أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي مهذب - أيها النمر الأسود أيها النهار














المزيد.....

أيها النمر الأسود أيها النهار


فتحي مهذب

الحوار المتمدن-العدد: 7488 - 2023 / 1 / 11 - 21:24
المحور: الادب والفن
    


أيها النمر الأسود أيها النهار.

إلى روح الشاعر الراحل عبيد العياشي.

* أيها النمر الأسود أيها النهار
أيها المليء بالأورانيوم والسحرة
بالمومسات اللواتي يشبهن الغيوم
والرياح.
بأجراس التوابيت ونيازك المهرجين
أيها المهرج المتساقط كالثلوج
أيها النهار.
أيها القناص المفتون بضحكة المسدس أيها النهار.
يا شقيق الليل العبثي
يا خاطف إوزة المخيلة,
ذهب التفكير النادر,
أحجار الروح الكريمة أيها النهار,
أيها القبار الذي يبعثر عشاش العائلة الحزينة
أيها النهار
أيتها الشوكة المرشوقة في خصر الضوء,
- الأمطار تهشم عظامها فوق الجسر.
- سأحمل مطريتي
- سيتبعني لفيف من الأشباح الصديقة.
- أواري عصافير الدوري النافقة
- أتجسس على نأمة اللامرئي.
- أقول : وأنا على حافة الطابور
ملطخ بأسئلة الوجود الكبرى
أحج إلى قلقي
دالقا دم السهروردي على غلالة وجهي.
(ساخرا من تزاحم الأضداد).
- رحل الأصدقاء مثل قطيع من الأيائل في القطب المتجمد.
- الشتاء جدير بتصفيق حار.
بمديح جمهور من بوم الدوق الصغير.
بقصف الثعلب الزارب من زجاج عينيك أيها النهار الدادائي.
- الأحدب يرن مثل ناقوس في كنيسة
- أرأيت الخزاف الذي يطوي الطين طيا؟.
- قبل أن تمطر تجاعيده
- فر مع المنتحرين والهنود الحمر
- ها هي جرته في تلافيفها حشد من الأسلاف.
-هل وقع حصانه في النهر؟
- (حصدوا ركبتيه بمنجل)-
- رأينا خيميائيين يحولون الساعات إلى أباريق من ذهب.
- رأينا مركب نوح عالقا في خرم الإبرة.
- الأبله يلعب النرد مع الأمواج المتراكبة.
- أيها الجسد أيها الأمير الخائن
يا صاحب القمح المتعطن.
- أيها الروح أيها الرحالة المتخفي
-يا رائحة ماوراء الطبيعة
- أيها العذاب ذو القبعة المخرمة
والعينين الماورائيتين
والسخرية المبطنة.
- أيها الطاووس الذي يزعق في حديقة الجسد,
- أيها الغادون إلى زقورة اللاشيء
الرائحون إلى الجذور الأولى.
- أيها الباص الذي يأكل الشرايين..
فستق العيون الغائمة.
- أيتها الرصاصة العمياء
في انتظارك أرنب الندم الرمادي.
- أيها النمر الأسود أيها النهار
إفترسنا دفعة واحدة
أرحنا من وخز المجرد وعضة الملموس.
خذنا إلى أمواتنا على أحصنة من الشمع الأحمر
واملأ جيوبنا بفواكه الأبدية
نصطاد الشواهد في العتمة
ونطير ريش الأموات في الهواء
(فوق رؤوسنا تعبر عجلات مشتعلة)
يستلم بريدنا الهدهد
لا يصعد إلى الأزرق
بل يهبط إلى الهاويات
حيث ترتطم مياه عميقة من الأسلاف.
الكون عربة يجرها الضرير هوميروس.
والظلمة هي الأصل في الأشياء.
في هذا الوقت يتطلع العميان إلى الفضيحة.
آه يا فرس الكينونة
المرتفعات مطوقة بالقباطنة
السيمياء تكاد تلمس باليد
يندلق قوس قزح من جبهة العجوز
غادر الخيميائيون الميناء
أعتذر أيها المركب السكران
أيتها الموجة يا قنيصة العدم
أيتها النوارس التي تهشم زجاج الفضاء
أيها المعزون أطردوا النهار من الجنازة.
أضرموا النار في كنيسته المقرفة.
أيها النهار يا بحيرة الشياطين والقتلة.
يا شرار الطلقة العبثية.
في ألبومك تعشش عناكب الرهائن
تئز فراشة المنسي بين قاطرتين من الهواجس.
أيها النهار
أيها الضفدع السمين
قائد أوركسترا الجحيم
حامل الزناة في قوارب فخمة
واهب اللصوص قلائد العقيان
وعلى أرجوحتك
تتدلى ساقا الله المتورمتان
سيقوم دانيال من القبر
قويا مثل تمثال من البرونز
سيقطع خصيتيك
ويرميها للحيتان الزرقاء
سنهشمك أيها النهار المشبع بأنساغ المغول
الذي يجره العيارون إلى التهلكة
أيها البهلوان
الذي يرتقص في بلاط السفسطائيين
سنهشمك رأسك المليء بالوحل والشتيمة والصدأ.
سنرشح الليل ملكا أبديا
لتهبط النجوم إلى شرفاتنا
مثل نساء محملات بجرار الضوء
ليكون القمر شقيقا عذبا من التيبت
يتوهح اللاوعي في بستان اللوز
والطيور الغريبة تزرب من عنق السماء.
ويكون قارعو الطبول على حافة بئر النوستالجيا.
ويكون البصر حديدا.
والقوارب ملآى بالمصابيح والأرز.
وفصوص الحكم في متناول المدلجين.



#فتحي_مهذب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى الله
- لتأويل أزهار الجنازة
- أمير نائم في زورق هادىء
- صمتي إوزة نافقة على الرصيف
- قيامة ريتا
- أيها الرب
- أروض متناقضاتي في دار الأوبرا
- التنين الأبله
- حبات هايكوية
- قارئ جيد لأسرار الهاوية
- لأن العدم ينظف البندقية
- ذئاب عذبة لبرية الكلمات
- إلهاء البومة في قاع المفاصل
- شذرات برومثيوس
- حي بن يقظان
- آه أيتها الأشياء الجميلة
- الشجرة
- بسبب غيمتي المنزلية
- يوم القيامة
- تمثال جلجامش


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي مهذب - أيها النمر الأسود أيها النهار