أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد الطيب - قربانا لوليمة الشيخ














المزيد.....

قربانا لوليمة الشيخ


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7489 - 2023 / 1 / 12 - 13:49
المحور: كتابات ساخرة
    


منذ ان اصبت بالسكري ومن ثم انسداد الشرايين .. توجهت بالحياة توجها صحيا في اختيار الطعام الصحي وتناول الادوية في مواعيدها للتخفيف من المعاناة .. وسارت معظم ايامي بصورة اعتيادية ولكن بمعاناة اقل .. وهكذا كان خط سير حياتي حرصا ومحافظة عليه .. يوم امس وجهت لي دعوة غداء من احد وجهاء المدينة . ورغم اني تركت الولائم التي تقام في الافراح والاتراح حفاظا على صحتي .. قلت مع نفسي سأكون ضيف شرف وليقتصر طعامي على بضع لقيمات مجاملة لصاحب الدعوة .. لان ترك الطعام دون تناول شيئا منه تعد اهانة وقد تصل الى حد الجلسات والفصول العشائرية . وانا اتجنب تلك الامور لاني لا افقه بها لاسيما انها تحتاج الى تفرغ ومعرفة اتكيت السلوك العشائري .. وهاي طلابه ( يعني مشكلة ) لا اريد توريط نفسي . فرشت الموائد واعلن عن قدوم صواني الاكل الضخمة والحضور تكبر وتقدم الشكر والامتنان لصاحب الوليمة على ما يقدمه من كرم وسخاء .. فكانت كل صيتية ( ماعون كبير الحجم ٨ اكس لارج ) تحمل نصف خروف مسكين ذبح في خطفة عين لارضاء الاخرين و اعلاء الوجاهة بين الناس .. لان الوجاهة وقيمتها على مايقدمه المضيف للضيوف .. فكانت حصتي نص طلي ( نصف جسد خروف ) نظرت الى الصينية وكأني انظر الى موتي المحتم .. وقلت لنفسي ياليت الشباب يعود اليوم .. تمعنت في الوجوه التي اشتغلت افواهها على اقصى درجة من السرعة لحشوها بالرز و اللحم بغير رحمة .فلاتأخذهم رأفة بالخرفان التي بدا وكأني اسمع اصوات غياثها .. على كل .. قررت مع نفسي آكل ببطء شديد حتى انهض مع الذين ينتهون من الاكل .. ولكن من سوء حظي رصدتني كاميرة العشيرة من احدهم بالجرم المشهود كوني لا آكل كبقية الاخرين بالسرعة المقررة و بهذا اعد مجرما خطيرا لاهانتي الضيافة و الطعام وصاحبه ولايدرون ان لقمة اضافية تحدث ماتحدثه في جسمي السقيم . خاصة ان الطعام كان مغمسا بالشحم والدهن حتى بدا يلمع على ضوء المصابيح . فما كان من احدهم سوى ان تقرب مني وجلس نصف جلسة ليقوم بتقطيع اللحم ووضعه امامي كرما منه وحثني بشدة على تناوله وكأنه في طبعه هذا تذكرت نائب عريف كان يقوم بمعاقبتنا بالعسكرية على ادنى خطأ.. بفضل هذا الشخص تناولت الى حد التخمة ونهضت مع الاخرين وشعرت شعور السكران . اخطو بخطوات مترنحة .. بعد انتهاء الوليمة صرت لا افرق بالوجوه والاسماء للاشخاص الذين القيت عليهم التحيةوالسلام .. وخرجت من الدار بالسرعة الممكنة كي اصل للبيت واتناول جميع الادوية .. في عصر اليوم نفسه حدث مافي الحسبان .. بدت مظاهر المرض علي . بحدود الثامنة مساءا كانت اول نوبة قلبية تحذيرية .. فقد اتلفت شراييني بهذا الكم من الطعام وانسدت لولا لطف الله العزيز الكريم ومن ثم ظهرت اعراض القولون والمعدة التي لم ينفعها كل الادوية .. فقد شحنت الجسم بكمية لم يعتاد عليها قبل بداية الالفية الثانية بخمس سنين . وحاليا طريح الفراش .. ضحية وفداء لوليمة الشيخ وكأني بتضحيتي هذه اشبه بتضحية الخرفان التي قدمت قربانا للوليمة .



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اهلا بالموت
- لقاء فوق السحاب
- الباحث عن ظله
- خسارة مع سبق الاصرار
- علل خلقت للابداع
- عادت لنا الايام
- كلمات ليست كالكلمات
- حكاية وهم ( 2 )
- حكاية وهم
- لك وحدك ايتها الاميرة
- عن المرأة اتحدث
- كلنا مجانين ياصديقي
- انا وهي ومحمود درويش
- لوحة في ذاكرة الزمن
- عادوا غرباء
- تجليات مجنون
- رسالة للنسيان
- رسالة اخيرة
- كتابات مجنونة
- دموع وامل ...!!!


المزيد.....




- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد الطيب - قربانا لوليمة الشيخ