مهند جاسم الشباني
كاتب
(Mohanad Jasim Alshabani)
الحوار المتمدن-العدد: 7492 - 2023 / 1 / 15 - 00:51
المحور:
الادب والفن
كثيرا ماكنت ابحث عن الدفئ
في الصباحات الباردة
وفي يوم ضبابي بارد
التجأت فيه الى فاتنتي القهوة
في ذلك الجزء الدافى من مسكني
امارس طقوسا خاصة في ارتشافها..
اذ اتجرعها كريا بدائيا
بعيدا عن الشرفات المزهرة
والمقاهي المزكرشة بعطر حديث
التي تجرد القهوة من مذاقها الساحر
قد استمع لاغنية شرقية او لحن فارسي
يضيفان نكهة البندق الى كوبي الانيق
ويلهمان حسي المفتون
لامتطاء قصيدة نثر جديدة
لكن مايشغلني هو شكل القهوة
فهي تختلف عن كل مرة
شكلها ومذاقها ورغوتها وفقاعاتها
كل شي فيها... غير..
انتابتني قشعريرة
وانا ارتشف اواخر جزيئاتها
فضول وترقب
ريبة وتعجب
وكاني بطريقة غريبة
اكتسبت القدرة على قراءة الفنجان
رايت مستقبلي امامي جاثما
اختزلت السنوات والمعجزات والسلالات
فالوضع لم يتغيرا كثيرا
عن ما تنبأت قارئة كف غجرية
قبل زمن مضى
امراض شتى
وموت وقتلى
وسلاسل حمراء
تخط ك حبل مدود
بين الارض والسماء
اخلاق تغيرت طبائع ظهرت
ارواح طيبة وخبيثة تتصارع
ك اله الاغريق القدماء
وليس هذا بجديد
في ارض المقدسات والانبياء
يالهي ...
لاول مرة ارى بحياتي
... قهوة تحتضر
وبحضن حبيبها
تقيات قهوتي من الصدمة
ومن هذا الشقاء
رميت فنجاني جانبا
لعلي اتخلص من لعنة لم تتجسد بي
فبيني وبين القهوة
عقد صلح وزيتون وحمام
وهدنة شوق و حب ووئام
واغاني فيروز تنشد للسلام
لم تكذب القهوة يوما
فنجانها هو الجاني الاول .. والملام..
#مهند_جاسم_الشباني (هاشتاغ)
Mohanad_Jasim_Alshabani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟