أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - جلال حسني شعر يتهيب إمكانية البروز














المزيد.....

جلال حسني شعر يتهيب إمكانية البروز


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 7490 - 2023 / 1 / 13 - 23:28
المحور: الادب والفن
    


انضم جلال حسني إلى كوكبة الدراجين الشعراء متأخرا، وكان قبل ذلك وصيفا يتهيب ويراقب إمكانية البروز ، قاطعا الهضاب والسهول والأجراف بسرعات مدروسة، وما لبث أن تصدر المشهد الإبداعي الزجلي بالمدينة ، سلاحه الكلمة الواثقة ،والبناء المرصوص للمعنى . والزجال جلال حسني من الدراجين المهرة الذين ظلوا في آخر الكوكبة بثقة اختبارية . يوثقون للظهور بجمال الكلمة ،ويعزفون لحنا بصريا من صلب المجتمع ، ظهور ممتع واثق لكل ما ترصده العين من انزياح الفضاءات وانتكاسات الأمزجة وجماليات البروز بلا مساحيق. سلاحه الإيجاز وتكثيف المعنى وسلاسته .

جلال حسني شاعر زجال ،وحتما من الأسماء التي تود الاشتغال في الظل بعيدا عن زحمة التزلف وقول الكلام على المنصات الرسمية .يتسم أسلوبه بالحبكة الداخلية العميقة للمعنى ،توحي بأن هناك خلف النص المكتوب هناك معنى آخر يشبهه. يلعب في صوره الشعرية على مهارة المزج الظريف بين الكوميديا والدراما ، أو التراجيديا على نحو أكثر دقة .

في زجلياته المنشورة على صفحته بالفايسبوك وهي كثيرة جدا ولا يضع لها عناوين ، ينتصر جلال للنظرة الثاقبة إلى الأشياء بوظيفة العقل، ويهتم في المقام الأول بمزاج الشخصيات في انصهارها الدائم وتفاعلها العاقل بالمناخ الاجتماعي العام الذي تعيش فيه . فالنظرة الثاقبة تكون أكثر أهمية حين تبدع الكلمة الرصينة ، بعيدا عن التسطيحات والرؤى النمطية للأشياء والتوصيفات الجاهزة. حيث تنطبع الصور شاهدة للوهلة الأولى في ذهنه، قبل أن تنتظم كلاما موزونا ،وصورا بصرية غاية في المتعة والواقعية . حتى يتأتى فهم سرها، ومحو غشاوة تمنع العين من رؤية الأشياء على حقيقتها ،لتستنير الرؤيا ويزول الالتباس."حيث يقول:
من بعيد خطر،
زيد قرب يتبدل
المفهوم والنظرية"
وفي مقابل ذلك ،يقترح توصيفا مغايرا حتى يوضح ويعطي للمشهد معنى أكثر من دلالة"
وهداك شكل خر..
من بعيد يهلل
والحقيقة عكسية"
جلال حسني الشاعر الزجال الذي انخرط بجد في عالم النظم بالقافية، يدرك جيدا ،ما يريده من وظيفة القول بعيدا عن تكديس الكلام، وتجذيف الأوهام . ويعبر عن ذلك ببراعة لافتة حيث يقول :
كون ثاقب نسر..
من الفوق تطلل..
وتمسح الأرضية..
وكون حوت عنبر
غوص وتأمل
تبان ليك المخفية"
إنها دعوة صريحة للارتقاء بفن الكلام صياغة وأسلوبا ، بناء ومعنى ، والابتعاد عن الصور النمطية، وقوالب الكلام الجاهزة ،التي تغرق أصحابها في طوفان من التزلف وشحنات من التكريمات الكارتونية الجوفاء."
كون طير مطور..
يحوم وما يمل..
نظرة استطلاعية
عطشان والما يخر
وما يقرر ينزل
حتى يأمن الوضعية"

لازمة كن ولا تكن ، تتكرر بإيقاع متناغم ، دونما ملل . إنها فرصة حقيقية للتعرف على عمق ما تمور به دواخل الشخصيات من خلال الإقدام على الممارسة والانخراط في المعيش اليومي بإكراهاته ، فالزجال جلال يؤمن برجاحة القول اذا ارتبط بعمق المشاعر والقرارات النابضة بالحياة ،وهذا لا يستقيم إلا بالنظر إلى الأمور بمنظار العقل ،الغاية هنا لا تبرر الوسيلة، بل تنسخ نفسها بذكاء وحكمة "
وفي هذا الصدد يقول " لا تكون قرصان عور..
يشوف عسل ما يشوف نحل..
والقرصة حرانية"

وعادة ما يقتل التسرع إلهام الشعراء، لا سيما منهم شعراء المناسبات ودواوين الإدارات العمومية ،فيغدقون القول بسخاء ،حتى لغدو القول بعد حين، جعجعة بلا طحين."
فبحور العلم تبحر..
فهم آش تقال قبل..
عاد ضيف شوية
حك الفكر معا الفكر..
لا تعمر غير من سطل
إيديولوجية"
الزمان عقد مدور
التالي مبني على الأول
تراكمية"
ويرى الزجال جلال أن الحضارة البشرية حلقات متفاعلة عبر العصور ، و"الدنيا حاكمها سر،ويدعو إلى الاتكال على الله دون الاستكان إلى العجز والكسل ،"

توكل ربي يكمل "لا تاخذها تواكلية "لأن الحياة ليست سوى عملة نادرة بوجهين " فرح يجيب معاه مر، وقرح يدير للراس عقل حكمة ربانية"

ينتقي الزجال جلال حسني مواضيع إشراقاته بروية واتزان . ويرصد مشاهده ورؤاه البصرية التي تتشكل لتصبح إطلالة من شرفة حياة طموحها ليس أكثر من العيش بسلام ، وبسط فرص حقيقية للتعايش بأدنى شروط البقاء. فيستجيب له المحيط الاجتماعي بهزاته وأعطابه وأحلامه المجهضة المريبة.



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاطمة وهيدي في -قلوب ضالة- لا تشيد الجدران، بقدر ما تنحت نوا ...
- رواية عبد الرحمان منيف -سباق المسافات الطويلة - أو حين ضاع ك ...
- تكريم خمس شخصيات من عالم الثقافة والفن بتازة المغرب
- المقهى والتلفزيون أية علاقة ؟
- تقديم كتاب جماليات الموت في شعر محمود درويش للشاعر الدكتور ع ...
- قراءة في رواية - زمن العودة إلى واحة الأسياد للكاتب عبدو حقي
- المعرفة المتخصصة أهم مصادر السلطة في العصر الحالي مع إجادة ف ...
- جولة في رحاب القوقاز للأديب الشامخ ليو تولستوي
- الكتابة للأطفال الأديب المغربي زهير قاسمي نموذجا
- قراءة في كتاب -السينما والرقص على الحبال المشدودة - لكريم فر ...
- آناكارنينا للشامخ تولستوي أو الحب القاتم والعنيف
- شركة - ميتا- والقرار الصعب
- جاسوسة الجواسيس ماتا هاري من النشأة إلى الإعدام
- الحكاية الشعبية آلية ناجعة لتطوير وتسويق المنتوج الصناعي الت ...
- أعراف الكتابة والتأليف بحث في استراتيجيات النص العربي لمؤلفه ...
- تكريمات كارتونية
- مصر بعيون صحفي مغربي-للكاتب والإعلامي عزيز باكوش
- رسائل السعودية -4-
- ميديا الجنون
- سيكولوجيا السفر بين المتعة وانزياح المشاعر


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - جلال حسني شعر يتهيب إمكانية البروز