ونباحِ الكلابِ ...
في أرضٍ لنْ يلاحقني فيها
زوارُ الليلِ ...
لأرسمكَ صوتاً ..... ضوءاً
وهجاً يتوقدُ في معابدِ اشبيلية ومدريد،،،،،
(كيبيك/كندا)
#جاسم_نعمة_مصاول (هاشتاغ)
Jassim_Msawil#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟